الحذيفي: فضل عظيم لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه

الحذيفي: فضل عظيم لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه

خليجية
أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي أن زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه لهما فضل عظيم.وتحدث في محاضرة بعنوان «آداب وفضل زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه» أن من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم الزائر للمسجد النبوي، أن يستشعر نعمة المولى عز وجل وتحقق زيارته لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، منوها بفضل من طلب العلم في المسجد النبوي أو التعليم فيه، وتطرق إلى

دوام الطاعات بعد رمضان الشيخ علي الحذيفي

دوام الطاعات بعد رمضان (خطبتي الجمعة 1 شوال 1436هـ بالمسجد النبوي) الشيخ علي الحذيفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*************************
دوام الطاعات بعد رمضان
خطبتي الجمعة 1 شوال 1436هـ | 17-7-2015 من المسجد النبوي
لفضيلة الشيخ أ.د.علي بن عبدالرحمن الحذيفي – حفظه الله –
إمام وخطيب المسجد النبوي
***********************
ألقى فضيلة الشيخ أ.د.علي بن عبدالرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبتي الجمعة بعنوان: "دوام الطاعات بعد رمضان"، حيث تحدَّث عن شهر رمضان وانتهاء موسِمه، مُشيرًا إلى أن علامة قبول الله تعالى لأعمال العباد هي في استمرارهم ومُداومتهم على الطاعات بعد مواسِم الخير، مثل: رمضان وغيره.

التحميل
رابط صوت MP3

خليجية

الحذيفي: برنامج خادم الحرمين للعمرة يوحد الصف

الحذيفي: برنامج خادم الحرمين للعمرة يوحد الصف

خليجية
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي، أن ما يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – من خير تجاه الأمة الإسلامية، ممثلا في الاستضافة السنوية لآلاف المسلمين، ما هو إلا سير على منهاج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في توحيد الصف، حين آخى في بداية عهده بين القبائل وأحبط مخطط الفتنة بين الأوس والخزرج بالمدينة المنورة.وقال الدكتور الحذيفي، خلال كلمة ألقاها

خطبة الحرم النبوي 8 / 5 / 1445هـ ( الزواج فضائل وفوائد وأحكام) الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 8 / 5 / 1436هـ ( الزواج .. فضائل وفوائد وأحكام) الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 8 / 5 / 1445هـ ( الزواج .. فضائل وفوائد وأحكام) الشيخ الحذيفي

بسم الله الرحمن الرحيم

الزواج .. فضائل وفوائد وأحكام

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "الزواج .. فضائل وفوائد وأحكام"، والتي تحدَّث فيها عن الزواج وفضائله، كما ذكر أبرز الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع، مُبيِّنًا بعضَ الأحكام المتعلِّقة به؛ من التيسير في المهور، وتبكير الزواج متى ما تهيَّأت أسبابُه، وغير ذلك، في ضوء الكتاب والسنة المطهَّرة.

https://www.youtube.com/watch?v=ZH0LXqLiApc

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدَى، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الأعلى، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ وعلى آله وصحبِه البرَرة الأتقياء.

أما بعد: فاتقوا الله كما أمَر، وانتَهوا عما نهَى عنه وزجَر.

عباد الله:
إن ربَّكم أرادَ عمارةَ هذا الكون شرعًا وقدرًا إلى أجلٍ مُسمًّى، وهذا العُمرانُ لا يكونُ إلا بالتعاوُن والتوافُق، والاجتماع وبناء الحياة على السُّنن العادلة الحكيمة النافعة.

والإنسان مُستخلَفٌ في هذه الأرض؛ ليُصلِحَها ويعمُرَها، ويعبُدَ اللهَ عليها، وسعادتُه في طاعة الله، وشقاوتُه في معصية الله؛ قال الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور: 52]، وقال – عز وجل -: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء: 14]، وقال تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) [المؤمنون: 71].

ومن أول خُطوات الإنسان ومراحِله في هذه الحياة: اقتِرانُه بزوجةٍ على سنَّة الله ورسولِه، يتمُّ بينهما التعاوُن والتراحُم والتآلُف، وتشابُك المنافِع والمصالِح، وتتحقَّقُ بينهما مُتعةُ الغرائِز البنَّاءة النبيلة، والسعيُ إلى الأهداف والغايات الفاضِلة، وتتحقَّقُ المكاسِبُ المُبارَكة، والذريَّةُ الطيبة.

الزوجيَّةُ محضَنُ الأجيال، ومدرسةُ المولود الأولى، ومُوجِّهةُ الشباب إلى الصلاح والإصلاح والتعمير.

الأبُ والأم لهما الأثرُ الدائِمُ على أولادهما، وهما لبِنَةُ المُجتمع الصالِح -إن كانا صالِحَين-، ومسكَنُ العطف والرحمة والشفقَة والرعاية، والإحسان للناشئِين، وأصلُ الرَّحِم والقرابة التي يكونُ بها التناصُرُ والتراحُم والتكافُل، والتواصُل والتوادُّ، والحمايةُ من عاديات الحوادِث.

الزواجُ من السُّنن الماضِية التي لا حصرَ لمنافعِه، ولا نهايةَ لبركتِه، ومن السُّنن الباقية الدائِمة التي لا تنقطِعُ خيراتُها.

والزواجُ من سُّنة الأنبياء والمُرسَلين؛ قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد: 38]، وقال -تعالى- في صفات المؤمنين: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74].

وقد أمرَ الله بالزواج فقال -تعالى-: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور: 32]، وعن عبد الله بن مسعودٍ – رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: "يا معشرَ الشباب! من استطاعَ منكُم الباءَةَ فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومن لم يستطِع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء" (رواه البخاري ومسلم).

والباءةُ هي القُدرة على المهر والنفقة والسكَن، "ومن لم يستطِع فعليه بالصوم" إذا كان راغِبًا في النكاح، فإن فيه أجرًا، وفيه إضعافُ الشهوة، حتى يُيسِّرَ الله له الزواج.

