شروط السيسي الخمسة للصلح مع الإخوان
17/3/2014
المشير السيسي لا يمانع في عقد مصالحة شاملة مع تنظيم الإخوان وفق حزمة من الشروط المحددة مقابل عودة التنظيم إلى المشهد السياسي.
القاهرة – (خاص) من محمد بركة
تتوالى التلميحات التي تشير إلى أنّ المشير عبد الفتاح السيسي لا يمانع في عقد مصالحة شاملة مع تنظيم الإخوان وفق حزمة من الشروط المحددة مقابل عودة التنظيم إلى المشهد السياسي والتوقف عن ملاحقة أنصاره أمنياً والإفراج الفوري عن عناصره التي لم يثبت تورطها في عنف وتلك التي لم توجه إليها – حتى الآن – تهم محددة.
ومن هذه التلميحات ما قاله السيسي في أحد لقاءاته مؤخراً من أنه يأمل أن يكون "الشباب المغرّر به" – في إشارة إلى شباب الجماعة – قد استوعب الموقف بعد مرور 8 أشهر على تدخل الجيش لعزل مرسي واستعدّ لفتح صفحة جديدة مع الوطن.
كما أكد السياسي البارز عمرو موسى – الذي يٌنظر إليه باعتباره أكثر السياسيين قرباً من قائد الجيش – أنّ السيسي لا يمانع في عقد مصالحة مع الإخوان "إذا هم التزموا بالدستور". تصريحات موسى الصحفية واكبتها سلسلة مقالات من كتاب صحفيين مقربين من المشير يمكن أن نصفها بأنها تمهد الرأي العام لقبول فكرة المصالحة، وهو القبول الذي لن يكون سهلاً على إثر موجة الإرهاب التي
تضرب البلاد ويٌعتقد أنّ الإخوان ضالعون فيها بشكل أساسي.
ويأتي على رأس هذه الشروط التي يمكن للمتابع أن يرصدها تخلي الإخوان عن "المتاجرة بالدم" والتوقف فوراً عن تصوير فض اعتصام ميدان رابعة العدوية على أنه "مظلومية" العصر و"كربلاء الجديدة" حيث تذهب تقديرات الجماعة إلى أنّ ضحايا فض الاعتصام تتراوح من ستة إلى عشرة آلاف قتيل، بينما يؤكد تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان أنهم أقل من 400 ضحية.
ويترتب على هذه الخطوة التوقف فوراً عن ممارسات العنف وسياسة "الأرض المحروقة" التي تنتهجها الجماعة سواء عبر ممارسات أنصارها أو تقديم الدعم لحلفائها من الجماعات التكفيرية المتشددة التي تخوض حرباً مفتوحة ضد سلطات الحكم الانتقالي. ورسالة السيسي هنا: الدولة لن تركع للإرهاب لكنها تمد يدها لمن تاب وأناب.
وتتضمن الشروط أيضاً تخلي الجماعة عما يعتبره مقرّبون من السيسي "وهم الشرعية وأسطورة عودة مرسي" مؤكدين أنّ التنظيم نفسه هو أول من يدرك استحالة ذلك وبالتالي فلا داعي "للمزايدات السياسية".
ويتمثل الشرط الرابع في الفصل التام بين ما هو "دعوي" وما هو" سياسي" في نشاط الجماعة حين تعود للمشهد العام، بمعنى أن تحدد بوضوح هل تريد أن تكون حزباً سياسياً أم جماعة دعوية تهدف إلى نشر مكارم الأخلاق حيث لن يتم السماح مطلقاً بوجود فصيل يضع قدماً في الدين وأخرى في السياسة. والفكرة هنا أنّ كل المعاناة التي شهدها المجتمع المصري مع الإخوان كان مردها هذا الخلط.
الشرط الأخير يتعلق بظهور قيادة شبابية تقود تنظيم الإخوان بعيداً عن فكر قيادات مكتب إرشاد الجماعة من العجائز الذين انتموا لفكر سيد قطب المتشدد ولم تكن لديهم المرونة الفكرية الكافية للتعامل مع متغيرات العصر والنتيجة أنهم أوردوا التنظيم موارد التهلكة. والهدف هنا هو أن تقطع هذه القيادة الشبابية الصلة مع الماضي العنيف للجماعة وتعمل في إطار المفهوم الحضاري لأخلاق الدين الإسلامي بالتناغم مع المبادئ الوطنية المصرية.