استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أنا طالبة طب في السنة الأولى، عمري 18 سنة، مخطوبة، الكثيرين يظهرون إعجابهم بجمالي ومهاراتي، ولكنني بالرغم من نجاحي وتحقيق رغباتي في حياتي العلمية، إلا أنني لا أشعر بالثقة بنفسي أو بالآخرين، ودائماً تراودني فكرة أن جميع من حولي يريدون استغلالي، حتى أصبحت وحيدة بلا صديقات، ودائما أستحقر نفسي لأنني أحاول جذب الأنظار، حتى عند الصلاة، أشك في نفسي وأتخيل أنني أصلي رياءً، ودائما أحاول شغل نفسي وإرهاقها بأي عمل للهروب من الواقع، مما جعلني أمارس العادة السرية هروباً من الضغط النفسي الذي أعاني منه.
وثانياً: والدي إنسان متدين، وإمام مسجد، ولكنه على خلاف دائم مع أمي، يتخاصمان ويتضاربان بشكل دائم دون الاكتراث لنا، رغم أنه معدد في الزوجات ودائم التغيير في النساء، إلا أنه لم يطلق أمي، ولكنه دائم الخلاف معها، بالرغم من اهتمامهم بنا، إلا أنهم لا يحترموننا، لذلك أشعر بأنني أكرهه، وأكره نفسي لأنني أعتبر نفسي عاقة له، وأصبحت لا أعرف الصحيح من الخاطئ، وأفكر كثيراً في أدق الأشياء، حتى أصبحت أعاني من الأرق والاكتئاب.
أشعر بأنني لا أستطيع أن أقدم حبي لأي شخص، ولن أقدم الحب الكافي لزوجي في المستقبل، لأنني لم أتلقاه بالشكل المطلوب، أتمنى مساعدتكم جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يصلحك وينجحك، ويحقق لك وبك الآمال، وأن يطيل في طاعته الآجال، ونتمنى أن لا تكرهي والدك ولا تكرهي لأجله الرجال.
لا شك أن وصولك لهذه الكلية يدل أنك متميزة، كما أن استمرار والدتك مع رجل يعدد ويغير دليل على تميزها، فاشكري الله على ما أنتم فيه، وانظري إلى من هم أسفل منك في كل أمور الدنيا، وتأسي بمن فوقك في الدين، واحمدي رب العالمين، واشكريه لتنالي بشكره المزيد، واستقبلي الحياة بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد.
ورغم أن في الناس أصحاب مصالح، ولكن ليس من مصلحة الإنسان قطع شعرة العلاقة، ومن الحكمة مداراة الجميع، ومعاملة كل إنسان بما يقتضيه حاله، والمؤمنة التي تخالط أخواتها وتصبر على الأذى، خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وننصحك بتعميق الإيمان، وبشدة الارتباط بالله، والاشتغال بطاعته، واعلمي أن ثقة الفتاة في نفسها فرع من ثقتها في ربها، وثمرة لاعتزازها بثوابتها وقيمها.
أما بالنسبة للمشاكل بين الوالدين، فأرجو أن يكون لك دور، وتجنبي إظهار الكره لوالدك، واقتربي من والدتك، وافهمي نفسيات الجميع، وكوني مصدر ألفة وخير بين والديك، واجتهدي في نقل الخير، وتنمية المعاني الإيجابية، ونسأل الله أن يؤلف القلوب ويغفر الذنوب، ومن المهم التوقف عن العادة السيئة، والاشتغال بالمفيد وطاعة ربنا الحميد، وابتعدي عن الشباب، واحذري محاولات لفت نظرهم لأننا نخشى عليك من أن تَفتِني أو تُفتَني.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يسدد خطاك.
منقووووووووووول