* إن الفكر القرآني النقي لا يستطيع أن يثابر عليه ويتحمل من أجله المشاق وما يلاقيه من المغرضين إلا كل صاحب عقيدة سليمة خالية من الشرك والوثنية في الاعتقاد .
* ومهما حاول المنافقون ( المخادعون) وهم موجودين منذ أن وجد الانسان على سطح الأرض وحتى قيام الساعة ، وهم يستترون في ثوب الفكر وحرية الاعتقاد والتعبير ويتخفون بطرق عديدة وصفات محددة يحاولون التحلي بها ولكنهم في الحقيقة تجدهم عكس ذلك .
المزيد مثل هذا المقال :
من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن (1)
وضوح القرآن وإبطال شبهة غموضه
كيف نفهم القرأن الكريم
نظرة فى حال المسلمين اليوم بمنظار قرآنى
دعوة لأهل القرآن لتفعيل مشروع جامعة ( أهل القرآن )
من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن (4)
حلاوة صوت القرآن!
دليل جديد على العدد 6236 عدد آيات القرآن
أولى صفاتهم ـ أن يجعلوا لله الأ&alde;نداد
والند هو المثيل والشبيه والمساوي ونجد أنهم يتخذون الأنداد
* إما في صورة أن يتخذوا البشر أنداد ويقدسونهم مثل تقديس الله أو أكثر
* وإما أن يتخذوا كتب يقدسونها أكثر من تقديس القرآن الكريم
* لذلك تجدهم غير قادرين على تحمل ومسايرة الفكر القرآني النقي الخالي من الشرك والوثنية ، لأنهم لا يطيقون أن يعبدوا الله بدون أن يجعلوا لله أنداداً ، والأنداد تختلف باختلاف العصر والثقافة يقول الله تعالى لكي يذكرهم بما هم فيه من نعم لعلهم يتركوا ما يشركون مع الله من أنداد {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) والآية تؤكد أنهم في حال كونهم يتخذون الأنداد يعلمون ذلك ، وكنت في الماضي لا أدرك هذه الحقيقة إلى أن قرأت هذه الآية الكريمة بتدبر ووجدت في نهايتها أن الله سبحانه وتعالى يؤكد أنهم يعلمون أنهم يجعلون الأنداد لله في نهاية الآية .
* وفي أيام نوح عليه السلام يقول الله تعالى {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }نوح23 .
* وفي أيام ابراهيم عليه السلام كانوا يتخذون أنداداً من التماثيل التي يصنعونها
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }الأنبياء52 ونكلوا باراهيم وألقوه في النار حقدا عليه لأنه أخلص وجهه لعبادة الله فقط ، دون أن يتخذ هذه الأنداد ( الأوثان) أو الأصنام أنداداً من دون الله، وتأتي بقية قصة ابراهيم في الآيات التالية من نفس السورة حتى الآية 70.
* وكانت الأنداد في أيام موسى ( العجل الذهبي) يقول تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152. * وفي أيام عيسى عليه السلام اتخذوا عيسى ابن مريم وأمه الهين من دون الله يقول تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة116 .
* ويقول الله تعالى عن جميع البشر في كل عصر عن اتخاذهم الأنداد والأولياء من دون الله يقول الله تعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3 * إن الفكر القرآني المستمد من القرآن المجيد ولا شيء غيره هو كالكاشف الكيميائي الذي يكشف العناصر الدخيلة والخبيثة – غير النقية – التي تنهار وتتفكك بمجرد تعرضها للكاشف وقوة الكاشف ( القرآن) ، والفكر القرآني والاجتهادات العلمية المستندة للقرآن .
إن هؤلاء المخادعون لا يعملون إلا في الظلام وفي الخفاء ، إنهم لا يستطيعون تحمل النور، نور العلم والمعرفة العقلية المستمدة من الكتاب العزيز وهو القرآن الكريم، قولا وعملا واعتقاداً، وليس شعاراً كما يرفعه المخادعون الذين يزعمون كذباً أنهم يؤمنون بالله وباليوم الآخر كما جاء في القرآن وليس كما جاء في كتب الأنداد والحقيقة تثبت عكس ذلك .
