خصيتي اليسرى ضامرة وفقدت وظيفتها هل هناك ضرر في عدم استئصالها؟

خصيتي اليسرى ضامرة وفقدت وظيفتها.. هل هناك ضرر في عدم استئصالها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

بعد اطلاع الطبيب على خصيتي اليسرى، اتضح أنها فاقدة لوظيفتها بالكامل، أما الخصية اليمنى، فهي تعمل إلى حد ما.

وعندي أسباب تدفعني إلى ممارسة الاستمناء والاستمرار فيه، وهذه الأسباب هي:

1- كلما مارست التمرينات الرياضية بطريقة خاطئة، أجد نفسي أقوم بالاستمناء حينها، أو فيما بعد؛ حتى أمنع الأضرار المترتبة على الممارسة الخاطئة، والتي قد تصيب أي جزء في جسمي.

2- كلما أفزعنى وأرعبني أحد؛ أجد نفسي أقوم بالاستمناء حينها، أو فيما بعد؛ حتى أمنع الأضرار المترتبة على الفزع والرعب، والتي قد تصيب أي جزء في جسمي.

3- إذا كنت حالقًا أي شعر في وجهي، ثم إذا كان في بدايته لكي ينبت، فإذا مارست الاستمناء أقول في نفسي: إن هذا الشعر سينبت ضعيفًا، فلا بد من حَلْقه أو من الاستمناء مرة أخرى، فهل إذا تركت هذا الشعر سيكون مضرًا؟

4- إذا كتمت المني عند بلوغ القذف، فإني أقوم بالاستمناء مرة أخرى مع إخراج المني حتى لا أصاب بأي ضرر.

العائق هو: أن عندي مشكلة تشغل كل تفكيري، فهل يمكن التقدم؟

حيث إن المشكلة هي: أن عمري حاليًا 27 عامًا، وعندي إصابة حدثت لي في الخصية اليسرى منذ 10 سنوات ؛ حيث إني قفزت ذات مرة من مكان عالٍ، علمًا أنني كنت من الذين يمارسون الاستمناء، فحدث لي تورم وانتفاخ فى كيس الصفن والخصيتين، ثم ذهبت إلى الطبيب فأعطاني أدوية، ثم مع الأيام زال الألم والورم، ولكن الخصية اليسرى اختفت، ولا أجد إلا شيئًا صغيرًا جدًا في حجم حبة الحمّص، فذهبت إلى الطبيب مرة أخرى فقال لي: إن الخصية اليسرى فقدت وظيفتها بالكامل تمامًا؛ فلن تنتج حيوانات منوية و لن تنتج هرمون التستستيرون.

فهل يوجد أي ضررعلى الخصية اليمنى أو أي جزء من جسمي إن لم أستأصل الخصية اليسرى الصغيرة جدًا، والضامرة والفاقدة وظيفتها بالكامل؟ علمًا أنني لا أرغب ولا أريد أن أستأصلها طوال حياتي إطلاقا.

وهل يوجد أي ضرر عليّ إن لم يرد الله لي أن أتزوج طوال حياتي؟

أرجو الإجابة من أهل الاختصاص والخبرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما أن الخصية الضامرة بداخل كيس الصفن، فلا مشكلة في تركها، ولا تسبب أي أضرار عليك، فقط في حال وجود الخصية داخل تجويف البطن يكون من الأفضل عمل الجراحة لها؛ لتفادي تحولها لورم غير حميد في المستقبل.

وكون هناك خصية ضامرة، فلا يؤثر ذلك على الخصية الأخرى، على العكس في كثير من الحالات تعمل الخصية السليمة، وتحل محل الأخرى، فتجد الشخص طبيعيًا وقادرًا على الإنجاب بفضل الله.

وللاطمئنان فعليك بعمل تحليل سائل منوي بعد 5 أيام من آخر إنزال للمني، وإرسال النتيجة؛ للاطلاع عليها للاطمئنان على القدرة الإنجابية لديك.

