استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع.
أنا شاب أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، وأعاني من وساوس قهرية كثيرة، ولقد اعتدت عليها وأصبحت أفهمها جيداً وأتجاهلها، ولدي العديد من الوساس التي تضايقني، فمثلاً لا أستطيع النوم لوحدي يجب أن يكون هنالك شخص لكي أستطيع أن أنام، كذلك بعض الأفكار في سب الله عز وجل، والصلاة أمام الناس كي يشاهدوني أصلي، بالإضافة إلى ذلك أقوم بعد خطواتي عند صعود السلم، ويجب أن تكون رقما معينا، وأقوم بجمع النقاط التي فوق الأحرف عند سماعها.
لقد سمعت عن دواء بروزاك، ولكني أخاف من تناول الأدوية حتى لا يزداد لديّ المرض عندما أتوقف عن تناوله، وأنا لا أريد العلاج بالأدوية الطبية، فهل هنالك علاج للوسواس القهري غير الأدوية الطبية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل أنت تعاني من أنماط مختلفة من الوسواس القهري، والوساوس تكثر في فترة اليفاعة لدى بعض الناس، أما أسبابها فهي غير معروفة بالكليَّة، لكن هنالك نظريات، هنالك من يقول أن العوامل الوراثية تلعب فيها دورًا كبيرًا، والسبب الثاني: قد يكون أن الإنسان تعرضَ لشيء من المخاوف في صغره، أو بُنيت لديه أفكار خاطئة حول سلوكٍ معينٍ، وبعد ذلك بدأ يوسوس حوله ويحدث نوع من المبالغة في التفكير.
هنالك مدرسة تسمى بالمدرسة التحليلية ترى أن الوسواس ناتج من ضعف بعض الدافعات النفسية لدى بعض الناس، والبعض يتحدث عن أساليب التربية، فالتربية الحازمة في بدايات الطفولة ربما تكون من نتائجها الوساوس.
هذه نظريات لا أعتقد أنها كلها صحيحة، النظرية القوية الآن والتى يُعتدُّ بها تمامًا هي النظرية البيولوجية، وهي أن الوساوس تنتج أو تستمر أو يُساعد في ظهورها اضطراب في كيمياء الدماغ في مناطق معينة، أهم منطقة تسمى بـ (نواة كوديت) يحدث نوع من عدم التوازن لمادة تسمى بالسيروتونين، هذا هو الذي يؤدي إلى ظهور الوسواس.
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم قابلية وراثية، أو أن شخصياتهم فيها نوع من القلق والتوتر: أعتقد أن هذه نظرية معقولة جدًّا وسليمة جدًّا، هنالك بالطبع وساوس شيطانية، وساوس الإغواء، وسواء الضلال، وساوس السقوط في الشهوات، هذه يلعب الشيطان فيها دورًا كبيرًا، وكل من يعاني من وسواس – أيًّا كان نوعه – عليه أن يُكثر من الاستغفار، وأن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم ومن وسوسته، وأن يُكثر من قراءة المعوذتين؛ لأن الشيطان يخنس حين يُذكر اسم الله تعالى، ويجب أن تكون لدينا قناعات كاملة بذلك.
وساوسك التي تعانين منها أراها وساوس طبية، تُعالج من خلال تحقيرها، عدم متابعتها، عدم تحليلها، لكن هذا قد لا يكفي؛ لأن الأدوية مطلوبة في هذه الحالات، حيث إن التوازن الكيميائي البيولوجي لا يتم إلا من خلال تناول الدواء، فأنا أنصحك – أيها الفاضل الكريم – بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، يُوجد الآن أدوية فعّالة أدوية ممتازة سليمة غير إدمانية، مدة العلاج الدوائي محددة ومعروفة، لا تحرم نفسك من هذه النعمة العظيمة، ولا تعيش مع عذاب الوساوس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
منقووووووووووول