الغانم استقبل إمام الحرم المكي

الغانم استقبل إمام الحرم المكي
خليجيةكونا – استقبل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في مكتبه أمس امام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة عضو هيئة كبار العلماء الرئيس السابق لمجلس الشورى السعودي المستشار بالديوان الملكي الدكتور صالح بن حميد.

حضر اللقاء كل من النواب حمود الحمدان والدكتور عبدالرحمن الجيران وجمال العمر ومبارك الحريص والأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري.

واستقبل الغانم في مكتبه، أمس، سفير الكويت لدى نيوزيلندا أحمد رزوقي.

خطبة الحرم المكي 22/ 5 / 1445هـ الشيخ السديس

خطبة الحرم المكي 22/ 5 / 1436هـ (مكانة العلماء وواجباتهم) الشيخ السديس

خطبة الحرم المكي 22/ 5 / 1445هـ (مكانة العلماء وواجباتهم) الشيخ السديس

بسم الله الرحمن الرحيم

مكانة العلماء وواجباتهم

ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "مكانة العلماء وواجباتهم"، والتي تحدَّث فيها عن العلماء وفضلهم ومكانتهم في الأمة، وما يجبُ على المُسلمين نحوَهم، كما وجَّه الدعوات إلى العلماء بضرورة القيام بواجبهم في البلاغ والبيان، مُنبِّهًا الشبابَ إلى النَّهل من العلماء والاعتصام بالوحيَين بفهم سلَف الأمة؛ ففي ذلك النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.

https://www.youtube.com/watch?v=WrtfDljFodE

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونتوبُ إليه، أحمدُه – سبحانه – فاوَتَ بين العباد وفضَّل بعضَهم على بعضٍ في المعاشِ والمعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نوَّر بالعلم القلوب، ودفعَ بالعلماء الخُطوب، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صاحبُ الفضلِ المرغوب، والهديِ الأخيَر المطلوب، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وأصحابِه، والتابِعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلِّم يا رب تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فيا عباد الله:

أُوصِيكم ونفسي وصيَّةً مُضمَّخةً بعَبَقِ الإيمان، تلكم هي الوصيَّةُ بتقوَى الواحِدِ الديَّان، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119].
من يتَّقِ الله يجعل عُسرَه يُسرًا ويُعظِمِ اللهُ بالتقوَى له أجرًا

أيها المسلمون:
من معاقِدِ القول المُؤكَّدة، وعزائِمِه المُقرَّرة المُوتَّدة: أن مِنَنَ الباري – سبحانه – على عبادِه عظيمةٌ مُترادِفة، هتَّانةٌ مُتوافِدة.
ومن أجلِّ نعَم الله على عبادِه: أن أرسلَ فيهم رسولاً من أنفسهم، يتلُو عليهم آياته ويُزكِّيهم ويُعلِّمُهم الكتابَ والحكمة. فقام – صلى الله عليه وسلم – برسالته خيرَ قيام، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمة.
وقد حملَ مِشعلَ الهداية بعدَه أهلُ العلم على ميراثِ الرسالة، ومنهاجِ النبُوَّة بالبلاغ والبيان؛ فهم في الأمة أنوار الهُدى، ومصابيحُ الدُّجَى، وزوامِلُ الإسلام، وحُرَّاسُ الدين، وحُماة العقيدة، يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].

أيها المؤمنون:
لقد خصَّ الله أهلَ العلم بالتكريمِ والتشريفِ، والمقامِ العليِّ المُنيف؛ فالعالِم في الأمة بدرُها السارِي، وسَلسَالُها العذبُ الجارِي، لاسيَّما أئمةُ الدين وعلماءُ الشريعة. ومهما دُبِّجَت النُّعوتُ في فضائلِهم فلن تُوفِّيَهم حقَّهم، كيف وقد قال نبيُّ الهُدى – صلى الله عليه وسلم -: «إن الله وملائكتَه وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جُحرها، وحتى الحُوتَ، ليُصلُّون على مُعلِّم الناس الخير»؛ أخرجه الترمذي بسندٍ صحيحٍ.
وصحَّ عند أحمد في “المسند” من حديث أنسٍ – رضي الله عنه -، أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إنما مثَلُ العلماء كمثَلِ النُّجوم يُهتَدَى بها في ظُلمات البرِّ والبحر».
فإذا انطمَسَت النجوم أوشكَ أن تضِلَّ الهُداة!
قال الإمام أبو بكرٍ الآجُريُّ – رحمه الله -: “فما ظنُّكم بطريقٍ فيه آفاتٌ كثيرة، ويحتاجُ الناسُ إلى سُلوكِه في ليلةٍ ظَلماء، فقيَّضَ الله له فيه مصابيحَ تُضِيءُ لهم، فسلَكُوه على السلامة والعافية، ثم جاءَت فِئامٌ من الناس لا بُدَّ لهم من السلوك فيه فسلَكُوا، فبينما هم كذلك إذ طُفِئَت المصابيح، فبَقُوا في الظُّلمة. فما ظنُّكم بهم؟! فهكذا العُلماءُ في الناس”.
تستغفِرُ الحِيتانُ في أبحارِها للسالِكين مدارِجَ العُلماءِ
فهم النجومُ مقامُهُم كبِدُ السماء وحُظوظُهم في الليلة القَمرَاءِ
فمن ابتغَى من غيرِ هذا نهجَه فلقد أضلَّ وضلَّ في البَيْدَاءِ

معاشر المؤمنين:
ومسؤوليةُ العلماء في الأمة عظيمة، ومهمَّتُهم جسيمة، وأوجبُ الواجِبات عليهم: بيانُ صحيح الدين، كما أُنزِلَ على سيِّد المُرسَلين – عليه الصلاة والسلام -، وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران: 187].
فلو لم يقُم العلماءُ بواجِبِهم في البلاغِ والبيانِ لبقِيَ الناسُ حيارَى يتيهُون في ظُلمات الجهل، ودياجِير الضلال، لذا قال – صلى الله عليه وسلم -: «من سُئِل عن علمٍ فكتمَه أُلجِمَ يوم القيامة بلِجامٍ من نار»؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسن”.

وكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقول: “لولا آيةٌ من كتابِ الله ما حدَّثتُكم، ثم يتلُو: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة: 159]”.
ولا يقتصِرُ عملُهم على البيانِ فحسب؛ بل يعظُمُ دورُهم، وينبُلُ قدرُهم بمحارَبَة البدَع والضلالات، والمُنكرَات والمُحدثَات، ليَميزَ الله بهم الخبيثَ من الطيبِ، والحقَّ من الباطِل، والصحيحَ من الزائِف. فأسمَى مقاصِدِهم: إبرازُ الرؤية الإسلامية لكافَّة القضايا التأصيليَّة، والمُستجِدَّات العصريَّة، فيُحيُون بكتابِ الله الموتَى، ويُبصِّرون به أهلَ العمَى، ويهدُون من ضلَّ إلى الهُدى.

أمة العلم والهُدى:
العلماءُ رُمَّانةُ الميزان ولسانُه، وأهلُ التوسُّط والاعتِدال، يُواجِهون الأفكارَ الضالَّة، ويُحارِبون الآراء الشاذَّة النادَّة، بسلاح العلم البتَّار، فهم حصنُ الأمة الحَصين، ورُكنُها القويُّ المتين، وهم صِمامُ الأمن والأمان، خاصَّةً وقتَ الفِتَن والمُدلهِمَّات، كما هو الحالُ في زمانِنا، الذي سادَت كثيرًا من أرجائِه أنقاضُ التناحُر والأرزاء، وأنكاثُ العصبيَّة الرَّعناء، والمساغِبِ والعناء، والحمَلات الحاقِدة الشعواء، مع قُصور الهِمَم عن أعالي القِمَم.
واستِهداف أصحاب هذه الحمَلات المسعُورة الشبابَ اليافِع يُلقِمُون عقولَهم الغضَّة النظريات الفاسِدة، والأفكار الطائِشَة، والآراء الهَزيلَة. وكم للفُهوم المُنحرِفة الجانِحَة بين المُسلمين من معرَّاتٍ وويلاتٍ، ألهَبَت فيهم روحَ الكراهيَة والصِّراعات، وأجَّجَت أُوارَ التعصُّب والنزاعات، عبرَ المجالِسِ والمُنتديات، والإعلام والفضائيات.

تقضِمُ بهبُوبِها الأصولَ والثوابِت، وتشرَخُ بشُبُوبِها معالِمَ الدين والملَّة الباسِقَة النوابِت. كيف وقد عظُمَت الفتنة بالوقيعَة بالعُلماء، وبثِّ الشائِعات المُغرِضة عنهم، لاسيَّما فيما يُعرفُ بالإعلام الجديد، ومواقع التواصُل الاجتماعيِّ.
إلا أن عُلماءَ الأمة يقِفُون لهذه الحمَلات بالمِرصاد، يكشِفُون زيفَها، ويُجحفِلُون أُوارَها، بالفهم الوثيق، والإدراك الدقيق للوحيَين الشريفَين، الذي يسمُو صاحبُه، وتجِلُّ مناقِبُه، وتنبُو عن الفَرَطات عواقِبُه.
وكم من عائِبٍ قولاً صحيحًا وآفتُه من الفهمِ السقيمِ
ولكن تأخُذُ الآذانُ منه**** على قدرِ القرائِحِ والعلومِ
ولله درُّ العلامة ابن القيِّم – رحمه الله -؛ حيث يقول: “العلمُ هادٍ، والحالُ الصحيحُ مُهتدٍ به، وهو ترِكَةُ الأنبياءُ وتراثُهم، وأهلُه عصَبَتُهم وورَّاثُهم”.

معاشر المسلمين:
وفي زمنِ الانفِتاحِ الإعلاميِّ العالميِّ، بفضائيات وتِقاناتِه، يلزَمُ العلماءَ بذلُ مزيد الجُهود لتحقيق أسمَى القُصود في تصحيح المفاهيم المدخُولة العَليلة، والآراء الجافِيَة الوَبيلة، وبيانُ المنهَج الحقِّ وآليَّاته في التلقِّي عن الله ورسولِه – صلى الله عليه وسلم -، وإدراكُ معاقِدِ مُرادِهما.
وأن تُجيَّش في سبيلِ ذلك كلُّ الطاقاتِ والإمكانات، من الدعاة الفُضلاء، ورِجال الإعلام وحمَلَة الأقلام، لمُؤازَرَة العُلماء في مهمَّتهم، مع ربطِ الأمة بفُهوم السلَف الأخيار؛ لأنهم – كما قال الإمام الشافعيُّ – رحمه الله -: “وآراؤُهم لنا أحمَدُ وأولَى لنا من آرائِنا عندنا لأنفُسِنا”.

أمة الإسلام:
وإنه لن تخطُو أمتُنا شطرَ العزَّة والمجد ورفيعِ الدرجات، ولن تنعتِقَ من ما هي فيه من الفِتَن والمُعتَكَرات وزَرِيِّ الاحتِرابات، إلا باتباع ذوِي الألبابِ الحَصيفَة السديدة، والعلماء ذوي النُّهَى المَكِينة الرَّشيدة، والذُّؤابَة من عُلماء الشريعة:
هُمُ المصابِيحُ الذين هُمُ كأنَّهم من نجومٍ حيَّةٍ صُنِعُوا
أخلاقُهُم عُقُولُهُمُ من أي ناحيةٍ أقبَلتَ تنظُرُ في ألبابِهم سطَعُوا

وحسبُ العالِمِ – يا عباد الله – أن تسلَمَ له عقيدتُه ودينُه، وحاشَا لله أن يتنازَلَ الراسِخون في العلمِ عن شيءٍ من ثوابِتِ دينِهم، أو أن يُرضُوا أحدًا من الناسِ كائِنًا من كان بما يُسخِطُ الله، أو أن تُختَطَفَ عقولُهم وفُهُومُهم إلى ما يُخالِفُ سُنَّة الحبيبِ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم -.
ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كلما بدَا طمعٌ صيَّرتُه ليَ سُلَّمَا
أأشقَى به غرسًا وأجنِيهِ ذِلَّةً إذًا فاتباعُ الجهلِ قد كان أحزَنَا

والدعوةُ مُوجَّهةٌ لعُلماء الشريعة، لعُلماء الأمة، للحِفاظ على هويَّة الأمة الإسلامية، ووحدتها ووسطيَّتها واعتِدالها، وتعاهُدها بالتفقيه والتوعية، وتصحيح المفاهِيم الخاطِئة، والتصدِّي للشُّبُهات المُضلِّلة، والدعوات المُغرِضة، وفوضَى تكفيرِ المُسلمين وتفسيقِهم، واستِحلال دمائِهم.