الاستمناء له أضرار مختلفة سواء كانت نفسية، أو عضوية، وسواء على المدى القريب أو البعيد؛ لذا لا أرى في كل ما ذكرت أي مبرر أو أي داعٍ لممارسة الاستمناء، فلا علاقة بين إنبات الشعر وبين الاستمناء، ولا علاقة بين ممارسة تمارين بصورة خاطئة، أو بين مواقف مفزعة وبين الاستمناء، فالاستمناء لا يفيد، بل يضر كما وضحنا، ولا حاجة مطلقاً لممارسته في الأحوال التي ذكرتها، ولا في أي حال، فقط في حال الوصول حتماً للقذف في موقف من المواقف، فيكون الأفضل هو ترك المني ليخرج أفضل من كتمه، وعليك بتجنب الوصول لتلك المرحلة من الأساس.

والله الموفق.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
بالنسبة للاستمناء الذي تمارسه، والذي ربطه بأحوالٍ ومواقف معيَّنة، هذا الربط مرفوض تمامًا كمبرر للاستمناء، وهو ربط وسواسي، أنت مطالب بأن تكسر هذا الربط النفسي، وأن تحقّر هذه الفكرة تمامًا، وأريدك أن تفكّر في هذه الروابط التي تحدثت عنها، مثل ذكرك أنك إذا مارست التمارين الرياضية بطريقة خاطئة، فإنك تجد نفسك تقوم بالاستمناء حينها، أقول لك: مارس التمارين الرياضية بصورة صحيحة، وحين تمارسها بصورة خاطئة قم بفعل آخر، مثلاً أن تأخذ نفسًا عميقًا بدلاً من أن تستمني، قم بقراءة شيء من القرآن، غيِّر مكانك.

لا بد أن تغيِّر هذه الروابط، ولا توجد لنفسك مبررًا، هذا نوع من التبرير الشيطاني الذي لا داعي له أبدًا، أنت إنسان مُدرك، وفي كامل وعيك، ومرتبط بالواقع، فأنت مطالب تمامًا بأن تكسر هذه الروابط الواهية.

بما أن هذا الربط هو ربط وسواسي، فأنت محتاج أيضًا لدواء بسيط يعالج الوساوس، فيمكنك أن تذهب إلى الطبيب النفسي إذا كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ممكنًا الدواء الذي أرشحه لك يعرف تجاريًا باسم (فافرين)، ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين)، الجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا، تتناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

منقووووووووووول

كيف أتعامل مع ابنتي المدللة، وأكبح جماح أفعالها؟

كيف أتعامل مع ابنتي المدللة، وأكبح جماح أفعالها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم..

ابنتي عمرها سنتان و 6 شهور، علمتها على استخدام الحمام، وقد مضى علي 10 أيام، ولكن لا يوجد تحسن، فهي تلوث نفسها، وبعد ذلك تخبرني، فما الحل، هل أستمر أم أني سأرجع لإلباسها الحفاظ؟ وما هي أفضل طريقة لتعليمها؟

كما أنني عصبية جدا، وأصرخ عليها أحيانا، وكنت أضربها، ولكن نادرا، وأبوها يدلعها بزيادة، فأي شيء تطلبه يعطيها، حتى لو رفضت أنا؛ فإنه يلبي طلبها، فأنا لا أعرف كيف أتعامل معها بسبب أبيها.

فليس لها حدود، وكل شيء مسموح، عنيدة جدا، وعصبية لدرجة أنها تضرب نفسها أحيانا، وإذا رفضنا طلبها تصرخ وتبكي، حتى في الأماكن العامة تحرجنا، وغير قادرين أن نضبط طفلة عمرها سنتين.

ساعدوني فأنا خائفة عليها على نفسيتها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om Yazeed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة.

أكيد أن الموضوع صعب عليكم، وأن هذه طفلة لم تصل حتى إلى عمر الثلاث سنوات، ومع ذلك هناك صعوبة في التعامل معها، ومما لاشك فيه، أن هذه الطفلة في حالة مشوشة بسبب القائمين على تربيتها، فهم أصلا غير متفقين على طريقة واحدة!

