الأيام الأولى للطفل في المدرسة نقلة نوعية تحتاج تهيئة نفسية

الأيام الأولى للطفل في المدرسة ..نقلة نوعية تحتاج تهيئة نفسية

الوكيل – تشكل بداية العام الدراسي مشكلة لعدد من الاسر في كيفية التعامل مع اطفالها الذين يلتحقون بالمدارس والروضات للمرة الاولى والذين يحتاجون لتهيئة نفسية قبل خوض هذه المرحلة الجديدة التي تشكل نقلة نوعية في حياتهم.

ففي الايام الاولى من العام الدراسي يتكرر مشهد البكاء من قبل الاطفال والطلاب وتمسكهم بايدي امهاتهم وابائهم وعدم تقبلهم فكرة الابتعاد عنهم برغم تشوقهم لبدء هذه المرحلة.

وتتبع مدارس وروضات اسلوب التدرج في الاعتياد على الذهاب للمدارس والروضات وتسمح لاولياء الامور بالبقاء فترة من الوقت مع اطفالهم في الوقت الذي ترفض به اخرى هذا الاسلوب وتعتبر ان بقاء الامهات برفقة اطفالهم وابنائهم غير مجد ويزيد من بكائهم.

وتقع على عاتق المعلم مسؤولية كبيرة في ترغيب الطفل بالروضة او المدرسة من خلال تفهمه لخصوصية هذه المرحلة العمرية وحاجة الطفل للشعور بالامان والحب فالمعلم هو الشخصية الثانية المؤثرة في حياة الاطفال والطلاب بعد امهاتهم وان تمكنوا من التعامل معهم بحب وحنان نجحوا في التخفيف من حدة هذه التجربة الجديدة.

فعلى ابواب الصفوف والروضات تتعلق عيون الامهات والاباء باطفالهم وهم يرونهم يذرفون الدموع تعبيرا عن خوفهم لابتعادهم عن بيوتهم وامهاتهم لكنهم لا يملكون سوى الانتظار لحين تعودهم على هذه المرحلة الجديدة ومحاولة اشعار المعلمات بمدى خوفهم على ابنائهم وحاجتهم للحب خلال فترة ابتعادهم عن اسرهم.

ويحتاج بعض الاطفال لفترات زمنية اطول للأعتياد على المدارس والروضات ويمارسون رفضهم من خلال البكاء اليومي قبل الذهاب للمدرسة والبعض منهم تظهر علية علامات المرض كالشكوى المستمرة من اوجاع مختلفة بالجسم كالبطن والراس وهي جميعها مرتبطة بالحالة النفسية ولا تشكل مرضا حقيقيا.

اخصائية تربية طفل سها عمران اشارت الى اهمية مرحلة الالتحاق بالروضات والمدارس في حياة الاطفال واسرهم كونها تنقلهم من اجواء الاسرة والارتباط بالامهات الى الاعتماد على الذات وتعلم خبرات وسلوكيات جديدة.

واضافت ان هذه المرحلة تحتاج الى قدر كبير من التفهم والعمل على تهيئة الاطفال لها من خلال تعاون مستمر بين البيت وادارات المدارس والروضات وخاصة المعلم كونه يتعامل مباشرة مع الطفل مبينة ان هناك نسبة كبيرة من الاطفال والطلاب يتاثرون مع بداية العام الدراسي تاثرا كبيرا ويستمرون في البكاء وعدم تقبل هذه المرحلة هذا الامر يتطلب مجهودا اكبر من قبل المعلم لاشعار الطالب بالامان والحب.

واشارت الى ان ذهاب الامهات مع اطفالهم في اليوم الاول من العام الدراسي امر هام ويترك اثرا ايجابيا في نفوسهم كون الطفل يتعرف على البيئة المدرسية او الروضة للمرة الاولى وهي تشكل بيئة غريبة عليه يحتاج لوجود والديه معه مؤكدة اهمية التحدث مع الطفل وترغيبه بالمدرسة ومكافاته بما يحب عند توقفه عن البكاء او رفضه فكرة الذهاب للمدرسة.

وحذرت من السلبيات المترتبة على التعامل بشدة في الايام الاولى للعام الدراسي والصادرة من قبل المعلم اتجاه الطلاب او الاستهزاء من ردة فعل الطلاب المتمثلة بالبكاء او الخوف لافتة الى ان هذه السلوكيات تنشىء ردود فعل سلبية عند الطفل وتعزز لديه مشاعر الرفض في الذهاب للمدرسة او الروضة.

وبينت عمران ان الذهاب مبكرا في الايام الاولى للعام الدراسي لاصطحاب الابناء وعدم تركهم فترات بالانتظار يمنحهم الشعور بالامان الذي يحتاجونه خلال هذه الفترة.

واعتبرت ان الاعراض المرضية التي كثيرا ما تظهر على الاطفال مع بداية العام الدراسي هي اعراض شائعة وتعبر عن مخاوفهم من ترك امهاتهم وبيوتهم والتعامل الجديد مع المعلمات والاصدقاء خاصة اذا كان الطفل او الطالب يلتحق بروضة او مدرسة جديدة يحتاج لوقت اكبر للتعرف عليها واقامة علاقات اجتماعية بمن حوله.

الراي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.