وتقويةِ التواصُل مع شبابِ الأمة لتعزيز نهجِ الوسطيَّة بينَهم، وتحذيرِهم من التفرُّقِ والتحزُّبِ والتعصُّبِ، والمذهبيَّة والطائِفيَّة، وتحقيقِ القُدوةِ الصالِحة لهم، والاجتِماع على القضايا الكليَّة، ومنظومةِ القِيَم الكُبرَى، والتحلِّي بأدبِ الخلافِ في مواضِعِه صونًا لمصالِح الأمة العُليا.
والدعوةُ أيضًا مُوجَّهةٌ إلى شبابِ الأمة: أن اعرِفُوا قدرَ علمائِكم، واعتصِمُوا بالكتاب والسنَّة وهديِ سلَف الأمة، واحذَرُوا تحريفَ الغالِين، وانتِحالَ المُبطِلين، وتأويل الجاهِلين.
وتمسَّكُوا بنَهجِ العُلماء الربَّانيين؛ فإنهم أعلمُ الناس بالمصالِح والمفاسِد، وتحقيق الخُيُرات والمراشِد، واجتنِبُوا موارِد الفُرقَة والنِّزاع، والاغتِرارِ بالشِّعارات البرَّاقة التي ترفعُها بعضُ التيارات والانتِماءات، دون أصلٍ شرعيٍّ من كتابٍ أو سُنَّة. وحذارِ ثم حذارِ أن تُعطُوا الفُرصةَ للمجاهِيل والمُتعالِمين وأنصافِ المُتعلِّمين في انتِزاع ثِقَتكم بعُلمائِكم الربانيِّين.

وإلى حمَلَة الأقلام، ورُوَّاد الإعلام: أن آزِرُوا العلماء، وتحرَّوا المِصداقيَّة والنقل الهادِف، ولا تكُونوا عونًا لأصحابِ الأفكار الضالَّة ببثِّ رسائِلِهم، ونشرِ أخبارِهم؛ بل أرسُوا القِيَم والأخلاقَ الإسلاميَّة العالِيَة، وعزِّزُوا الوحدةَ الدينية والوطنيَّة، ووظِّفُوا الإعلام في نشر الوعيِ بحُرمة الدماء، ومخاطِر الظُّلم، والتصدِّي لمُروِّجي الإشاعات، والفتاوى الشاذَّة، ودعاوَى الفتنة والطائفيَّة،وآفَة التطرُّف والإرهابِ بكافَّةِ أشكالِه وألوانِه، وتِبيانِ زَيفِه وكشفِ ضلالِ أتباعِه، وبيان خُطورتِه على حاضِر الأمة ومُستقبلِها.

والله المسؤولُ أن يُوفِّقَ الجميعَ لصادِقِ القول وصالِح العمل، ويُبلِّغَنا أزكَى الرجاءِ وأسنَى الأمل، ويُبارِكَ لنا في القُرآن والسنَّة، وينفعنا بما فيهما من الآياتِ والذكرِ والحِكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم، فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.

الخطبة الثانية

الحمدُ لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلَم، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الأكرَم، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه رموزِ المعارِفِ والقِيَم، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله – عباد الله -، واحذَرُوا زورَ القول ودخَلَه، ومُنكَر الرأي وخطَلَه، واتَّبِعوا صالِحَ العمل ومُثُلَه؛ تُفلِحُوا وتفوزُوا، وللخيراتِ تحُوزُوا.

إخوة الإسلام:
وإنه ليَجدُرُ بأبناءِ الأمة أن يرعَوا للعُلماء حقَّهم، ويعرِفُوا لهم فضلَهم، ويرفَعُوا مكانتَهم، وذلك بمحبَّتهم ومُوالاتهم، واحتِرامهم وتقديرهم.
روى الإمام والحاكمُ من حديث عُبادَة بن الصامِت – رضي الله عنه -، أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحَمَ صغيرَنا، ويعرِفَ لعالِمِنا حقَّه».
وقال الإمامُ الطحاويُّ – رحمه الله -: “وعُلماءُ السلَف من السابِقين ومن بعدَهم من التابعين أهلُ الخير والأثَر، وأهلُ الفقهِ والنظر، لا يُذكَرون إلا بالجَميل، ومن ذكَرَهم بسُوءٍ فهو على غيرِ السَّبيل”.
ولقد كان العلماءُ أنفسُهم يعرِفُ بعضُهم قدرَ بعضٍ:
فها هو الإمامُ الشافعيُّ – رحمه الله – يقول عن الإمام أحمد – الذي يصغُرُه سنًّا -: “خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحدًا أورعَ ولا أتقَى ولا أفقهَ من أحمد بن حنبل”.
وكان الإمامُ أحمدُ – رحمه الله – يقول عنه: “كان الشافعيُّ كالشمسِ للدنيا، وكالعافِية للناس؛ فهل لهين من خلَف؟! أو منهما عِوَض؟!”.
الله أكبر .. الله أكبر! ما أعظمَه من أدب، وما أجلَّه من حبٍّ واحتِرام.

ومما يُؤكَّد: عدمُ الطعن على العُلماء أو القَح فيهم، فإن ذلك من مسالِك أهل الضلال؛ لأن الطعنَ في العالِم ليس طعنًا في ذاتِه فحسب، بل هو طعنٌ في الشريعة والدين والعلمِ الذي يحمِلُه. كيف وهم المُوقِّعون عن ربِّ العالمين؟!
قال الحافظُ ابن عساكِر – رحمه الله -: “وعادةُ الله في هَتك أستارِ مُنتقِصِ العلماء معلومة”؛ لأن الوقيعَة فيهم بما هم منه براء أمرٌ عظيمٌ، والتناوُلَ لأعراضِهم بالزُّور والافتِراء مرتَعٌ وخيمٌ، ومن أوقعَ لِسانَه في العلماء بالثَّلب ابتلاهُ الله قبل موتِه بموتِ القلب.
ومن حقِّ أهلِ العلم: الرُّجوع إليهم، والصُّدور عنهم، خاصَّةً في النوازِل والمُستجِدَّات، وعند حُصول الفتن، ووضع الثِّقة بهم.

