إشادة أمريكية بتجربة جديدة لطلاب المملكة المبتعثين

إشادة أمريكية بتجربة جديدة لطلاب المملكة المبتعثين

خليجية

كعادتهم، سطر أبناء المملكة من المبتعثين بالخارج، لمحات إنسانية جديدة على أرض خارج حدود الوطن، وهذه المرة عبر بوابة الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة الأمريكية. الآن هناك متطوع جديد يمكن لمكتب إحصاءات العمل أن يضيفه على قوائمه، وهو السعودي "رشيد فارس" (22 عامًا) من ينبع قرب جدة، الذي يدرس حاليًا في السنة النهائية بكلية الطب الحيوي بجامعة "هارتفورد" في ولاية "كونيتيكت". بعد وقت قصير من انضمام "فارس" إلى نادي الطلاب السعوديين في الحرم الجامعي، قال إنه سمع عن منظمة تدعي (US to US)، تشجع الطلاب السعوديين على التبرع بجزء من وقتهم للمجتمعات المحلية في الولايات الأمريكية التي يعيشون فيها. وتعد هذه الخطوة وسيلة للأمريكيين للتفاعل مع الطلاب القادمين من المملكة، الذين من الممكن ألا تسنح الفرصة للأمريكيين لمعرفته عن قرب. في مقابلة مع صحيفة "سعودي جازيت"، قال رشيد: "عندما سمعت للمرة الأولى عن التطوع، لم أكن متأكدًا من جدية الأمر ونجاعته، فلم يسبق لي التطوع من قبل، وحقًا لم أكن متأكدًا من القيام بشيء من هذا القبيل في الأماكن العامة". لم يمر وقت طويل، حتى وقّع "فارس" أول مشروع تطوعي له، قام -من خلاله- بتوزيع المياه على العدائين في ماراثون "هاتوفرد"، الذي عقد العام الماضي 2024. وأشار إلى أن مهمته كانت إعطاء المياه للعدائين خلال استراحتهم، قائلًا: "لا يمكن أن أصدق الشعور العظيم الذي كان ينتابني كلما رأيت أحد العدائين يسرع نحوي ويطلب مني ماءً أو عصيرًا، ولا أستطيع أن أصف قدر السعادة التي انتابتني عندما ابتسم في وجهي العداء بعد إعطائه المياه.. كانت تلك الابتسامة مدهشة". المبتعث "فارس"، استلهم -من تجربته السابقة، التي أصبح متطوعًا من خلالها- ليبدأ –بسرعة- بمخاطبة منظمة "US to US"، التي خططت لعقد مزيدٍ من الفاعليات للطلاب السعوديين في مجتمعاتهم المحلية. البداية كانت بفتح بنك للطعام في "هاتفورد"، ويمكن للمشردين والفقراء أن يحصلوا على وجبات طعام مجانية من خلاله، ويقوم المتطوعون بعمل الوجبات والإنفاق عليها وتوزيعها. التجربة الثانية -التي دعا رشيد بعض زملائه من طلاب المملكة للانضمام إليه فيها- كانت تجميع الخضراوات في أكياس بلاستيكية صغيرة، للتحضير لكي يوزعها بنك الطعام. يواصل "رشيد" حديثه، قائلًا: "كانت التجربة رائعة ومختلفة جدًا". مشيرًا إلى أنه عندما كان يخبر الأمريكيين بأن شبابًا من المملكة يقومون بهذه الخدمات، كانوا يعربون عن دهشتهم. ولفت إلى أن كثيرًا منهم يكون مصدومًا؛ لأنهم دائمًا ما يرون أشياء سيئة عن المواطن العربي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص على شاشات التلفزة، مضيفًا أن كثيرًا منهم غير فكرته عن الصورة النمطية التي كانت مطبوعة في ذهنه عن المملكة، ما "جعلنا نشعر بالفخر بما نقوم به". ويخطط رشيد مستقبليًا لتشجيع عائلته وأصدقائه في المملكة، للقيام بهذه الخطوة في مجال التطوع والأعمال الخيرية، مضيفًا: "نحن بحاجة لبذل مزيد من الجهد من أجل الآخرين في المملكة، وخلق بيئة تسمح للمواطنين بخدمة غير القادرين". وأضاف أنه وأصدقاءه، يعملون على مشروع بعد العودة من الدراسة، لتكوين فريق يعمل على نظافة المساجد. يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، إحدى الدول الأكثر تقديمًا للتبرعات والأعمال الخيرية والتطوعية، ويوجد بها مؤسس شركة "مايكروسوفت" -بيل جيتس- الذي يمنح أكثر من 3 مليارات دولار من ماله الخاص للمشاريع الخيرية حول العالم. ويسافر "جيتس" وزوجته "ميليندا" إلى كل أنحاء العالم، للتبرع -ليس فقط بأموالهم- ولكن أيضًا بوقتهم، لمساعدة أصحاب الحاجة في كل أرجاء العالم. ويعد العمل التطوعي هواية رائجة في أوساط كثير من الأمريكيين، وشارك في تلك الأعمال أكثر من 62 مليون شخص، من خلال المنظمات المختلفة، في الفترة ما بين سبتمبر 2024 إلى سبتمبر 2024.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.