الحنان الأسري) / الجزء الأول: محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ

أحتاج إلى الحنان والاهتمام اللذان حرمت منهما منذ صغري، فكيف أعوض الماضي؟

أحتاج إلى الحنان والاهتمام اللذان حرمت منهما منذ صغري، فكيف أعوض الماضي؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة عمري 17 سنة، منذ أن كنت في التاسعة من عمري وأنا أحس بالوحدة، لأن أمي وأبي كانت بينهما مشاكل كبيرة تؤدي بهما إلى القرار بالطلاق، ويعانيان من أمراض نفسية، كنا نحن أطفالهما ضحايا حالتهما دائماً، وأنا كنت أتخيل لو كانت عندي أم تحبني وتحضنني وأنام جنبها وتحكي لي قصة وتدلعني، وأب أكون صديقة مقربة منه، قبل أن أكون ابنته، لكن للأسف، لم يكونا كذلك.

صرت أحب فنانة لبنانية، وأتخيل أنني ابنتها، ولم يتوقف هذا الشيء على التخيل، بل زاد عن حده حتى وصل إلى مرحلة الهوس، وصرت أقرأ الكثير عن ابنة هذه المغنية اللبنانية المشهورة، وأتمنى لو أكون أختها، وأتخيل المواقف بالتفصيل الممل، وليس هذا وحسب، بل صرت أرفع يدي إلى ربي وأقول له: يا رب اجعلني بقدرتك ابنة الفنانة وأخت لابنتها الوحيدة، واجعلني جميلة مثل ابنتها.

وعندما علمت أمي بكل هذا، أصبحت تعاملني بوحشية وعنف، وأصبحت تهينني وتحتقرني، وأختي الكبرى أيضاً، وأبي كان يضربني في الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى الحنان، ولا أحد يقول لي: أنا معك ولن أتركك، لكن للأسف لم أسمع هذه العبارة في حياتي من أهلي، كرهتهم كثيراً وتمنيت الموت، وحاولت الانتحار، ومع ذلك لم يهتموا.

ما أتمناه أشياء حقاً بسيطة، لكنها صعبة عليهم، وليست من واقع حياتهم، كنت أتمنى فقط أن أعيش في بيت جميل ونظيف، وأبي بمقدرته أن يفعل هذا، مع العلم أن راتبه الشهري 8000، وكنت أتمنى أن تكون حياتي طبيعية، مثل كل الناس الذين يضحكون ويبتسمون فجاة، وليس لديهم عقد في حياتهم.

أمي وأبي ليس لديهما أصدقاء، وهما وحيدان ويكرهون الناس، ويخلقون العداوات معهم، ولا أحد يزورنا حتى في العيد، لأن أهلي ليسوا طبيعيين، وكانت أمي تنتقدني دائماً، ولم تقل لي كلمة جيدة في يوم من الأيام.

ولكنهما الآن تغيرا في معاملتهما لي، ولكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أنسى ما فعلاه، أحس بأنني أكرههما، وأود الهرب منهما حقاً، لأنه لا فائدة من المجىء بعد فوات الأوان، أين كانا وقت كنت أريدهما، تعقدت من مدينة الملاهي، لأنني عندما كنت صغيرة لم ألعب فيها، تعقدت من السلم الكهربائي لأنني لم أصعد عليه قط، عندما كنت صغيرة.

يقولون لي: أنت لا زلت صغيرة لما لا تفرحين؟ لكنني لا أستطيع فعل أي شيء لم أتعود عليه، وإن كنت أحبه، قلبي يرتجف إذا فكرت في فعل شيء غريب لم أعتاد عليه، كاللعب في الملاهي، أو زيارة صديقة في منزلها، أو الخروح في رحلات، حتى لبس الثياب الجميلة، كل شيء أحبه صرت لا أستطيع القيام به، مثلاً صديقتي دائماً تقول لي: أريد أن أراك، لكنني أقول لها ليس الآن، في يوم آخر، أهرب منها، وأختلق الأعذار، لا أعرف لماذا؟ مع أنني في داخلي أريد رؤيتها، لكن عقد أمي وأبي انتقلت لي حقاً.

