أسباب الصفراء:
أ- الصفراء الفسيولوجية:
هناك نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة يصابون بالصفراء الفسيولوجية ورغم ذلك يتمتعون بصحة جيدة ولذلك ينبغي ألا ينزعج الوالدان إذا ما أصيب طفلهما بالصفراء الفسيولوجية فليس لها أي أضرار أو مضاعفات.. وتكون نتيجة لتأخر عمل إنزيمات الكبد التي ما تلبس أن تعمل بعد أيام قلائل جدا من الولادة.
ب- الأسباب المرضية:
– زيادة إفراز البيلوروبين في دم الطفل مثل حالات تير كرات الدم الحمراء نتيجة وجود اختلافات معينه بين فصيلتي دم الطفل وأمه..
ـ وجود اختلال في وظائف الكبد مثلما يحدث نتيجة عدم النضج الكافي في حالة الطفل المولود قبل الميعاد.
– غياب بعض الإنزيمات نتيجة نقص خلقي لدى الطفل.
– حدوث أي عوامل تؤثر على الإنزيمات الكبدية ونشاطها مثل نقص الأجين لدى الطفل وإصابته بالإمراض الماضية ومرض الغدة الدرقية.
– وجود انسداد خلقي في القنوات الصفراوية في الكبد
* كيف يحدث المرض؟
قد تحدث الصفراء عند الولادة، وقد تظهر بعد ذلك ببضعة أيام، وذلك يعتمد على سبب حدوثها ودرجة الصفار في الجلد أو بياض العين ولا يمكن اعتبار هذه الاصفرار مؤشرا لمعرفة نسبة البيلوروبين في الدم؛ لذلك يجب عمل الاختبار المعملي لقياس نسبة البيلوروبين في الدم لجميع الأطفال المصابين بمرض الصفراء، وقد يظهر الطفل بلون أصفر فاتح أو برتقالي أو لون أصفر مائل للاخضرار وهذا يعتمد على سبب حدوث الصفراء.
وفي الحالات الشديدة والمتأخرة قد يبدو الطفل في حالة إعياء وتقل شهيته للرضاعة ونادرا تظهر علامات تدل على إصابة الجهاز العصبي في الأيام الأولى من حدوث الصفراء.
بعض النقاط الهامة حول الصفراء في الأسبوع الأول :-
– ظهور الصفراء في اليوم الأول لولادة الطفل يكون مؤشرا هاما لوجود مرض يستحق البحث والاهتمام بعناية وإجراء بعض الفحوصات المعملية.
– إذا ظهرت الصفراء في اليوم الثاني أو الثالث للولادة فغالبا ما تكون هذه الصفراء فسيولوجية ولا تمثل خطرا على صحة الطفل.
– إذا ظهرت الصفراء في اليوم الثالث للولادة أو بعده وقبل نهاية الأسبوع الأول من حياة الطفل قد يرجع سببه إلى وجود مرض التسمم الدموي (septicaemia) الناتج عن انتشار الجراثيم في دم الطفل ويصاب ذلك رفض الطفل للرضاعة وارتفاع في درجة الحرارة وإعياء شديد.
– ظهور الصفراء بعد الأسبوع الأول من ولادة الطفل قد يرجع إلى وجود مرض بالكبد ولذلك فإن هناك تشابه كثيرا واختلافات قد تكون بسيطة بين كثير من الأمراض التي تؤدي إلى ظهور الصفراء في الطفل ولذلك يجب عمل التحاليل اللازمة حتى نقف على الأسباب الحقيقية لحدوث الصفراء وحتى يتم التشخيص الدقيق للحالة ومن ثم يتم رسم الخط العلاجي بمعرفة الطبيب المختص في وقت مبكر حتى لا تعرض طفلنا الغالي لأضرار الصفراء ومضاعفاتها.
ماذا يجب أن تفعلي عزيزتي الأم عند حدوث الصفراء؟
عندما تلاحظ الأم وجود اصفرار في بشرة الطفل أو في بياض العينين يجب عرض الطفل على الطبيب المختص في أسرع وقت ممكن وطبيب الأطفال بعد فحص الطفل سريريا يجب القيام بعمل الفحوصات اللازمة من قياس نسبة البيلوروبين في الدم إلى معرفة الأنزيمات الكبدية ويجب عمل تحاليل بول وكذلك تحاليل براز للطفل.. ومن الأفضل كذلك عمل أشعة تليفزيونية أو ما تسمى الأشعة فوق الصوتية وللوقوف على حالة الكبد والقنوات الحرارية وإن حجم الكبد في الحدود الطبيعية وإن القنوات المرارية خالية من أي إنسدادات.
يجب الاهتمام أيضا إذا لاحظنا على الطفل أعراض أخرى مصاحبة لهذا الاصفرار وأهمها الإعياء الشديد والنهجان وعدم قدرة الطفل على الرضاعة – أو ظهور كدمات زرقاء على جسد الطفل أو حدوث تشنجات وقد يحدث نزيف في بعض الأحيان وغيرها.
مضاعفات المرض
يجب عدم الإهمال في علاج الحالات المرضية من الصفراء حيث إنه تنتج عنها مضاعفات وخيمة تظهر أثارها فيما بعد وفي مراحل العمر المختلفة وأهمها هو التأثير على الجهاز العصبي المركزي نتيجة وجود نسبة عالية من مادة البيلوروبين في دم الطفل وخاصة إذا حدث ذلك في الأيام الأولى من حياة الطفل.
ولا يفوتني أن اطمئن الأمهات بأن العدد الكبير من الأطفال الذين يصابون بالصفراء في الأسبوع الأول يكون من حسن الحظ من نوع الصفراء الفسيولوجية أو الصفراء الطبيعية وهي آمنة تماما ولا تسبب أي أضرار أو مضاعفات