وبالتالي فإن مرحلة الانفصال هذه تمثل خطوة مهمة ومؤثرة في حياته لذلك يجب أن يتم الاختيار علي أسس سليمة وواضحة منذ البداية. ومن الأفضل دائما أن تبدأ عملية البحث مبكرا للتعرف علي الحضانات المتاحة ومدي ملاءمتها للأم والطفل.
وعن كيفية اختيار الحضانة المناسبة توضح مني أحمد ـ خبيرة تربوية ـ أن هناك شروطا أساسية يجب توافرها في الحضانة وتشمل نظافة المكان وجودة التهوية, ومدي توافر عوامل الأمان وملاءمة مواعيد العمل والاجازات الإسبوعية والسنوية لظروف الأم مجهزة بشكل جيد لاستقبال الطفل حسب سنه عن طريق توفير اللعب والأدوات المناسبة لكل مرحلة سنية.
وتضيف الخبيرة التربوية ان الحضانات مثل المدارس في طرق التعليم, فلكل منها منهج وأساليب. فهناك حضانات تركز علي تعليم اللغات وأخري تركز علي الدين وأخري اكثر تخصصا مثل حضانات, المونتسوري والتي تكون اكثر سعرا نظرا لارتفاع تكاليف الأدوات المستخدمة بها ومرتبات المدرسين المؤهلين للتدريس بها لذلك يجب علي الوالدين ان يحددوا اولا اولوياتهما ونوع المدرسة التي سيلتحق بها الطفل بعد ذلك حتي يسهل عليهما عملية اختيار الحضانة وبصفة عامة يمكن ان نقول إن الحضانات الأقل كثافة هي الأفضل للطفل الذي يترك بيته لأول مرة لأنه يشعر فيها بالأمان لأن العدد محدود, وبالتالي يكون معروفا بالاسم, وكذلك أفراد أسرته وهو ما يؤهله فيما بعد لمجتمع المدرسة الأوسع… ويجب اعداد الطفل وتهيئته قبلها بفترة من خلال شراء حقيبة جذابة للحضانة والتحدث معه عن أصدقائهم ومعارفهم الذين سبقوه للحضانة, ويجب التأني في الاختيار وعدم التذبذب في الآراء, لأن الانتقال من حضانة لأخري يؤثر علي نفسية الطفل ومن ثم علي سلوكه المدرسي في المستقبل.
وتوضح أنه في حالة عدم اتخاذ القرار يجب ألا تتم المناقشة أمام الطفل لأننا بذلك ننقل القلق إليه لا شعوريا.. وهناك خطأ شائع يقوم به الآباء عند اختيار الحضانة وهو اصطحاب الطفل معهم وسؤاله عن رأيه, وفي الغالب تشمل الجولة عدة حضانات وهو أمر غير مستحب علي الإطلاق, ومن الأفضل اصطحابه بعد الاستقرار علي الحضانة المناسبة, ثم تبدأ عملية التعريف بها تدريجيا.. ولا مانع من بقاء الأم معه في الفترة الأولي لالتحاقه بالحضانة لازالة الرهبة حتي يبدأ في الاندماج مع أقرانه.
وتؤكد الخبيرة التربوية وجود نسبة قلق طبيعية عند الأم نتيجة انفصالها عن الطفل ولكن يجب عليها عدم المبالغة في هذا القلق حتي يزول تدريجيا.
وعليها أن تعتمد الي حد كبير علي راحتها النفسية وإحساسها بالمكان, لأن هذا الإحساس هو العنصر الأساسي في عملية الاختيار.