والطفل يحتاج في تربيته لأمرين:

الأول: المحبة والرعاية والعطف، وربما أنتم غير مقصرين في هذا.

والثاني: هو تعليم الانضباط، من خلال وضع ضوابط وإجراءات عملية على الطفلة اتباعها والالتزام بها، وهذا لا يمكن أن يتم وأنت والزوج مختلفان في طريقة التربية، وستجدون صعوبة كبيرة في توجيه سلوكها، الآن وفي المستقبل، إذا لا تتفقا على مبادئ أساسية في تربية هذه الطفلة.

ومما يجعل الطفلة مشوشة ولا تشعر بالاطمئنان، ويتجلى عدم الاطمئنان هذا من خلال التراجع في عادات الحمام والتبول والتغوط، وقد تزداد عندها المشكلة أكثر، إذا استمر هذا الخلاف بين والديها.

الأمر يستدعي أن تجلسي مع زوجك وتتحدثا في مهارات التربية لهذه الطفلة، وصدقيني أن الأمر في غاية السهولة إذا كان هناك اتفاق بينكما، وإذا حصل هذه فستكونان في راحة كبيرة، وسينعكس هذا إيجابيا على سلوك هذه الطفلة.

لن تنفعك أبدا العصبية أو الضرب للطفلة من أجل تعليمها مهارات الحمام، بل على العكس، التهديد والوعيد والضرب، بل سيزيد الطفلة قلقا، مما يؤخر قدرتها على ضبط التبول والتغوط، وقد تطول الحالة كثيرا، وأهم ما هي في حاجة إليها، هو أن تشعر بالاطمئنان والراحة، وعندها فقط يمكنها تعلم ما تريدين من مهارات الحمام.

وربما يفيد جدا قراءة كتاب أو أكثر في تربية الأطفال، ومنها كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب"، وفيه فصل كامل على تعليم الأطفال مهارات الحمام، ويمكن الحصول عليه عندكم من مكتبة جرير.

وفقكم الله، وأقرّ أعينكم بهذه الطفلة.

منقووووووووووول

أختي الصغيرة سيئة الخلق والتصرف، فكيف يمكن استقامة حالها؟

أختي الصغيرة سيئة الخلق والتصرف، فكيف يمكن استقامة حالها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أختي الصغرى ذات العشر سنوات فيها من الطباع السيئة ما جعلها ثقيلة على غيرها، مكروهة بسبب أفعالها، فكثير ممن حولها بات يكره ما تفعل وينتقدها وينعتها بالسوء، وهذا لا يرضيني إذ هي أختي، وإذ أنها صغيرة لينة العود يمكن تغييرها وتهذيبها، ومن حقها أن نعطيها فرصة أخرى، فلا أريد أن نقتل روح الخير فيها.

يحترق قلبي إذا رأيت ابنتي خالتي تقول إحداهما للأخرى -والتي هي خطيبة أخي- تقول لها: أعانك الله عليها، والأخرى تقول: لا أعلم كيف سأتحملها، أختها الأخرى أفضل، أيقال هكذا بدل أن يحاولن إبراز الخير فيها ومساعدتها على التأدب؟ فضلا عن هذا فكثرة المقارنة بينها وبين أختي ستجعل منها سيئة، ومن أختي الثانية أسوأ إذ أن كثرة المدح قد يهدمها كما حل بابنة خالتي الصغرى.

أختي فيها من الخير الكثير، هي طيبة لا تحقد، حيوية ومرحة وكل من يراها لأول وهلة يحبها جداً، فهي بشوشة تحب الناس كثيراً، فهي من صغرها ودائما تقبل أمنا بكثرة وتقبلني أيضا بكثرة وتضمني -دلالة المحبة-، وتفعل ذلك بمن تحبهم لا تقاومهم لا بد أن تقبلهم لشدة شعورها بالمحبة لهم.

لكنها عنيدة بطبعها سيئة الخلق -للأسف-، وقحة أنانية ذات لسان طويل وجارح، تتعمد التجريح والإحراج، لا تحترم من هو أكبر منها، عزيزة نفس لا ترضى بأن يساء إليها، وبالمقابل تقبل الإساءة لغيرها وهذا ما يجعل من حولنا لا يستطيعون احتمالها.

