أعطوني طريقة لتجاوز حالة تصيبني من تعكر المزاج وكراهية التواصل

أعطوني طريقة لتجاوز حالة تصيبني من تعكر المزاج وكراهية التواصل
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

أنا طالبة جامعية تأتيني مرة أو مرات كل شهر حالة أكره أن أتكلم فيها مع أحد، ويكون مزاجي سيئا، ولا أرد على أحد، والكل يعرف ويبتعد عني خلال هذه الفترة، أحب فقط أن ألتزم بالصمت، أكون متعبة من كل شيء، وأشياء كثيرة تضايقني، شخصيتي كتومة جدا، أعطني طريقة حتى أقدر أن أتخطى هذه الفترة.

أرجوكم أنا أنتظر ردكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من طبيعة الإنسان أنه قد تمر به لحظات مزاجية يكون فيها متكدرًا، ولا يحب التفاعل مع من حوله بصورة جيدة، وتفقد الأشياء طعمها الجميل، هذه معروفة في السمات الإنسانية، وكلها -إن شاء الله تعالى- هي فترات عابرة مؤقتة، يتم التعامل معها من خلال الالتزام بما يسمى (تغيير الشعور من خلال الإصرار على العمل) الإصرار على أنشطة معينة.

إذًا تلك اللحظة التي تأتيك فيها نوبة الكرب هذه لا تستسلمي أبدًا، قومي بفعل عملٍ ما مهما كانت مشاعرك، مهما كانت أفكارك سلبية في تلك اللحظة، مهما كانت درجة التشاؤم، مثلاً اثبتي وقولي في نفسك (سوف أقرا صفحة من القرآن الكريم بتدبر وبتمعنٍ في تلك اللحظة، أو سأقوم بعمل ما داخل البيت أو في جامعتي)، ويجب أن يكون أحد الأشياء التي تقومين بها هي تغيير المكان، وتغيير وضع الجلوس، وإن كنت جالسة قفي، وإن كنت واقفة اجلسي، وهكذا. هذا نسميه بصرف الانتباه، وكما علمنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين ينتاب الإنسان الغضب مثلاً، وطبعًا حالتك ليست حالة غضب لكن يمكن أن تعالج من خلال ذات الآليات: أن تستغفري في تلك اللحظة، أن تتفلي ثلاثًا على شقك الأيسر، وأن تغيري مكانك وتغيري وضعيتك، ويا حبذا لو قمتِ بالوضوء في تلك اللحظة مثلاً، جربي هذا مرة أو مرتين، وسوف تجدي فيه خيرًا كثيرًا جدًّا.

أريدك أيضًا أن تتعلمي تمارين الاسترخاء (2136015)، خاصة تمارين التنفس، في تلك اللحظات أغمضي عينيك، خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، وتذكري حدثًا جميلاً وسعيدًا في حياتك. الشهيق هذا يكون عن طريق الأنف، وبعده أمسكي الهواء في صدرك، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية، وبذلك – إن شاء الله – تكوني قد تغلبت على لحظات الكدر هذه من خلال الآليات المختلفة التي ذكرتها لك.

وبصفة عامة حاولي أن تطوري ذاتك، اجتهدي في دراستك، اسعي في أن تكوني من المتميزين، أحسني التواصل الاجتماعي، عليك أيضًا بالاطلاع والقراءات غير الأكاديمية، الحرص على صلواتك، هذا – أيتها الفاضلة الكريمة – كله يؤدي إلى تكوين نفسي إيجابي يطور مهاراتك، ويجعل توجهك المزاجي دائمًا متفائلاً وإيجابيًا – إن شاء الله تعالى -.

أنت لست في حاجة لأي علاج دوائي، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top