وعن أنسٍ – رضي الله عنه – قال: سألَ نفرٌ أزواجَ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – عن عملِه في السرِّ. فقال بعضُهم: لا أتزوَّجُ النساء، وقال بعضُهم: لا آكُلُ اللَّحمَ، وقال بعضُهم: لا أنامُ على فراشٍ. فبلغَ ذلك النبيَّ – صلى الله عليه وسلم -، فحمِدَ الله وأثنَى عليه، وقال: "ما بالُ أقوامٍ قالوا كذا وكذا، ولكني أصلِّي وأنام، وأصوم وأُفطِر، وأتزوَّجُ النساء؛ فمن رغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي" (رواه البخاري ومسلم).

فالإسلامُ أوجبَ الزواجَ لمن رغِبَ فيه مع القُدرة، وقال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: "تزوَّجُوا الوَدود الوَلُود؛ فإني مُكاثِرٌ بكم الأنبياءَ يوم القيامة" (رواه أحمد، وصحَّحه ابن حبان من حديث أنس – رضي الله عنه -).

الزواجُ طهارةٌ وعفَّةٌ للزوجين، وصلاحٌ للمُجتمع، وحفظٌ لهم من الانحِراف؛ قال الله -تعالى-: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 232].

الزواجُ أمانٌ للمُجتمع من تفشِّي الزنا وعمل قوم لُوط؛ فما انتشَرَ الزنا في بلدٍ إلا ضربَه الله بالفقر والحاجة والذِّلَّة، وظهر فيه الأمراضُ والوباء الذي لم يكُن في أسلافِه الماضِين، مع ما للزُّناة في الآخرة من الخِزيِ والعذاب؛ قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) [الفرقان: 68، 69].

وما قارَفَ أحدٌ عملَ قوم لُوط إلا فسَدَ قلبُه، وانتكَسَت فِطرتُه، وخبُثَت نفسُه، وانحرَفَت أخلاقُه، وعُوقِبَ في الدنيا والآخرة بأشدِّ العُقوبات.

وقد علِمنا ما نزل بقوم لُوطٍ من العقوبة التي لم تكُن لأمةٍ قبلَهم؛ فقد رُجِموا بحجارةٍ من سجِّيل، ورفع جبريلُ – عليه السلام – مدائِنَهم إلى السماء ثم أسقَطَها عليهم، فجعلَ عالِيَها سافِلَها، وأمطرَ الله عليهم حِجارةً، مع خلودِهم في النار.

ولعِظَم هذه الجريمة، قال – صلى الله عليه وسلم -: "لعَنَ الله من عمِلَ عمَلَ قوم لُوط، لعَنَ الله من عمِلَ عمَلَ قوم لُوط، لعَنَ الله من عمِلَ عمَلَ قوم لُوط".

فالزواجُ أمانٌ من الزنا ومن اللِّواط، وطهارةٌ للقلب، وزكاةٌ للنفس، وسببٌ للذرِّيَّة التي تتعاقَبُ على الأرض لعبادةِ الله ولعُمرانها.

ويُشرعُ أن يتخيَّر الزوجُ الزوجةَ الصالِحةَ، بالخُلُق والدين وحُسن المنبَت؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم -: "تُنكَحُ المرأةُ لأربع: لمالِها ولحسَبِها ولجمالِها ولدينها، فاظفَر بذاتِ الدِّين ترِبَت يداك"(رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -).

وأن تختارَ المرأةُ ذا الدين والخُلُق؛ ففي الحديث: سألَ رجُلٌ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله! من أُزوِّجُ ابنَتي؟ فقال: "زوِّجها تقِيًّا، إن أحبَّها أكرمَها، وإن كرِهَها لم يظلِمها".

ولا تُكرَهُ الفتاةُ على خاطِبٍ لا تقبلُه، بل يُؤخَذُ رِضاها؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لا تُنكَحُ الأيِّمُ حتى تُستأمَر، ولا تُنكَحُ البِكرُ حتى تُستَأذَن"، قالوا: يا رسول الله! وكيف إذنُها؟ قال: "أن تسكُت" (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -).

وإذا جاء الخاطِبُ الكُفء، وكانت الفتاةُ أهلاً للزواج، فلا يُؤخِّر وليُّها زواجَها؛ لأنها أمانةٌ عنده، يُسألُ عنها يوم القيامة.

ولا يرُدَّ الخاطِبَ بحُجَّة مُواصَلَة الدراسة؛ فالأمرُ يَعنِيها مع زوجِها، ويُعينُها على الدراسة إن أحبَّا،ولأنها قد تتضرَّرُ فيما بعد من حياتها.

ولا يجوزُ للوليِّ أن يرُدَّ الخُطَّابَ ليأكُلَ مُرتَّب وظيفتها، فتضيعَ الفتاةُ بهذا الجَشَع والاستِغلال، وتُحرَم من الذرِّيَّة، فهذا جِنايةٌ على المرأة. وقد تدعُو عليه فلا يُفلِحُ ولا ينفعُه المالُ في قبرِه.

ويُشرعُ للخاطِبِ والمخطوبةِ صلاةُ الاستِخارة والدعاءُ بعدها بما ورَد.
ويُشرعُ التوسُّط في المهر بما ينفعُ الزوجةَ، ولا يُرهق الزوج؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ الصَّداق أيسرُه" (رواه أبو داود والحاكم من حديث عُقبة بن عامر – رضي الله عنه-).

وفي الحديث أيضًا: "خيرُهنَّ وأعظمُهنَّ بركة أيسرُهنَّ مهرًا". وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: لما تزوَّج عليٌّ فاطمة، قال له رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: "أعطِها شيئًا"، قال: ما عندي شيء، قال: "فأين دِرعُك الحُطميَّة؟" (رواه أبو داود والنسائي، وصحَّحه الحاكم).

والدِّرعُ ثمنُها قليلٌ جدًّا لا تعدُو دراهِم معدودة، وفاطمةُ – رضي الله عنها – سيِّدةُ نساء العالَمين. والقصصُ عن السلَف الصالِح يطُولُ ذِكرُه في تيسير الزواج.