*وباقي صفات المخادعين
ذكرتها بالتفصيل الآيات الكريمة يقول تعالى في سورة البقرة{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ 14)اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) ويقول تعالى عن صفاتهم أيضاً في سورة النساء {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142 * إن هذا النمط وهذا النوع المخادع يدَّعُون كذباً الإيمان بالله وباليوم الآخر كما جاء في القرآن الكريم وتصور لهم خيلاتهم المريضة أنهم يستطيعون أن يخادعوا المولى عز وجل وأن يأخذوا منهجاً آخر بجانب القرآن لكي يؤمنوا به، ويوهمون أنفسهم أن الله سيتغاضى عن اعتقادهم هذا ، ونسوا أن الله تعالى يعلم السر وأخفى، وأنه تعالى لا يقبل الشرك مطلقاً ولا أن يلجأ أحد إلى ما يخالف كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
* ليس هذا فحسب بل يلجأون إلى خداع المؤمنين ويدَّعون دوماً أنهم المؤمنون والأتقياء والمطيعون لله وكتابه ، ويحلفون أمام المؤمنين بالقرآن أنهم منهم وأنهم رفقاء لهم في عقيدتهم وهذا كذب ومحض افتراء، يخادعون المؤمنبن ويدعون أمامهم أنهم لا يبغون سوى الحقيقة والحق ومعرفة الشرع .
* ويريدون التعلم والعمل بما يعلموا مع المؤمنين وهذا من درب الخداع للمؤمنين وكأن الله سيقبل منهم ذلك !! وتأتي الآية الكريمة وتؤكد أنهم ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )(9)من سورة البقرة .
*إذن في عدم شعورهم بأنهم غير مخادعين تؤكد الآيات أنهم مخادعون وأنهم في قلوبهم مرض وهذا المرض القلبي هو مرض نفسي يحتاج إلى بحث آخر .
* إنهم يدٌّعون الصلاح والإصلاح مع أنك إذا ذكّرتهم بإفسادهم في الأرض وبإضلالهم الناس من خلال الدعوة إلى غير كتاب الله من أقوال البشر إدّعُوا وزعموا أنهم يصلحون ويدعون إلى سبيل الله !!
* عدم الشعور بما يقترفونه من آثام في حق الله وفي حق كتابه العزيز وفي حق المؤمنين بكتاب الله المجيد دون غيره من الكتب البشرية هو من قَبِيلْ اتخاذ الأنداد مع الله !!
* إنهم يماسون الإفساد ولكنهم لا يشعرون ويدَّعون أنهم عكس ذلك إذا وُضِعوا في موضع المواجهة مع المؤمنين بالحوار الصريح، أما إذا خلوا بأنفسهم وخلوْا إلى شياطينهم من الإنس والجن اعترفوا بما يخفون في نفوسهم
* اعترفوا بحقيقة شعورهم ونفوسهم المريضة أنهم يستهزؤون بالمؤمنين وبكتاب الله العزيز لأغراض في نفوسهم ألا وهى الكبر عن آيات الله
* في حقيقة الأمر أن الله يستهزئ بهم وفي نفس الوقت يزين لهم الشيطان عملهم لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، وهذا جزاءاً لهم وفاقاً لأنهم أرادوا أن يخادعون الله ويخدعون الذين آمنوا وكانوا من المستهزئين .
* إن من ظلموا الرسول الكريم محمد عليه السلام وكذبوا عليه وآمنوا بأكاذيب تسيء للرسول وللإسلام وأساءوا إلى أزواج الرسول ـ أمهات المؤمنين ـ نجد أنه ليس غريباً عليهم أن يسيئوا القول والظن بكل عالم مجتهد وبكل مفكر مصلح يريد للمسلمين أن ينقوا عقائدهم من كل ما لحق بها من زيف وزور باطل يخالف صحيح العقيدة في آيات الذكر الحكيم(القرآن)، إن الله سبحانه وتعالى قد وصفهم في كتابه الكريم بأوصاف كثيرة تحتاج إلى كتاب وليس مقال أو عدة مقالات.
* وفي النهاية إنهم يشترون الضلالة بالهدى وهذه التجارة وهذه الصفقة خاسرة بالنص الإلهي، وأنهم فقدوا الهدى وتاهوا في غياهب الضلال . ويريدون منا أن نسايرهم ونعيش معهم في هذا الضلال بعد أن هدانا الله تعالى إلى كتابه الكريم و طريقه المستقيم ، الذي ندعوا الله تعالى أن يثبت أقدامنا عليه إلى يوم أن نلقاه يوم الدين .