صرح مسئولون في المطار إن حالات ضبط المعدن النفيس ازدادت في الآونة الأخيرة بصورة عجيبة. و لذلك تم تعليق إعلانات واضحة في المطارات الرئيسة تخبر القادمين بأنه يلزم التصريح بالذهب الذي يحضرونه معهم. رغم ذلك، ما زال التهريب يعد مشكلة خطيرة. و تضاعفت قضايا تهريب المعدن الأصفر ثلاث مرات منذ بداية…
صرح مسئولون في المطار إن حالات ضبط المعدن النفيس ازدادت في الآونة الأخيرة بصورة عجيبة. و لذلك تم تعليق إعلانات واضحة في المطارات الرئيسة تخبر القادمين بأنه يلزم التصريح بالذهب الذي يحضرونه معهم.
رغم ذلك، ما زال التهريب يعد مشكلة خطيرة. و تضاعفت قضايا تهريب المعدن الأصفر ثلاث مرات منذ بداية العام، وذلك حسب أقوال موظف في دائرة استخبارات الدخل الهندية، وهي الوكالة الحكومية المسؤولة عن قضايا التهريب.
تعد الهند المستورد الأكبر للمعدن النفيس فقد استهلكت العام الماضي حوالي ربع امدادات الذهب في العالم.
لماذا الهند بالذات؟ يرجع السبب في ذلك النهم للذهب إلى النظرة الوطنية الأخاذة التي تتميز بها الهند، و يدخل في ذلك حفلات الزفاف المعقدة والقرابين الباذخة التي تُقدم في المناسبات الدينية. ولذلك أصبح هذا الضغط المتزايد للطلب واحداً من القوى التي تدفع اقتصاد الهند، نحو أزمة مالية.
و في سبيلها لمواجهة ذلك زادت الهند من الجمارك مرات عديدة، ولم يؤدي ذلك الى شيء سوى تسجيل أعلى مستويات الاستيراد في أيار (مايو).
عمل تدفق الذهب إلى الهند على زيادة اتساع الفجوة في الحساب الجاري للهند لتسجل مستويات قياسية، تاركة البلاد معرضة للمخاطر نتيجة موجة هروب رؤوس الأموال الذي أصاب الأسواق الناشئة، مما أدى الى تخفيض قيمة الروبية الهندية بنسبة أعلى من 15 في المائة.
تواجه الهند الآن معضلة مزدوجة: الحد من الاستيراد فعل فعله، على الأقل في المدى القصير. ومع ذلك ظل الطلب على المعدن النفيس عالياً، خاصة مع اقتراب موسم الزواج و الاحتفالات الدينية في الهند.
و من ناحية أخرى ينخرطالسياسيون في حملة لتغيير تقاليد المواطنين في المدى البعيد بشأن استهلاك الذهب المعدن النفيس ، و استبداله بالتوفير والاستثمار بدلاً من الهوس المستمر منذ عهود طويلة، الأمر الذي جعل الاقتصاديين يشعرون أنه يخنق النظام الاقتصادي في بلادهم.
ارتفعت أسعار الذهب في الهند و في العالم بشكل حاد نتيجة الأزمة المالية العالمية، حينما راح المستثمرون يبحثون عن ملاذ آمن لاستثماراتهم. في ذلك الوقت قفز طلب الهند على الذهب من 471 طناً في عام 2001 إلى 1,017 طناً في السنة في آذار (مارس) من العام الماضي،.
سببت فورة الطلب على الذهب ضغوطاً عظمى على وضع المالية العامة الهش في الهند، . نتج عن ذلك زيادة في الواردات التي شكلت حوالي نصف العجز في الحساب الجاري للبلاد في السنة المالية الماضية.
و كذلك أدت الزيادات في الدخل في المناطق الريفية في ارتفاع الاستثمار في الذهب، وهي العامل المتمم في بعض الحالات لزيادة أسعار هذا المعدن.
الخلاصة إن الارتفاع في قدر الطلب على الذهب في الهند كان نتيجة لاجتماع ثقافة الذهب الراسخة منذ القدم، مع تزايد الثراء في المجتمع الهندي. ومع ذلك تشكل زيادة الاعتماد على أصول المعدن الأصفر الآن تحدياً مهماً للتطوير المالي في الهند، علماً بأن رأس المال المقيد بالذهب لا يمكن وضعه في أصول منتجة أخرى مثل الأسهم والسندات. المصدر Gold Price in Dubai (AED) | Gold Price Ticks