وإذا تمَّ الزواجُ فقد ساقَ الله إلى الزوجَين خيرًا كثيرًا؛ ففي الحديث: "من تزوَّج فقد ملَكَ نصفَ دينِه، فليتَّقِ اللهَ في النِّصف الباقي".

وعلى كلٍّ من الزوجين: المُحافظةُ على رِباطِ الزوجيَّة؛ لئلا ينتقِض، فإنه ميثاقٌ غليظ، ورابِطةٌ قويَّة.

وعلى الزوج أن يقوم بحُقوق المرأة بإعداد السكَن الذي يصلُحُ لمثلِها، وبذل النَّفَقة، ولا يترُكُها تُنفِقُ من مالِها ولو كانت غنيَّة أو مُوظَّفة، إلا أن تشاء. وإذا أعانَت المرأةُ زوجَها فهي مأجورةٌ مُثابةٌ على ذلك.

وأن يُوفِّيَها العِشرةَ كامِلةً، ويُحسِن إليها، ولا يُسيءَ إليها بالأقوال ولا بالأفعال، والنبيُّ – صلى الله عليه وسلم – قال: "خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي".

وعلى المرأةِ أن تقوم بحُقوق الزوج، وأن تُحسِنَ عِشرتَه، وأن تُطيعَه في المعروف، ولا تُؤذِيَه، وأن تُحسِنَ لولدِه وإلى والدَيه وقرابتِه، وتحفظ مالَه وغيبتَه؛ عن عبد الله بن عمرو، عن رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "لا ينظرُ الله إلى امرأةٍ لا تشكُرُ لزوجِها، وهي لا تستغنِي عنه" (رواه الحاكم، وقال: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد").

وفي الحديث: "إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وحجَّت البيتَ، وصامَت شهرَها، وأطاعَت زوجَها، وحفِظَت فرْجَها؛ قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أيِّ أبوابِها شِئتِ".

وعلى الزوجَين: إصلاحُ الأمور في بداية الخلاف؛ لئلا يتعاظَمَ الشِّقاقُ والشرِّ، فيُؤدِّي إلى الطلاق الذي يفرحُ به الشيطان أشدَّ الفرَح، وتضيعَ الأُسرةُ معه، ويتشرَّد الأولاد، ويخرُب البيت، وينحرِفون.

وعلى الزوجين: أن يصبِرَ كلٌّ منهما على الآخر؛ فما أُصلِحَت الأمور بمثلِ الصبر، فعواقِبُه حميدة؛ قال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19].

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: "لا يَفرَكُ مُؤمنٌ مؤمنة، إن كرِهَ منها خُلُقًا رضِيَ منها آخر" (رواه مسلم). ومعناه: لا يُبغِضُ مؤمنٌ مؤمنة.

ومن تعسَّر عليه الزواج في أول الأمر، فليُلزِم نفسَه العفَّة والصبر، وليحفَظ نفسَه من العادة السريَّة المُحرَّمة، التي كثُرَت مضارُّها، ومن الزنا، ومن الانحِراف، حتى يُيسِّرَ الله له الزواج؛ قال الله -تعالى-: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور: 33].

وليقتصِد الناسُ في ولائِم الزواج ولا يُسرِفُوا فيها؛ قال الله -تعالى-: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) [الإسراء: 26، 27].

وإذا بقِيَ من الولائِم شيءٌ فلا يحِلُّ أن يُرمَى ويُهدَر؛ بل يُعطَى لمن ينتفِعُ به ويأكُلُه، وأن يُشرِفَ على ذلك من يُؤدِّي ذلك إلى مُستحِقِّه. قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) [النحل: 72].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهديِ سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقولُ قولي هذا وأستغفِرُ الله العظيم الجليل لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله العزيز الغفور، الحليم الشَّكور، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، له المُلك وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه السابقين إلى الخيرات وإلى كل عملٍ مبرور.

أما بعد:
فاتَّقُوا الله بطاعته، واحذَروا من غضبِه ومعصيتِه؛ فما فازَ الفائزون إلا بتقواه، وما هلَكَ الخاسِرون إلا بالإعراضِ عن شريعة الله.

عباد الله:
إن أبوابَ الخير كثيرة، وطُرق الجنة يسيرة، والمُوفَّقُ من أقبلَ يطرُقُ كلَّ بابٍ من الخير، والمحرومُ من زهِدَ في الحسنات، واقترَفَ السيئات.

ومن أحسنَ إلى نفسِه وإلى المسلمين من مالِه؛ بارَكَ الله له فيه، وأخلَفَ له خيرًا مما أنفَق؛ قال الله -تعالى-: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 254].

وفي الحديث: "ما نقَصَت صدقةٌ من مال، ولا زادَ الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا".
وإن من أبوابِ الخير: إعانةَ الراغِبين في الزواج، من الأثرياء، وممن يُحبُّون الإحسان، بتقديم القُروض لهم والتبرُّعات المُرشَّدة، وإنشاء الصناديق الخيرية لهذا السبيل الخيريِّ، وتثميرِها والعنايةِ بها، وتسهيل منافِعِها لكلِّ مُستحقٍّ؛ فكثيرٌ من الشباب لا يتأخَّرُ زواجُه إلا من قِلَّة ذات يدِه، والله – عز وجل – قال: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].
وعلى الوالِد القادر تزويجُ أولاد قيامًا بحقِّهم، وحِفظًا لهم من الفتن.

عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا"، فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين يا رب العالمين، والشركَ والمُشركين.

اللهم انصُر دينَك، اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك يا قوي يا عزيز.
اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، وأصلِح ذات بينهم، واهدِهم سُبُل السلام، وأخرِجهم من الظلمات إلى النور، اللهم ارحم أمةَ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -.

اللهم فقِّهنا في الدين، اللهم فقِّهنا في الدين، وفقِّه المسلمين في الدين يا رب العالمين،إنك على كل شيء قدير.

اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، وجنوده وشياطين الإنس والجن، اللهم أعِذ المسلمين وذريَّاتهم من إبليس وشياطينه وذريَّته، إنك على كل شيء قدير.

