وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ".
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: كَانَ يَمُرُّ وَالنَّاسُ يَتَوَضَّؤُونَ مِنَ الْمِطْهَرَةِ ؛ فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضوءَ، فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ( "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ". )
مناسبة الحديث للباب: ***
في الحديث التحذير الأكيد والوعيد الشديد لمن قصر في غسل لرجلين، فدل على وجوب غسلهما، وأن مسحهما في الوضوء لا يجزئ.
التعريف بالراوي:
أبو هريرة الدوسي اليماني، عبد الرحمن بن صخر، أسلم في العام السابع، ولقب بأبي هريرة؛ لأنه كان يحمل هرًا في كمه، من أوعية العلم، وهو أكثر الصحابة (رضي الله عنهم) رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للحديث، وتُوفي (رضي الله عنه) سنة سبع وخمسين للهجرة.
معاني المفردات:
قوله: "المطهرة": المطهرة كل إناء يتطهر به، أو يعد للتطهير.
قوله: "أسبغوا الوضوء": الإسباغ في اللغة الإتمام، ومنه: درع سابغ، وأسبغ الله النعمة.
قوله: "ويل": كلمة تهديد ووعيد تقال لمن وقع في مهلكة، أي مهلكة للأعقاب في النار، وقيل: معناها أشد العذاب للأعقاب في النار، وقيل: معناها حزن لصاحب الأعقاب في النار، وقيل: هي علم على واد في جهنم، وعليه لا يحتاج الابتداء به إلى مسوغ.
قوله: "الأعقاب": هو العظم المتأخر في القدم، مما يصيب الأرض إلى موضع الشراك.
المعنى الإجمالي:
يحمل هذا الحديث تحذرًا نبويًا بشأن التهاون في أمر الوضوء والتقصير فيه، ويحث الحديث على الاعتناء بإتمام الوضوء، ولما كان مؤخر الرجْل غالبًا لا يصل إليه ماء الوضوء، فيكون الخلل في الطهارة والصلاة منه.
ويأمر هذا الحديث بإسباغ الوضوء، وإكماله وإتقانه، وينقل لنا القصة يرويها عبد الله بن عمرو بن العاص، حيث يقول: رجعنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة، في جمع غفير من الصحابة، وكان من عادته أن يتأخر عنهم رفقًا بضعافهم، وإيناسًا لهم، واطمئنانًا عليهم، فأسرع قوم وفيهم عبد الله بن عمرو، وتقدموا، وجاء وقت العصر ولم يجدوا ماءً، فتابعوا المسير، رغبة في الحصول على ماء، حتى إذا وصلوا إليه كان وقت العصر قد ضاق، وخشوا فواته، فأسرعوا إلى الوضوء، ولسرعتهم وعجلتهم لم يسبغوا الوضوء ويتموه، فرآهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم على هذه الحال، حيث أرجلهم لم تغسل غسلاً جيدًا، فنادى عليه (صلى الله عليه وسلم) ليسبغوا الوضوء، ولا يتركوا مؤخرة القدم دون غسل.
ما يؤخذ من الحديث:
1- وجوب الاعتناء بأعضاء الوضوء، وعدم الإخلال بشيء منها، وقد نص الحديث على القدمين وبقية الأعضاء مقيسة عليهما مع وجود نصوص لها.
2- الوعيد الشديد للمخل في وضوئه.
3- أن الواجب في الرجلين الغسل في الوضوء، وهو ما تضافرت عليه الأدلة الصحيحة.
4- وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة.
5- من ترك شيئًا من أعضاء طهارته جاهلا لم تصح طهارته.
6- تعليم الجاهل والرفق به.
7- جواز رفع الصوت بالإنكار.
8- أن الأعضاء التي تقع بها المخالفة تعذب يوم القيامة، وتكون وسيلة عذاب صاحبها، وذكر العقب في الحديث لصورة السبب، فيلتحق بها ما في معناها من جميع الأعضاء التي قد يحصل التساهل في إسباغها.
