تخطى إلى المحتوى

كِبَر أنفي سبّب لي الإحراج.

كِبَر أنفي سبّب لي الإحراج.
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبٌ جامعيٌ في المرحلة الأولى، أبلغ من العمر 20 سنةً، عندما ينظر إليّ زملائي في الجامعة _وحتى في حياتي اليومية_ أعاني من اضطراباتٍ نفسيةٍ وعدم الارتياح، وسبب ذلك أنفي الكبير _الحمد لله على تمام الخلقة والعقل_ أخشى بأن يعيبوا عليّ، ودائماً ألجأ إلى الابتعاد عنهم وعدم الاختلاط بهم قدر الإمكان، وقد أصبحت أكره أن أذهب إلى الجامعة، ووصلت إلى درجةٍ بأن أترك الجامعة وسبب كل ذلك أنفي الكبير، فقد أثّر على شخصيتي؛ وقلّل من أدائي في الحياة؛ ومن مواجهة الأشخاص والمجتمع؛

أرجو من حضراتكم أن ترشدوني ماذا أفعل؟ فأنا في وضعٍ محرجٍ ولا يُحسد عليه.

اسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم، ويجزيكم خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: ما تعاني منه ربما يكون من أعراض الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه الصورة الذهنية التي تكوّنت عن شكلك الخارجي.

فلا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهى أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب والكمال لله وحده. فما دام هذا خلق الله وليس لنا فيه قدرة ولا حيلة لماذا لا نتقبل ذلك!

فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتجٌ عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيّم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

فنقول لك هل مظهر الوجه _ابننا العزيز_ هو المعيار والمقياس لشخصيتك أم أن هناك العديد من الصفات غير المرئية هي التي تعبّر عن شخصيتك؟ أين العقل؟ أين الأخلاق؟ أين التدين؟ أين الثقافة والمعرفة؟ وأين وأين؟

الذي نريده منك هو أن تفكر في الجوهر وليس في المظهر فالمظهر قابلٌ للتغيير ولكن يبقى الجوهر كما هو، فالمولى عزَ وجلَ ينظر إلى قلوبنا لا إلى صورنا وأشكالنا، فالمعيار الحقيقي هو التقوى.

لذلك نقول لك _ابننا العزيز_ مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها: المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسبابٍ واهيةٍ، فحاول رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي فسيكون الأمر طبيعياً _إن شاء الله_.

فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئاً فشيئا، في البداية تعلّم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقةٍ فيها احترامٌ وتقديرٌ للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها، وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنمها ولا تتردد بل انتهج نهج المبادأة وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

وإليك بعض الإرشادات ستساعدك _إن شاء الله_ في التغلب على المشكلة:

1- تذكرك أنك لم تفعل شيئاً فاضحٍ حتى تنطوي وتستحي وتبتعد عن مخالطة الناس في المناسبات، بل فسّر نظرة الناس إليك تفسيراً إيجابياً، فسيتعود الناس على منظر أنفك ويصبح الأمر غير ملفتٍ للنظر.

2- التزم بفعل الطاعات وتجنب فعل المنكرات لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عزَ وجلَ، فإذا كنت مع القوي فستكون _إن شاء الله_ أقوى، ولا تخاف من أي مخلوقٍ مهما كانت مكانته أو جنسه.

3- قم بتعديد صفاتك الإيجابية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، ولا تحقر ما عندك من قدراتٍ وإمكانياتٍ.

4- ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين الذين لهم صفاتٌ وخصائصٌ لا تملكها أنت، بل انظر إلى من هم أقل منك واحمد الله على نعمِهِ وتطلع إلى الأحسن والأفضل.

5- عرّض نفسك للمواقف التي تخاف منها إذا لزم الأمر ولا تنسحب فإن ذلك يساعد في التغلب على المشكلة ويقلل الخوف والتوتر.

6- إذا نظرت إلى وجهك في المرآة قل الحمد لله الذي حسّن خلقي وخُلقي.

متّعك الله تعالى بالصحة والعافية.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.