نادين البدير / ماذا يفعل جهاز المخابرات السعودي؟

نادين البدير / «الإخوان» . حتى في الحرم المكي

خطبة الحرم النبوي 8/ 10 / 1445هـ الشيخ صلاح البدير

خطبة الحرم النبوي 8/ 10 / 1436هـ (المداومة على الطاعات) الشيخ صلاح البدير

خطبة الحرم النبوي 8/ 10 / 1445هـ (المداومة على الطاعات) الشيخ صلاح البدير

بسم الله الرحمن الرحيم

المداومة على الطاعات

ألقى فضيلة الشيخ صلاح البدير – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "المداومة على الطاعات"، والتي تحدَّث فيها عن التذكير بالموت وقُربه من العباد، ووجوب العمل لما بعدَه من البرزخ والحساب، مُذكِّرًا بالمُداومة على الطاعات بعد رمضان، ثم حثَّ على صيام الست من شوال، مُنبِّهًا إلى بدعةٍ يقعُ فيها بعضُ المسلمين.

https://www.youtube.com/watch?v=ut2zb5suAtk

الخطبة الأولى

الحمد لله بارِئ النَّسَم، ومُحيِي الرِّمَم، ومُجزِل القِسَم، أحمدُه حمدًا يُوافِي ما تزايَدَ من النِّعَم، وأشكرُه على أولَى من الفضل والكرَم، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تعصِمُ من الزَّيغ وتدفعُ النِّقَم، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ رحمةً للعالمين من عُربٍ وعجَم، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً تبقَى، وسلامًا يَترَى.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

اتَّقوا الله فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

أيها المسلمون:
الدنيا متاعٌ يذهب، ومالٌ يُنهَب، ودارٌ تخرَب، وروحٌ تُسلَب، فطُوبَى لمن شدَّ مطيَّته بأكوار الرِّحال، وأدركَ فُسحةَ العمر قبل الارتِحال.

ما زالَ يلهَجُ بالرَّحيلِ وذِكرِه
حتى أناخَ ببابِه الجمَّالُ
فأصابَه مُستيقظًا مُتشمِّرًا
ذا أُهبةٍ لم تُلهِهِ الآمالُ
فيا من نسِي المآل ولجَّ في الضلال:
أدرِك حياتَك فالبقاءُ قصيرُ
والموتُ يهجُمُ بغتةً ويُغيرُ
ولئن مضيتَ لتنزِلنَّ بحُفرةٍ
وليسألنَّك مُنكرٌ ونكيرُ
ولتبكينَّ على الفواتِ بحُرقةٍ
إن الحسابَ على العُصاة عسيرُ
فالمُذنِبون إلى الشقاء مصيرُهم
من قصَّروا أخزاهم التقصيرُ

يا من أمسكَ عن المُفطِّرات في رمضان وراقبَ المعبودَا .. يا من قطَّع الليل تسبيحًا وتلاوةً وركوعًا وسجودًا .. يا من بذل المال تعبُّدًا وإحسانًا وكرمًا وجُودًا .. يا من جاهدَ النفسَ وصانَها عن الحَدور والهَبوطِ وعلا بها نُجودًا: لا تكُن ممن عملَ صالحًا ثم انقطع .. لا تكُن ممن أعطَى قليلاً ثم أكدَى وامتنَع .. لا تكُن ممن هجَر الذنبَ ثم رجَع.

يا من كنتَ إلى الخير ساعيًا .. وعن الشرِّ نائيًا .. وعلى الفقير حانيًا .. وللقرآن تاليًا .. ومن المساجِد دانيًا .. وفي الليل قائمًا وداعيًا .. مُصلِّيًا وخاشعًا وباكيًا: لا تعُد بعد رمضان عاصيًا .. وعلى العباد عاديًا .. وعن الفريضة ساهيًا.

وبئس العبد من يعبُد ربَّه في رمضان، ثم إذا خرجَ استثقلَ بالعبادة، وتسربلَ بالنُّقصان بعد الزيادة، وأطاعَ الشياطين والمرادَة.
يا عبد الله! لا تكُن ممن رجعَ على قفاه .. وخالفَ جهةَ ممشاه .. ونقضَ ما أحكمَت يداه .. وهدمَ ما شيَّده وبناه.

يا عبد الله! العزيمةَ العزيمةَ، والثباتَ الثبات؛ فمن رُزِق الصريمة والعزيمة أمَّته الخيراتُ والبركات، ومن مُنِح الثبات نحَته الفتوحُ والهِبات؛ لأن العزيمة تأمرُ بالأنفع، والثباتَ يحمِلُ على الأرفَع.

قال شدَّادُ بن أوسٍ – رضي الله عنه -: قال لي رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «يا شدَّاد بن أوس! إذا رأيتَ الناسَ قد اكتنَزوا الذهب والفضَّة، فاكنِز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألُك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرُّشد، وأسألُك مُوجِبات رحمتك، وعزائِم مغفرتِك، وأسألُك شُكر نعمتِك، وحُسن عبادتِك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خير ما تعلَم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفِرُك لما تعلَم، إنك أنت علاَّم الغيوب»؛ أخرجه أحمد والطبراني، واللفظُ له.