وبعد كل هذا تأتي أمي لتحتقرني كلما مرت بي مشكلة سواء في البيت أو في المدرسة، تقول لي: أنت سيئة، وأنت المخطئة، وكل الناس يكرهونك وسوف ينفرون ويهربون منك، وأنا حقا أتحطم، أصبح في داخلي سواد عظيم، لا أعرف كيف أمحيه؟

فتاة في عمري من المفترض بها أن تحب، لكنني أكبر وفي داخلي طفلة لا تزال تريد الحب والحنان، حتى قبل أن أنام أتخيل أنني مع صديقاتي، وأنهن يعاملنني كطفلة، وهذا الشيء يجعلني أشعر كما يشعر من ينزل منه المني أو المذي، وأحيانا يحدث لي هذا الشيء عندما أستيقظ، وإلى الآن لا أزال أرى تلك الفنانة هي الأم المثالية لي وأحبها حقاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك هذا السؤال الذي يعطينا مؤشرات هامة بأنك في الطريق إلى العافية، وقد أسعدنا هذا التواصل مع موقعك الذي فيه مستشارين ومستشارات يقومون مقام الآباء والأمهات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك درجات وأن يعينك على كسر القيود الوهمية، وأن يصلح لنا ولك الوجهة والنية.

ما حصل من والديك مزعج حقا، ولكن ما تفعلينه مع نفسك كان أخطر، وأنت -ولله الحمد- الآن في عمر من تعطي وتأخذ وتفهم وتتفهم وتملك القدرة على التأقلم، والدليل على ما نقوله هو الأسطر التي بعثت بها إلى موقعك.

أعجبنا اعترافك بأن معاملتهما تغيرت معك، ولكن يؤلمنا أن تصري على العودة إلى الوراء، وهذا ما يفسر خصام الوالدة معك؛ لأنها تريد لك أن تتحسني، وهي بلا شك أدركت تقصيرها، ولكنها تنتظر منك التقدم، ورغم أننا لا نوافق على تقصيرها السابق، ولا على قسوتها الحالية، إلا أننا نؤكد لك أنه لا يوجد والد ولا والدة إلا وهما يحبان أبنائهما، ولكن الإشكال في عدم معرفة بالحاجة الفعلية للأبناء من حيث مقدار العواطف، ولا من حيث طرائق التعبير عن الحب، وغالباً ما يظنان أن التعبير عن الحب يكون بتوفير الاحتياجات، وهذا قطعا لا يكفي، فالتعبير المباشر مهم جداً، وكذلك القبلات والاحتضان ومسح الرأس والابتسامة ولغة العيون، وغير ذلك من المواقف والحركات التي يمكن أن تدل على الحب.

ومن هنا فنحن ندعوك لما يلي:
1- التوجه إلى الله بالدعاء وإصلاح العلاقة بينك وبينه، ليصلح لك ما بينك وما بين الناس.
2- طي صفحة الماضي، والتعوذ بالله من شيطان يذكرك بها، لأن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان.
3- الارتباط بصديقات صالحات قريبات بدلاً عن فنانة وابنتها، لأنك لا تعرفين من أحوالهن إلا ما يظهره الإعلام.
4- القناعة بأن الله وهبك مقداراً من الجمال، فكل فتاة جميلة بأدبها وأخلاقها وحيائها، ولها من سيعجب بها، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وأن الجمال مقسم، ونعم الله كلها مقسمة، والسعيدة هي التي ترضى بما عندها، وتشكر فتنال بشكرها المزيد من الله القائل: " لئن شكرتم لأزيدنكم".
5- الإقبال على الوالدة وإشعارها بحاجتك للدفء والدلال، والسعي في برها، وكذلك بذل الحب لمن حولك من الصغار والصديقات، فالحب أخذ وعطاء، والإنسان يسعد إذا حب وأحبه الآخرون.
6- البحث عن عناصر القوة في نفسك والتي منها هذه القدرة على الفهم والتحليل والفهم لأسباب ما حصل.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونسعد جداً بتواصلك معنا، وإخراج ما في نفسك ونتمنى أن تتواصل معنا والدتك أوصديقتك لتستمع التوجيهات والنصائح، ونسأل الله أن يسعدك ويوفقك.

