استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
خطبت بنتًا من أقاربنا قبل أسبوع ورأيت على البنت بعض آثار الشعر البسيط بالذقن شبيه بشعر الرجال، ومنطقة ساعد اليد، وجعلت أختي تسأل البنت بطريقة غير مباشرة إذا كانت شعرانية أم لا؟ فأجابتها بأنها تعاني بشكل متوسط نوعًا ماً من هذا الأمر، وأنها راجعت طبيب نسائية منذ فترة بسيطة، وعملت فحوصات للهرمونات، وكانت معظم الهرمونات مضطربة كثيرًا من حيث النسب، ولا أعلم ما هي النسب؛ من باب عدم الإحراج للفتاة.
أخبرها الطبيب أيضًا أن عندها مقاومة للانسولين، واضطرابات في الدورة الشهرية، وأعطاها دواء الجلوكوفج، وأخبرها أنه خلال أشهر سيخف بشكل كبير ظهور هذا الشعر، وستنتظم الدورة لديها، وستكون قادرة -بإذن الله- على حدوث حمل بعد الزواج.
سؤالي: -جزاكم الله خيرًا- كما يلي:
١- هل الشعر سيخف بشكل كبير أم سيختفي نهائياً باستخدام هذا الدواء وستنتظم الدورة؟ وإذا كان سيبقى بعض الشعر هل استخدام الليزر سوف يزيله نهائيًا، ويزيل أثره خاصة الذقن؟
٢- هل ستبقى تستخدم هذا الدواء طوال العمر؟ وإذا كان كذلك هل سيؤثر عليها؟ وخاصة في حال حدوث حمل؟
٣- هل للشعرانية آثارٌ على الحمل؟ حيث إني قرأت ببعض المواقع أن الفتاة الشعرانية من الصعب لها أن تحمل، خاصةً إذا كانت مصحوبة باضطرابات الدورة، وتحتاج لفترة طويلة من العلاج، والله أعلم.
٤- هل تنصحوني بأن أترك الفتاة، خاصة أننا لم نكتب الكتاب، وقرأنا فقط الفاتحة منذ فترة بسيطة -أسبوع تقريبًا-؟
أرجو الإجابة منكم بشكل عاجل حيث إنني خائف من الاستمرار خشيةً من موضوع الحمل والشعرانية التي أخشى ألا تذهب مع الدواء.
أعتذر عن الإطالة وكثرة الأسئلة، ولكن ذلك من تخوفي من الأمر، وحتى لا أظلم نفسي، أو أظلم الفتاة إذا تركتها، وأشكركم على رحابة صدركم، وعلى موقعكم المميز الذي دائمًا أستفيد من إجاباته، وجزاكم الله عنا كل خير.
ملاحظة: عمر خطيبتي 25 سنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الحالة التي تعاني منها هذه الفتاة هي حالة تسمى بتكيس المبايض, وفيها يحدث اضطراب هرموني متعدد يؤثر في النهاية على عمل المبيض؛ فيسبب تأخر الدورة, وظهور شعر زائد في مناطق غير مؤلوفة عند النساء, وهي ما نسميها بـ(الشعرانية).
1- بالنسبة للشعرانية أو زيادة الشعر عند هذه الفتاة, فإنه سيخف بعد تناولها العلاج, وسيعود إلى ما كان عليه قبل حدوث التكيس على المبايض, فإن كانت الفتاة قبل الإصابة بالمرض لا تعاني من زيادة في الشعر, فإنها ستعود كما كانت من قبل.
والاستجابة على العلاج في تكيس المبايض لها درجات, وتختلف من حالة إلى حالة, فهنالك حالات تكون الاستجابة فيها ممتازة, وهنالك حالات تكون الاستجابة ضعيفة, لكن في كل الأحوال يجب أن تمر مدة لا تقل عن 6 أشهر (وهي مدة حياة الشعرة ) على تناول العلاج قبل ملاحظة أي تحسن.
ويمكن القول بأن تناول العلاج سيمنع من ظهور شعر جديد, لكنه لن يزيل الشعر القديم الذي ظهر أصلاً, ولإزالة هذا الشعر لابد من استخدام طريقة ما, ومن ضمنها الليزر فهو فعال جدًا، لكنه مكلف.
2- إن أي دواء سيستخدم لعلاج تكيس المبايض, يجب أن يتم تناوله لمدة 6 – 9 أشهر على الأقل, بما في ذلك دواء يسمى (غلكوفاج )، وهو دواء مفيد جدًا في هذه الحالة, ثم بعد ذلك يجب إعادة تقييم الحالة ثانية, فإن حدث حمل خلال تناول هذا العلاج, فلا بأس في ذلك, فهذا الدواء مسموح بتناوله في الحمل, وهو غير ضار بالجنين -إن شاء الله تعالى-.
3- في حالة تكيس المبايض, فإن الإباضة لا تحدث, أو تحدث لكن بشكل غير منتظم, لذلك فمن غير المتوقع أن يحدث الحمل بدون تناول علاج للتكيس, وإن حدث الحمل, سواء مع العلاج أو من دون علاج, فيمكن له أن يستمر مثل أي حمل طبيعي, ولا فرق.
4- إن تكيس المبايض هو مرض غير معروف السبب لغاية الآن, ويعتقد بأن له أكثر من سبب أو مؤهب, وهو قد يحدث عند أي امرأة متزوجة أو غير متزوجة, وفي أي مرحلة من عمرها, بمعنى آخر أقول لك -أيها الفاضل -: من هي سليمة الآن قد تصاب بالمرض غدًا, ومن هي مصابة به اليوم قد منه تشفى غدًا -بإذن الله تعالى-.
ومرض تكيس المبايض هو من الأمراض التي أصبحت قابلة للعلاج, بإذن الله تعالى, لذلك جوابًا على سؤالك هو: أن الصحة والمرض هي أمور ليست بيد الإنسان, وهي من أمور الغيب, لذلك يجب أن يكون اختيارك لشريكة حياتك بناءً على مقاييس الخلق والدين والصلاح, وعليك باتباع هدي رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم حين قال: ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ).
نسأل الله العلي القدير أن يكتب لك كل الخير.
منقووووووووووول