رحلة في السياحة والدبلوماسية

رحلة في السياحة والدبلوماسية
خليجية السفير عيسى عبدالرحمن العيسى من الآباء المؤسسين لوزارة الخارجية الكويتية ومن الرعيل الاول للسفراء الذين حملوا اسم الكويت في بدايات النهضة الحديثة.

ورغم انه بدأ المسيرة الدبلوماسية في السفارة الكويتية في واشنطن فانه عشق الهند وآسيا وترجم ذلك في كتاب (اربعة عقود من العمل الدبلوماسي من 1959 الى 1998) الا انه يعتبر مرجعا سياحيا وسياسيا مهما ويعد نموذجا ممتازا في ادب الرحلات من خلال رؤية دبلوماسية.

الذكريات الدبلوماسية سجلها د. عبدالمحسن الخرافي.

مسيرة حياة

يقول د. الجارالله في المقدمة: بدأت مسيرة السفير عيسى العيسى في الخارجية الكويتية منذ 1962 حتى عام 1998 حقق خلالها العديد من المنجزات ومثل الكويت في قرابة 12 دولة حول العالم، كما مثل الكويت في العديد من المؤتمرات الدولية.

في البداية يتحدث السفير العيسى عن البدايات ونسبه الى قبيلة سبيع ونشأته في حي القبلة وعمله في باكستان في الفترة (1961 1959-).

كانت البداية انه سكرتير اول في السفارة في واشنطن ثم انتدب للوفد الدائم في الامم المتحدة ثم قنصل عام لدى الولايات المتحدة، ومن اميركا الى الجزائر عام 1965 حيث قام بتأسيس السفارة الكويتية في الجزائر وقد شاءت الصدف ان يترك منصبه بعد وصول السفير الجديد عشية الانقلاب على بن بلة.

ومن الجزائر الى تونس قائما بالاعمال في تونس ( 1968 1966-).

لم يتحدث السفير العيسى خلال الفترة من الرحلة الدبلوماسية كثيرا في بعض المعلومات الرسمية والشخصيات التي تعامل معها.

30 عاما في آسيا

بدأ الفصل الاول لرحلة السفير عيسى عبدالرحمن العيسى في الجنوب، حيث الهند وسريلانكا ونيبال وجزر المالديف، وقد استمر في الهند الفترة الاكبر من (1986 1968-) أي ثمانية عشر عاما، واصبح عميدا للسلك الدبلوماسي من 76 الى86.

وخلال هذه الفترة كانت ذكريات العيسى كثيرة ومثيرة حول إقامته في الهند والتي تشعرك للوهلة الاولى انك تطوف مع مرشد سياحي يتجول بك في ربوع الهند، هذه القارة الكبيرة، ويغوص بك في اعماق السياسية ويطفو بك الى الجغرافيا والآثار والعادات والتقاليد والتاريخ الذي يربط الهند بالكويت.

رحلات متعددة

تحدث السفير العيسى طويلا عن رحلاته المتعددة لاكتشاف القارة الهندية فقد قام برحلة طويلة بالسيارة قطع خلالها 8500 كيلو متر ، وقد اشار الى ان الهند بها 13 لغة رسمية بخلاف اللهجات العامية.

وقدم العيسى تقريرا موجزا عن الهند تحدث فيه عن عن الاصول والاعراق التي يتكون منها الشعب الهندي- اللغات والديانات-، وتحدث عن الولايات والمقاطعات المكونة للاتحاد الهندي وتبلغ 22 ولاية و9 مقاطعات، وتحدث ايضا عن المناخ والاحزاب السياسية، كما قدم تقريرا موجزا عن الاحداث السياسية خلال تلك الفترة والحرب بين الهند والباكستان واغتيال انديرا غاندي، وتحدث كذلك عن الوضع الاقتصادي في الهند.

مقترحات وتوصيات

وقدم السفير العيسى مجموعة من المقترحات والتوصيات لتطوير العلاقات بين الكويت والهند ،كما قدم قائمة بالبيوت التجارية العريقة التي لها تواجد دائم في مختلف المدن الهندية.

وكان محالا الى سريلانكا لمدة 15 عاما وكان يذهب اليها في العام مرة او اثنتين وافرد بعض الذكريات الجميلة عن هذه البلاد ، منها حدائق التوابل، كما سافر الى مملكة نيبال في الثمانينات من القرن الماضي وبها قمة ايفرست في جبال الهمالايا وهي بلد الشاي وتجمع حضارتي الصين والهند.

دفاعا عن الكويت

الفصل الثاني يتحدث السفير العيسى عن رحلته الدبلوماسية إلى ماليزيا وسنغافورة وتايلند وبروناي، فقد احيل فترة الى الاتحاد الماليزي، حيث قضى بها اكثر من ست سنوات انتهت عام 1992 وتحدث عن الطبيعة في ماليزيا وعن الولايات ال13 التي تتكون منها، كما تحدث عن سنغافورة وتايلند وبروناي بشكل مقتضب.

الفصل الثالث كان عن كوريا الجنوبية التي كانت المحطة الاخيرة في هذه الرحلة الدبلوماسية الكبيرة.

واختتم الكتاب بالحديث عن المؤتمرات التي شارك فيها ومنها مؤتمرات دول عدم الانحياز وقدم مجموعة من المواقف الدبلوماسية التي حدثت له خلال هذه الرحلة ومايقام به خلال الغزو الغاشم لدولة الكويت دفاعا عن الحق الكويتي.

الكتاب مزود بمجموعة كبيرة من الوثائق والصور والشهادات التي توثق لهذه الرحلة الدبلوماسية.

يقع الكتاب في 343 صفحة من القطع المتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.