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تكشِف الكُروبَ عن المسلمين في الشام، اللهم اكشِف الكربَ والكُروبَ والعقوبات عن المسلمين في الشام يا رب العالمين، اللهم انصُرهم على من ظلمَهم إنك على كل شيء قدير، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتِنابَه، ولا تجعَله مُلتبِسًا علينا فنضِلَّ، برحمتِك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفِر لنا ولوالدِينا، اللهم اغفِر لنا ولوالدِينا، اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين، ونوِّر عليهم قبورَهم يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلِح شبابَنا وشبابَ المسلمين، اللهم أصلِح شبابَنا وشبابَ المسلمين يا رب العالمين.
اللهم أغنِنا بحلالِك عن حرامِك، وبطاعتِك عن معصيتِك، وفضلِك عمَّن سِواك يا رب العالمين.

اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين.

اللهم احفَظ بلادَنا، اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ يا رب العالمين.
اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.

نسألُك اللهم الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل، اللهم إنا نسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرة.

اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عمله في رِضاك يا رب العالمين، وأعِنه على كل خيرٍ بقدرتِك، إنك على كل شيء قدير، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تغفِر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.

اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وفُجاءة نقمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وجميع سخَطِك.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].

واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

خطبة الجمعة بالحرم النبوي 1 / 10 / 1445هـ الشيخ علي الحذيفي

خطبة الجمعة بالحرم النبوي 1 / 10 / 1436هـ (دوام الطاعات بعد رمضان) الشيخ علي الحذيفي

خطبة الجمعة بالحرم النبوي 1 / 10 / 1445هـ (دوام الطاعات بعد رمضان) الشيخ علي الحذيفي

بسم الله الرحمن الرحيم

دوام الطاعات بعد رمضان

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "دوام الطاعات بعد رمضان"، والتي تحدَّث فيها عن شهر رمضان وانتهاء موسِمه، مُشيرًا إلى أن علامة قبول الله تعالى لأعمال العباد هي في استمرارهم ومُداومتهم على الطاعات بعد مواسِم الخير، مثل: رمضان وغيره.

https://www.youtube.com/watch?v=Y8ky…ature=youtu.be

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي خلق الخلقَ بقدرته، ومَنَّ على من شاء بطاعته، وخذلَ من شاء بحكمته، فسبحان الله الغني عن كل شيءٍ فلا تنفعه طاعةُ من تقرَّب إليه بعبادته، ولا تضرُّه معصيةُ من عصاه لكمال غِناه وعظيم عزَّته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلاهيَّته، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه خيرتُه من خليقته، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحابته صلاةً وسلامًا كثيرًا.

أما بعد:
فاتَّقوا الله تعالى بدوام الطاعات، وهجر المُحرَّمات؛ فقد فاز من تمسَّك بالتقوى في الآخرة والأولى، وخابَ وخسِرَ من اتَّبعَ الهوى.

عباد الله:
اذكروا نعمَ الله عليكم التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى، وقابِلوها بالشُّكر لتدومَ وتبقَى، قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15]، وقال تعالى: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12].
وقال تعالى في الحديث القُدسي: «يا عبادي! إنما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم ثم أُوفِّيكم إيَّاها؛ فمن وجدَ خيرًا فليحمَد الله، ومن وجدَ غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه»؛ رواه مسلم من حديث أبي ذرٍّ – رضي الله عنه -.

أيها المسلمون:
بالأمس في رمضان صفَتْ لكم الأيام والليالي، وتلذَّذتم بأنواع الطاعات في تلك الساعات الخوالِي، ووفَّق الله لهجر المُحرَّمات خوفًا من عقاب الكبير المُتعال، فلا تتبدَّلوا العِصيان بطاعة الرحمن، ولا تتبدَّلوا الغفلةَ بذِكرِ الله وتلاوة القرآن، ولا يدخلنَّ عليكم في الفرائِض النقصُ بالتقصيرِ فيها أو الكسل عنها.
فالصبرُ على الطاعات، والصبرُ عن المعاصِي هو صفاتُ المؤمنين، وشِعارُ المُتَّقين، قال الله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم: 65]، وقال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه: 132].
ولا يتحوَّلُ أحدٌ مما يحبُّ الله تعالى منه إلى ما يكرهُ الله منه؛ لئلا يتحوَّل الله له إلى ما يكره، ولا يُغيِّرنَّ أحدٌ ما كان عليه من الاستقامة، والسَّداد، والطاعة إلى اتباع الهوى والشيطان، ومُقارفة المُنكرات والمُحرَّمات، فيُغيِّر الله عليه أحوالَه، وتنتكِس عليه أمورُه.

قال الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال: 53]، وقال تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف: 5].
وليُجاهِد المسلمُ نفسَه على أن يكون على أحسن الأحوال مُستعينًا بالله – تبارك وتعالى -، وليسأل من ربِّه العونَ والتوفيقَ على أن يُعينَه على طاعته، ويحفَظه عن معاصِيه.

أيها المسلمون:
ألا تعلَمون أن أحسنَ أمور المُسلم: أن يكون على طاعةٍ بعد طاعة؟ وأن يُتبِع الحسناتِ الحسنات مع مُجانبة السيئات؟ قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [محمد: 17].
ثم إن دون هذه المنزلة أن يُتبِع السيئةَ الحسنة لتُكفِّرَها، قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) [هود: 114].
وفي حديثِ مُعاذٍ وأبي ذرٍّ – رضي الله عنهما -، قالا: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقِ الله حيثما كنت، وأتبِع السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ»؛ رواه الترمذي.
وأسوأُ أحوال الإنسان: أن يُتبِع السيئات السيئاتِ، أو يُتبِع الحسناتِ السيئات التي تُبطِلُها، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 33].
لأن السيئات والمعاصِي بعد الحسنات والطاعات قد تُحبِط العمل، وقد تُبطِلُ بعض العمل، وقد تُنقِصُ ثوابَ الأعمال.

