هل أنت ضعيف الشخصية؟ أو هل تبحث عن شخصية اقوى؟
بدايةً : كلمة الشخصية تعني (صفات تميز الشخص عن غيره)
وكلٌ منا يحب ان يقال عنه ان شخصيته قوية ..
ولكن ماهو المعنى الحقيقي لقوة الشخصية ؟
تعريفات كثيرة ولكن ..
لو سألت جمعاً من الناس عن تعريف الشخصية القوية لحصلت على إجابات لا حصر لها
فالبعض يعتبر قوة الشخصية بأنها القدرة على السيطرة على الآخرين
فهل المدرس الذي يرتعد منه الطلبة ويضبط الفصل قوي الشخصية ؟
وهل كل من يفرض رأيه على الآخرين يعتبر قوي الشخصية ؟
الشخصية المسيطرة التي لايرفض لها طلب لاتعتبر شخصية قوية
فقد تكون السيطرة بالتخويف والارهاب
فالمدرس مثلا قد يضبط الفصل لأنه يهدد الطلبة ويضربهم وقد تجد نفس هذا المدرس يقف
خائفا مرتعدا أمام المدير أو الوزير ، لذلك لايمكن اعتباره قوي الشخصية
البعض الآخر يعتبر صاحب الشخصية القوية بأنه ذلك الذي يستطيع كسب المال اكثر من غيره
ويصل بذلك الى مكانة اجتماعية متميزة
هذا التعريف يتهم الشرفاء بأنهم ضعاف الشخصية ، لذلك لايمكن القبول به
والبعض يعتبر الشخصية القوية بأنها الشخصية التي تستطيع ان تتصرف بنجاح في المواقف
المختلفة مهما كانت صعبة
والواقع ان التصرف الناجح قد يكون غير اخلاقي في بعض الاحيان فقد ينجح التاجر مثلا في
تجارته نجاحا كبيرا بسبب اعتماده على الغش والكذب كوسيلة لتصريف تجارته فيصبح هذا
التعريف غير مقبول
فما هو إذن التعريف الصحيح لقوة الشخصية ؟
الشخصية القوية : هي الشخصية التي تستمر في النمو والتطور
فصاحب العقلية المتحجرة .. ضعيف الشخصية
ومن لايستفيد من وقته وصحته وامكانياته .. ضعيف الشخصية
ومن لايعدِّل من سلوكه ويقلع عن أخطائه .. يكون ايضا ضعيف الشخصية
قوة الشخصية تعني ايضا :
القدرة على الاختيار السليم .. والتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ ..
وادراك الواقع الحاضر .. وتوقع المستقبل
فالنمو والتطوير شرطان أساسيان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في نفس الوقت
هل يمكن التحكم بها أم هي صفه وراثية ؟
إن كل صفات الإنسان الجسمية والنفسية والشخصية وحتى الصحية تتحكم فيها مجموعة من
العوامل في ترابط وتداخل وتناغم عجيب، مثل: الوراثة، والقدوة أو التقليد، وأسلوب التربية
والأصدقاء، والمدرسة، والمجتمع، وغيرها.
ولا يمكننا أن نجزم بأن أي صفة أو خاصية من خواص الإنسان ترجع أو تعتمد على أحد هذه
العوامل فقط، ولكنها دائمًا خليط من هذه العوامل، ولكن بنسب مختلفة؛ فمثلا الصفات الجسمية
وملامح الإنسان تتحكم فيها الوراثة بصورة أساسية، بينما الصفات الشخصية والأخلاقية تلعب
فيها التربية والاحتكاك بالمجتمع والقدوة الدور الرئيس، في حين أن صحة الإنسان وأمراضه
تكاد تكون مناصفة بين الوراثة والعوامل البيئية والاجتماعية… وهكذا.
وعلى هذا فإن قوة أو ضعف الشخصية هو موضوع تربية بالدرجة الأولى
إذن فالأمر يمكننا التحكم فيه..
ماهي صفات ضعف الشخصية ؟
من مظاهر وسمات ضعف الشخصية:
– عدم القدرة على اتخاذ أي قرار حتى في الأمور الشخصية.
– الخوف والخجل من الكلام أمام الآخرين أو محادثتهم.
– عدم التحكم في العواطف والمشاعر، بل ينجرف وراءها دون معرفة بعواقبها.
– التبعية للأقوى في الرأي والفكر والحركات وغيرها.
– كثرة الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أبسط الأمور.
– تقليد الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم، بل حتى في آرائهم وأخلاقهم.
– الإذعان لطلبات الآخرين ورغبتهم ولو على حساب حقوق الشخص وراحته.
– ضعف القدرة على إظهار المشاعر الداخلية والتعبير عنها.
– ضعف القدرة على إبداء الرأي ووجهة النظر.
– صعوبة النظر في عيون الآخرين، و ضعف نبرات الصوت.
