اعتبر الكاتب "سين فلاهرتي" -في مقال له بصحيفة بوسطن جلوبال- أن واشنطن باتت تمتلك فرصة نادرة لاستخدام النفط كسلاح اقتصادي إذا أخذت في الاعتبار رفع الحظر المفروض على صادراتها من النفط الخام، الذي دام 40 عامًا. وأشار الكاتب إلى أن الأسباب التي فرضت على إثرها أمريكا الحظر الجزئي في السبعينيات، ردًّا على المخاوف من سيطرة شركات النفط الكبرى (الأخوات السبع) والقوى النفطية الكبرى التي دامت قوتها لأكثر من 40 عامًا، في إمدادات وأسعار النفط العالمية، أصبحت غير موجودة الآن. ولفت الكاتب إلى أن بعض منتجي النفط بأوبك -ومنهم على سبيل المثال المملكة العربية السعودية- أصبحت الآن تبيع معظم إنتاجها من النفط لعملاء محددين بأسعار متفق عليها، وأصبحت غير قادرة على الاستفادة من وضعها في السوق إذا ما قررت حجب التصدير. وأوضح أن منظمة أوبك تعمل حاليًا كما لو كانت مضادًّا للكارتل النفطي (الأخوات السبع الشركات الكبرى في النفط)؛ حيث يتنافس أعضاء أوبك في ما بينهم حاليًا لبيع النفط بأسعار أقل، بالتزامن مع انخفاض الأسعار. وألمح الكاتب إلى أنه في حال ما استمر هذا السلوك، مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف العملات (اقتصادها)، فسيكون من العسير أن يظل عدد من هذه الدول في حالة صداقة مع الولايات المتحدة أو حلفائها. وذكر أن السياسة والاقتصاد والنفط، دائمًا ما تكون بيئة معقدة، ويبقى رد فعل المستهلك والبيئة المحيطة بالغ الأهمية، لكن فكرة أن الولايات المتحدة أصبحت لديها القدرة على التأثير على المنظومة العالمية من خلال النفط، لا يمكن إغفالها، حيث إنه لأول مرة -منذ نصف قرن- أصبح لدينا الفرصة لاستخدام النفط كسلاح اقتصادي.