استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة كنت أمارس العادة السرية، وبالخطأ أدخلت إصبعي في المهبل، فشعرت بأنني جرحت نفسي، ورأيت دماً في يدي، ولم تكن أظافري طويلة، ولكنها حادة جداً، وبعدها بقليل نزلت مني الدورة.
أنا خائفة جداً -يا دكتورة- فهل فقدت عذريتي؟ أريحيني جزاك الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يؤسفني -يا ابنتي- معرفة أنك تمارسين هذه العادة القبيحة والمنافية للفطرة، والتي لا تجلب على الفتاة إلا الهم والكرب، وتتركها فريسة للمخاوف والوساوس.
وأنصحك بترك هذه الممارسة الضارة، والتي تهين النفس والبدن، فجسمك لا يحتاج إلى أي ممارسة لتفريغ الرغبة الجنسية قبل الزواج، والمهم هو أن تقومي بالابتعاد عن كل ما يثير الغريزة ويؤججها، وستجدين حينها بأن الرغبة الجنسية هي رغبة سهلة التطويع، إلى أن يرزقك الله -عز وجل- بالزواج، وتذكري دوماً بأن جسمك لم يخلق للعبث، بل هو أمانة عندك ستسألين عنها يوم القيامة، فحافظي على هذه الأمانة.
وبالنسبة لما حدث معك، أقول لك: إذا لم يكن إصبعك قد دخل في المهبل لمسافة تتجاوز 2 سم، فمعنى هذا بأنه لم يلامس غشاء البكارة، وأن الغشاء سليم ولم يصب بأي أذية -إن شاء الله-، والدم الذي شاهدتيه هو من دم الدورة، ولكنه نزل مبكراً بسبب الإثارة والتهيج، الذي يرافق ممارسة العادة السرية.
أما إذا كان إصبعك قد دخل لمسافة تتجاوز 2 سم، خاصة إن كنت قد شعرت حينها بشيء من المقاومة، أو شعرت بالألم، فهنا -وعلى الأرجح- بأن الغشاء قد حدث فيه تمزقاً، ولكن في الغالبية العظمى في مثل هذه الحالات، يكون هذا التمزق بسيطاً، أي لا يفقد العذرية بشكل كامل، بل بشكل جزئي فقط.
إذاً -يا ابنتي- أطمئنك بأن الأذية التي تحدث من إدخال الإصبع, هي في العادة أذية جزئية وليست كاملة، أي أنها لن تفقدك كامل العذرية؛ لأن التمزق يكون قد حدث في منطقة، أو حافة واحدة من حواف الغشاء، أما بقية مناطق الغشاء، فإنها ستكون سليمة -بإذن الله-، وفي مثل هذه الحالة يمكنك الزواج من دون أن ينكشف الامر، وفي ليلة الزواج ستحدث تمزقات جديدة في المناطق السليمة من الغشاء؛ لأن العضو الذكري أكبر حجماً من الإصبع، مما يؤدي إلى حدوث الألم ونزول الدم، ويستر الأمر -بإذن الله تعالى-.
إذاً- يا عزيزتي- إن الوضع عندك يعتمد على المسافة التي تم فيها إدخال الإصبع، وأسوأ احتمال يمكن أن يكون قد حدث، هو أن يكون الغشاء قد أصيب بتمزق، ولكنه تمزق جزئي فقط، وهذا لا يمنعك من الزواج، بل يمكن لك الزواج كأي فتاة طبيعية من دون أن ينكشف الأمر -بإذن الله تعالى-.
نسأله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائماً.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة: رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي: مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمةَ- في استشارات إسلام ويب، فقد أفادتك الأخت الدكتورة رغدة -جزاها الله تعالى خيرًا- بكثير من النصائح والوصايا التي فيها نفع كبير لك، ونتمنى أن تأخذيها مأخذ الجد، وأن تُجاهدي نفسك للعمل بها، وقد طمأنتك عن الجانب الذي يُخيفك، وبقي نحن أن نذكرك بالجانب الشرعي، وهو أشد خوفًا، فعواقبه أشد إيلامًا، وعقوباته أكثر ضررًا، ولذا ينبغي أن تأخذيه في الاعتبار، وأن تُحاسبي نفسك على الإخلال به.
فنصيحتنا لك أن تراقبي الله تعالى في خلواتك، وأن تعلمي أنه يراك، مُطلعٌ عليك، وأنه لا يُحبُّ أن يراك على معصيةٍ من المعاصي، والاستمناء -أو ما يُسميه الناس بالعادة السرية- أكثر فقهاء المسلمين يرون أنه من المحرمات، وأن القرآن حذّر منه في قول الله سبحانه وتعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}، فالاعتداء مظاهره كثيرة، ويشمله قضاء الشهوة في غير ما أباحه الله تعالى.
وكوني على ثقة -أيتهَا البنت الكريمةَ- من أن الفعل المحرم لا يجلب للنفس السكينة، ولا الهدوء ولا السعادة، بل إن الاضطراب والقلق قرينا المعصية، والوقوع فيما نهى الله تعالى، واعلمي كذلك أن الإنسان قد يُحرم الكثير من الأرزاق والخيرات، بسبب ذنوبه ومعاصيه، فنصيحتنا لك أن تُحسِّني علاقتك بالله بالوقوف عند حدوده، والقيام بفرائضه، واعلمي أن طاعتك لله تعالى هي خير ما يجلب لك الأرزاق الحسنة، وأن معصيتك لله هي التي تحول بينك وبين ما تتمنينه من السعادة والرزق، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه).
خير ما نوصيك به -أيتهَا البنت الكريمةَ- أن تجنبي نفسك أسباب الإثارة، مرئيةً أو مسموعةً أو غير ذلك، وأن تُحاولي ملء وقتك وفراغك بالشيء النافع في أمر الدين أو أمر الدنيا، وأن تُكثري من مجالسة النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وأن تُشاركيهنَّ بعض الأنشطة والأعمال التي تعود عليك بالنفع، وحاولي دائمًا أن تشغلي نفسك بالنافع، لئلا تشغلك هي بالضار، فالنفس إن لم تشغليها بالحق شغلتك بالباطل، وأكثري من الصيام في النوافل، فإنه يُقلل الشهوة، ويُهذب النفس، ويُقربك إلى الله تعالى.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.
منقووووووووووول