9- جواز تطهر الجماعة من مطهرة واحدة، ولا يضر تساقط ماء الوضوء فيها.***^^^
عن أَبِي هُرَيْرَةَ: كَانَ يَمُرُّ وَالنَّاسُ يَتَوَضَّؤُونَ مِنَ الْمِطْهَرَةِ ؛ فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضوءَ، فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ( "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ". )
مناسبة الحديث للباب: ***
في الحديث التحذير الأكيد والوعيد الشديد لمن قصر في غسل لرجلين، فدل على وجوب غسلهما، وأن مسحهما في الوضوء لا يجزئ.
التعريف بالراوي:
أبو هريرة الدوسي اليماني، عبد الرحمن بن صخر، أسلم في العام السابع، ولقب بأبي هريرة؛ لأنه كان يحمل هرًا في كمه، من أوعية العلم، وهو أكثر الصحابة (رضي الله عنهم) رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للحديث، وتُوفي (رضي الله عنه) سنة سبع وخمسين للهجرة.
معاني المفردات:
قوله: "المطهرة": المطهرة كل إناء يتطهر به، أو يعد للتطهير.
قوله: "أسبغوا الوضوء": الإسباغ في اللغة الإتمام، ومنه: درع سابغ، وأسبغ الله النعمة.
قوله: "ويل": كلمة تهديد ووعيد تقال لمن وقع في مهلكة، أي مهلكة للأعقاب في النار، وقيل: معناها أشد العذاب للأعقاب في النار، وقيل: معناها حزن لصاحب الأعقاب في النار، وقيل: هي علم على واد في جهنم، وعليه لا يحتاج الابتداء به إلى مسوغ.
قوله: "الأعقاب": هو العظم المتأخر في القدم، مما يصيب الأرض إلى موضع الشراك.
المعنى الإجمالي:
يحمل هذا الحديث تحذرًا نبويًا بشأن التهاون في أمر الوضوء والتقصير فيه، ويحث الحديث على الاعتناء بإتمام الوضوء، ولما كان مؤخر الرجْل غالبًا لا يصل إليه ماء الوضوء، فيكون الخلل في الطهارة والصلاة منه.
ويأمر هذا الحديث بإسباغ الوضوء، وإكماله وإتقانه، وينقل لنا القصة يرويها عبد الله بن عمرو بن العاص، حيث يقول: رجعنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة، في جمع غفير من الصحابة، وكان من عادته أن يتأخر عنهم رفقًا بضعافهم، وإيناسًا لهم، واطمئنانًا عليهم، فأسرع قوم وفيهم عبد الله بن عمرو، وتقدموا، وجاء وقت العصر ولم يجدوا ماءً، فتابعوا المسير، رغبة في الحصول على ماء، حتى إذا وصلوا إليه كان وقت العصر قد ضاق، وخشوا فواته، فأسرعوا إلى الوضوء، ولسرعتهم وعجلتهم لم يسبغوا الوضوء ويتموه، فرآهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم على هذه الحال، حيث أرجلهم لم تغسل غسلاً جيدًا، فنادى عليه (صلى الله عليه وسلم) ليسبغوا الوضوء، ولا يتركوا مؤخرة القدم دون غسل.
ما يؤخذ من الحديث:
1- وجوب الاعتناء بأعضاء الوضوء، وعدم الإخلال بشيء منها، وقد نص الحديث على القدمين وبقية الأعضاء مقيسة عليهما مع وجود نصوص لها.
2- الوعيد الشديد للمخل في وضوئه.
3- أن الواجب في الرجلين الغسل في الوضوء، وهو ما تضافرت عليه الأدلة الصحيحة.
4- وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة.
5- من ترك شيئًا من أعضاء طهارته جاهلا لم تصح طهارته.
6- تعليم الجاهل والرفق به.
7- جواز رفع الصوت بالإنكار.
8- أن الأعضاء التي تقع بها المخالفة تعذب يوم القيامة، وتكون وسيلة عذاب صاحبها، وذكر العقب في الحديث لصورة السبب، فيلتحق بها ما في معناها من جميع الأعضاء التي قد يحصل التساهل في إسباغها.
9- جواز تطهر الجماعة من مطهرة واحدة، ولا يضر تساقط ماء الوضوء فيها.***^^^