وبسبب كثرة الانتقاد لها فهي تظن نفسها سيئة وتعمل على هذا الأساس، وكرهت نفسها، ووصل الأمر بها لأن تفتح جهازها (الآيبود) وتبحث في الإنترنت عن كيفية الانتحار، شيء سيء جدا أن تفكر طفلة بهذا الشيء، فقد عرفت أي شريان تقطع لتنتحر.

الآن وقد آذت ابنة خالتي التي في عمري تقريباً، فإني أريد الحل لها، فلا أمي تفكر في حل لها ولا هي تحاول تهذيبها، فقط تبدي انزعاجها وأحيانا تغضب منها وتصرخ عليها، لكنها لا تحاول معها كثيراً، تقول: سوف تتغير إذا كبرت، لكن هذا أراه لا يجدي نفعاً، فهي تتأسس بأخلاقها وسوف تتسبب بالمشاكل لأسرتنا إذا كبرت ولم نهذبها.

أما أبي فغضوب يستشيط غضباً غالباً، فأخاف أن نطرح عليه هذه المشكلة، ويقوم بظلم أختي، فأنا لا أقبل ظلم الأطفال، لأنه للأسف يصنع من المواضيع الصغيرة والتافهة جبالاً من الغضب، فكيف بسوء خلق أختي.

أما إخوتي فإنني أرى أنهم قد تسببوا ببعض من سوء خلقها، هما يكبرانها ببضع سنين فقط، أي في عمر المراهقة، وما أكثر ما قالوه وبسببه أفسدوها، أحدهم منذ صغره يضربها هي وأختي التي تكبرها بسنتين، دائما يضربها ويكرهها هي بالذات إما لشكلها -خلق الله لها شفتين بارزتين بشكل ملحوظ ومنذ صغرها تعاب من قبل الناس بهذا-، أو بسبب نفسه السيئة حتى معنا -نفسه كما يقولون في خشمه-، وهو وأخي الآخر كانا يقولان لها كلاماً لا ينبغي قوله للأطفال، فأذهبا منها البراءة.

هذا غير المدرسة التي انتقلت إليها عند انتقالنا من المدينة السابقة، فمنذ الانتقال وأصبحت تتشاجر هي وأختي الأخرى بالأيادي، تعلمتا من المدرسة أشياء سيئة من الغرور والإيذاء والاحتراب والنفس السيئة، لا أعرف ماذا يجب علي فعله إذا ساء خلقها؟ فإنني أحس أن هذه مسؤوليتي، أريد تقويمها قبل أن يشتد عودها على السوء.

نصحتها ذات مرة هي وأختي وضربت لهما مثالاً لشخصية إسلامية وشخصية مشركة منافقة وبالطبع اختارتا الشخصية الإسلامية، وأن تكونا معها، لكن وبعد الإصلاح الصغير، وبعد النصح الذي أديته في خلوتي معهما، ومع فهمهما ومحاولتهما إلا أن أختي ما أن نخرج من بيتنا لبيت آخر حتى تتغير أحيانا علي، وذلك بسبب ابنة خالتي التي كانت طيبة، وانقلبت سيئة، فهذه بنت الخالة الصغيرة تكره أختها التي في عمري، ولذلك فهي تسبب الفتن بين أختها وأخواتي، تذكر مساوئها، وتقول عنها أشياء كذباً وبهتاناً، وتنسب ما تفعله من سوء لأختها، ونتيجة لذلك فإن أختي تكره ابنة خالتي وتكرهني لأنني أجلس مع ابنة خالتي التي تكبرني.

