المشهد العراقي "مختلط" وتريث أردني في إظهار موقف علني

المشهد العراقي "مختلط" وتريث أردني في إظهار موقف علني

الوكيل – فيما يرى سياسيون أن الأردن ما يزال يترقب ويتريث في اصدار موقف علني مما يجري في العراق، ابدى بعضهم استغرابا لغياب هذا الموقف لغاية اليوم، رغم ان المملكة هي الدولة الأكثر تأثرا بتداعيات ما يجري في العراق والمنطقة ككل، بدءا من الأمن ووصولا الى تدفقات كبيرة للاجئين العراقيين يضافون الى السوريين الموجودين اصلا في المملكة.واعتبر هؤلاء السياسيون، في حديثهم لـ ‘الغد’، ان الظرف غير المسبوق الذي تمر به المنطقة هو ‘الأخطر في تاريخها منذ استقلال دولها’، مشيرين إلى أهمية الالتقاء العربي حاليا، وإهمال كل الخلافات والوصول الى وحدة عربية، مطلوبة الآن أكثر من اي وقت سابق.وعن غياب موقف أردني واضح، رأى محلل استراتيجي ان المشهد ‘مختلط في العراق’، ورغم وجود إجماع على محاربة الارهاب في ذلك البلد، الا ان ‘هناك مطالبة بإدماج السنة بالعملية السياسية’، الأمر الذي يجعل الأردن يتريث باتخاذ موقف، لكنه بالتأكيد عزز إجراءاته الأمنية على الحدود، كما ان جيشه في حالة استنفار.ويصف النائب محمود الخرابشة موقف الأردن بـ ‘التابع دائما’ لدول معينة، و’ينتظر حتى تقوم هذه الدول مثل السعودية واميركا بحسم مواقفها واقرارها، رغم ان الأردن له الأولوية بأن يكون له موقف لأن ما يجري يهدد حدوده وله تداعيات أمنية خطيرة’.واعتبر ان ما جرى في العراق كان مفاجأة، وان الامر لم يقتصر على الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ فقط، التي ‘لا تستطيع وحدها ان تقوم بما جرى خلال 24 ساعة، ولا تستطيع ان تحتل ست محافظات’.ورأى الخرابشة انه ‘لا وجود لأجهزة امنية او جيش في العراق’، فرئيس الوزراء نوري المالكي ‘بنى صحوات وميليشيات وليس مؤسسات واجهزة امنية، وهو على رغم مرور اعوام على حكمه، الا انه لم يستطع تعزيز وحدة البلاد واستقلالها، ولم يتمكن من ازالة الخلافات بين مختلف الفرقاء’.وفيما اعتبر أن ما حصل كان ثمرة لتكاتف جهود السنة وحزب البعث، وان غطاءهم كان ‘داعش’، رأى أن الأردن ‘معني بأن يحدد موقفه لتكون له سياسة واضحة، لأنه الأكثر تأثرا، فيما موقفه الآن غير واضح وغير معلن، كما انه معني بموقف شعبي وموحد للتعامل مع موجات اللجوء’.وتساءل ‘هل الأردن جاهز لمواجهة اي احتمال باعتداء على حدوده او اختراق من جماعات مسلحة’.يشار إلى أنه حتى الآن، فإن الموقف السعودي يقتصرعلى القول ان على ‘المالكي والأسد التنحي’، كما يتحدث عن ضرورة وجود حكم ديمقراطي، فيما أعلنت واشنطن عن أنها لن تتدخل وان خياراتها مفتوحة، فيما عدا تدخل عسكري أرضي.ويتفق الوزير السابق موسى المعايطة، مع الخرابشة، قائلا ‘بأنه لا موقف علنيا للأردن في هذا الشأن’، مؤكدا بأن مواقف المملكة معروفة بأنها ضد الإرهاب في سورية والعراق.وأشار المعايطة الى ما تحدث به وزيرا الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة والداخلية حسين المجالي، خلال اجتماع مع نواب بقاعة عاكف الفايز في مجلس النواب أمس، حول أن الأردن ‘لا يمكن أن يتصالح مع الإرهاب’، وانه مع الحل السياسي في سورية، واصفاً ذلك بـ’شبه موقف’.واعتبر المعايطة ان الأردن ينتظر ‘وضوح الصورة في العراق ويتشاور مع الحلفاء’، فالأمر لا يقتصر على ‘داعش’، بل هناك ‘حاضنة سنية ثارت ضد التهميش في الفترة الأخيرة، ‘لأن (داعش) لا يمكن ان تقوم وحدها باحتلال كل هذه المناطق، إن لم يكن هناك دعم شعبي’.و’الأردن بالتأكيد ضد التقسيم وضد إثارة النعرات الطائفية، فالموقف الأردني يجب ان يحافظ على وحدة العراق والتوصل الى حلول بغض النظر عن الدين والهوية في العراق’، بحسب المعايطة الذي رأى ان أهم ما على الدول العربية فعله الآن هو ‘ان تلتقي ويكون لها دور في المنطقة، وان الأردن بحكم موقفه المعتدل يستطيع ان يقوم بدور في هذا الصدد’.واضاف ‘هذا أخطر وقت تمر به المنطقة العربية منذ استقلال دولها، ولم تتعرض منطقتنا منذ ذاك الحين لأخطار بهذا المستوى، ولذلك فالوحدة العربية ضرورية جدا في الوقت الراهن’.الباحث في شؤون الجماعات المتشددة حسن ابو هنية اعتبر، من جهته، ان موقفالأردن يقوم على مبدأ ‘انتظار النتائج لأن له علاقات مع كل من حكومة المالكي والعشائر’، وانه ‘يترقب وينتظر ردود فعل العالم، فهو جزء من مكون اقليمي ودولي في الحرب على الارهاب’.وبالنسبة للوضع المعقد في العراق، قال أبوهنية ‘ما تزال الصورة غير واضحة بعد سقوط مدينة الموصل، فهناك اربعة مكونات اساسية في هذا الحراك، هي: المجلس العسكري المكون من بقايا الجيش العراقي السابق، مجلس ثورة العشائر، بقايا فصائل المقاومة الاسلامية السنية، و(داعش)’.وختم أبو هنية بالقول ‘هذا المشهد مختلط، واميركا ما تزال تترقب ما سيحدث، وهناك إجماع على محاربة الارهاب، لكن هناك مطالبة بإدماج السنة بالعملية السياسية، ولذلك يتريث الأردن باتخاذ موقف’.الغد