( ليست أم..لكنها تستحق التكريم )
يحتفلون دائما بالمرأة الأم .ويهتمون بالمرأة المتزوجة.ويتناقشون في دور الأم في تربية أطفالها.وعن أهمية مراعاة العاملة المتزوجة .وعن وجوب التقاعد المبكر للمتزوجة.وعن تمديد إجازات الوضع للمتزوجة.وعن زيادة ساعات الرضاعة للمتزوجة.وعن حقوق كثيرة تتمتع بها المرأة الأم والمتزوجة.نحن حتما لا ننكر على الأم والمتزوجة دورها الكبير في بيتها والمجتمع.حتى في زمن تقوم فيه الخادمة بأغلب الأشياء.
لكن هل سأل أحدكم نفسه يوما ..ماذا عن المرأة غير المتزوجة. ألا تتعب في وظيفتها كالمتزوجة وتحتاج الى التقاعد المبكر؟ ألا تصاب بالمرض وبالإرهاق الصحي والنفسي وتحتاج الى مراعاة وتفهم لمعاناتها..هل خلقت غير المتزوجة من حديد؟فلا تكل ولاتمل ولا تتعب؟
فلماذا لانعيد حساباتنا من منطلق مبدأ ان الأم الحقيقية ليست التي أنجبت.بل هي التي ربت ورعت ! وماأكثرهن.ماأكثر الأمهات اللاتي لم ينجبن. ففي أغلب المنازل هناك (عمة) أو (خالة) لم تتزوج ولم تنجب.لكنها (ربت ورعت وأدبت)
فالخالة أو العمة غير المتزوجة..هي أم حقيقية لكثير من أبناء لم تنجبهم.انها تلك الفتاة التي تمارس أحيانا دور الابنة والأم والأب بين أرواح تحتاج وجودها لتستمر الحياة بهم! فهيالفتاة التي تمنح الآخرين من وقتها واهتمامها وصحتها الكثير..وتستقبل ضغوطات الحياة بصمت.فهي الام السرية أو غير السرية لأبناء أخوتها.انها الانسانة التي تعيش من أجل أحبتها..وتسفك أجمل العمر في رعايتهم.انها المرأة التي تؤدي دور الرجل في بيت أهلها..في وجود أب مسن.وأخوة سرقتهم مشاغل الحياة.انها الفتاة التي تمتليء قائمة هاتفها باسماء (الخياط والميكانيكي والدكتور و المطعم ومعلم الدروس الخصوصية) انها الانسانة التي تقترض من البنك وتقتطع من راتبها كي تمنح أحبتها حياة كريمة وترسم في قلوبهم فرحة بيضاء.فهي الأمان المادي لعائلتها.انهاالانسانة التي تستيقظ في الليل على إتصال والد مسن أو أم مريضة لتكمل بقية ليلها في غرف المشفى وأقسام الطواريء.انها الانسانة التي قد تبكي وحيدة وتحزن وحيدة كي تبقى في أعينهم جدار القوة الذي يستندون في لحظات ضعفهم عليه.انها الانسانة التي لاتنتظر ان يكبر الصغار كي يردوا لها الجميل أو كي تستند في أرذلها عليهم.انها الانسانة التي تحتفظ بأحلامها في داخلها.كي تحقق أحلامهم.
هذه الانسانة ألا تستحق التكريم.ألا تستحق كلمة تشعرها ان سنوات تضحياتها لم تذهب هباء. فابحثوا عن هذه الانسانة في حياتكم.فحتما أغلبنا ان لم يكن جميعنا سنكتشف وجود هذه الانسانة في محيطنا.لنحمل لها قلوبنا
ولنتذكرها بشيء بسيط.كما تذكرتنا دائما بأشياء لاتقدر بثمن
:smile (101):
للكاتبة شهرزاد