تخطى إلى المحتوى

خبير تونسي: الإرهاب سابق على الثورة وتنفيذ ضربات انتقامية أمر وارد

خبير تونسي: الإرهاب سابق على الثورة.. وتنفيذ ضربات انتقامية أمر وارد
خليجية

قال الخبير الأمني التونسي الجنرال محمد الناصر، الذي قضّى حوالي 35 سنة في مكافحة الإرهاب بتونس، إن "الحرب الحقيقية على الإرهاب انطلقت يوم 18 مارس2020 في باردو بالعاصمة، إثر العملية الإرهابية التي أزهقت 23 روحا بشرية".وتأكد هذا التوجه بالعملية النوعية في منطقة سيدي عيش من محافظة قفصة بالقضاء على 9 من أبرز القيادات الإرهابية وعلى رأسهم   الجزائري خالد الشايب المكنى بلقمان أبو صخر". مضيفا أن "هذه المجموعة التي تمّ القضاء عليها كانت تتحرك بحرية بين مناطق حاسي الفريد والذوايبية والحجاج الواقعة بين جبل سيدي علي بن عون وجبل السلوم المطل على جبال الشعانبي بالقصرين".وأكد الجنرال محمد الناصر، "أن الخلية الإرهابية كانت تتلقى الدعم من بعض سكان هذه المناطق كالمؤونة والتنقل وتنظيم لقاءات مع أحد الدعاة السلفيين المعروفين في سيدي علي بن عون على غرار الأخوين الذيبي والأخوين الحاجي اللذين قضوا مع لقمان أبو صخر". موضحا "أن هذه الخلية هي امتداد لمجموعة سليمان (2008) وتعد أنموذجا لنماذج مماثلة داخل القرى والمدن التونسية التي يطلق عليها إصطلاحا خلايا نائمة، وإنما خلايا عنقودية مرتبطة رأسا بالقيادة سواء، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو الجماعات السلفية أو الدواعش، وكلها مجرد مسيمات لا تختلف في أهدافها الإرهابية بل تلتقي في هدف إقامة دولة الخلافة".تهديد مقومات الاقتصادوعن ردة الفعل المنتظرة من قبل تنظيم أنصار الشريعة، قال الجنرال الناصر،"هذه الخلايا العنقودية ستتحرك في مستقبل الأيام لإستهداف أحد مقومات الاقتصاد التونسي، وهي الغاية باعتبار أن منظري الشبكات الإرهابية وهم شيوخ الإرهاب يدركون أن الموارد الإقتصادية التونسية محدودة جداً وأن أهمها السياحة والإستثمار الأجنبي، وضرب هذين العنصرين سيشل الحركة الإقتصادية التونسية وستعجز الحكومة عن الإيفاء بالتزاماتها من حيث الاستثمار والتشغيل وقد تجد نفسها عاجزة عن دفع مرتبات موظفيها.وعن توقعاته عن الأماكن التي من المحتمل أن يضرب فيها الإرهاب الإنتقامي، قال الناصر : "أعتقد أنهم  سيتجنبوا مؤقتا المناطق السياحة بتونس الكبرى والحمامات وجربة فهي مؤمنة بعناية، وسوف يركزون على المناطق الرخوة كنابل وسوسة والمنستير والمهدية والمسالك السياحية في المدن العتيقة التي تستقبل السياح يوميا.للقيام بتفجيرات بالأحزمة الناسفة، ولا يستبعد أيضاً القيام بعمليات بالمؤسسات الأجنبية لضرب الإستثمار الأجنبي، كما لا نستبعد أيضا إستهداف الشخصيات الوطنية والإعلامية وحتى القضائية والأمنية".الوضع الليبيويرى الخبير الأمني محمد الناصر، أن ما زاد من خطورة تهديدات مقومات الأمن الشامل التونسي، هو الوضع في ليبيا البلد الذي تحول  إلى ساحة للتدريب والتسليح لمئات التونسيين المنتشرين بين درنة وسرت وصبراطة محل تواجد عناصر أنصار الشريعة. قائلا: "هذا دون أن ننسى زعامات الإرهاب المتواجدين في العراق وسوريا وجميعهم رهن إشارة الشيوخ للعودة إلى تونس وإقامة شرع واجب الجهاد".مواجهة الإرهابوللحد من ظاهرة الإرهاب يؤكد الجنرال: "أن تونس لن تتمكن من صد الإرهاب إلا بإختراق هذه الجماعات وتوفير المعلومة الصحيحة في وقتها الصحيح من مصدرها الصحيح، أما المقاربات الأخرى الآجلة كإصلاح التعليم أو الاقتصاد فذلك يمر بشكل مواز مع الحلول الأمنية العاجلة".