استمرار
مسلسل تهديد الطلبة للمعلمين.. وجرِّهم إلى المخافر
نقلت مصادر تربوية مطلعة عن عدد من مديري المدارس، حالة من الخوف يعيشها بعض المعلمين من الطلبة، نتيجة تهديدهم الدائم بأنهم قادرون على تقديم شكاوى في
المخافر ووضعهم في السجن وصولاً الى إبعاد الوافدين منهم.
وبحسب المصادر نفسها، فإن كثيراً من المعلمين الوافدين يتجنبون توجيه ملاحظات لطلبة معينين، خوفاً من افتعال مشاكل معهم، ولاحقاً مع أولياء امورهم، الذين يهددونهم ويصل الأمر ببعضهم الى تقديم شكاوى وادعائهم بتعرض ابنائهم للضرب ولألفاظ بذيئة.
علاقة متوترة
وأضافت المصادر أن هذه العلاقات المتوترة بين الهيئات التعليمية الوافدة والطلبة وأولياء الأمور، تؤثر سلبا على نوعية التعليم الذي يقدمه المعلم الوافد، حيث يعيش في قلق دائم، وخوف من التورط في مشاكل قد تقضي على مستقبله المهني في المدارس.
وتابعت المصادر بالقول إن مديري مدارس كثيرين يستقبلون، بشكل مستمر، رجال شرطة يقصدون المدارس، ويدخلون مكاتب المديرين؛ لالقاء القبض على احد المعلمين، ممن قُدِّمت في حقه شكوى، إلا أن مدير المدرسة يرفض، ويستند إلى القرار الصادر في هذا الشأن من وزارة الداخلية.
وأشارت الى ان المشكلة ان بعض المخافر ورجال الشرطة يجهلون وجود هذا القرار الذي يمنع دخول أي شرطي الى المدرسة، والقبض على أي معلم خلال الدوام المدرسي، وبالتالي يقصدون المدرسة، ويتسببون في حالة من الخوف لدى دخولهم مكتب المدير، وكأن هناك مشكلة حقيقية تستدعي هذا التحرك، والأمر يقتصر على وجود شكوى من ولي امر بحق معلم، ليفاجأ الشرطي او الضابط، بعدم قدرته على تنفيذ مهمتهم، لوجود قرار من وزارة الداخلية يمنع ذلك.
تعميم القرار
وتضيف المصادر انه يتوجب على وزارة الداخلية اصدار تعميم بشكل مستمر لجميع المخافر، بفحوى هذا القرار، عوضا عن استمرار رجال الشرطة في التوجه الى المدارس خلال الدوام المدرسي. وذكرت أن هناك عناصر جديدة من الشرطة تجهل وجود مثل هذا القرار المرتبط بالمدارس.
وأضافت أن كثيراً من مديري المدارس يقفون عاجزين عن إزالة هاجس خوف المعلمين الوافدين من أولياء الأمور، موضحة أن طلبة كثراً في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، يصعب ضبط أفعالهم داخل الفصل الدراسي أو الملعب، ولا يأبهون بملاحظات المعلمين، ويصل الأمر ببعضهم الى رفع صوتهم على المعلمين وتهديدهم.
أمّا سبب صمت الإدارات المدرسية فيعود بحسب المصادر إلى عدم وجود قانون يحمي المعلم، في ظل استمرار تأخر إقرار قانون حماية المعلم المحال إلى مجلس الامة.
وأوضحت انه خلال الدوام المدرسي لا يخلو التعامل بين المدرس والطلبة من بعض الملاحظات التي يوجهها المعلم، وتصل به إلى ضربه بالمسطرة، وهو أمر لا يعدو عن كونه أمراً بسيطاً، إلا أن بعض الطلبة يضخمون الموضوع، ولا يقبلون ذلك على مرأى من زملائهم، فيلجأون إلى التصعيد، والمعلم يقف حائراً من دون وجود قانون يحميه.
زرع الخوف
اعتبرت المصادر التربوية اقتياد معلمين إلى المخافر زرع الخوف داخل نفوس كثير من الهيئات التعليمية، وتحديداً الوافدة، ودفع ببعضهم إلى الحذر في التعامل مع الطلبة، وهو ما يؤثر على طبيعة الخدمات التعليمية التي يقدمها المعلم، وشرح الدروس داخل الفصل.