تخطى إلى المحتوى

ربع الأردنيين مرضى نفسانيون

  • بواسطة
ربع الأردنيين مرضى نفسانيون..

الوكيل – الظروف المعيشية والمادية الصعبة، وقلة فرص العمل وغلاء الاسعار وغيرها من الاسباب التي دعت المواطن الاردني للوصول الى حالة من الارهاق النفساني والاكتئاب، ضغوطات الحياة وتراكمها تسبب الاذى النفساني الشديد في حال تعدت حدها المعقول القابل للاحتمال.مدير المركز الوطني للصحة النفسانية الدكتور نائل العدوان كان قد قدر أن ربع الأردنيين مصابون بأمراض نفسانية من مختلف طبقات المجتمع، مشيرا الى ان عدد مراجعي الأمراض النفسانية لوزارة الصحة ازداد في السنوات الأخيرة نظرا لتقدم الأقسام وتطور الطب النفساني، إضافة إلى توافر العلاجات، علما أن تكلفة العلاجات باهظة جدا.وأكد العدوان في تصريحات صحافية ان مرض القلق هو أكثر الأمراض النفسانية انتشارا في الأردن، وان أكثر المراجعين لوزارة الصحة هم مرضى الاكتئاب والهوس الاكتئابي والفصام.سبب ازدياد حالات الاكتئاب حسب العدوان يعود الى صعوبة الظروف الاجتماعية والضغوط اليومية والحروب والأزمات.ابو فارس الصفدي يعتقد ان النسبة التي تحدث عنها الدكتور العدوان والتي تشكل ربع الاردنيين تعد نسبة قليلة جدا على الاوضاع الراهنة، وبرأيه ان النسبة اعلى من ذلك بكثير ولكن توجد صعوبة بالاعلان عن النسبة الحقيقية.يضيف الصفدي انه وبغض النظر عن الصعوبات المحلية التي يعاني منها المواطن الاردني الان الا ان هناك عوامل اخرى تزيد من النسبة وهي الظروف الخارجية التي تمر بها الدول العربية من حروب وازمات، فهي ايضا تسبب الكثير من الاذى النفساني للمواطن الاردني خاصة عندما يرى عمليات القتل والارهاب التي تحدث فيها.الثلاثينية رندا الزعمط تقول انها ومنذ اكثر من عشر سنوات وهي تبحث عن فرصة عمل مناسبة بشكل معقول، ولكنها وحتى هذه اللحظة لم تجد اية وظيفة عمل تناسبها، لذا فهي لا تستغرب من حقيقة ان ربع الاردنيين مصابون بامراض نفسانية، فالصعوبات التي يواجهها المواطن الاردني ‘ثقيلة جدا’.الزعمط تملك شهادة جامعبة بتخصص ادارة الاعمال، وتقول انها لا تبحث عن وظيفة خيالية وانما وظيفة معقولة تستطيع من خلالها اعالة نفسها ومساعدة ذويها بمصاريف البيت، الا انها ومنذ اكثر من عشر سنوات اي منذ تخرجها من الجامعة لم تجد وظيفة مناسبة.دكتور علم النفس محمد الحباشنة قال لـ ‘العرب اليوم’ ان النسبة التي تحدث عنها الدكتور العدوان هي نسبة تقديرية وهي النسبة العالمية فعليا التي تقول بان 25 % من افراد المجتمع الواحد لديهم اضرابات نفسانية من الخفيف الى الشديد ومن غير الجدي الى الجدي.يرى الحباشنة ان النسبة التي تحدث عنها العدوان هي نسبة منطقية حسب الاحصاءات العالمية، ولكنه يعتقد بان النسبة الحقيقية هي اعلى بكثير، لاننا حاليا لسنا بمرحلة عادية فنحن نقع في منطقة حروب ومنطقة انحطاط اقتصادي واجتماعي وسياسي، فالنسبة الفعلية قد تصل الى 50 % من المواطنين يعانون من اضطرابات نفسانية.الاسباب التي ادت الى وجود اضطرابات نفسانية لدى المواطنين حسب الحباشنة تتعلق باننا حاليا نعيش في حالة تملؤها الضبابية في المبادئ والاخلاق، وضبابية في الحالة الاقتصادية وكذلك غموض المستقبل فيما يتعلق بالحياة الاقتصادية والمعيشية الخاصة، وهذه المرحلة لها ابعاد اجتماعية سلبية عديدة من ناحية التفكك الاسري على سبيل المثال.هذه العوامل جميعها وغيرها الكثير يعتقد الحباشنة بانها عوامل مؤثرة ومرسبة لحدوث اضطرابات نفسانية لدى العديد من المواطنين الاردنيين، واهم تلك العوامل حسب الحباشنة باننا دولة نتلقى نتائج ما بعد الحروب، لذلك فان اضطرابات ما بعد الصدمة موجودة عند الغالبية وهذه الصدمات تصب حاليا لدينا في مجتمعنا الاردني.يكمل الحباشنة بانه وطالما بقيت هذه الازمات موجودة فسنبقى نرى حالات عديدة من الاضطرابات النفسانية، وعلى ذلك فنحن نخرج من المعني البيولوجي للمرض النفساني الموجود في العالم الى معنى الضغوطات، وهذه الفئة ستضاف الى فئة الـ 25 % من الاضطرابات النفسانية الموجودة في العالم.وكانت دراسة غير رسمية لمختصين صدرت قبل أكثر من 5 سنوات قدّرت عدد الاردنيين المصابين بالأمراض النفسانية بـ مليون ونصف المليون شخص، من عدد السكان البالغ، في ذاك الوقت، ستة ملايين نسمة حينها، بمعنى أن عدد الأردنيين المصابين بأمراض نفسانية حالياً مليون و750 الف مصاب.العرب اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.