منقووووووووووول

الحنان الأسري / ابراهيم الفارس

الحنان الأسري ( الجزء الثاني) / ابراهيم الفارس
اخبار قطر الدوحة المقهى القطري
خليجية

لملتقى الثالث (الحنان الأسري) / الجزء الأول: محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ
(ابراهيم الفارس )

زوجي لايشبعني بالحنان ابداا . للرجال قبل النساء

زوجي لايشبعني بالحنان ابدااللرجال قبل النساء

السلام عليكم

احب ادخل في الموضوع مباشرة لأني بصراحة مااعرف للمقدمات

في الحقيقة أنا جداا رومانسية وماتزوجت إلا لأني أبغى أشبع رومانسيتي بالحلال ولا الحرام مافي أسهل منه لامسؤوليات ولا طبخ ولا غثا لكن أنا مو كذا أبدا

فعشان كذا ألحيت على ربي بالدعاء ويغنيني بالحلال عن الحرام وكنت أظن الزواج هو الحل والحمدلله صارلي سنة ونص تقريبا متزوجة

لكن للأسف خاب ظني

زوجي بعيد جدا عن الرومانسية وحتى لما احاول اتقرب منه واجي بحضنه يتأفف ويعدها يمشي لي ويخليني اجلس بحضنه لكن خلاص وصلتني فكرة انه مغصوب

اطلب منه يبوسني مايرضى ابداااا إلا بطلعة الروح … طيب اقوله قرب ابوسك يقرب ويقولي يلا خلصيني

هو بصراحة في الفراش مايقصر معاي بشي عشان مااظلمه … لكن في الحياة اليومية العادية أحتاج احس بحبه لي … احتاج يبوسني يحضني يدللني

ماعرف شي عن الرومانسية الا اللي اشوفه في الفراش غير كذا مافي شي ابداا

ادري بتقولون طيب انتي بادري … باااادرت كل يوم أبادر بس مافي مرة تردد في انه يحسسني بإنه مغصوب وفي النهاية أنا نفس والنفس لها كرامة مااستحمل أقط نفسي عليه دايم ولا اقدر اتحمل الحرمان اللي معيشني فيه حتى كلمة حلوة مااسمع منه … طول هالسنة ونص المرات اللي قالي فيها كلمة غزل ماتتعدى عدد اصابع يدي وانا مااناديه إلا بحبيبي لين قربت انسى اسمه

انتوا يالرجال دايم تبررون خياناتكم بالحرمان اللي تشوفونه من زوجاتكم وانكم مالقيتوه بالبيت وتدورون عليه برا

والكل يعذركم في خياناتكم اذا طلعت فعلا الزوجه مقصرة في حقكم

طيب في هذي الحالة يحق لي اخون؟! ولا مايصير لأني أنثى؟!

مليت من هالوضع وأنا بشر واحتاج مثل ماتحتاجون فوق هذا كله احبه واموت فيه بس بجد وصلت لمرحلة صرت اتمنى اني انسى حبه عشان اقدر اعيش بدونه ولا احس باتجاهه بأي شعور

«معجزة في الخلية 7» حينما يُغْرقك المعاق في مشاعر الأبوة والحنان

رامي الحنان . الإسرائيلي الذي يعترف بدولة فلسطين

رامي الحنان… الإسرائيلي الذي يعترف بدولة فلسطين
الحنان وزوجته عضوان في دائرة جمعية الأهالي التي تناضل من أجل بناء التضامن بين الأسر الإسرائيلية والفلسطينية التي فقدت أحد أفراد أسرها في الصراع.