يقول الإمام الحسنُ البصريُّ – رحمه الله -: “الفتنةُ إذا أقبَلَت عرفَها كلُّ عالِمٍ، وإذا أدبَرَت عرَفَها كلُّ جاهِلٍ”.
فهم أهلُ الدِّراية، لاسيَّما عندما تشتبِهُ الأمور، وتلتَبِسُ الحقائِقُ، ويكثُرُ التشويشُ والخَلط، حينئذٍ تُعطَى القوسُ بارِيها؛ ليقولَ أهلُ العلم قولتَهم، والناسُ لهم تبَع.
ومما ينبغِي: التِماسُ الأعذارِ لهم، والأصلُ عند علماء الإسلام التِماسُ العُذر لعامَّة الناس. فكيف بعُلمائِهم؟!
كما يجبُ الحذرُ من تتبُّع الزلاَّت، وتلمُّس السَّقَطات، وإبداءِ السَّوءات، والنفخِ في الهِنات. فالعالِمُ بشرٌ غير معصوم.

قال بعضُ السلَف: “المؤمنُ يلتمِسُ المعاذِير، والمُنافِقُ يطلُبُ الزلاَّت”.
والخلافُ بين العلماء يُطوَى فلا يُروَى.

فكيف بأولياء الله الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله؟! فهم عصمةٌ للأمة من الضلال، وهم سفينةُ نوح، من تخلَّف عنها – لاسيَّما في زمنِ الفِتَن – كان من المُغرَقين. فكم من قتيلٍ لإبليسَ قد أحيَوه؟! وكم من ضالٍّ تائِهٍ قد هدَوه؟! فما أحسنَ أثرَهم على الناس، وما أقبَحَ أثر الناس عليهم. والله المستعان.
ألا فاتقوا الله – عباد الله -، واعرِفُوا للعُلماء حقَّهم وقدرَهم ومكانتَهم.
واتَّقوا الله أيها العلماء بأداء ما ائتُمِنتُم عليه من البلاغ والبيان؛ تتحقَّق لكم السعادةُ في الدنيا، والفوزُ والفلاحُ في الآخرة.

وإن من فضلِ الله علينا في هذه البلاد المُبارَكة: ما منَّ به – سبحانه – من قيادةٍ حكيمةٍ مُوفَّقة، حفِيَّةٍ بأهل العلمِ وحمَلَته. وكم ابتَهَجَت النفوسُ غِبطةً وسُرورًا، واستِبشارًا وحُبورًا بمضامِين الخطاب التأريخيِّ المُسدَّد لوليِّ أمرنا خادمِ الحرمين الشريفين – حفظه الله وأدامَ توفيقَه -، وما أكَّده من التمسُّك بالعقيدة، وتحكيم الشريعة، والعملِ على تحقيق الوحدة الإسلاميَّة، ونبذِ أسباب التفرُّق والاختِلاف، ونُصرة قضايا الإسلام والمُسلمين.

جعلَه الله في موازين أعمالِه الصالِحة، وزادَه خيرًا وتوفيقًا وهُدًى.
هذا وصلُّوا وسلِّموا – رحمكم الله – على من أتَى بأنفع العلم والتبيان، على مرِّ الدُّهور والأزمان: المُصطفى من ولدِ عدنان، كما أمرَكم المولَى في مُحكَم القرآن، فقال تعالى قولاً كريمًا عظيمَ البُرهان: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
وقال – صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».

فصلِّ يا ربِّ على المُبارَكِ محمدٍ وآلهِ وبارِكِ
وصحبِه والتابعين النُّبَلا ومن قفَا آثارَهم ووصَلا

وارضَ اللهم عن الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتِك يا أرحمَ الراحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا، وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح ووفِّق أئمَّتنا ووُلاةَ أمورنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تحبُّ وترضَى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، وهيِّئ له البِطانةَ الصالِحةَ التي تدلُّه على الخير وتُعينُه عليه، اللهم وفِّقه ونائبَيه وأعوانَه وإخوانَه إلى ما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المُسلمين، وإلى ما فيه الخيرُ للبلاد والعباد.
اللهم وفِّق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعِك، واتباعِ سُنَّة نبيِّك – صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعَلهم رحمةً على عبادِك المُؤمنين.
اللهم اغفِر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبِهم، واهدِهم سُبُل السلام، وجنِّبهم الفواحِشَ والفتن ما ظهَر منها وما بطَن.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّينَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين. اللهم أنقِذ المسجِد الأقصَى من براثِن اليهود المُعتَدين المُحتلِّين، اللهم اجعله شامِخًا عزيزًا إلى يوم الدين. اللهم انصُر إخواننا في فلسطين، اللهم اجمَع كلمةَ إخواننا في العراق وفي كل مكانٍ يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلِح أحوالَ إخواننا في اليمَن، اللهم وفِّقهم لمن يحكُمُهم بكتابِك وسُنَّة نبيِّك – صلى الله عليه وسلم – يا رب العالمين، اللهم كُن لإخواننا في بلاد الشام، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، وأصلِح أحوالَهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم كُن لإخواننا في بُورما وأفريقيا الوسطَى، وفي كل مكانٍ يا ذا الجلال والإكرام.
يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، برحمتِك نستغيث، فلا تكِلنا إلى أنفُسنا طرفةَ عينٍ، وأصلِح لنا شأنَنا كلَّه.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201]، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10].

ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم، واغفِر لنا ولوالِدِينا ووالدِيهم وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدعوات.
سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصِفُون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

إمام الحرم المكي يظهر التباين في الحضارة المعاصرة من خلال «التفاحة»

إمام الحرم المكي يظهر التباين في الحضارة المعاصرة من خلال «التفاحة»

نظم الشيخ سعود الشريم، إمام الحرم المكي، أبياتاً، عبر فيها عن التباين في الحضارة المعاصرة في النظرة للأمور، مستدلاً على ذلك بـ"التفاحة"، التي وصل من خلالها العالم "نيوتن" إلى الإبداع والإتقان، بينما لا تزال "التفاحة" عندنا مجرد نكهة "شيشة".وقال الشريم عبر حسابه في موقع التواصل

نادين البدير / «الإخوان» . حتى في الحرم المكي

ضبط 5 من أنصار الإخوان قاموا بإشعال النيران في سيارة أمام الحرم الجامعي بالمنيا

ضبط 5 من أنصار الإخوان قاموا بإشعال النيران في سيارة أمام الحرم الجامعي بالمنيا

تمكنت الأجهزة الأمنية بالمنيا من ضبط 5 من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية قاموا بإشعال النيران في مدرعة أمام الحرم الجامعي بمدينة المنيا، ورشق القوات بالحجارة والمولوتوف وعثر بحوزتهم على زجاجات مولوتوف.وقال مصر أمني إنه نسب للمتهمين حرق "لوري شرطة" تابعة لإدارة الترحيلات، وقيامهم بأعمال شغب

صور حريق مشروع توسعة الحرم المكي الشريف

صور حريق مشروع توسعة الحرم المكي الشريف
اخبار السعوديه اخبار عاجله 2024

2014, صور, حريق, مشروع, توسعة, الحرم, المكي, الشريف

صور حريق مشروع توسعة الحرم المكي الشريف

خليجية
صور حريق الحرم, صور حريق مكة, صور حريق التوسعة 2024

الجمعة, 3 القعدة 1445 هـ – 29 اغسطس 2024
نجحت فرق الدفاع المدني من إخماد حريق ضخم اندلع بعد ظهر اليوم الجمعة في إحدى مشاريع توسعة الحرم المكي، نتج عنه إصابة ستة أشخاص.

وقال الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة العقيد سعيد سرحان في بيان صحافي " أنه ورد لغرفة عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة في تمام الساعة 13:52من بعد ظهر اليوم الجمعة بلاغ عن حادث حريق بمشروع توسعة الحرم المكي الشريف".

وأضاف " تم على الفور تحريك فرق الإطفاء والإنقاذ تدعمها صهاريج المياه وسيارتي السنوركل والسلالم مع تمرير البلاغ للجهات المعنية ، ومع وصول الفرق لموقع الحادث اتضح ان الحريق نشب في شدات خشبية محمولة على سقالات معدنية تابعه لمبنى خدمات تحت الإنشاء يقع ضمن امتداد مشروع الطريق الدائري الأول الواقع بمنطقة الغزه والمكون من ثلاثة ادوار ، كان الاشتعال في الشدات الخشبية لسقف الدور الثالث ضمن أبعاد تقدر بحوالي 60 * 80 م عملت فرق الإنقاذ على إخلاء منطقة الحادث بينما عمدت فرق الإطفاء على مكافحة الحريق من ثلاث اتجاهات الشمالية والغربية والشرقية عن طريق الفروع مستخدمة مادة الرغاوي كما استخدمت سيارة السلالم في عمليات الإطفاء".

وأضاف " ومع عمليات الإطفاء ولطبيعة المادة المحترقة تزايد ارتفاع سحب الدخان في المنطقة، نتج عن الحادث ست إصابات تم إسعافهم ونقلهم عن طريق الهلال الأحمر وإسعاف الدفاع المدني إلى المستشفى ".

1400 سماعة في التوسعة السعودية لضبط الصوت في الحرم

1400 سماعة في التوسعة السعودية لضبط الصوت في الحرم

خليجية
تتضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام (1400) سماعة مدعومة بـ(800) سماعة إلكترونية لتوجيه وضبط الصوت إلكترونيا، وتتم تغطية أدوار المطاف المعلق بـ(142) سماعة إلكترونية لضمان التوافق وعدم تداخل الصوت.وتعمل إدارة التشغيل بالمسجد الحرام ضمن منظومة الإدارات الفنية والخدمية العاملة في المسجد الحرام لتقديم أفضل الخدمات لزوار بيت الله الحرام، من خلال إشرافها على تشغيل وصيانة الأنظمة الكهربائية

خطبة الحرم النبوي 4 / 8 / 1445هـ د.حسين آل الشيخ

خطبة الحرم النبوي 4 / 8 / 1436هـ (الطريق إلى النصر والتمكين) د.حسين آل الشيخ

خطبة الحرم النبوي 4 / 8 / 1445هـ (الطريق إلى النصر والتمكين) د.حسين آل الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الطريق إلى النصر والتمكين

ألقى فضيلة الشيخ د.حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ – حفظه الله – خطبتي الجمعة بعنوان: "الطريق إلى النصر والتمكين"، حيث تحدَّث عن الحال الذى تُعاني منه أمة الإسلام في الآونة المتأخرة، مُذكِّرًا بوصيَّة النبي – صلى الله عليه وسلم – لابن عباسٍ – رضي الله عنهما -، مُستنبِطًا بعضَ ما فيها من الفوائد، كما طرحَ من خلالها الحلولَ للخروج من هذه الأزمات.

