أشكو من المخاوف وأشعر بالإغماء وضيق التنفس، فما العلاج الأمثل؟

أشكو من المخاوف وأشعر بالإغماء وضيق التنفس، فما العلاج الأمثل؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الخجل الشديد جداً، فأنا لست اجتماعيه أبداً، ودائمة التوتر والقلق من أتفه الأشياء، في أحد المرات أصبت بحالة إغماء في المستشفى، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أخاف من أن أُصاب بالإغماء مجدداً، فأصبحت لا أخرج إلا نادراً، وزاد توتري وقلقي، فأنا أشعر بأنه سوف يغمى علي، أو أنني أعاني من مرض ما، أصبحت أخاف من الدوخة، أقل شيء يصيبني يرعبني، أصبحت لا أعيش حياة هنيئة.

كما أن لدي أختاً تتعب أحياناً ويغمى عليها، فيزداد عندي الخوف، والشعور بالإغماء، وضيق التنفس، فتتسارع دقات قلبي، ولا أشعر بالتوازن. قبل أسبوع شعرت بضيق في التنفس، وشعرت بأنه سيغمى علي، ذهبت للمستشفى، أحسست بالخوف الشديد؛ بسبب قلق أهلي من حولي وخوفهم عليّ.

أحسست مرة أخرى بضيق في التنفس، ودوخة، أصبحت أصرخ بقوة، وبشكل هستيري، وأبكي من الخوف الشديد، تشنجت بعدها مرتان، ومع ذلك كان تشخيص الطبيبة لحالتي بأنني سليمة، وليس لدي أي مشكلة عضوية، وأن كل ما أعانيه هو مشكلة نفسية، علماً بأنني كلما أتذكر هذه الحادثة، وأنني تسببت بخوف وقلق أهلي، أشعر بالذنب، فهم لم يروني أصرخ هكذا.

منذ ذلك اليوم وهذه هي حالتي، خوف، وقلق، وتأنيب الضمير، وشعور بالإغماء، وضيق التنفس، سمعت عن دواء قد ينفعني اسمه (لوسترال)، لكنني لا أريد أن تكون الجرعة كبيرة، حتى لا أتعود عليه، فهل هو مفيد لي؟

أتمنى أن تفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تقى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح جدًّا أن هذا الإغماء الذي يحدث لك هو إغماء انفعالي ذو منشأ نفسي، لا أحب أن أسميه هستيريا كما يُسميه البعض، ولكن قطعًا من الناحية العلمية يُفسَّر بأن حالات الانفعال الزائدة، والتوترات الداخلية، تتحول عندك من طاقة نفسية إلى عرض جسدي يحصل أو يحدث في شكل إغماء.

إذًاً العملية عملية نفسية حقيقية، والعلاج صدقًا وصراحةً هو التجاهل، التجاهل من جانبك والتجاهل من جانب الذين حولك، المشكلة الأساسية حين تحدث هذه النوبات تُخيف المتواجدين حول الشخص الذي تحدث له هذه الدوخة والسقوط أرضًا، أو الصراخ أو شيء من هذا القبيل، وهذا يؤدي إلى الكثير من الإثارة النفسية، مما يُدعم هذا الفعل التحولي النفسي، وهذا الإغماء قطعًا ليس تصنعًا، إنما هو على مستوى العقل الباطني، فالتجاهل مهم جدًّا.

وأنت قطعًا هناك مُدعم أساسي لانفعالاتك هذه، وما يحدث لك من دوخة، وهو أن أختك أيضًا تعاني منها، أنا لا أريد أبدًا مثل هذا التعاضد والتآزر السلبي، والتأثير الإيحائي فيما بينكما، تحدثي مع أختك في هذا الموضوع، ويجب أن تكونوا بالقوة وتكونوا بالثبات الذي يُبعد عنكما هذه الانفعالات.

إذًا التجاهل، المقاومة، والعلاج الآخر – وهو مهم جدًّا – هو التعبير عن الذات، كثيرًا ما تكون الاحتقانات الداخلية الناتجة من الكتمان وعدم التعبير عن النفس سببًا في بناء هذه الطاقات النفسية السلبية التي – كما ذكرت لك -، تتحول إلى عملٍ تحولي نفسي سلبي.

أمر آخر – وهو ضروري جدًّا – : ألا تتركي مجالاً للفراغ، وأن تجعلي لحياتك معنىً، وأن تكوني إنسانا مسؤولا، مسؤولة على مستوى المنزل، على مستوى صديقاتك، وأكثري من الاستغفار، وحافظي على الصلاة في وقتها.

التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة أيضًا مفيدة جدًّا، فحاولي أن تمارسيها، وكذلك أختك، وأيضًا ركزي على تمارين الاسترخاء، هي ذات فائدة كبيرة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو الرجوع إليها وتطبيق التمارين الواردة.

