استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة، وهي أني بعد التبول- أعزكم الله سبحانه- تنزل بعض قطرات البول، مما يسبب لي ضيقًا شديدًا، خاصة بعد أن أجدها سواء بعد الصلاة أو أثناءها، مما يجعلني أعيد الصلاة، ولكن -ولله الحمد- شفاني الله تعالى، لكن صار الأمر لي الآن حوالي سنة بعد التبول تبقى قطرات بسيطة، فأقوم بعصر القضيب، والتجفيف بالمناديل، والغسل بالماء، والقيام والجلوس لحين أتأكد من انقطاع تلك القطرات، فأغسل بالماء وأخرج، لكن الأمر يسبب لي ألمًا كبيرًا، كذلك تأخري لوقت كبير في الحمام.
قرأت قبل ذلك على الموقع أنه لا يلزمني عصر القضيب، لكني أخاف من أن تنزل قطرات بول في ثيابي، فتمنعني من الصلاة، خاصة أن معظم وقتي خارج البيت في العمل، أو أن أعود للوساوس والضيق، فماذا أفعل؟
عملت تحليل ووجدت عندي أملاح أوكسالات، وأخذ إبيماج فوار، لكني لا أستطيع أن أستمر أو أضبط جرعة الفوار، ولا أعلم هل هناك أقراص تستخدم في علاج الاوكسالات؟ كذلك أخبرني طبيب أن عندي غازات كثيرة في البطن، ورمل على الكلى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء.
ما قرأته -أيها الحبيب- أو سمعته من عدم وجوب عصر القضيب كلام صحيح، ولا سيما إذا كان يؤدي ذلك إلى حصول ألم كبير -كما ذكرت في كلامك-، أو أنه يجرك إلى الوقوع في شِراكِ الوسوسة، ففي هذه الحالات ننصحك بأن تتجنب هذا السلوك.
الواجب عليك شرعًا بعد انقطاع البول أن تغسل المحل لإزالة النجاسة، ولا تلتفت بعد ذلك لمجرد الاحتمال أنه قد خرج منك بول، فإذا تيقنت يقينًا جازمًا كيقينك بأن الشمس موجودة في النهار، ففي هذه الحالة عليك أن تطهر بدنك وثيابك إذا أردت الصلاة.
أما إذا كان الأمر مجرد احتمال – توهم أو شكوك – فلا تلتفت لذلك، ولا علاج أحسن وأمثل يطرد الوسوسة عنك مثل هذا العلاج، وهو الإعراض التام عن هذه الوسوسة.
وننصحك بأن تأخذ بالهدي النبوي في هذا الباب، وهو أن تنضح ثيابك بقليل من الماء بعد الاستنجاء حتى إذا حاول الشيطان أن يوهمك بأنه قد نزل منك بول نسبت ما تجده من الرطوبة إلى ذلك الماء الذي نضحته، فهذا يقطع دابر الوسوسة ويُبعد عنك الشيطان.
وإذا سلكت هذا الطريق فإنه سيزول عنك ما تعانيه -بإذن الله تعالى- وقد قرَّر كثير من العلماء – كما ذكر ابن تيمية وغيره – أن عصر القضيب ونحو ذلك من الحركات التي يقوم بها بعض الناس بدعة مُحدثة ليست من الدين، كما قرروا أيضًا بأن الذكر طبيعته أنه يُدِرُّ البول كلما حاول الإنسان عصره واستخراج ما فيه، ولذلك قالوا: (هو كالضرع، إن تركته قَر، وإن حلبته دَر).
فيسعك إذًا أن تفعل بهذه الوصايا التي أوصيناك بها.
أما إذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه قد تساقط شيء من البول، ففي هذه الحالة الواجب عليك – عند أكثر العلماء – أن تطهر بدنك وثيابك قبل الصلاة، ويرى بعض العلماء أنه إذا كان هذا شيء دائم معك – أي يأتيك كل يوم – وينزل البول بغير اختيارٍ منك، فهذا يعُدُّونه ضمن الحالات التي يتعسَّر التحرز منها، فيُفتي فقهاء المالكية بأنه لا يجب غسل هذه النجاسة للمشقة، فإذا وجدت الأمر شاقًا عليك وانطبقت عليك هذه الصفة فإنه يسعك الأخذ بقول هؤلاء الفقهاء حتى يمُنَّ الله عز وجل عليك بالشفاء والعافية.
ولكنا لا نرى أنك في حاجة إلى كل هذا، فإن مجرد الشكوك والاحتمالات ستزول عنك -بإذن الله تعالى- إذا اتبعت ما وصفناه لك.
نسأل الله أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء.
وأما الناحية الطبية فسيتولى أحد الأخوة الأطباء إرشادك إلى ما ينفعك بإذنِ الله.
_______________________________
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة د. أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية:
بالنسبة للأوكسلات ورمل الكلى، فعليك بالإكثار من شرب الماء الذي يؤدي إلى إذابة الأملاح، وأما غازات البطن فيفضل الإكثار من تناول الخضراوات الطازجة، والتقليل من أكل المطاعم, واستخدام أقراص ديسفلاتيل ثلاث مرات يوميًا.
أما بالنسبة لقطرات البول فعادة ما تكون بسبب احتقان البروستاتا, ولذلك لا بد من تفادي احتقان البروستاتا الناتج عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو كثرة تأجيل التبول، أو التهاب البروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد، ولا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد.
ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات, أو البورستانورم، أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل: الـ Saw Palmetto، والـPygeum Africanum، والـ Pumpkin Seed فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تمامًا.
والحكم الشرعي للوضوء عند من يعاني من السلس البولي هو الوضوء مع كل صلاة بعد دخول وقتها دون الحاجة لتغيير الملابس, ولكن إذا سيطرت عليك الوساوس، ولم تكتف بالحكم الشرعي فعليك باللجوء إلى طبيب نفسي ليساعدك في تخطي الوساوس.
والله الموفق.
منقووووووووووول