وقد ذَكَر الصالِحون عن السلف أنهم كانوا يدعُون الله أن يتقبَّل منهم رمضان ستة أشهر، ويدعُون الله ستة أشهر أن يُبلِّغهم رمضان.
ومن كيد الشيطان: أن يُزيَّن للإنسان التهاوُن في الطاعات، والضعفَ أمام المُحرَّمات في غير رمضان، فيَنالَ منه ما لم ينَلْ في رمضان؛ لأنه كان في رمضان مأسورًا.
قيل لبشرٍ الحافيٍّ: ما تقولُ في قومٍ يجتهدون في رمضان، فإذا ولَّى تركُوا! قال: "بئسَ القوم؛ لا يعرِفونَ الله إلا في رمضان".

وأعظمُ الكرامة: هي أن يمُنَّ الله على العبد بالاستقامة في كل أيام عُمره، فذلك هو الفوزُ كلُّه والسعادةُ التامَّة، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأحقاف: 13، 14].
وعن سُفيان بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قلتُ: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا غيرَك. قال: «قُل: آمنتُ بالله، ثم استقِم»؛ رواه مسلم.
وربُّنا – عز وجل – هو الذي يُعبَد في كل زمانٍ ومكانٍ، وهو الذي يجبُ أن يُطاعَ فلا يُعصَى، قال الله تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99].
قال المُفسِّرون: "اعبُد ربَّك دائمًا حتى يأتيَك الموتُ".

قال الحسنُ البصريُّ – رحمه الله -: "ليس للمؤمن وقتٌ ينتهي إليه حتى يأتِيَه الموتُ".
ومن فهِمَ من الآية أن التكاليفَ تسقُط عن العبد بعد وصولِه إلى اليقين – وهو عدمُ الشكِّ -، فهو من الزنادِقة المُلحِدين الذين يهدِمون الدينَ بالبِدع، ودينُه غيرُ دين الإسلام.

وإذا كان رمضان قد انقضَى فرضُ صيامِه، وشُرِع في شهره أنواعُ الطاعات؛ فقد شرعَ الله فيما بعد رمضان فعلَ الخيرات، وأوجبَ الفرائض، ونهى عن المُحرَّمات، فقد شُرِع صيامُ ستة أيامٍ من شوال.
عن أبي أيوب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من صامَ رمضان ثم أتبَعَه بستٍّ من شوال كان كصيام الدَّهر»؛ رواه مسلم.

وشُرِع صيامُ ثلاثة أيامٍ من كل شهر، وذلك كصيام الدَّهر كما في الحديث، وشُرِع صيامُ الاثنين والخميس، وصيام عرفة، وعاشوراء، وصيامُ عشر ذي الحجَّة، وشُرِع الذِّكرُ مع تلاوة القرآن، وأفضلُ التطوُّع الصلاةُ في جوفِ الليل، وشُرِعَت الصدقةُ وأنواعُ النفقات، وشهرُ شوال بدايةُ أشهر الحجِّ.
فالأعمالُ الصالحات كما هي في رمضان، هي مشروعةٌ فيما بعد رمضان، والسابِقون هم المُستكثِرون منها.
ومن مكر الشيطان: أن يُصابَ بعضُ الناس بالكسل عن صلاةِ الفريضة، فيُصلِّي في رمضان ويترك الصلاة بعده، أو يُصلِّي بعضَ الصلاة ويترك بعضَها، وذلك كفرٌ أكبر؛ لقول الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الروم: 31]، ولقوله تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر: 42، 43].

ولقوله – صلى الله عليه وسلم -: «العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركَها فقد كفَر»؛ رواه الترمذي.
ولإجماع الصحابة على كُفر تاركِها.
ومن نامَ عنها وصلاَّها بعد الاستيقاظ على وجه العادة، أو أخَّرها إلى آخر وقتِها، أو تركَ صلاةَ الجماعة؛ ماتَ على غيرِ سُنَّة.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، ذي العزَّة التي لا تُضام، والمُلك الذي لا يُرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ القدوسُ السلام، وأشهد أن نبيِّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى عليه وعلى آله وصحبِه أفضلُ الصلاة والسلام.

أما بعد:
فاتَّقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.

عباد الله:
إن عدوَّكم الشيطان كان عنكم مأسورًا، ويُريدُ أن يأخُذ منكم بثأره ليجعلَ الأعمالَ هباءً منثُورًا، فردُّوه بالاعتصام بالله والثبات على الصراط المُستقيم خائِبًا مدحُورًا.
واعلموا أن السعادة والفلاح الأبديَّ صبرُ ساعةٍ على الطاعة وعن المعصية، وأن الخُسران والشقاء الأبديَّ اتِّباعُ الهوى ساعة، ولو تفكَّر ابنُ آدم في قِصَر الحياة وزوال الدنيا وقِصَر أجَلِها لاشتغلَ بصالح العمل، ولَمَا ألهَاه الأمل.

قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) [يونس: 45].
فما نسبةُ عُمرك في هذه الساعة التي ذكرَها الله؟!
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغ»؛ رواه البخاري.
وهذه الدارُ ليست بدارِ قرار، وإنما دارُك هي الآخرة: إما نعيمٌ مُقيم، وإما عذابٌ أليم.

عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك الفردوس وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل، اللهم ثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
اللهم تقبَّل منَّا ما وفَّقتنا إليه، وأعنتَنا عليه من الأعمال الصالحات، واحفَظها لنا يا رب العالمين، وكفِّر عنَّا السيئات يا أرحم الراحمين.
اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزيِ الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم أعِذنا من عذاب القبر ومن فتنة القبر برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المسلمين، اللهم اغفِر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، وأصلِح ذاتَ بينهم يا رب العالمين.
اللهم أطفِئ الفتن التي اشتعلَت في بلاد المُسلمين، في عافيةٍ للإسلام والمسلمين، وعافيةٍ للبلاد والعباد، اللهم أبطِل مكرَ أعداء الإسلام، اللهم أبطِل خِططَ أعداء الإسلام التي يَكيدُون بها الإسلام يا رب العالمين.
اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا، اللهم وفِّق عبدَك خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، اللهم أعِنه على كل خيرٍ، ووفِّق نائِبَيه لما تحبُّ وترضى يا أرحم الراحمين.

اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
اللهم اقضِ الدَّينَ عن المدينين من المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم طهِّر قلوبَنا، وأجِرنا من خزيِ الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم لا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عين، وأصلِح لنا شأننَا كلَّه.
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90، 91].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

خطبة الحرم النبوي 17 / 4 / 1445هـ الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 17 / 4 / 1436هـ (فضل الشكر وثواب الشاكرين) الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 17 / 4 / 1445هـ (فضل الشكر وثواب الشاكرين) الشيخ الحذيفي

بسم الله الرحمن الرحيم

فضل الشكر وثواب الشاكرين

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "فضل الشكر وثواب الشاكرين"، والتي تحدَّث فيها عن شكر النعم والتذكير بها، وذِكر فضائلِه كما في كتاب الله وسنَّة رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، مع بيان الثواب الذي أعدَّه الله تعالى للشاكِرين.

https://www.youtube.com/watch?v=kjW0e5XxARg

لتحميل الخطبة النصية

هنــــــــــا

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

خطبة الحرم النبوي 22 /5 / 1445هـ الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 22 /5 / 1436هـ (الترغيب في محاسبة النفس) الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 22 /5 / 1445هـ (الترغيب في محاسبة النفس) الشيخ الحذيفي

بسم الله الرحمن الرحيم

الترغيب في محاسبة النفس

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "الترغيب في محاسبة النفس"، والتي تحدَّث فيها عن محاسبة النفس مُرغِّبًا إلى ضرورة ذلك لكل مسلمٍ، أن يقِفَ مع نفسِه وقفةَ مُحاسَبَة لينظُر أقوالَه وأفعالَه ويزِنُها يميزان الحسنات والسيئات قبل وزنها يوم القيامة.

https://www.youtube.com/watch?v=AEHwmpG2wCg

الخطبة الأولى
الحمد لله، الحمد لله الذي يقبلُ التوبةَ عن عبادِه ويعفُو عن السيِّئات، وسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا ضاعفَ بفضلِه الحسنات، ورفعَ لأصحابِها الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض والسماوات، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه أيَّده الله بنصرِه وبالمُعجِزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه السابِقين إلى الخيرات.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى بالتقرُّب إليه بما يُرضِيه، والابتِعاد عما يُغضِبُه ويُؤذِيه؛ فقد أفلحَ وفازَ من اتَّقى، وخابَ وخسِرَ من اتَّبعَ الهوَى.

عباد الله:
اعلموا أن فلاحَ الإنسان وسعادتَه في التحكُّم في نفسِه، ومُحاسبتها ومُراقبتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في الأقوال والأفعال. فمن حاسَبَ نفسَه وتحكَّم في أقواله وأفعاله، وخطَرَاته بما يحبُّ الله ويرضَى فقد فازَ فوزًا عظيمًا.
قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات: 40، 41]، وقال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46]،
وقال – عز وجل -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر: 18]، وقال – عز وجل -: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف: 201]، وقال تعالى: وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة: 2].
قال المُفسِّرون: “أقسمَ الله بالنفس التي تلومُ على التقصيرِ في الواجِبات، وتلومُ على اقتِرافِ بعضِ المُحرَّمات، فتلومُ كثيرًا حتى يستقيمَ أمرُها”.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت»؛ رواه البخاري ومسلم.
وهذا لا يكونُ إلا بمُحاسَبَة النفس.

وعن شدَّاد بن أوسٍ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «الكيِّسُ من دانَ نفسَه وعمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ من أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على الله»؛ حديثٌ حسن.
وقال عُمرُ بن الخطَّاب – رضي الله عنه -: “حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، وتأهَّبُوا للعرضِ الأكبر”.
وقال ميمونُ بن مِهران: “المُتَّقي أشدُّ مُحاسبةً لنفسِه من الشريكِ الشَّحيحِ لشريكِه”.
وقال ابن مسعودٍ – رضي الله عنه -: “إن المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أن يقعَ عليه، وإن الفاجِرَ يرَى ذنوبَه كذُبابٍ طارَ على أنفِه فقال به هكذا – أي: أطارَه بكفِّه -“؛ رواه البخاري.
والمؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسن الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العبادات والطاعات ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاص، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداع والرياء، والعُجب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة.
ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي – صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزام بدوام العمل، واستِمراره بلا رِدَّةٍ ولا انقِطاع، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69]،

وقال تعالى: وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [العنكبوت: 6]، وقال – عز وجل -: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2، 3]، وقال – عز وجل -: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].
وعن سُفيان الثوريِّ قال: “ما عالَجتُ شيئًا أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنها تتقلَّبُ عليَّ”.
وقال الفضلُ بن زياد: سألتُ الإمام أحمد عن النيَّة في العمل، قلتُ: كيف النيَّة؟ قال:”يُعالِجُ نفسَه إذا أرادَ عملاً، لا يُريد به الناس”.
وعن شدَّاد بن أوسٍ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من صلَّى يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن صامَ يُرائِي فقد أشرَكَ، ومن تصدَّقَ يُرائِي فقد أشرَكَ»؛ رواه أحمد في “المسند”، والحاكم، والطبراني في “الكبير”.

ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِق لِسانَه بالكلام بالباطِل والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبان كلَّ ما نطَقَ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَب، قال الله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار: 10- 12]، وقال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18].
عن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – قال: “يكتُبُ كل ما تكلَّم به من خيرٍ وشرٍّ، حتى إنه ليكتُبُ قولَه: أكلتُ، شرِبتُ، ذهبتُ، جئتُ، رأيتُ”.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمة من رِضوان لا يُلقِي لها بالاً يرفعُه الله بها درجات، وإن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة من سخَط الله لا يُلقِي لها بالاً يهوِي بها في جهنم»؛ رواه البخاري.

