معاناة شديدة بعد أن تركتني الفتاة التي أحببتها

معاناة شديدة بعد أن تركتني الفتاة التي أحببتها
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
لا أعرف من أين سأبدأ، ولا أدري من الأساس كيف أعبر عما بداخلي كشاب؟

عندما كنت صغيرا لم أكن أعاني هذه المعاناة الكثيرة، عندما كنت صغيرا كنت أسعد شخص بالكون كله، لا أعرف كيف أروي لكم قصة حياتي؟ ربما كنت سعيداً، وكانت حياتي فيها البهجة والسرور بعد ما دخلت قلبي فتاة، وأحببتها بصدق، لكن (شاء الله) أن تتركني، وتذهب لشخص غيري دون سبب نهائي.

فقدت روحي بسببها، كنت أتظاهر أمام الجميع أني لا زلت بخيـر، وأنه لا زلت لدي قوة، لكن من الداخل كاد البركان أن يخرج من أعماق قلبي ويقول: كفى!، تعبت جداً، أعيش في حالة ضياع، فقدت الأمل الذي كان عكازة لي، تفاصيل حياتي كانت صعبة، وكل كلمة طيبة كنت أفسرها حبا وحنانا، 4 سنين وأنا لا أعمل أي عمل يفيدني نهائيا، أصبحت أبكي بحرقة على مستقبلي الذي أصبح على هامش الحياة، فأنا إنسان تائه بلا هدف أو أمل!، حاولت الانتحـار كثيراً رغم أنه حرام، حتى إن آثار الانتحار ما زالت موجودة على جسمي.

طلبت من أهلي مد يد العون، ضحكوا علي وقالوا لي: طول عمرك فاشل! رغم أني تخليت كثيرا عن حقوقي كشاب إرضاء لهم، لكنهم ما زالوا يعتبرونني فاشلا، تحملت قسوتهم؛ لأني كانت لي ثقة بالله عندما قال: {وبالوالدين إحساناً}، أرى نفسي شخصا أموت تدريجياً ونهايتي قريبة جداً، وأنا عاجز عن عمل أي شيء!

دعوت الله أن يحسن حالي، بكيت له بحرقة! لكن يؤسفني أن أقول: إن الأحوال قد ضاقت أكثر، ولم تتغير! تغيرت قناعتي بالحياة وأنا لا أريدها، وأريد الموت فكل من صبرنا عليهم وكل من أحببناهم بصدق وكل من قدمنا من أجلهم تضحيات رحلوا وتركوني وحيدا، حتى أهلي الذين اعتبرتهم أكبر سند خذلوني.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ The Bictz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يُفرِّج كربتك، وأن يجعل لك مخرجًا مما أنت فيه، وأن يجعل لك من لدنه وليًّا ونصيرًا، ويجعل لك على الخير أعوانًا.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل– فإنه مما لا شك فيه أنها تجربة مريرة، وكان الله في عونك، خاصة عندما يكون الإنسان قد ركَّز آماله وطموحه على شيء معين ثم يُفاجأ بأنه قد حُرم منه، مما لا شك فيه أن هذا أمرٌ صعب وشديد، ولكن يبقى أن الله تبارك وتعالى لم يجعله هو أساس الحياة وحده، ولم يجعل حياة الإنسان متوقفة عليه، وأنت لو نظرت إلى الماء الذي يُريقه الناس على الأرض تجده أنه يمشي في جميع الاتجاهات، فإذا ما وقف في وجهه أي حاجز فإنه يحاول أن يتجمَّع ليبحث له عن مخرج آخر.

أما أنت ألاحظ أنك جمَّدت حياتك كلها بسبب مشكلة هذه الفتاة، ولم تحاول أن تتجه شرقًا أو غربًا بحثًا عن حلٍّ، حتى ترتب عليه أهلها رموك بالفشل، وأنك شعرت فعلاً بأن الحياة لا قيمة لها ولا معنى ولا طعم، ولذلك أقبلت أكثر من مرة على التخلص منها، رغم أن الحياة جميلة، كنت في أول حياتك سعيدًا، والآن فارقتك السعادة، وأنت تعيش مرحلة الحزن، ولست جادًا حقيقة في الخروج من هذه الأزمة.

ولكني أقول لك: إلى متى؟ إلى متى ستظل في هذه الكآبة، وهذا الحزن وهذا الانقطاع، وهذا التكاسل وهذا الخمول، وهذا الموت؟ أنت الوحيد القادر على إخراج نفسك مما أنت فيه، ولا تنس أن الله تبارك وتعالى قال: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم} حتى بالنسبة للعباد التائبين إذا بدأ العبد في توبة جادة وصادقة؛ فإنه ما أن يخطوَ خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح إلا ويُسْرع الله تبارك وتعالى إليه.

أنا أرى أنك لم تُقدِّم أي خطوة في الطريق الصحيح، ولذلك حبست نفسك في هذا القُمقم من الأحزان والمآسي، كأنك لا تريد أن تخرج منه، حتى كما ذكرت أقرب الناس إليك قد تخلى عنك؛ لأنهم يشعرون بأنك لست جادًا في إدارة أمور حياتك.

ومن هنا فإني أقول لك: لا بد فعلاً أن تُدخل على حياتك نوعًا من التغيير القوي والسريع والعاجل، حتى تستطيع أن تُغيِّر هذا الواقع المؤلم، فلا بد لك من ذلك، ابحث عن وسيلة، وأعتقد أنك لن تعدم وسيلة من الوسائل التي بها يتغيَّر هذا الواقع، إذا كنت لا تعمل فاخرج وابحث عن عمل، واجتهد في ذلك، حتى وإن تركت بلدتك التي هي مسقط رأسك، واذهب إلى بلدة أخرى ومكانٍ آخر أو تعلم حرفة أخرى أو مهنة أخرى، أو اقرأ كتبًا، أو ثقِّف نفسك في معارف جديدة ومهارات متنوعة.

المهم أن تبدأ حياتك بطريقة تختلف عن الطريقة الأولى؛ لأن الذي فات قد مات، فلا ينبغي عليك أن تموت بموت ماضيك، وإنما كن ابن الحاضر، وانظر إلى المستقبل -يا رجل- نظر تفاؤل؛ لأن الذي أنت فيه لن يُغيِّر شيئًا، لو مكثت على هذه الحالة إلى أن تموت لن يعبأ بك أحدًا، ولن تقف عجلة الكون بسببك، وإنما أنت الخاسر لعمرك ووقتك وشبابك وطاقاتك وقدراتك، وفي نهاية المطاف ستُسأل عن ذلك كله.

لذا أقول: لا بد لك من إدخال جذري جديد في حياتك، بأي وسيلة، تسألني كيف؟ أقول: أنت قادر، لأن الله ما كلفك بشيء فوق طاقتك، لأنه جل جلاله هو الذي قال بنفسه: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} وقال: {لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها} فصعبٌ جدًّا أن أقتنع بأنك غير قادر، ولكن سهلٌ جداً أن أقتنع أنك متكاسل، وأنك راضٍ بهذا الوضع المُحزن، وستظل كذلك إذا لم تقم فعلاً بثورة عارمة على نفسك، وعلى هذا الوضع المؤلم، لتغيِّر واقعك إلى وضعٍ أفضل، لتستردَّ السعادة التي فقدتها، ولتحيا حياة حُرَّة كريمة أبيَّةً في ظلِّ دينك وما أعطاك من قدرات وإمكانات.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، إنه جواد كريم.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.