https://www.youtube.com/watch?v=oQnym8FXmVM

الخطبة الأولى

الحمد لله وليِّ الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله الحقُّ المُبين، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه سيِّدُ الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وأصحابِه أجمعين.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله – جل وعلا -؛ فهي أصلُ الصلاح والنجاح، وأساسُ الفوز والفلاح.
معاشر المسلمين:
يُعانِي المُسلِمون في الوقت الراهِن أنواعًا من التحديَّات المُتنوِّعة، والفتن المُدلهِمَّة، والمِحَن المُستعصِية، والعُقلاءُ يتطلَّعون إلى رُؤيةٍ مُستقبليَّةٍ تُنقِذُ الأمةَ مما هي فيه، وقد أدلَى المُثقَّفون، برُؤيتهم، والساسَةُ بحُلولهم، والكُتَّابُ بنظراتهم.
تعدَّدت التحليلات للأسباب، وتنوَّعَت النظراتُ للمخارِج والحُلول، وقد آنَ الأوانُ للأمة جميعًا شعوبًا وأفرادًا وحُكَّامًا ومحكومين، أن يستيقِظوا من سُباتهم، وأن يعُودُوا لمصدر قوَّتهم، وأساس صلاحِهم، وأصلِ صلاحِهم، بعدما جرَّبوا حِزمًا من التجارب المُعتمِدة على السياسة البشريَّة والأفكار المُستورَدة، والتي لم تجُرّ إلا خِزيًا وذُلاًّ وهوانًا وضعفًا، وتأخُّرًا ودمارًا وتفرُّقًا وتشرذُمًا.
لقد آنَ للمُسلمين أن يعُودُوا لمصدر عزِّهم، ومُعتمَد رُقيِّهم. آنَ لهم أن يستَجلُوا الحُلولَ الناجِحة لما حلَّ بهم، من مُنطلَقَات ثوابِت دينِهم، ومُرتكَزات عقيدتِهم.
إن الأمةَ لن تجِد الحُلولَ الناجِحةَ لأدوائِها، والمخارِج لأزماتِها ومُشكِلاتها إلا من فهمٍ صحيحٍ من كتاب الله – جل وعلا -، وسُنَّة نبيِّه محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -.
إخوة الإسلام:
اسمَعوا إلى وصيَّةٍ عظيمةٍ صدرَت من مُعلِّم البشريَّة، وسيِّد الخليقة نبيِّنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، وهو يُوجِّهُ للأمة وثيقةً خالِدةً تصلُحُ بها حياتُها، وتسعَدُ بها مُجتمعاتُها، وتزدهِرُ بتحقيقِها بُلدانُها. وصيَّةٌ يجبُ أن تكون نصبَ أعيُننا، وأن يكون تطبيقُها حاكِمَ تصرُّفاتنا، ومُوجِّه تحرُّكاتِنا، ومُصحِّح إراداتنا وتوجُّهاتنا.
وصيَّةٌ لا تنظرُ لتغليبِ مصلحةٍ قوميَّة، ولا تنطلِقُ من نَزعةٍ عِرقيَّة، أو نظرةٍ آنيَّة. وصيَّةٌ صدرَت ممن لا ينطِقُ عن الهوَى، إن هو إلا وحيٌ يُوحَى. وثيقةٌ مُحمديَّةٌ، ووصيَّةٌ نورانيَّةٌ تنهَضُ بالأمة للحياة المُزدهِرة المُثمِرة بالخير والعزَّة والصلاح والقوة والرُّقِيِّ والتقدُّم والاجتماع والوِئام، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].
نعم، حياةٌ وإحياءٌ شاملٌ للفرد والجماعة والنفوس. حياةٌ تُبنى على قوة الإيمان التي لا غِنى عنها في مُواجهة الأزمات، إحياءٌ يسيرُ بالأمة إلى النهضَة بأشمل وأدقِّ معانيها، وأخصِّ صُورها، مما يُحقِّق السعادة ومُعايشَة الأمن والسلام والخير والازدِهار والرُّقيِّ، في جميع مجالات الحياة.
أيها المسلمون:
إن العزَّة للمُسلمين في تحقيق هذه الوصيَّة مضمُون، والمجدَ في تنفيذ بنودِها مرهُون؛ قال الله – جل وعلا -: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف: 35].
الأفرادُ بدون تحقيق هذه الوصيَّة في ضياع، والمُجتمعات في البُعد عن مضامِينها إلى خرابٍ ودمار. وصيَّةٌ تربط المُسلم بالأصل مع اتصاله بمُنتجَات العصر. وثيقةٌ من محمدٍ – صلى الله عليه وسلم -، تحقيقُها هو الضامِنُ الأوحَد للتحديَّات التي تُواجِهُ الأمةَ الإسلاميَّة، وتستهدِفُ قِيَمَها ومُقدَّراتها وخصائِصَها.
قال عُمرُ – رضي الله عنه -: “إنما سبقتُم الناسَ بنُصرة هذا الدين”.
وحينئذٍ لنستمِع – يا رعاكم الله – إلى تلك الوصيَّة العظيمة، والوثيقة الخالِدة، سماعَ استِجابةٍ وتحقيق، واستِماع امتِثالٍ وانقِيادٍ بكل صِدقٍ وإخلاص.
قال ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -: كنتُ خلفَ النبي – صلى الله عليه وسلم – يومًا، فقال لي: «يا غُلام! إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظ الله يحفَظك، احفَظ الله تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلَم أن الأمة لو اجتمَعَت على أن ينفعُوك بشيءٍ لم ينفعُوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك، وإن اجتمَعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لن يضُرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجفَّت الصُّحُف»؛ رواه الترمذي، وقال: “حديثٌ حسنٌ صحيحٌ”، وهو حديثٌ صحيحٌ عند أعلام المُحدِّثين.
وفي رواية غير الترمذي: «احفَظ الله تجِده تُجاهَك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرِفك في الشدَّة، واعلَم أن ما أخطَأك لم يكُن ليُصيبَك، وأن ما أصابَك لم يكُن ليُخطِئَك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا».
قال بعضُ أهل العلم: “هذا الحديثُ يتضمُّن وصايا عظيمة، وقواعد من أهم أمور الدين”.
حتى قال بعضُهم: “تدبَّرتُ هذا الحديث فأدهَشَني وكِدتُ أن أطيش”.
فوا أسفَا من الجهل بهذا الحديث، وقلَّة التفهُّم لمعناه!

