الإسراء والمعراج رحلة في الآخرة

الإسراء والمعراج رحلة في الآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الدنيا عند الله.عزَّ وجلَّ هي العمل الذي يكون فيه المرء في واحدة من هذه الخصال
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ ) (20سورة الحديد)
عندما يكون المرء في عمل من هذه الأعمال يكون في الدنيا :
فإذا كان في لهو يشاهد التلفاز، أو يجلس يأتنس مع قوم، في غير علم نافع، أو عمل رافع، فهو في لهو، حتى ولو كان يذكر الله، لأن ذكر الله هنا، معه مشاغل تمنع من القبول،
فقد قال صّلى الله عليه وسلم:( ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقَنُونَ بَالإِجَابَةِ ، فَإِنَّ اللهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءَ مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ)(1)

وكذلك اللعب إن كان نرداً ( طاولة )، أو ورقاً ( كوتشينة )، أو دومينو، أو ما شابه ذلك، فهو لهو ولعب
وقال صّلى الله عليه وسلم: ( مَنْ لَعِبَ بِالنَرْدِ شير فَكَأنَّما غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرِ وَدَمَهِ )(2)

والدنيا إن كان مشغولاً ، بها شغوفاً بأهلها ، وكل وقته تطلعات في الفترينات، وينظر في الموديلات ، وكل نظره يركِّز على ما يلبسه من حوله ، ويسألهم في ذلك وعن ذلك ؟ ، أو كان همه الفخر في نيل المناصب ، أو في العلو ،أو في الجاه ، أو مشغولاً بولاه فوق المسئولية التي كلَّفه نحوه بها الله عزَّ وجلَّ وهذا أمر يطول شرحه ، وهذه هي الدنيا، وما سوى ذلك فأنت فيه في الآخرة
هل الصلاة ضمن هؤلاء الخمس ؟لا، إذن أنت فيها في الآخرة ، وكذا تلاوة القرآن وكذا مجلس العلم وكذا عيادة المريض وكذا تشييع الجنازة وكذا أي عمل خير أو صالح تقصد به وجه الله فأنت بعمله في الآخرة ولست في الدنيا كما أنبأ الله عزَّ وجلَّ .

فرحلة الإسراء والمعراج رحلة في الآخرة إذن كي يبدأ الإنسان رحلة السير والسلوك إلى الله عليه أن يتوب توبة نصوحا شرطها الأول أن ينقي قلبه من مشاغل الدنيا وهمومها وحظوظها وأهوائها ويجعل شغله بالله والدار الآخرة وما أعده الله. عزَّ وجلَّ فيها لعباده الصالحين.
وليس معنى ذلك أن يترك الدنيا ويترك السعي، ولكني أقول ينقي قلبه فيسعى بجسمه وقلبه مشغول بربه عزَّ وجلَّ، كما قال إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه فيكم وفي الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم الله هدىً:
نهار الفتى المحبوب في السعي والبر
وليل الفتى المطلوب في الذكر والفكر
وفي الليل رهبان بذكر إلههـــــــــــــــم
سكارى حيــــــــــارى في شهود وفي ذكر
نهارهممُ يســــــعون يرضون ربهـــــــــم
كما أمر الرحمـــــــــن في محكــــــــــــم الذكر

يطلبوها كما أمر الرحمن عزَّ وجلَّ: ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ) (15سورة الملك)

1))- أخرجه الترمذي ، والحاكم. فعن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
)2 )فى مسند الإمام أحمد ، عن سليمان بن بريدة عن أبيه
.


https://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…C2&id=18&cat=4

منقول من كتاب {إشراقات الإسراء الجزء الثاني}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

https://www.youtube.com/watch?v=lYhIqYs_ItI

خليجية

أريد دراسة تخصص شرعي ينفعني في الآخرة وأمي تفضل دراستي لإدارة الأعمال

أريد دراسة تخصص شرعي ينفعني في الآخرة وأمي تفضل دراستي لإدارة الأعمال
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أنا لم أكمل دراستي البكالوريوس قبل سنوات، وأمي دائما تقنعني أن أكمل ولم تكن لدي رغبة، الآن أريد أن أكملها عن بعد، لكن في تخصص يفيدني في الآخرة مثل تخصص الدين أو الشريعة، المشكلة أن هذا لا يرضي والدتي وأحبطها، لأنها تتمنى أن أكمل في تخصص مفيد من نظرتها مثل إدارة أعمال. الآن محتارة وأريد رضى ربي في أن أتعلم أمور ديني وأدرسها أفضل لي من تخصصات دنيوية، وبذات الوقت كيف أرضي والدتي؟ كيف أقدر أن أجمع بين رضى أمي وربي؟ مع العلم أني لا أحب الدراسة، لكن فيما يخص الأمور الدينية فأحب تعلمها لعلمي أنها تفيدني في الآخرة والدنيا.

أرجو منكم تقديم المشورة لي.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أن الفقه في الدين مطلب للنساء والرجال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

واضح من خلال البيانات أنك موظفة في عمل خاص، وعلى هذا فالتخصص في إدارة الأعمال هو الأنسب بالنسبة لك، وفيه جمع بين تجويد عملك وإرضاء الوالدة، والتفقه في الدين مطلب ومقصد لكل أحد، وبإمكانك التفقه في الدين وحفظ القرآن مع الاستمرار في تطوير نفسك في المجال الذى تطالبك به الوالدة، ولا شك أن الاستمرار في طلب العلم مطلوب، والعمل الدعوي يحتاج إلى خبرات إدارية، فمراكز الدعوة ودور التحفيظ والمؤسسات الخيرية المسائية كلها بحاجة إلى خبرات إدارية، وعليه فمفهوم خدمة الدين واسع، كما أن تسليط الأضواء على الإدارة الإسلامية بإطارها الإيماني وأبعادها الإنسانية مطلب كبير.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

منقووووووووووول