يحاول فيصل العبيد جاهدا أن يثبت بصمته ككاتب مسرحي يمتلك رؤية واضحة ويدافع عن قضايا يئن منها المجتمع، ولعل إعادة كتابة مسرحية «عقول في القفص» هي نتاج هذه المحاولة التي طورها وأصبحت «معركة العقول الفارغة» التي قدمتها فرقة المسرح الكويتي يوم أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة ضمن فعاليات مهرجان الكويت الخامس عشر.
تكرار الخطأ
يؤكد الكاتب أن الشعوب العربية بحاجة حقيقية الى التخلص من الدكتاتورية التي لا تزال تعشش فيها، وتسلب عقولها على الرغم من الثورات التي قامت بها هذه الشعوب، وتحدد ما يجب أن تقوم به من خلال وسائل الإعلام، وعلى الرغم من أن العبيد استفاد من تجاربه الكتابية السابقة فإنه لا يزال يكرر بعض أخطائه خصوصا ما يتعلق بالبناء الدرامي الذي يفتقد الترابط وغياب وحدة الحدث.
كما أن الشخصيات التي يقدمها لا تزال تعيش في ضياع من جراء عدم إمساكه بخيوط اللعبة الدرامية وغياب الصراع الحقيقي.
المؤلف نجح في تقديم أفكار طرح من خلالها فلسفته الخاصة، كما أن لغته جاءت جميلة وشاعرية وتدل على امتلاكه ثروة لغوية، ويحسب للمؤلف تقديمه حوارات كوميدية ساخرة في الجزء الأول من النص، لكنه أخفق في الجزء الثاني الذي تحول إلى تراجيديا وكرر بعض المقولات دون تركيز على القضية الأساسية.
رؤية بصرية
نجح المخرج علي المذن في تقديم نفسه مخرجا لنص فيه الكثير من الثغرات، وحاول تقديم رؤية بصرية لتلافي الهنات التي يعاني منها النص، واعتمد أساسا على عناصر التمثيل إلى جانب السينوغرافيا والإضاءة.
استفاد المخرج من الديكور الذي صممه فهد المذن الذي يمتلك خبرة في التعامل مع المهرجانات، وعلى الرغم من بساطة الديكور فإنه كان معبرا عن الحالة النفسية للنص.
أداء تمثيلي
كان الفنان حمد أشكناني أبرز عناصر التمثيل فقد تقمص دوره بانسيابية وتلقائية وكان عفويا إلى درجة كبيرة خصوصا في الجزء الأول من العرض.
وأعلنت المسرحية عن ولادة ممثل جيد هو خالد المظفر الذي نتوقع أن يبرز في السنوات القادمة لاسيما أنه يجيد أداء أصعب أنواع التمثيل خصوصا الأداء التراجيدي.
الممثلة الشابة فرح الصراف التي تخوض أول تجاربها في المسرح النوعي أمام الجمهور بحاجة ماسة إلى التمرس في الأداء ومضاعفة جهدها، وعليها أن تتعامل مع الشخصية التي تؤديها على خشبة المسرح بوعي تام وهي مشروع فنانة ستبرز بقوة إذا اختارت الأعمال التي تتناسب مع قدراتها التمثيلية.