الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية لتوحيد صفوف مجلس التعاون الخليجي اتت ثمارها لتلتقي بالجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بهدف خلق مجال حيوي عربي متكاتف في هذه الاوقات الصعبة والتقلبات الكبيرة في سوريا والعراق ولبنان وليبيا، مما احدث ارتباكات كبيرة في الاقليم.
وجود مجلس التعاون كمنظمة اقليمية له اهمية بالغة في توحيد المواقف والتنسيق عوضا عن العمل المنفرد لدول المجلس، وحتى لا تتضارب الجهود مثل ما يحدث في ليبيا، وتتشتت الجهود وتضيع الفرص، فالسياسات الموحدة والتعاون في جميع المجالات تقدم فرصاً افضل ونتائج امثل.
الموقف الموحد سيساعد على مواجهة الارهاب ومنظماته المنتشرة في كل الارجاء وعبر القارات. الارهاب هو الطاعون الذي يفتك بالبلدان ويتعدى الحدود والارهاب، هو مع اسلحة الدمار الشامل نتاج الحرب الباردة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وقد استخدمت المنظمات الارهابية في صراعات الحرب الباردة بصورة غير محدودة من قبل الدول الكبرى التي اضحت هي ذاتها فريسة للارهاب الذي شجعته فيما مضى.
اليوم تقف الادارة الاميركية عاجزة عن وضع منظمات واحزاب على قائمة الارهاب، ولا احد يعلم اسباب عدم الادراج هذا. بعضهم يشير الى ان الادارة الاميركية ما زالت تستخدم هذه المنظمات في بعض البلدان، والبعض الآخر يشير الى مخاوف اميركية من ردود افعال يائسة قد تقوم بها بعض هذه الاحزاب ضد المصالح الاميركية. والكل يعلم بأن الولايات المتحدة قدمت في اوائل الثمانينات السلاح لتنظيم بن لادن، خصوصاً الدفاعات الجوية – صواريخ ستنغر.
وحدة مجلس التعاون ستساعد جميع دول العالم في خلق حالة من الاستقرار في الشرق الاوسط بعد طوفان من الارهاب، والفوضى التي قد تطول العالم بأسره.
والتحالف الذي نشأ بين السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية ستلحق به الكويت وقطر والبحرين وتونس والجزائر، وتلك هي الارضية الصلبة لبناء شرق اوسط جديد،
والخلاص النهائي من الإرهابيين والمزايدين على القضايا الوطنية.
غازي الجاسم