– التواضع الزائد عن حده في مواقف لا يناسب فيها ذلك (الذلة).
ما هو سبب ضعف الشخصية ؟
إن مظاهر ضعف الشخصية هي في الحقيقة نتاج كلي لعوامل ذاتية وأسرية وبيئية
متداخلة ومتراكمة على مر السنين، فهي ليست وليدة يوم وليلة، وإنما هي حصاد
سنوات مضت كان لها أثر في تكوين شخصية معينة لكل منا.
كيفية التخلص من ضعف الشخصية ؟
البداية تكون بصحة التشخيص:
لقد ذكرنا أسباب ضعف الشخصية أعلاه، وبالتالى على من يعاني من ضعف الشخصية أن
يحدد السبب في هذا الأمر حتى يستطيع معالجته
فإن كان خجلا حاول التخلص منه، وإن كان خوفا سعى لإزالته، وهكذا دواليك
بالإضافة إلى أُمور عديدة تساعد في التخلص من هذه المشكلة ومنها:
أولاً: كثرة القراءة والمطالعة
خاصة عن أُولئك الأشخاص الذين تميزوا بقوة الشخصية والتأثير على الآخرين، وأولهم
وأعلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته، وهكذا فإن كثرة القراءة في سير
هؤلاء سيثير في نفسك الحماس للتخلص مما أنت فيه
ولا تنس أيضاً القراءة في الكتب الحديثة المهتمة ببناء شخصية الإنسان، فهي تساعد
الشباب على كيفية التعامل مع الآخرين، وكيفية اتخاذ القرار، وعوامل إقناع الناس وغير
ذلك ، فإن هذه القراءة المتنوعة ومحاولة التطبيق ستؤدي إلى نتائج إيجابية ناجحة
ثانياً: تعرف على نقاط الضعف لديك، وحاول معالجتها والتخلص منها تدريجيا
فمثلا إذا كنت تعاني من عدم القدرة على الدفاع عن الرأي فحاول تدريب نفسك على الدفاع
عن الرأي، وذلك يتأتى لك بالتمعن في الموضوع الذي تريد طرحه وإقناع الناس به، وتأمله من
جوانبه المتعددة، ومعرفة سلبياته ومآخذ الناس عليه،وبالتالي استحضار الرد عليها، وشيئا فشيئا
ستصل إلى قدر جيد من إقناع الآخرين، أو على الأقل أن تجعل رأيك محل نظر واهتمام.
ثالثاً: لابد أن تنمي لديك العديد من المهارات التي تعينك على تقديم نفسك بشكل أفضل أمام الآخرين
فإنه على قدر ما تتقن من مهارات أيا كانت هذه المهارات ستكون منزلتك عند الناس
رابعاً: ابذل جهدك واسع للإجادة فيما يسند إليك من أعمال، حتى ولو لم تكن واجبة عليك
فإن كثرة مزاولة الأعمال المختلفة والمتنوعة سيولد لك خبرات وتعاملات تستطيع من خلالها
مواجهة الآخرين، ومعرفة الطرق النافعة في ذلك.
خامساً: لا بد من تحديد أهدافك في هذه الحياة بوضوح تام
وذلك حتى تستطيع بناء علاقات مناسبة مع أناس يسعون لتحقيق تلك الأهداف.
سادساً: شارك فيما تستطيع من الأنشطة العامة والخاصة العائلية وغيره
فإن المشاركة في مثل هذه الأنشطة تعطي الإنسان مزيدا من الخبرات يستطيع من خلالها
مواجهة الآخرين.
سابعاً: حاول التحدث مع أقرب الناس إليك
سواء من أقاربك أو أصدقائك، ثم تجاوز ذلك إلى غيره، وأنت في كل ذلك تحاول الاستفادة
من مواقفك، وترقى بعد ذلك إلى الحديث أمام المجموعات شيئا فشيئا حتى تصل.
ثامناً: توقع الفشل وضعه في حسبانك، وحول الخوف منه إلى استفادة
بحيث تتجنب الوقوع فيه فيما يستقبل من أمرك، ولا تيأس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة
تاسعاً: اعمل طبقا لما تملك من قدرات فعلية
ولا تعش في شخصية أحد غيرك يملك أكثر أو أقل مما تملك.
عاشراً: كن صاحب ركائز وخصائص سوية
أما الركائز فهي : الإيمان بالله عز وجل وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
وأما الخصائص فهي:
– الصدق في القول والعمل
– إخلاص النية والبعد عن الرياء
– الموضوعية واحترام حقوق الغير
– الأمانة
– الصبر وتحمل مشكلات الحياة وأعبائها
– العفة والقناعة وعزة النفس والكرامة
– التطلع الدائم إلى المعرفة والاستزادة من العلم
– المروءة وحب الخير للغير
– التقوى والتحكم في الميول والأهواء
كوِّن نفسك مرة أخرى، وتخلص مما أنت فيه. أعاننا الله وإياكم على أنفسنا