انتشار تطبيقات التراسل الفوري يقلص استخدام الرسائل النصية %40

انتشار تطبيقات التراسل الفوري يقلص استخدام الرسائل النصية %40

الوكيل- بعدما اجتاحت تطبيقات ‘الواتس آب’ و’الفايبر’ و ‘سكايب’ وغيرها من طرق التراسل الفوري سوق الاتصالات المحلية ظهر أثر ذلك جليا على خدمات الرسائل القصيرة بعد ان أظهرت آخر التقديرات أن استخدامها تراجع بنسبة وصلت إلى 40 % العام الماضي. وشرعت تطبيقات التراسل الفوري أو ما يطلق عليها اختصارا بخدمات الـ’OTT’ تكتسح سوق الإتصالات المحلية لتستقطب بمجانيتها وانخفاض كلفتها مستخدمي الهواتف التقليدية وتحولهم الى منصاتها كبدائل عن الخدمات الخلوية التقليدية لا سيما الرسائل القصيرة والرسائل المصورة وخدمة المكالمات الصوتية الدولية. وبدت تأثيرات تطبيقات التراسل مثل ‘الواتس اب’ ، و’ الفايبر’ ، و’ سكايب’ ، وغيرها من التطبيقات ، تظهر بشكل جلي في سوق الاتصالات المحلية، وهي تزداد انتشارا يوما بعد يوم مع زيادة نسبة انتشار الهواتف الذكية بين اوساط مشتركي الخلوي، مخلفة وراءها اثرا سلبيا على مشغلي الاتصالات بدأ يتضح ويتوسع خلال آخر سنتين ويتمثل هذا الاثر في انخفاض حركة الرسائل وبالتبعية ايراداتها، والمكالمات الدولية وايراداتها. ويأتي ذلك مع اهتمام المستخدم بميزة السهولة والمجانية في الاتصال عبر تطبيقات التراسل التي اصبحت توفر منصات لتبادل كافة انواع المحتوى ( المحتوى النصي، الصور، والفيديو )، ما اسهم في تراجع حركة الرسائل القصيرة في السوق المحلية بنسبة تتراوح بين 30 % الى 40 % خلال العام الماضي، على ما أكّد مسؤولون في شركات الخلوي المحلية. وقال مسؤولون إن ‘تأثيرات هذه التطبيقات امتدت ايضا لتزداد وتظهر بشكل كبير على حركة المكالمات الدولية والتجوال الدولي، مقدرة تراجع حركة الاتصالات الدولية عبر الشبكات التقليدية بنسبة بلغت 15 % خلال العام الماضي’. وأكد مسؤولون أن أثر تطبيقات التراسل الفوري على خدمات الرسائل النصية التقليدية والمكالمات الدولية سوف يزداد بشكل اكبر خلال السنوات المقبلة وذلك مع زيادة نسب انتشار الهواتف الذكية ، لتتآكل ايرادات الشركات الخلوية من الخدمات التقليدية التي ظلت تشكّل مصادر رئيسية لايرادات الشركات خلال السنوات الماضية. وأظهرت احصاءات حديثة لشركة ‘ ابسوس الأردن’ للبحوث توسع وانتشار استخدامات الهواتف الذكية بين اوساط مشتركي الخلوي في الأردن، لترتفع نسبة انتشار هذه الهواتف الى41 % من مشتركي الخلوي ممن اعمارهم 15 سنة فما فوق. وبحسب نفس الاحصاءات زادت نسبة انتشار الهواتف الذكية بين اوساط مشتركي الخلوي قياسا بنسبتها المسجلة خلال شهر تموز ( يوليو ) الماضي والتي بلغت وقتذاك 28 % من مشتركي الخلوي، فيما كانت النسبة قد بلغت حوالي 19 % في نهاية العام 2024. وقال نائب الرئيس التنفيذي – المدير التنفيذي للمالية في شركة ‘ اورانج الأردن ‘ رسلان ديرانية إن قطاع الاتصالات المحلي بدأ يتأثر فعليا بخدمات تطبيقات التراسل على الهواتف الذكية التي اصبحت تمثل منافسة جديدة تضاف الى المنافسة الشديدة التي تتسم بها سوق الاتصالات المحلية بوجود ثلاث شبكات مشغلة لخدمات الخلوي. واضاف ديرانية أن خدمات تطبيقات التراسل الفوري مثل ‘ الواتس اب’ ، و’ الفايبر’ ، و’ تانجو’ ، ‘ وسكايب’ وغيرها هي في انتشار متزايد في ظل زيادة نسبة انتشار الهواتف الذكية مع انخفاض اسعار هذه الاجهزة، حيث بدأ المستخدمون يعتمدون على هذه التطبيقات للتواصل محليا ودوليا عوضا عن خدمات الصوت والرسائل القصيرة التقليدية وذلك لانخفاض كلفة هذه التطبيقات، مشيرا الى ان حركة الرسائل القصيرة خلال العام الماضي تراجعت بنسبة تتراوح بين 30 % الى 40 %. وقال إن ‘اعتماد هذه التطبيقات على اشتراكات الانترنت، يعوض جزءا من الايرادات المفقودة، حيث تجني شركات الخلوي ايرادا من خدمات الانترنت التي تقدمها للمشترك والتي تقوم عليها هذه التطبيقات’.وأشار إلى أن هذه التوجهات والتاثيرات لا تقتصر على السوق المحلية ولكنها تشمل كل اسواق الاتصالات حول العالم. الى ذلك؛ قال مسؤول هندسي في واحدة من شركات الخلوي المحلية إن ‘تغيرات في سلوكيات مستخدمي الخلوي والهواتف المتنقلة في المملكة بدات تتضح ملامحها خلال اخر ثلاث سنوات تركزت في مزيد من الاعتماد وطلب لخدمات المحتوى وشبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وتطبيقات التراسل الفوري ساعد على ذلك وجود وانتشار شبكات الجيل الثالث التي تدعم استخدام الهواتف الذكية’. وقدّر هذا المسؤول ؛الذي فضل عدم الكشف عن هويته؛ نسبة تراجع حركة الرسائل القصيرة التقليدية بحوالي 40 % خلال اخر سنة، فيما تراجعت حركة المكالمات الدولية بنسبة بلغت 15 %، نتيجة تحول المستخدمين الى التطبيقات الذكية بديلا عن الشبكات التقليدية، وذلك لمزايا المجانية، والسهولة في التواصل.وتظهر آخر الارقام الرسمية أن عدد اشتراكات الخدمة الخلوية في المملكة تجاوز الـ 10.3 مليون اشتراك بنسبة انتشار تصل الى 156 % من عدد السكان، فيما تجاوز عدد مستخدمي الانترنت 5.3 مليون مستخدم بنسبة تصل الى 73 %.الغد