وقال ابن مسعودٍ: “والله الذي لا إله إلا هو؛ ما على الأرض أحقُّ بطُولِ سجنٍ من اللِّسان”.
وكان أبو بكرٍ – رضي الله عنه – يأخُذُ بلِسانِه ويقول: “هذا الذي أورَدَني الموارِد”.
كما يجبُ على المُسلم أيضًا أن يُحاسِبَ نفسَه ويُجاهِدَها في الخطَرَات والوارِدات على القلب، والوساوِس؛ فإن مبدأَ الخير والشرِّ من خطَرَات القلوب ووارِداتها، فإن تحكَّم المُسلمُ في الوارِدات على قلبِه، ففرِحَ بوارِدات الخير واطمأنَّ لها ونفَّذَها أفلحَ وفازَ، وإن طرَدَ وساوِسَ الشيطان ووارِداته واستعاذَ بالله من وساوِسه نجا وسلِم من المُنكرات والمعاصِي.
وإن غفِلَ عن وساوِسه وتقبَّلَها أوردَه المُحرَّمات، قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت: 36].

وأمرَ الله بالاستِعاذة في سُورة الناس وسور الفلق من هذا العدوِّ المُبين. قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: “إن الشيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدم، فإذا سهَا وغفِلَ وسوَس، فإذا ذكرَ اللهَ خنَس”.
وعن أنسٍ – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطانَ واضِعٌ خَطمَه على قلبِ ابنِ آدم، فإن ذكرَ اللهَ خنَس – أي: تأخَّر وذهب -، وإن نسِيَ التَقَمَ قلبَه، فذلك الوسواس الخنَّاس»؛ رواه أبو يعلَى الموصِلي.
فالحِفظُ من الذنوبِ برصدِ وساوِس الشيطان أولاً، والاحتِراس من نزَغَاته ووساوِسِه، قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام: 151].
وعدمُ القُرب منها بمُحاسَبَة النفسِ عند أول أسبابِها؛ فمن حاسَبَ نفسَه وجاهَدَها كثُرَت حسناتُه، وقلَّت سيئاتُه، وخرجَ من الدنيا حميدًا، وبُعِثَ سعيدًا، وكان مع النبي – عليه الصلاة والسلام – الذي أُرسِلَ شهيدًا. ومن اتَّبعَ هواه، وأعرضَ عن القرآن، وارتكَبَ ما تشتَهِيه نفسُه، واستلَذَّ الشهوات، وقارَفَ الكبائِرَ، وأعطَى الشيطانَ قِيادَه أوردَه كل إثمٍ عظيم، وخلُدَ معه في العذابِ الأليم.
قال الله تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله، يُحيِي بالقُرآن القلوب، ويقبَلُ الحسناتِ ويعفُو عن السيِّئات، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له علامُ الغيوب، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الداعِي إلى الخيرات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أعلام الهُدى ومصابِيح الدُّجَى.

أما بعد:
فاتقوا الله تعالى حقَّ التقوى؛ فهي المُدَّخَرُ في الدنيا والأخرى.

عباد الله:
إن القلبَ الحيَّ هو الذي تسُرُّه حسنتُه، وتسوؤُه سيِّئتُه، والقلب الميِّت هو الذي لا يتألَّمُ بالمعصِية، ولا يُحِسُّ بها، ولا يفرَحُ بحسنةٍ ولا طاعة، ولا يشعُرُ بالعُقوبات على الذنوب، فتغُرُّه الصحةُ وإقبالُ الدنيا عليه. وقد يظُنُّ النِّعمَ كرامةً له، قال الله تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55، 56].

وفي حديثِ حُذيفَة – رضي الله عنه -: «تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كما يُعرضُ الحصيرُ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَت فيه نُكتةٌ بيضاء، وأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَت فيه نُكتَةٌ سوداء، حتى تصيرَ القلوبُ على قلبَين: قلبٍ أبيض كالصَّفا، لا تضُرُّه فتنةٌ ما دامَت السماوات والأرض، وقلبٌ أسودُّ مِربَادُّ كالكُوزِ مُجخِّيًا – أي: منكوسًا – لا يعرِفُ معروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا إلا ما أُشرِبَ من هواه».
وفي حديث أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «القلوبُ أربعة: قلبٌ أجرَدُ فيه نورٌ يُزهِر فذلك قلبُ المُؤمن، وقلبٌ أغلَف فذلك قلبُ الكافر، وذلبٌ منكوس فذلك قلبُ المنافق، وقلبٌ فيه مادَّةُ إيمان ومادَّة نفاق، فمادَّة الإيمان كالبَقلَة يُمِدُّها الماء، ومادَّةُ النفاق كالقُرحة يمدُّها القَيحُ والصديد، وهو لما غلَبَ منهما».

وأمراضُ القلوبِ كلُّها تُمرِضُ القلب أو تُميتُه بالكلية إذا لم يُحاسِبِ المرءُ نفسَه.
ومن الحَزمِ والخيرِ للمرءِ أن يُحاسِبَ نفسَه في اليوم والليلة والجُمعة ولشهر والسنة، ليعلَم من حيث أُتِي، ويتوبَ ويستدرِكَ ما فرَطَ منه، عسَى أن يحمَدَ سعيَه ويُوفَّق لحُسن الخاتِمة.
والمُؤمنُ حيُّ القلب، نافِذُ البصيرة، إن أُعطِيَ شكَر، وإن أذنَبَ استغفَر، وإن ابتُلِيَ صبَر. ففي قلبِ المُؤمن واعِظٌ يُوقِظُه من الغفلة، ويُحذِّرُه من المهلَكَة.
وفي الحديث: “خطَّ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – خطًّا مُستقيمًا، بجانبَيه خطوطٌ، وعلى رأسِه داعٍ وفوقَه واعِظ، فالخطُ المُستقيم: صراطُ الله، والداعِي على رأسِه: كتابُ الله، والذي يعِظُ فوقَه: واعِظُ الله في قلبِ كلِّ مُؤمن، والخُطوطُ عن يَمينِه وشِمالِه: طُرقُ الضلال والمُحرَّمات”.