أيها المسلمون:
حِفظُ الله – جل وعلا – هو حِفظُ حدوده، والالتِزامُ بحقوقه، والوقوف عند أوامِره بالامتِثال، وعند مناهِيه بالاجتِناب، (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) [ق: 32، 33].
حِفظٌ يمنعُ الجوارِح من الزَّلَل، والحواسَّ عن الخلل؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «من يضمنُ لي ما بين لَحيَيه وما بين رِجلَيه أضمنُ له الجنة»؛ رواه البخاري.
حِفظٌ يضبِطُ الشهوات أن تميلَ بالمُجتمعات والأفراد إلى الضلال، أو أن تجنحَ بهم عن مبادئِ القيمِ وكريمِ الخِلال، (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
حِفظٌ يتضمَّنُ قيامَ الحاكم والمحكوم بما أوجبَه الله عليهم من رِعاية الحقوق، وأداء الأمانة، والوفاء بالعَهد.
حِفظٌ يتضمَّنُ لُزومَ تطبيق الناس للإسلام تطبيقًا شامِلاً لمجالات الحياة، دون هَوادَةٍ أو تأويلٍ أو هوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) [البقرة: 208].
معاشر المسلمين:
من حقَّق حِفظَ الله بالمعنى المتقدم تحقَّق له حفظُ الله ورعايتُه وعنايتُه، حِفظًا يشملُ دينه ودُنياه في جميع أقواله في حياته وبعد مماته.
حِفظٌ يُحقِّقُ له المصالحَ المُتعدِّدة بأنواعها، ويدفعُ عنه الأضرارَ والأخطارَ بشتَّى أشكالها، وقد أكَّد النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – ذلك المعنى في هذه الوصيَّة بقوله: «احفَظ الله تجِده تُجاهَك».
فمن حفِظَ حدودَ الله ورعَى حقوقَه أحاطَه الله بحِفظه، ومنَّ عليه بتوفيقِه وتسدِيده، وعادَ عليه بتأييده وإعانته، من الجماعات أو الأفراد، (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128].
قال قتادةُ: “من يتَقِ الله يكُن معه، ومن يكُن الله معه فمعه الفئةُ التي لا تُغلَب، والحارِسُ الذي لا ينام، والهادِي الذي لا يضِلّ”.
وكتبَ بعضُ السلَف إلى أخٍ له: “أما بعد: فإن كان الله معك، فمن تخاف؟ وإن كان عليك، فمن ترجُو؟”.
وهكذا ينبغي أن يكون لِسانُ حال المُجتمعات: إن كان الله معنا، فمن نخاف؟ وإن كان الله علينا، فمن نرجُو؟
إذًا يجبُ علينا أن نتدبَّر قولَه – جل وعلا -: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) [الذاريات: 50].
فِرُّوا إلى الله – جل وعلا – بطاعته، ولُزوم سُنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وسلم -.

معاشر المُسلمين:
إن الأمةَ على مُستوى آحادها ومُجتمعاتها، بمُختلَف مُستوياتها وتنوُّع مكانتها، متى حفِظَت شرعَ الله، واستسلَمَت لأمره في كل شأنٍ، وتخلَّصَت من أهواء النفوس وشهوات القلوب، وكانت أحوالُها السياسيةُ والاقتصاديةُ والاجتماعيةُ وغيرها، على مُقتضَى منهج الله – عز َّ شأنُه -، وسُنَّة نبيِّه – صلى الله عليه وسلم -، متى جعلَت الإسلام الصافي منهجًا كاملاً لحياتها، في كل أطوارها ومراحِلِها، وفي جميع علاقاتها وارتِباطاتها، وفي كل حركاتها وسكَناتها.
حينئذٍ يتحقَّق للأفراد، ويحصُلُ للمُجتمعات حِفظُ الله من كل المكارِه والمشاقِّ والأزمات والمِحَن التي تُعاني منها، ويحصُلُ لها عندئذٍ الأمنُ والاستِقرار، والعزُّ والانتِصار، ألم يقُل الله – جل وعلا – ووعدُه حقٌّ -: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
إن الأمةَ متى قادَت نفسَها بشرع الله – جل وعلا -، وسُنَّة رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، وسادَ ذلك توجُّهاتِها، وقادَ حركاتها حصل لها الأمنُ بكل مُقوِّماته، وشتَّى صوره؛ سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، لكن أين المُتدبِّرون، وأين هم المُتعقِّلون، وأين هم القارِئون لتاريخ أمة محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في القرون الماضِية.

معاشر المؤمنين:
إن الأمةَ متى وقع بها البلاءُ وقاسَت الابتلاء، وخافَت فطلبَت الأمن، وذلَّت فطلبَت العزَّة، وتخلَّفَت فطلبَت الاستخلاف والاستقرار، كما هي حالُها الآن؛ فلن تجِد لذلك سبيلاً حتى تقوم بشرط الله – جل وعلا – من القيامِ بحِفظِ الله بطاعته وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، والرِّضا التامِ بشريعةِ الإسلام، وتحقيقِ النهجِ المُرتضَى.

حينئذٍ يرتفعُ عنها الفسادُ والانحِدار، يزولُ عنها الخوفُ والقلقُ والاضطرابُ، ولن تقِفَ في طريقِها قوةٌ من قُوَى الأرض جميعًا مهما عظُمَت، وارجِعوا إلى سيرة الخلفاء الراشدين، وسيرة المسلمين في عهد أمثال عُمر بن عبد العزيز – رضي الله عنهم أجمعين -.
فالله – جل وعلا – يقول للأمة في أولها وآخرها: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 123، 124].

أمة الإسلام في كل مكان:
إن وعد الله قائِمٌ مهما اختلَفَت العصور، وتغيَّرَت الأحوال، متى قامَ الشرطُ المذكور. ولكن على المُسلمين جميعًا على الفرد قبل المُجتمع، على المحكُوم قبل الحاكِم، أن يرجِعوا إلى أنفُسهم، وأن يُفتِّشُوا في أوضاعِهم، وأن ينظُروا إلى حياتهم: هل هي على المُقتضَى المُرتضَى من منهج الله – جل وعلا -، ومنهج رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، وحينئذٍ العاقلُ تظهرُ له النتيجةُ في الجوابِ الصحيح.
ذكرَ ابن كثيرٍ – رحمه الله – في أحداثِ سنةِ ثلاثٍ وستين وأربعمائةٍ من الهجرة، قال: “أقبل ملكُ الرومِ في جحافلَ لا تُحصَى كأمثال الجبال، وأعدادٍ عظيمةٍ، وجمْعٍ هائِلٍ، ومن عزمِه أن يجْتَثَّ الإسلامَ وأهلَه، فالتقَى به سلطانُ المسلمين في جيشٍ وهُم قريبٌ من عشرين ألفًا.