أعاني من الكآبة والضياع بسبب فقداني الحنان، كيف أحل مشكلتي؟

أعاني من الكآبة والضياع بسبب فقداني الحنان، كيف أحل مشكلتي؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم…

منذ عدة سنوات وأنا أعاني من مشكلة الاضطراب والقلق النفسي، مع أنني -والحمد لله- مداومة على ذكر الله، ولكن دائماً أفكر وأخاف وأهتم أن يرضى الناس كلهم، وإذا شعرت أن أحدهم ليس راضياً عني يصيبني قلق شديد.

كنا أنا وأختي لا نجد الاهتمام والحنان من والدتنا، لهذا أختي الكبرى تذمرت، وبدأت تتصرف بطيش، وتريد أن أكون معها، فقد كانت تصادق الشباب، وأتذكر عندما كنا صغاراً، تحرشت بجسمي مرة أو مرتين، وكانت تحرضني على ترك الصلاة، وجعلتني أكره أهلي، وعندما تزوجت هي وأنا كنت مراهقة، كانت تخون زوجها، وكنت أعلم بكل قصصها، وإحدى المرات أخذتني معها لبيت مشبوه مع صديقها، وكان يوجد شاباً وقد تحرش بي، ولكن الله سترني حيث لم يعتدي علي.

والله كنت لا أفهم شيئاً، وكنت تحت تأثير أفكارها، وعندما شعرت بالإهمال الشديد في بيت أهلي، أحببت أحد أقاربي، وكانت العلاقة من خلال الهاتف فقط، إلى أن رزقني الله بزوج صالح في عمر 15 عاماً، كنت صغيرة، ولكن كنت أحتاج لحنان، فقبلت بالزواج لكي أشعر بالاهتمام والحنان.

بداية زواجي وبسبب مشكلة صغيرة مع زوجي حاولت الانتحار، هو طيب كثيراً، ويحبني، ومتفهم لصغر سني، ولكنني تعذبت مع أهله، ورزقني الله بطفل مصاب بالتوحد، هاجرنا لبريطانيا لقصد دراسة زوجي.

الآن وبعد سنتين في بريطانيا بدأت معي معاناة الشعور بالوحدة، أنا الآن حامل، وأصبت بكآبة شديدة، فقدت الثقه بكل الناس، وأشعر أن الكل يكرهني، واضطررت لمقاطعة أختي لأنني مللت منها، لأنها لا زالت تقيم علاقات محرمة، وأنا أخاف منها أو من نصيحتها.

وأنا أيضا مصابة بالقليل من المازوكية إن كانت في العلاقة مع زوجي أو في حياتي، ودائماً أشاهد مقاطع لتعنيف النساء، أرجوكم ساعدوني للتخلص منها، لأنني كرهت نفسي، حيث لا أشعر بالمتعة إلا بعد الشعور بالألم.

ونقطة أخرى بخصوص مقاطعة أختي، هل الأفضل أن أتركها هذه الفترة؟ لأنني كما ذكرت لكم أخاف منها، وبنفس الوقت مجبورة على سماع قصصها الغرامية، وهي لا زالت تكره أهلي وتغتابهم وتسبهم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن المأزق النفسي الرئيسي الذي تواجهينه الآن، هو الحديث النفسي عن أمور حدثت في حياتك، صعوبات من حيث التنشئة، وبعد ذلك أكرمكم الله -تعالى- بالزواج، ولكن لم تستفيدي من ذلك كثيراً، حيث أن مشاعر المازوكية التي تحدثتي عنها لا شك أنها أمر معيب جداً، وفي ذات الوقت موضوع أختك وقصصها الغرامية التي تذكرها لك.