وأحيانا لوحدها تتغير، لا تتحمل وترد على الجميع، حتى جدتي المريضة بالقلب منزعجة منها، جدتي لا تتحمل إزعاج الأطفال، وأختي طبيعتها حركية لا تتحمل السكون والهدوء، تحب الحركة والنشاط فتنزعج جدتي منها، ولأن جدتي لا تسمح لهم باللعب في الخارج لسبب ما، ولا تسمح لهم باللعب في الداخل، فقط تريد منهم الجلوس بلا إزعاج، شيء لا يستطيعه الأطفال، ولذلك فجدتي كثيراً ما تصرخ على أختي وعلى من يحدث الفوضى عموماً، وبالنتيجة فأختي تكرهها ولا ترد عليها اذا وبختها، وأحيانا تسخر منها بطريقة غير مباشرة، وبيتها صغير لا مجال للابتعاد عنها، وما إن تقوم أختي أو أي أحد إلا وقالت جدتي إلى أين؟ باختصار جدتي تقيدنا بشكل كبير.

هذه البيئة والأسباب تسببت بسوء خلقها، هذا غير طبع أبي الذي تطبعت به هي، فما الحل؟

أرجوكم أفيدوني بحل، أريد أن تغير ما بنفسها ليغيرها الله، أريد أن تكون معي في الجنة، أريد أن تحسن خلقها وتغير نظرة الناس السوداوية لها، أريد أن يعم الجو الحنان والهدوء وليس الشحناء والبغضاء، وأنا مستعدة لتحمل تربيتها، جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بأختك الصغيرة.

لا يولد طفل وهو "سيء" أو "صعب" من نفسه، وإنما هو انعكاس التربية والبيئة ومعاملة الكبار له من حوله، ومعك كل الحق في أن تري جوانب طيبة كثيرة موجودة عند هذه الطفلة، بالرغم من كل الصعوبات والمشكلات السلوكية.

ودعيني أقول لك: أن مما قرأت في رسالتك، فإن هذه الطفلة ليس لها أن تكون إلا بالشكل الذي ذكرت، إذا أخذنا بعين الاعتبار الأشخاص الكثر من حولها وطريقة تعاملهم معها، من ضرب أو سوء معاملة بشكل أو آخر، ولكن وفي نفس الوقت، هناك فرصة كبيرة لتعديل سلوكها وتغييره، ولكن لا بد أولا من الحديث الصريح مع بقية أفراد الأسرة، وبحيث كل له دوره في هذا التغيير، وإلا فليس معقولاً أن يصلح واحد ويخرّب آخرون، وتغيير سلوك الطفلة وتعديله للأحسن يتوقف على فهم كيفية تكوّن السلوك السلبي، وطريقة تغييره.

إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك هذه الطفلة ينطبق عليها هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسها، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصل الطفل على هذا الانتباه من خلال سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية والتي وصفت بعضها في سؤالك.

ولماذا يلجأ الطفل للسلوكيات السلبية؟ ببساطة لأننا، نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه للسلوك الإيجابي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!

وما يمكن أن تفعلوه مع هذه الطفلة، عدة أمور منها:

1- أن تلاحظوا أي سلوك إيجابي تقوم به، وأن تـُشعروها بأنكم قد لاحظتم هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكروها عليه.
2- أن تحاولوا تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن تقوم به، إلا السلوك الذي يعرضها أو يعرض غيرها للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفلة والآخرين مباشرة.

وأما بالنسبة لعناد هذه الطفلة، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهكم وانتباه من حولها، فحاولوا التعامل مع هذا السلوك كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنكم توجيه انتباهكم إليها عندما تتجاوب معكم ومن دون عناد، وحاولوا صرف انتباهكم عنها عندما يصل عنادها لحدّ لا ترتاحون له.

وعلى فكرة فالصفة التي تتعبنا في الطفلة وهي صغيرة قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحها وتفوقها في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الصفة وإنما تطويعها لمصلحة الطفلة ومصلحة من حولها.

وأنصحك بدراسة كتاب في تربية الأطفال، ومنها كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تعديل سلوك أختك، وربما أطفالك في المستقبل، ويمكنك الحصول على الكتاب من مكتبة جرير أو من موقع نيل وفرات دوت كوم.

مع تمنياتي لك بالتوفيق.

منقووووووووووول