العلاج الدوائي: أنت لست في حاجة لدواء مثل (اللسترال)، هذا دواء قوي نسبيًا، وحالتك لا تتطلب ذلك، أريدك أن تعتمدي على المناهج السلوكية أنت وكذلك أختك، اعتمدا عليها فهي أفضل دواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

كيف أتخلص من القلق .وما هو العلاج الأمثل؟

كيف أتخلص من القلق…وما هو العلاج الأمثل؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

سبق تشخيصي بالقلق العام وأخذت علاج -سيروكسات- قرصا واحدا يوميا، لكني انقطعت عن الذهاب للطبيب بعد أربع شهور، واستمررت على الدواء وحدي، وتحسنت تحسناً كبيراً، ذهب ربما 90% من القلق عندي.

بعد أكثر من عام ونصف من الطمأنينة والتماشي والتأقلم مع القلق أيقنت بضرورة العودة للطبيب، لمراجعة الدواء، حيث لا يمكن الاستمرار عليه بدون مشورة، ومنذ أن قررت هذا القرار, عاد لي القلق!!

على ما يبدو وكأن الرابط هو أني إذا طلب مني الطبيب التوقف عن الدواء فإن القلق سيعود لي، وأصبح القلق عندي (قلق من عودة القلق) مسيطر على فكرة متى سأقلق؟ متى سأقلق؟ حتى أصبحت قلقاً!

مع إدراكي لسخافة وسذاجة الفكرة لدرجة أني أسخر من نفسي، إلا أني لم أعد قادرا على إزاحتها من عقلي، حتى عندما أشغل بالي عنها يظل في قرارة نفسي أني أشغل نفسي عن تلك الفكرة فتظل في عقلي.

ذهبت للطبيب بالفعل، ونبه على عدم التوقع، وأني إذا توقعت توقعات سيئة فستحدث، كما أنه طلب مني تخفيف الجرعة من قرص 25 يوميا إلى 12.5 وطمأنني بأنه إذا عاد القلق سنعود لأخذ الدواء بجرعته الأصلية مرة أخرى.

مع ذلك لا زال هذا الشعور بانقباض الصدر يتملكني, ولا يذهب إلا عندما أجد شيئا يأخذ عقلي بشدة.

هل من الممكن أن يكون الدواء قد فقد تأثيره، وكأن الجسد أخذ مناعة ضده، أم أن هذا مجرد تفكير سلبي آخر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جداً، وبالفعل أنت سيطر عليك القلق التوقعي بسمات وصفات وسواسية، وهذه الحالة التي نشاهدها كثيراً، الإخوة والأخوات الذين يعانون من القلق كثيراً ما يقلقون حول قلقهم، ويقلقون في موضوع العلاج، ويقلقون في موضوع العافية والصحة حتى حين تأتيهم، ويقلقون مما سوف يحدث في المستقبل من انتكاسات وعدمها.

شعورك أخي شعور عادي لمن يعاني من القلق العام ذي الطابع الوساوسي، والتواؤم والتكيف معه يأتي من خلال إقناع ذاتك بأنه من الطبيعي أن تقلق؛ لأن افتقادك للدواء قد يقود إلى المجهول، لكن هذا المجهول لا يعني أبداً أنه من الضروري أن تأتي انتكاسات مرضية، حتى وإن أتت فيمكن أن ترجع وتتناول الدواء كما ذكر لك الأخ الطبيب.

إجر مثل هذا الحوار الإقناعي مع نفسك، وفي ذات الوقت أخي الكريم أريدك أن تتذكر أننا كثيراً ما نتوجس حول الماضي، ونتخوف من المستقبل وننسى الحاضر، أنت مطالب أن تعيش الحاضر بتأمل إيجابي، وأنت بالفعل في صحة نفسية ممتازة جداً.

الآن ضع حاجزا ما بينك وما بين الخوف والقلق حول المستقبل، المستقبل بيد الله، وإن شاء الله دائماً يحمل خيراً كثيراً للإنسان، أيًا كانت العلة التي يعاني منها، واكتساب الخبرة والمهارة في التصدي للقلق هو في حد ذاته آلية من آليات مقاومة المرض.

أنت أخي الكريم تعرف أعراضك وتعرف التحسن وتعرف الانتكاسة، وهذه المهارات يفتقدها من تأتيهم هذه الحالات للوهلة الأولى، أريدك أن تغير من مفهومك، وأنا أؤكد لك أن الزيروكسات ليس من الأدوية التي تفقد فاعليتها، هو دواء ليس خاضعا للتحمل أو ما يعرف بالإطاقة، يعني أن الدواء بعد فترة يفقد مفعوله، إجر هذه القناعات مع نفسك واصرف انتباهك.

تمارين الاسترخاء والرياضة أراها مهمة جداً بالنسبة لك، ويمكن أيضاً أن تقوم بدفع علاج دوائي بأن تتناول الدوجماتيل سلبرايد بجرعة 50 مليجرام صباحا ومساء، لمدة أسبوع ثم 50 مليجرام صباحا لمدة أسبوع آخر، ثم تتوقف عنه وتستمر على الزيروكسات حسب ما نصحك الطبيب.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

منقووووووووووول