الذي أقصده أنك تواجهين ما نسميه بازدواجية التوجه من حيث التفكير، الخير والشر يتصارعان فيك، والذي أرجوه منك هو أن تجلسي مع نفسك وتراجعي وتغيري الأمور بصورة أفضل مما هي عليه الآن.

بالنسبة لأختك يجب أن تحذريها تحذيراً تاماً، أن لا تتحدث معك أبداً في موضوع ممارساتها المحرمة، لا أحد يدعو إلى قطع صلة الرحم، لكن يجب أن تكوني حازمة وصارمة معها في هذا السياق، الذي أخاف أنه وبصورة شعورية أو لاشعورية، لديك درجة من قبول سماع هذه القصص الغرامية، وهذا نشاهده في علم السلوك الإنساني.

الحزم والحسم والقوة في عدم سماع ما تقوله، اقفلي الخط مباشرةً، كوني معنفة لها حين تتحدث حول هذه المواضيع، ووضحي لها أن الصلة الوحيدة بينك وبينها هي أنك لا تريدين قطع صلة الرحم.

وبالنسبة لمشاعر المازوكية: يجب أن تعنفي نفسك حيالها، لا تستمتعي بالجنس من خلال تعنيف النساء ومشاهدتك لمقاطع التعنيف للنساء، هذا هو الرابط الأساسي، وهذا أمر مخزي جداً، ارتقي بنفسك وارتفعي بها، السمو هنا مطلوب.

أنا اعتقد أنك إذا صححتي هذه الأخطاء في حياتك، ونظرتي للماضي بصورة صحيحة، واستفدتي منه كعبرة، وعشتي حياتك الآن بقوة، ودعمتي نفسك بتقوى الله في كل شيء، وفرقتي بين الحلال والحرام، ونظرتي إلى المستقبل بأمل ورجاء، واعتنيتي بزوجك، وأدرتي وقتك بصورة صحيحة، أعتقد أن مزاجك سوف يكون أفضل بكثير، ومن أجمل الأشياء في الدنيا أن ينتصر الإنسان على هفواته وشهواته وإخفاقاته.

لا أعتقد أنك بحاجة لعلاج دوائي، الذي تحتاجينه هو تعديل المسار، والذي يؤدي إلى تعديل المزاج، كوني هادئة الآن في فترة الحمل، أعيني زوجك في دراسته.

وبالنسبة للطفل الذي يعاني من متلازمة التوحد أو الازدواجية: توجد مراكز ممتازة في بريطانيا لعلاج مثل هذه الحالات، ويمكنكم أن تستفيدوا من هذا الوضع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
—————————————-
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم – استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-،
تليها إجابة: الشيخ موافي عزب – مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
—————————————
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فالذي يبدو منها أن ظروف التربية في الأسرة التي نشأت فيها ألقت بظلالها على مكوّناتك وعلى تفكيرك وعلى اعتقاداتك وتصوراتك، وذلك ترتب عليها هذه المعاناة التي تعانين منها، وهذا أمر مما لا شك فيه أمر مزعج، ولكن علاجه رغم الصعوبة بالإمكان، ولقد مَنَّ الله -تبارك وتعالى- عليك بأن وفقك لطاعته ورضاه والمداومة على ذكره، ثم أضاف إلى إكرامه لك إكرامًا آخر وهو أن مَنَّ الله عليك بالزواج وأنت في سن مبكرة وقبل أن تقترفي المعاصي التي كانت تدفعك إليها أختك وتحثك عليها، بل واصطحبتك لبعضها كما ذكرت في يوم من الأيام.

فأنت قد أكرمك الله -تبارك وتعالى- بنعم عظيمة يتعين عليك أن تحميدينها وأن تشكري الله -تبارك وتعالى- عليها، ومن أعظم شكر الله -عز وجل- دوام طاعته والبُعد عن معاصيه، ولذلك أنصحك – ابنتي الكريمة شمس – بمواصلة ما أنت عليه من طاعات وعبادة، لأن هذه الطاعة وتلك العبادة مما لا شك فيه خفضت كثيرًا من وضعك، فلولا هذه العبادات التي تقومين بها، ولولا العلاقة الحسنة مع الله -تبارك وتعالى- لكان وضعك أسوأ بكثير مما أنت عليه.

