الوكيل- يشكو زبائن يتعاملون مع محلات ( الدراي كلين) من عدم مهنية البعض منها، حيث يلجأون اليها نظرا لضيق الوقت بحكم انهماكهم بالعمل ونتيجة لتغير انماط الحياة اليومية لكثير من الافراد والأسر.
ويشيرون الى ان بعض البقع تبقى عالقة بملابسهم نظرا لعدم استخدام مواد تنظيف اصلية ولعدم اعتناء عدد من تلك المحلات التي تعمل على خلط ملابس الزبائن عند غسلها , مشددين على أهمية عدم خلطها وغسل ملابس كل شخص على حدة خوفا من انتقال الجراثيم .
يضطر المواطن ناجح حمدان الى التعامل مع محلات الدراي كلين , رغم ان ملابسه لا يتم تنظيفها جيدا وتبقى البقع عالقة بها اضافة الى فقدانه لازرار القمصان احيانا وفقا لقوله ، مشيراً إلى أنه دائم التخوف من أساليب الغسيل التي تتبعها بعض المحلات من حيث النظافة حيث يؤكد ضرورة فرض رقابة على تلك المحال والاشراف الدائم عليها من قبل مالكها وعدم الاتكال على العمال .
من ناحيتها تقول المواطنة انتصار زيدان ‘انها لم تعد تتعامل مع محلات غسيل الملابس لانه يتم خلط ملابسها مع ملابس آخرين اذ تلجأ هذه المحلات لذلك بهدف توفير المصروفات من كهرباء وماء ومواد تنظيف، وهو ما يجعل تلك المغاسل بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم ‘ .
فيما يقول المواطن علي الناصر ان هناك مغاسل ملابس على مستوى عال من الاهتمام والنظافة ، ويعود ذلك للإشراف المباشر من قبل مالكها على العمال مشيرا الى انه وفي حال تعرض أي قطعة من ملابسه الى التلف يتم تعويضه بثمنها نقدا .
احد اصحاب محلات (الدراي كلين) , بلال , يشير الى انه يستقبل الملابس ويعمل على غسلها بعد تفحصها من حيث نوعية القماش والوانه وتنبيه الزبون لأي حالة تغير قد تحدث في القطعة لافتا الى ان التعليمات المطبوعة على أي قطعة ملابس تحوي الارشادات حول كيفية غسلها , لكن بعضا منها غير صحيح وهو بحكم خبرته قادر على التمييز .
ويقول انه وفي حال تعرض أي قطعة الى التلف يقوم بتعويض صاحبها بثمنها وهو امر نادر الحدوث نظرا لخبرته الواسعة في نوعية الاقمشة .
ويضيف ان البعض يتخوف من انتقال الجراثيم والبكتيريا اثناء عملية الغسيل واختلاط الملابس ببعضها مؤكدا ان مادة ( البيروكلور إيثيلين ) هي المستخدمة في الغسيل وان عملية التعقيم تتم كل دورة غسيل اضافة الى ان الغسالات إلكترونية، تقوم وحدها باستخدام مياه جديدة في كل غسلة . وحول عملية فرز الملابس يبين بلال انها تتم عن طريق وضع ملصق خاص يحمل رقما معينا على القطعة المراد تنظيفها وهي غير قابلة للذوبان وعليها رقم الفاتورة التي يحتفظ بها الزبون لاستلام ملابسه .
ويقول ان هناك بعض القطع لا يتسلمها اصحابها بسبب ظروف ما منعتهم مشيرا الى ان الفاتورة التي بحوزتهم تمهلهم مدة ثلاثة اشهر لتسلم ملابسهم , وبعد انتهاء تلك المدة يتم جمعها وتسليمها الى احدى الجمعيات الخيرية لتقوم بدورها بتوزيعها على المحتاجين والفقراء .
