مسكِّنات الألم فوائد ومخاطر

مسكِّنات الألم.. فوائد ومخاطر
خليجية من النادر أن يخلو بيت من بعض الأدوية المخصصة لتخفيف الألم والخالية من مادة «ستيرويد»، بل ان البعض أصبح مدمناً على تناول مثل هذه الأدوية، فبمجرد الإحساس بألم خفيف يستسهل تناول ما تيسر أمامه من الأدوية التي يمكن الحصول على غالبيتها من دون وصفة طبية.

تقول دراسة نشرت مطلع الأسبوع في مجلة «علم الأعصاب» الأميركية إن لمسكنات الألم أعراضاً جانبية وأضراراً من الضروري أخذها في الحسبان.

أسماء عديدة

لكن قبل استعراض الأضرار لا بد من الوقوف سريعاً أمام الكيفية التي تعمل بها هذه العقاقير التي تتوافر في الأسواق تحت أسماء عديدة لعل أكثرها شهرة Ibuprofen وNaproxen كما أنها تباع مع عقاقير أخرى للمساعدة على النوم أو للتخلص من الصداع أو لتخفيف أعراض الرشح والإنفلونزا مثلاً.

تعمل مسكنات الألم على تعطيل أنزيم في الجسم يسبب الالتهابات يسمى Cyclooxygenase وبالتالي فتعطيل هذا الأنزيم يؤدي تلقائياً إلى أن يولد الجسم التهابات أقل، مما يعني أوجاعاً أقل.

تقول الدراسة إن الطريقة التي تقوم بها هذه العقاقير بتعطيل الأنزيم المذكور تختلف بين عقار وآخر لأنه يكون على صورتين يطلق عليهما العلماء اسمين مختلفين COX-1 وCOX-2، فبعض المسكنات تعطل الأنزيم في أي صورة كان والبعض الآخر يعطل COX-2 فقط.. النوع الأخير يتركز في مناطق الالتهابات أو الجروح، أما النوع الأول أي COX-1 فيوجد في كافة أنحاء الجسم بما في ذلك المعدة والأوعية الدموية وفي صفائح الدم أيضاً، وعلى هذا الأساس فالمسكنات المتوفرة في الأسواق غالباً ما تعمل على تعطيل COX-2 من أنزيم Cyclooxygenase.

من مسكنات النوع الثاني العقار المعروف باسم Celebrex الذي يصفه الأطباء لمن يعاني من أوجاع المعدة كالنزيف أو القرحة.

ويمكن تلخيص الأعراض الجانبية لمسكنات الألم الخالية من مادة الستيرويد على النحو التالي:

• أوجاع وتهيُّج المعدة.

• مشاكل في الكلى خاصة حين الإصابة بالجفاف.

• مشاكل في الكبد.

آثار جانبية

يؤكد الأطباء أن مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية بالنسبة لمن يعاني من مشاكل في القلب أو الشرايين تزيد بنسبة عالية في حال تعاطي أي نوع من مسكنات الألم.

يضيف الأطباء أن بعض الآثار الجانبية لمسكنات الألم أنها تعمل على تغيير وظائف صفائح الدم، مما يدفع هذه الصفائح للتجمع وتشكيل جلطات يمكن أن تسبب جلطات أو نوبات قلبية، وقد تعمل أيضاً على تعطيل عمل الصفائح الدموية وزيادة مخاطر النزيف وهذا ما يجعل الأطباء يمتنعون عن وصف أي من هذه الأدوية قبل العمليات الجراحية.

وفي حال تغيير وظائف صفائح الدم وتجمعها في الدماغ تحدث الجلطة الدماغية التي يختلف تأثيرها على الجسم حسب حجم تجمع الصفائح، ويتراوح ذلك بين تعطل أو تضرر بعض الحواس والإعاقة والموت.

وفي العديد من الدراسات التي أجريت حول الموضوع تبين أن احتمالات الإصابة بالجلطة تتضاعف تقريباً مع تناول مسكنات الألم.

بدائل أكثر أماناً

وفي دراسة حديثة أجريت في الدانمرك وشملت متابعة أحوال أكثر من مئة ألف شخص على مدى ثماني سنوات تبين أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون مسكنات الألم COX-2 بصورة منتظمة ارتفعت احتمالات الوفاة بالجلطة الدماغية بينهم بنسبة %19 زيادة عن الأشخاص الذين لم يتناولوا هذه المسكنات.

وعلى هذا الأساس ينصح الأطباء بأي من البدائل المتوافرة في الأسواق والتي تقل معها احتمالات خطر الإصابة بالنوبات أو الجلطات ومن هذه البدائل عقار Acetaminophen.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.