وعليك – بارك الله فيك – فيما يتعلق بحياتك مع زوجك أن تتجنبي مقاطع العنف مع النساء، لأن العنف يقسي القلب، ويُغضب الرب، ويؤدي إلى نفور الإنسان من الأخلاق الإسلامية الحسنة، وعليك بالعمل بنصيحة الأخ المستشار النفسي، لأنها مفيدة لك ورائعة.

وفيما يتعلق بأختك أتمنى فعلاً أن تبيِّني لها بحزم وبشدة أنك لست على استعداد أن تنجرفي ورائها، بل ولا أن تستمعي لمغامراتها المحرمة، لأنك لست في حاجة إليه، وقد يؤثر عليك، ولذلك نهى علماء السنة عن مناظرة أو الاستماع إلى أهل البدع والمعاصي، والله -تبارك وتعالى- أخبرنا بقوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} وقال جل وعلا: {وأعرض عن الجاهلين}، ووصف عباده المؤمنين قائلاً: {والذين هم عن اللغو معرضون} وأختك يقينًا تدفعك إلى اللهو وتدفعك إلى المعاصي، فينبغي عليك أن توضحي لها موقفك وأنك لست على الاستعداد للاستماع إلى أي شيء مما يتعلق بهذه المغامرات المحرمة، وتعاوني معها على البر، واجتهدي في نصحها، وذكّريها بما ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة، لعل وعسى أن تستقيم وأن تهتدي، وأن تكون هدايتها في صحائف حسناتك -بإذنِ الله تعالى-.

الذي أحب أن أركز لك عليه – ابنتِي شمس – العلاقة مع الله -تبارك وتعالى-، ولدك الذي أُصيب بالتوحُّد: هذا ابتلاء من الله -تبارك وتعالى-، ومما لا شك فيه أن هناك وسائل لعلاج التوحد الآن بصورة أو بأخرى، فعليك بالأخذ بالأسباب، وأوصيك بالإحسان إلى زوجك وإكرامه، فهو رجل يُحبك ويراعي ظروف سنك، وهذه نعمة أيضًا عظيمة منَّ الله -تبارك وتعالى- عليك، فأنا أرى رغم شدة البلاء الذي تعيشينه إلا أن هناك رحمات، وهناك عطايا ربَّانية عظيمة تغمرك من رأسك إلى قدمك، فعليك – بارك الله فيك – بالمحافظة على علاقة جيدة جدًّا مع الله -تبارك وتعالى-، وعليك بتحديد علاقتك مع أختك بأي صورة من الصور، ويجوز هجر العاصي – كما ذكر أهل العلم – فإن لم تجدي سبيلاً إلا ترك الكلام معها فلا مانع من ذلك شرعًا، فإن الهجر بسبب المعاصي جائز، حتى تستقيم، وحتى تعود إلى رُشدها وصوابها.

وفيما يتعلق بزوجك: أوصيك به خيرًا، وعليك بإكرامه والإحسان إليه، وشكره أيضًا عمليًّا على حُسن صبره عليك ومراعاة ظروفك السِّيئة، وعليك بالصبر على ولدك والاجتهاد في علاجه، والدعاء له، والإلحاح على الله أن يشفيه، واعلمي أن الله على كل شيء قدير، وأتمنى أن تُكثري من قراءة القرآن، والصلاة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بنيَّة إصلاح حالك وشفاء ولدك، وأبشري بفرج من الله قريب.

منقووووووووووول

الحنان الأسري/ جزء الأول

الحنان الأسري/ جزء الأول (ابراهيم الفارس )
اخبار قطر الدوحة المقهى القطري
خليجية

لملتقى الثالث (الحنان الأسري) / الجزء الأول: محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ
(ابراهيم الفارس )