ويضيف: "الأمر واضح وجلي، لنا إطارات مختصة في مكافحة الإرهاب وهم عناوين معروفة، ولدينا إرهابيين ومنظرين ومبيضين للإرهاب وهم أيضاً عناوين معروفة، تبقى الإرادة السياسية التي كانت مفقودة في وقت ما، ولمسنا تحررها في الردّ على  العملية الإرهابية في متحف باردو. ونتمنى أن تتواصل الإرادة السياسية، حينها سيتم الكشف عن كل ما حدث في تونس من اغتيالات وإرهاب".جذور التطرف في تونسوبالعودة إلى نشأة هذه الحركات، وخلافا لما يتم تداوله في المنابر الإعلامية والرأي العام التونسي، يقول الجنرال محمد الناصر: "هذه الجماعات الإرهابية ليست إفرازا لما يسمى بثورات الربيع العربي، وإنما تواجدت منذ أواسط ثمانيات القرن الماضي مثلها مثل حزب التحرير وقبلها حركة الإتجاه الإسلامي في تونس. هذه الجماعات الثلاثة هي من سيطر على الساحة الدينية التي كان يطغى عليها الإسلام الطُرقي".ويوضح الجنرال، أن تنظيم أنصار الشريعة كان يسمى "الجبهة الاسلامية بتونس" fit وما ميّز هذه الحركة عن غيرها أنها انتهجت منذ نشأتها العنف الثوري المسلح تحت عنوان الجهاد.وقد تحول جل عناصرها منذ الثمانيات إلى مدينة قم الإيرانية لتلقي تدريبات، ولكنهم لم يستمروا إلى نهاية الدورة التدريبة رفضا لمحاولة "تشييعهم" من قبل الحرس الثوري الإيراني. كما تزامن رجوعهم إلى تونس مع نشوب حرب أفغانستان ومع المواجهة التي شهدتها تونس بين الإسلاميين ونظام الزعيم الحبيب بورقيبة سنة 1987.نفس تلك المجموعة يؤكد الخبير في الإرهاب محمد الناصر، أنها "تحولت إلى أفغانستان باستثناء بعض الشباب التلمذي والطالبي كسيف الله بن حسين الذي كني فيما بعد بأبي عياض، هذا الشخص وبعد أن كُشف حراكه في تونس تحول إلى مدينة وجدة المغربية لمواصلة دراسته الجامعية وهناك قام بتكوين مجموعة سلفية، ولكنه فجأة غادر مدينة وجدة والتحق بقندهار لينضم للمجموعة التونسية التي سبقته".وقد إنخرطت المجموعة التونسية التي أطلقت على حالها إسم "أهل السنة والجماعة" ثم "الجماعة التونسية المقاتلة" في العمل مع منظمات الإغاثة مثل mouafek foundation وحققت حراكا كبيرا توزع بين البوسنة والهرسك وقندهار.ظاهرة أبو عياضفي الأثناء سرعان ما سطع نجم سيف الله بن حسين الذي أصبح أبو عياض وبات يتنقل بين أفغانستان وبروكسل ولندن، ومن خلال هذا الحراك تم إكتشاف خلية ميلانو سنة 1997، التي كانت تجند المهاجرين السريين إلى أوروبا الذين لم يتوقفوا في إيجاد عمل. وبشكل ملفت ساهمت في إغتيال أحمد شاه مسعود بتوفير جوازات السفر والتونسيين اللذين تقمصا دور صحفيين.ويزيد محدثنا بالقول: "نفس المجموعة التي كانت في أفغانستان هي التي قامت بعملية سليمان الإرهابية، بعد أن ربطت الصلة مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واستقرت وتدربت في الجبال الجزائرية ومن هناك تسللت إلى تونس، وهؤلاء هم من تمتع بالعفو التشريعي العام بعد سقوط نظام بن علي ومنهم أبو عياض".إمكانية الانتصارويختم الجنرال محمد الناصر قائلا : "هذه المجموعات موجودة ولكنها كانت تحت السيطرة ومحدودة في العدد والعدّة، ولكن التراخي الأمني هو الذي أعطاها فرصة التحرك، ورغم كل ما قاموا به إمكانية التدارك موجودة والإنتصار عليهم ممكن".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.