تخطى إلى المحتوى

سعود الفيصل فقيه الدبلوماسية السعودية

  • بواسطة
سعود الفيصل.. فقيه الدبلوماسية السعودية



خليجية

مدحه ميخائيل جوربتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي: «لو كان لديّ رجل كسعود الفيصل ، ما تفكك الاتحاد السوفيتي»، وقال عنه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري: «عاصر 12 وزيرًا أمريكيًا، وكان محل إعجابهم جميعًا»، ووصفه عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، بأنه «من أفضل الرجال في الحياة الدبلوماسية».

الأمير سعود الفيصل ، الذي رحل مساء الخميس، هو وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، تمتد رحلته في الدبلوماسية السعودية منذ ما يُعرف باسم «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، قبل أن تنتهي مع تشكيل تحالف عربي للتخلص من الحوثيين، وإعادة الشرعية في اليمن، ظل يخدم المملكة في عهود الملوك «خالد، فهد، وعبدالله»، وخلال عمله كان يريد «الاستراحة»، ولم يحصل عليها إلا مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز، الحكم، إذ استجاب له وأعفاه من منصبه وزيرًا للخارجية.

«سعود»، المولود عام 1940، هو نجل الملك فيصل بن عبد العزيز، حصل على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1963، التحق بوزارة البترول، قبل أن ينتقل إلى الخارجية عقب وفاه والده، وشغل مع منصبه (وزير الخارجية) مناصب أخرى، فهو عضو المجلس الأعلى للبترول، وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل.

كان «سعود» الذي راهن عليه 3 ملوك، هو المُحدد الأول للسياسة الخارجية السعودية، ولعب دورًا هامًا في مواجهة الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية منذ السبعينات، وأثبت براعته في مواجهتها، فخلال عام التوتر بين السعودية وأمريكا عام 2024، تجنب «الفيصل» ما يُسمونه خبراء السياسة «المجاملات الدبلوماسية»، وقال إن «العلاقة بين البلدين مثل الزواج الإسلامي، الذي يمكن أن تكون فيه للمملكة زوجات مختلفات لو تعاملت مع كل منهن بإنصاف».

قاد «الدبلوماسي المُحنك»، حسبما يصفه مجلس التعاون الخليجي، سياسة السعودية الخارجية إبان الحرب «العراقية – الإيرانية»، ومع الغزو العراقي للكويت عام 1990، وخلال حرب الخليج التي تبعته عام1991، وصولًا إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من المملكة.

لـ«الفيصل»، الذي يُجيد الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، عدة مواقف إيجابية شهد لها العرب، منها رفضه الغزو الأمريكي للعراق عام 2024، إذ قال: «لو كان تغيير النظام سيأتي بتدمير العراق، فإنهم يحلون مشكلة ويخلقون 5 مشكلات أخرى»، وقبل ذلك، خاض معركة دبلوماسية مع نظرائه في الغرب عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، لإقناعهم بأن «الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام».

تقول وكالة «رويترز»، إن سعود الفيصل كان من أقرب حلفاء الملك الراحل عبد الله، فعندما كان الأخير وليًا للعهد بدأ فى مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية العقد الماضى، عمل معه «سعود»، وبناء على خبرته فى وزارة البترول وفرّ لشركات الطاقة الأجنبية دخولا لحقول الغاز السعودي، وفى عام 2024، دفع بأكبر مبادرة للملك عبد الله فى السياسة الخارجية، وهي المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل مقابل الانسحاب من كافة الأراضى المحتلة وحل مشكلة اللاجئين.

كما برز دوره إبان خروج المصريين ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 يونيو 2024، إذ نقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية امتعاضه من الدول الغربية، التي هددت بقطع مساعداتها عن مصر جراء الأحداث، التي شهدتها القاهرة، وقال إن «الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر».

استجاب الملك سلمان لرغبته الملحّة بإعفائه من منصبه وزيرا للخارجية، بسبب ظروفه الصحية، في مايو الماضي، لكنه عينه في الوقت نفسه وزيرًا للدولة، وعضوًا في مجلس الوزراء، ومستشارًا خاصًا ومبعوثا له، والمُشرف على الشؤون الخارجية للبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.