ويضيف ان الخاسر الأكبر من عدم الاهتمام بالنظافة هو محل غسل الملابس ذاته، لانه سيخسر زبائنه , فالزبون عندما يشعر بأن ملابسه غير نظيفة لن يتعامل مع المغسلة مرة اخرى .
ويطالب بضرورة الرقابة والتفتيش على محلات الدراي كلين ووضع ضوابط للحفاظ على حقوق اصحابها وزبائنهم ايضا , نظرا لعدم وجود جهة رقابية تشرف على تلك المحلات من حيث طريقة الغسيل والمواد المستخدمة فيها وغيرها من الامور.
رئيس قسم التراخيص ودائرة المهن في امانة عمان الكبرى المهندس حسين الخطيب يقول ان القسم مسؤول فقط عن اصدار رخص المهن وحرف الصناعات من الناحية التنظيمية للموقع .
ويضيف ان أي شخص يرغب بمزاولة اية مهنة عليه الحصول على هذه الرخصة , من خلال التقدم بطلب لدى القسم والحصول على اذن اشغال ضمن منطقة المحل ثم تقوم الامانة بالكشف على الموقع ومدى مطابقته للشروط باصدار الرخصة مشيرا الى ان القسم ليس له علاقة بالتفتيش والرقابة على تلك المحلات من الناحية الصحية , بل على الرخص فقط .
فيما يتمثل دور دائرة الرقابة الصحية بأمانة عمان كما تقول مديرتها الدكتورة ميرفت مهيرات بالتأكد من حصول المحل على الترخيص والموافقات وتحرير المخالفات في حال وجود مكاره صحية .
رئيس جمعية اطباء الجلدية والتناسلية , رئيس قسم الجلدية في مستشفى البشير الدكتور محمد العبادي يقول انه وفي حال عدم مراعاة المحل لشروط النظافة واختلاط ملابس الشخص السليم بالمريض فان ذلك يؤدي الى الحساسية والالتهابات الجلدية التي تنتقل بسبب وجود البكتيريا .
ويضيف وهو رئيس اختصاصيي الجلدية في وزارة الصحة ان هناك بعض المواد الكيماوية تسبب حساسية للجلد اذا لم تنظف الملابس جيدا ولم تكن معقمة مشيرا الى ان كل جرثومة لها درجة حرارة معينة تقتل عندها ولا تقتل كل الجراثيم عند نفس درجة الحرارة .
ويبين ان مرض الجرب يمكن ان ينتقل من شخص الى آخر في حال عدم نظافة الملابس التي يتم غسلها في محلات الدراي كلين .
مدير مديرية صحة البيئة بوزارة الصحة المهندس صلاح الحياري يقول ان المادة المستخدمة في عملية الدراي كلين هي بيرو كلور ايثلين ذات الاسم العلمي ل ‘ تترا كلوروايثيلين ‘ وهي مذيب عضوي يزيل البقع والزيوت والدهون العالقة بالملابس .
ويضيف ان هذه المادة مشروطة في قسم السلامة الكيماوية بالمديرية وتراقب مستوردها ومن يقوم ببيعها مشيرا الى تعدد استخداماتها , وهي تسبب اضرارا صحية فيما لو لامست الجلد كونها مادة مهيجة او ان الشخص الذي يقوم باستنشاق غبارها تسبب له السمية .
وتقول مفتش الصحة والسلامة المهنية في مديرية التفتيش بوزارة العمل المهندسة رند الاعرج ان المديرية تقوم بالتفتيش على تلك المحلات لجهة السلامة العامة وتوفير بيئة عمل آمنة للعمال واستخدام ادوات الوقاية الشخصية اثناء العمل لافتة الى ان الانتشار الكبير لتلك المحلات يحول دون زياراتها دائما بسبب محدودية المفتشين .
وتضيف ان قانون العمل الاردني مطبق على جميع مؤسسات القطاع الخاص من حيث الرقابة والتفتيش .(بترا)