داء الشراهة عند المراهقين

خليجية

هي وسيلة تعبير تختلف بين مراهق وآخر لكنها تنصب في خانة " مرض الشراهة "، منهم من يلتجأ اليها كـ"فشة خلق" ومنهم من يراها وسيلة للهروب من المشاكل والضغوطات النفسية التي يعاني منها في حياته اليومية. هي ظاهرة تتفشى عند المراهقين وتبدأ عوارضها باللجوء الى الطعام بشكل مفرط حتى يصبح الطعام ملجأهم الوحيد يواسيهم ويشعرهم بالأمان الذين يفتقرون اليه. تعتبر الشراهة عند المراهقين بمثابة صفارة إنذار للأهل ونقطة تحوّل عند اولادهم في حال لم نستدرك خطورة هذه الحالة النفسية والجسدية على حدّ سواء.

هي أشبه بحالة إدمان يعجز المراهق فيها عن الخروج من هذه الدوامة، يحاول جاهدا أن يتوقف عن الأكل لكنه يفشل مرارا وتكراراً في هذه المحاولات. هو يجهل الأسباب التي تدفعه الى اللجوء على الطعام كردّة فعل على كل ما يخالجه من مشاعر متناقضة، هو فقط يعرف أن ما يعيشه أصبح يشكلّ عبئا عليه فيبحث عن الأسباب المسؤولة عما يعانيه، ليجدّ نفسه إنه فريسة لـ " داء الشراهة. "

أكثر إكتئاباً

لقد وجد باحثون أميركيون أن الفتيات في سن المراهقة الذين يشعرون بالإكتئاب يكونون أكثر عرضة لبدء الشراهة عند الأكل حيث تتضاعف لديهم الرغبة في تناول الطعام. فالمراهقة هي مرحلة دقيقة جدا تشهد مدا وجزرا عند المراهق وتجعله في حالة رفض لجسده والنظر اليه بصورة مغايرة تماماً لحقيقته. الإفراط في مراقبة الوزن ولاسيما عند المراهقات قد يسبّب بإضطرابات غذائية خطيرة إذ يعتقدن أن مصدر تعاستهن هو الكيلوغرامات الزائدة أكانت هذه الأخيرة حقيقية أو وهيمة. فتبدأ هؤلاء المراهقات وكرّدة فعل عكسية بتناول كميات كبيرة من الطعام وبعضهن يجبرن أنفسهن على التقيؤ بعد شعورهن بالذنب …بإختصار هذه أبرز عوارض الشراهة التي لا يجب التغاضي عنها لأنها قد تزيد الأمورتعقيدا وتؤدي الى حالة مرضية تستوجب المساعدة.

إضطراب طفولي؟

ينتج هذا السلوك الغذائي المضطرب عن مشاكل تسود العائلة فتصبح مائدة الطعام ساحة حرب بين الأهل والمراهق ويصبح الأكل السلاح الذي يحارب به تجاه كل مشاعر القلق والتوتر والحزن. وكلما مرّ الوقت كلما زادت الأمور سوءا، فيصبح أكثر انعزاليا وتكتما، ويعيش حالة من الإكتئاب وعدم الثقة بنفسه، هي عوارض قد يمرّ عليها البعض مرور الكرام على أنها ظاهرة طبيعية في هذه العمر في حين يقف البعض عندها دون ان يدرك فعلا ما العمل في هذه الحالة. قد ترتبط حاجة الإستهلاك والتملك بمخاوف شديدة وبنقص الثقة بالذات، والإفتقار للحب والإهتمام، فيلجأ المراهق الى الأكل كوسيلة لإسكات هذا القلق الدائم. كما انها ناتجة عن شعور بعدم الأمان لديه عندما كان رضيعا، فالعلاقة التي كانت تربطه بأمه تشوبها الكثير من النواقص، فهو لم يكن بحاجة الى الطعام فقط وإنما الى الحنان والحب. و إزاء الضغوط الذي تثقل كاهل المراهق نجده بحالة نكوص الى هذه المرحلة الطفولية حيث ينكب على الأكل علّه يفرغ ما في جعبته من مشاعر متناقضة.
لذا على الأهل معالجة الأسباب الحقيقية المسؤولة عن الشراهة وعندها نجد حلا وإتزانا في السلوك الغذائي. وعلينا ان نعرف انه كلما كان العلاج مبكرا كلما نجحنا في تحقيق نتائج أفضل، لذا علينا إتباع هذه الخطوات التي تساعد المراهق في الخروج من هذه الدوامة المرضية :
– الإستماع اليهم والتحدث معهم عن مخاوفهم وما يزعجهم ( خارجيا ونفسيا)
– تجميل صورتهم المشوّهة وحثهم على سدّ هذه الثقوب، فالمراهق يكره جسده لذا عليكم ان تساعدوه على تخطي هذه العقبة.
– الإستعانة بمساعدة طبية للحدّ من هذا التدهور الصحي للمريض.
– تناول الغذاء الصحي الذي يلبي حاجاتهم الغذائية.
– تقديم المساعدة النفسية لمعرفة الاسباب التي تدفعه الى الإفراط بالأكل.
– مراقبة نوع وكمية الطعام لتحديد درجة المشكلة وكيفية معالجتها
منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.