لا قيود على استخدام تطبيقات التراسل المجانية

لا قيود على استخدام تطبيقات التراسل المجانية

الوكيل – رغم إقراره وقناعته التامة بالتأثيرات السلبية التي أحدثتها تطبيقات التراسل المجانية للهواتف الذكية على إيرادات الشبكات والخدمات التقليدية في سوق الاتصالات المحلية، إلا أنّ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام سليط أكد أنّ الحكومة ‘لا تفكر’ و’لن تضع أي حدود’ على استخدام هذه التطبيقات على شاكلة ‘واتس اب’، و’فايبر’، و’تانجو’ و’سكايب’، وغيرها.

وقال سليط في تصريحات صحفية لـ’الغد’ إن التأثيرات السلبية لانتشار وزيادة استخدام هذه التطبيقات التقنية على إيرادات سوق الاتصالات، وبالتبعية على إيرادات الحكومة من القطاع، هي ظاهرة عالمية لا تقتصر على السوق المحلية، ولكنها تشمل كل أسواق الاتصالات حول العالم مع التحول وزيادة انتشار شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع.

وأوضح وزير الاتصالات أن ‘الحكومة، وحتى شركات القطاع، لا تفكر في دراسة وضع حدود لاستخدام هذه التطبيقات أو إيقافها مثلا كما حصل في بعض اسواق الاتصالات في المنطقة’، مشيرا إلى ان البدائل التي قد تدرسها الحكومة مع القطاع لتعويض تراجع ايرادات القطاع لن تشمل هذه التطبيقات ابداً’.

وقال إن ‘من حق المواطن ان يستمتع ويستفيد بتجربة التقنيات والخدمات والتطبيقات الناتجة عن التحول الى شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع ومن انتشار الهواتف الذكية’.

وجاءت تصريحات الوزير في وقت تجري فيه الوزارة دراسة جديدة حول أثر مضاعفة الضريبة الخاصة للخلوي على إيرادات القطاع وإدائه، وهي الدراسة التي قال إن الحكومة تسعى لإنجازها في أسرع وقت ممكن.

وأضاف سليط : ‘أنه في حال ثبت تأثير سلبي كبير على السوق فسيكون هناك دراسة لبدائل تعوّض القطاع والحكومة من أثر الضريبة الخاصة، ولكن وضع حدود على تطبيقات التراسل لن يكون محل دراسة في هذا المجال’.

وتتفق الحكومة مع شركات القطاع بأن تطبيقات الهواتف الذكية وزيادة استخدامها استحوذ على حصة من الحركة الهاتفية وحركة الرسائل عبر الشبكات التقليدية، وأسهم إلى جانب المنافسة المحلية الشديدة في تراجع إيرادات القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن وزير الاتصالات رأى أنّ هذا التطور التقني يمكن أن يخلق مصادر إيرادات للقطاع وبأن على الشركات أن تفكر في الاستفادة وابتكار خدمات وطرق تعوض بها وتستفيد من هذه التطور التقني، ومن زيادة استخدام ‘الإنترنت المتنقل’ عبر شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع.

وكشفت نتائج مسح وتصنيف قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات – التي أعلنت الاربعاء الماضي ‘عن تراجع في إيرادات قطاع الاتصالات خلال العام 2024 بلغت نسبته 6.4 %، عندما سجل حوالي 1.58 مليار دولار، بالمقارنة مع 1.69 مليار دولار الإيرادات المسجلة للقطاع في العام السابق 2024.

كما أن أرقام حكومية أخرى كانت كشفت تراجع الحركة الهاتفية الكلية الخلوية للأردنيين بنسبة 2 % في العام 2024، وكان أكبر تراجع في حركة المكالمات الدولية بنسبة 19 %.

ومن جهة أخرى تقول البيانات الحكومة إن قاعدة اشتراكات الخلوي في الأردن تضم اليوم 10.5 مليون اشتراك، فيما تقدر دراسات نسبة انتشار الهواتف الذكية في المملكة بحوالي 50 % من إجمالي مشتركي الخلوي.

الغد