ثلاثة شهور تفصل المجتمع السعودي عن حالة من الجدل يتوقع البعض حدوثها عقب انتهاء عدد من المتخصصين في مجال السياحة من الدراسة التي تم تكليفهم بها من قبل إدارة جامعة الملك عبد العزيز في جدة، والتي خرجت بعض التصريحات القائمين عليها بأنها ربما تُطالب بفتح تخصصات السياحة أمام السعوديات. الخطوة -حال الموافقة عليها- ربما تُثير الجدل من جديد حول قضية عمل المرأة السعودية، لا سيما وقد أفتى بعض علماء الدين من قبل بحرمة عمل الكاشيرات، ووصل الأمر إلى أن دعا البعض للتحرش بهن لإجبارهن على البقاء في البيت. الدكتور إبراهيم الصيني -عميد معهد السياحة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة- كشف من جانبه، أن المعهد سينتهي في الأشهر الثلاثة المقبلة من دراسة لتحديد احتياجات سوق العمل من أجل فتح أقسام للطالبات في المعهد. وأضاف في تصريحات لصحيفة "الاقتصادية" الأحد (24 أغسطس 2024)، أن المعهد لا توجد به طالبات حاليًّا، مشيرًا إلى أنه تم تكليفه وآخرين من قبل مدير الجامعة بإعداد دراسة لتحديد احتياج سوق العمل لفتح قسم للطالبات، وتحديد نوعية الأقسام المرغوبة أكثر التي تحتاج إليها السوق، سواء من قطاع الأعمال أو الطالبات. وتابع أن الدكتورة آمال الشيخ المتخصصة في الترويج السياحي في الجامعة تساهم في الدراسة كمستشار غير متفرغ لإنجاز الدراسة خلال ثلاثة أشهر. وأشار "الصيني" إلى أن توافر العمالة السعودية المؤهلة والمتدربة التي لديها القدرة على التحدث باللغة الإنجليزية هو المعضلة الأبرز الذي يواجهها قطاع الإيواء الفندقي في السعودية. وكانت فتاوى ودعوات أطلقها بعض الدعاة والكُتاب للاعتراض على عمل المرأة السعودية في قطاعات مختلفة أهمها الأسواق، أثارت حالة من الجدل في المملكة في فترات سابقة، وكان من بينها دعوة الكاتب عبد الله الداود للتحرش بالنساء اللاتي يعملن بائعات في الأسواق، لإجبارهن على التزام منازلهن، وهو ما انتقده مغرّدون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مؤكدين أنه يجب التصدي لمثل هذه الدعوات والإساءات بحزم، وهو ما يتوقع تكراره مع خوض المرأة السعودية مجال العمل السياحي، بل إنه قد يحدث جدل أوسع، خاصة أن المجال الجديد قد يجبرها على الاختلاط بالأجانب وغير المسلمين.
هل توافق على خوض المرأة السعودية مجال العمل السياحي؟ (شارك برأيك)