وخافَ من كثرةِ المشركين، فأشار عليه الفقيهُ أبو نصرٍ محمدُ بن عبد الملك البخاري بأن يجعلَ وقتَ الواقعةِ يوم الجمعة بعد الزوال، حين يكونُ الخطباءُ يدعُون للمُجاهدين. فلما تواجَهَت الفئتان، نزلَ سُلطانُ المُسلمين عن فرسِه، وسجدَ لله – جل وعلا -، ودعا اللهَ واستنصَرَه، فأنزلَ الله نصرَه على المُسلمين، ومنحَهم أكتافَ المُشركين، وكان نصرًا مُؤزَّرًا”. اهـ كلامُه. والحمدُ لله أولاً وآخرًا.
وإلا فإذا كانت الأمةُ في نزاعٍ وتفرُّقٍ وتشرذُمٍ، ناهِيكَ عن بُعدهم عن منهج الله، عن تطبيق كتابِ الله، عن السَّير على سيرة سيِّد الأنبياء والمُرسَلين .. فأين النصرُ، وأين الفلاحُ، وأين الفوزُ، وأين الأمنُ؟!
يقول الله – جل وعلا -: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].
بارك الله لنا ولكم في الوحيَين، أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

أحمدُ ربي وأشكرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.

أيها المسلمون:
إن شهرَ شعبان شهرٌ يُغفَلُ فيه عن القُرُبات، فينبغي أن نقتَدي برسولِنا – صلى الله عليه وسلم -، فيما رواه أُسامةُ بن زيدٍ قال: قُلتُ: يا رسول الله! لم أرَك تصومُ شهرًا من الشهور ما تصومُ من شعبان، قال: «ذلك شهرٌ يغفَلُ عنه الناسُ بين رجبٍ ورمضان، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمال، فأُحبُّ أن يُرفَعَ لي عملٌ وأنا صائِم»؛ أخرجه النسائي بسندٍ حسنٍ.

وعن عائشة – رضي الله عنها وعن أبيها – قالت: “لم يكُن النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يصومُ شهرًا أكثر من شعبان؛ فإنه كان يصومُ شعبان كلَّه”؛ رواه البخاري.
وفي رواية مُسلم: “كان يصومُ شعبان إلا قليلاً”.
قد كان السلَف في هذا الشهر يُكثِرون فيه من تلاوة القرآن. قال أنس: “كان المُسلمون إذا دخلَ شعبان أكبُّوا على المصاحِف”.

قال سلَمةُ بن كُهيل: “كان يُقال: شهر شعبان شهر القرَّاء”.
وكان حبيبُ بن أبي ثابت إذا دخلَ شعبان قال: “هذا شهر القرَّاء”.
وكان عمرُو بن قيسٍ إذا دخلَ شعبان أغلقَ حانُوتَه، وتفرَّغ لقراءة القرآن.
أما تخصيصُ النصف منه بصومٍ وليلتها بقيامٍ، فلم يثبُت ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، كما ذكرَ ذلك غيرُ واحدٍ واحد من المُحقِّقين.

وما لم يثبُت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من القُرُبات، فعملُه بِدعةٌ مُنكرَةٌ لا يجوزُ للمُسلم أن يتعبَّد الله بها، فإن مما أضرَّ أمةَ الإسلام ما انتشرَ من البِدع التي لا يقومُ عليها دليلٌ من كتاب الله – جل وعلا -، ولا سُنَّةٌ من سُنن رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم -.
ثم إن اللهَ أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريم.

اللهم صلِّ على نبيِّنا محمدٍ، وآل نبيِّنا محمد، اللهم بارِك على نبيِّنا محمدٍ، وآل نبيِّنا محمد، اللهم ارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، اللهم ارضَ عن الصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّنا بطاعتِك، اللهم أعِزَّنا بطاعتِك، اللهم أعِزَّنا بطاعتِك، اللهم احفَظنا بحفظِك، اللهم احفَظنا بحفظِك، اللهم أيِدنا بتأييدك، اللهم أيِّد المُسلمين بتأييدك ورعايتِك وعنايتِك، اللهم احفَظهم بحفظِك، واكلأهم برعايتِك، في بحرك وجوِّك وبرِّك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم احفَظ بلادَ المسلمين من كل سُوءٍ ومكروه، اللهم احفَظ بلادَ الحرمين، واجعَلها آمنةً مُطمئنَّةً، وسائر بلاد المسلمين، اللهم احفَظ بلاد المسلمين، اللهم احفَظ بلاد المسلمين من مكر الماكرين، وخِدع المُخادِعين، اللهم احفَظ المسلمين، وصُن دماءَهم، واحقِن دماءَهم، وصُن أعراضَهم وأموالهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفِر للمسلمين والمسلِمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم احفَظ وليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تُحبُّ وترضى، اللهم اجعَل التوفيق حليفَه، اللهم اجعَل التوفيق حليفَه، اللهم أرهِب به أعداءَك، اللهم أرهِب به أعداءَك وأعداءَ المسلمين.
اللهم قوِّ شوكةَ المسلمين في كل مكان، اللهم قوِّ شوكةَ المسلمين في كل مكان، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم نفِّس كُرُباتهم، اللهم نفِّس كُرُباتهم، اللهم اشفِ مرضاهم، اللهم اشفِ مرضاهم، اللهم أصلِح أحوالهم، اللهم أنزِل عليهم نصرَك وتأييدَك ورعايتَك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم بارِك لنا في شعبان، اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، واجعَلنا ممن فازَ بالعِتقِ من النيران.

اللهم يا حيُّ يا قيُّوم، يا غنيُّ يا حميد، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِث قلوبَنا بطاعتِك، اللهم أغِث بلادَنا بالغيث النافِع، اللهم أغِث بلادَنا وبلادَ المسلمين، اللهم أغِث بلادَنا وبلادَ المسلمين، اللهم أغِث بلادَنا وبلادَ المسلمين.
عباد الله:
اذكروا الله ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

باب الملك عبدالله بالحرم الأضخم عالميا

باب الملك عبدالله بالحرم الأضخم عالميا

خليجية
شيد باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المسجد الحرام وفق الطراز المعماري الحديث وفنون الزخرفة الإسلامية، ويعتبر الأضخم والأعلى على مستوى مساجد العالم، ويعد المدخل الرئيسي للمسجد الحرام ضمن توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام والساحات الشمالية، ويعلو البوابة مئذنتان حديثتان.ويلفت انتباه الزوار أعمال الإنارة والمصابيح الزخرفية في الباب، وما تحتويه قاعاته الداخلية من مصليات نقشت