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين المهديين، الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانُوا يعدِلُون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين يا رب العالمين.
اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، ولا تجعَله مُلتبِسًا علينا فنضِلَّ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه، وظاهِرَه وباطِنَه، وأوَّلَه وآخرَه، والدرجاتِ العُلى من الجنة يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحبَّ المساكِين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم تولَّ أمرَ كل مؤمنٍ ومؤمنة، وتولَّ أمرَ كل مسلمٍ ومسلمة، اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، وأصلِح ذاتَ بينهم، واهدِهم سُبُل السلام، وأخرِجهم من الظُّلُمات إلى النور يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا وأعِذ المسلمين من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وذرِّيَّته وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، اللهم أعِذ المسلمين من إبليس وذريَّته، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك أن تنصُر كتابَك، اللهم انصُر كتابَك، وسُنَّة نبيِّك يا ذا الجلال والإكرام، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارفَع ما نزلَ بالمُسلمين من عُقوبات، اللهم ارفَع ما نزلَ بالمُسلمين من الكوارِث، اللهم الطُف بالمُسلمين، اللهم ارحَم أمةَ محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، اللهم ارفع عن المُسلمين بالشامِ ما نزلَ بهم من الظُّلم يا رب العالمين، اللهم وانصُرهم على من ظلمَهم، إنك على كل شيء قدير، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ يا رب العالمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا.
اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، اللهم أعِنه على كل خيرٍ، وسدِّده ووفِّقه يا رب العالمين، اللهم أطِل في عُمره على الطاعة، إنك على كل شيء قدير، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى، برحمتِك يا أرحم الراحمين، ولما فيه الخيرُ للإسلام والمسلمين.
اللهم إنا نسألُك أن تغفِر لموتانا، اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين.
اللهم أصلِح شبابَنا وشبابَ المُسلمين يا رب العالمين في كل مكان، اللهم اجعَلنا يا ذا الجلال والإكرام ممن استعمَلتَه في طاعاتِك وجنَّبتَه معاصِيَك، إنك على كل شيء قدير.
عباد الله:
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [النحل: 90- 91].
واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

تفاصيل محاولة الاعتداء على الشيخ الحذيفي بالمسجد النبوي

تفاصيل محاولة الاعتداء على الشيخ الحذيفي بالمسجد النبوي
اخبار السعوديه اخبار عاجله 2024

2015, تفاصيل, محاولة, الاعتداء, على, الشيخ, الحذيفي, بالمسجد, النبوي

تفاصيل محاولة الاعتداء على الشيخ الحذيفي بالمسجد النبوي

خليجية
تفاصيل محاولة الاعتداء على الشيخ الحذيفي بالمسجد النبوي

18-05-2015
كشفت كل من الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف وشرطة منطقة المدينة المنورة عن تفاصيل محاولة أحد الأشخاص الاعتداء على إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، وذلك أثناء إمامته المصلين في صلاة الفجر أمس (الأحد).

وكان مقطع مصور قد وثّق محاولة أحد الأشخاص تجاوز صفوف المصلين في الركعة الثانية من صلاة الفجر والاعتداء على الشيخ الحذيفي قبل أن يتدخل عدد من رجال أمن القوة الخاصة لأمن المسجد النبوي والمصلين للسيطرة عليه ومنعه من الوصول للشيخ الحذيفي.

وقال المتحدث الرسمي للرئاسة العامة بشؤون المسجد النبوي الشريف عبدالواحد حطاب إن الشخص الذي حاول الاعتداء على إمام المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي معتل ومريض نفسي، مشيرا وفقا لصحيفة "سبق" إلى أنه تأثر بقراءة الحذيفي، فحاول الاعتداء عليه، قبل أن تقوم الجهات الأمنية بالقبض عليه وإحالته إلى الجهات المختصة.

من جانبه، أشار الناطق الإعلامي بشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام، إلى أنه لوحظ شخص يقوم بإصدار أصوات ويتخطى صفوف المصلين داخل المسجد النبوي الشريف يوم الأحد الموافق ٢٨/ ٧/ ١٤٣٦ أثناء صلاة الفجر، مضيفا أنه تبيّن للجهات الأمنية أن هذا الشخص سعودي الجنسية في العقد الرابع من عمره، ولديه مرض ذهاني نفسي، ويعالَج في مستشفى الصحة النفسية.

وتابع أنه تأثر بقراءة الشيخ الحذيفي في الركعة الثانية وبما سمع من تلاوة، فقام بإصدار أصوات عالية، ثم تحرك يميناً وشمالاً وهو في صفوف الصلاة، ثم بعد ذلك قام بالمشي بسرعة متخطياً صفوف المصلين، إلا أنه تمت السيطرة عليه من قِبل رجال قوى أمن المسجد النبوي.

ونوه إلى أنه اتضح أن المذكور مريض نفسي، فأُحيل إلى مستشفى الأمل والصحة النفسية، وكامل الأوراق إلى الجهات المختصة.

الحذيفي: فضل عظيم لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه

الحذيفي: فضل عظيم لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه

خليجية
أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي أن زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه لهما فضل عظيم.وتحدث في محاضرة بعنوان «آداب وفضل زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه» أن من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم الزائر للمسجد النبوي، أن يستشعر نعمة المولى عز وجل وتحقق زيارته لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، منوها بفضل من طلب العلم في المسجد النبوي أو التعليم فيه، وتطرق إلى

خطبة الحرم النبوي 24 / 4 / 1445هـ الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 24 / 4 / 1436هـ (الحذر من الاغترار بالدنيا) الشيخ الحذيفي

خطبة الحرم النبوي 24 / 4 / 1445هـ (الحذر من الاغترار بالدنيا) الشيخ الحذيفي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحذر من الاغترار بالدنيا

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: " الحذر من الاغترار بالدنيا"، والتي تحدَّث فيها عن التفكُّر في قِصر مدَّة الدنيا وحياة المرء فيها، وعدم اغتِراره بها؛ بل يعمل الصالحات، ويبتعد عن المعاصِي والمخالفات؛ ليسعَد في الدنيا والآخرة.

https://www.youtube.com/watch?v=1mp57_s6XJI

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسيةمن قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.