فامضِ بالثبات والعزيمة على حالتِك الجميلة، وطريقتِك المُستقيمة، وليكُن عملُك دِيمة؛ فعن علقمة قال: سألتُ أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -: قلتُ: يا أم المؤمنين! كيف كان عملُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ هل كان يخُصُّ شيئًا من الأيام؟! قالت: "لا، كان عملُه دِيمة، وأيُّكم يستطيعُ ما كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يستطيعُ؟!"؛ متفق عليه.

وإن أحبَّ العمل إلى الله تعالى أدوَمُه وإن قلَّ، والقليلُ الدائم ينمُو ويزكُو ويربُو، والكثيرُ الشاقُّ يُورِثُ السآمةَ والملال، والانقِطاع وترك الوِصال.
اللهم ارزُقنا الاستِقامة على الطاعات، والمُسارعةَ إلى الخيرات، والثبات على الحقِّ حتى الممات، يا سميعُ يا رحيمُ يا كريمُ يا مُجيبَ الدعوات.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي شرَّفَنا بالكتاب والسنَّة، وجعلَنا من خير أمَّة، أحمدُه على نعمه الجمَّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تكون لمن اعتصمَ بها خيرَ عصمة، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه أرسلَه ربُّه للعالمين رحمة، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً وسلامًا دائمَين مُمتدَّين مُتلازمَين إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:

اتقوا الله وراقِبوه، وأطيعُوه ولا تعصُوه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
أيها المسلمون:

صيامُ الستِّ من شوال سُنَّةٌ ثابتةٌ في أصحِّ الأقوال، دلَّ عليها الدليلُ الذي قرَّر أهلُ الجلالة في الرواية اعتمادَه، وصحَّحوا إسنادَه؛ فعن أبي أيوب الأنصاريِّ – رضي الله عنه -، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من صامَ رمضانَ ثم أتبعَه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر»؛ أخرجه مسلم.
وعن ثوبان – رضي الله عنه -، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من صامَ ستَّة أيامٍ بعد الفِطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشرُ أمثالها»؛ أخرجه أحمد وابن ماجه.

وفي صيام الستِّ من شوالِ
فضيلةٌ عند أُولِي الإجلالِ

وصيامُها عقيبَ العيد من المُسارَعة إلى الخير، والمُبادَرة إلى العبادة.
وتحصُلُ فضيلتُها بصومها مُتتابعةً أو مُتفرِّقة، في أول الشهر أو آخره، ولا يصحُّ صيامُها بنيَّة التشريك بينها وبين قضاء الفائِت من رمضان؛ فمن فعلَ ذلك لم يسقُط بها القضاء.
ويحرُم اتخاذُ ثامن شوالٍ عيدًا، يُصنَعُ فيه طعامٌ كطعام العيد، ويُهنَّأُ فيه بتهنئة العيد، ويُسمِّيه بعضُ العوام عيد الأبرار، ويقولُ من أكملَ صيامَ الستِّ: هذا عيدي! فمن فعلَ شيئًا من ذلك فقد ابتدعَ في الدين، وخالفَ نهجَ السلَف الصالحين.

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: "وأما ثامنُ شوال فليس عيدًا، لا للأبرار ولا للفُجَّار، ولا يجوزُ لأحدٍ أن يعتقِده عيدًا، ولا يُحدِث فيه شيئًا من شعائر الأعياد".

وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛ فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا وسيِّدنا محمدٍ بشير الرحمةِ والثواب، ونذيرِ السَّطوة والعقاب، الشَّافِع المُشفَّع يوم الحساب، وارضَ اللهم عن جميع الآلِ والأصحاب، وعنَّا معهم يا كريمُ يا وهَّاب.
اللهم أعزَّ الإسلام وانصُر المُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر جنودَنا المُرابطين على القوم المُعتدين يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تُحبُّ وترضَى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه ونائِبَيه لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين يا رب العالمين.
اللهم مُنَّ على جميع أوطان المُسلمين بالأمن والرخاء والاستِقرار يا رب العالمين.

اللهم ارفع عنَّا وعن بلاد المُسلمين الفتنَ والشُّرور، والمِحَن والحروب والنِّزاعات والصِّراعات يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وانصُرنا على من عادانا يا رب العالمين.
اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا، ونداءَنا مرفوعًا يا سميعُ يا قريبُ يا مُجيبُ.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

الشيخ البدير يحذر مدمني الذنوب والإجرام من الغفلة 2024

صور اخبار تفاصيل الشيخ البدير يحذر مدمني الذنوب والإجرام من الغفلة 2012 فيديو

المدينة المنورة-الوئام:أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله مبينا أن تقوى الله هي أفضل مكتسب وأن طاعته أعلى نسب .وقال فضيلته خلال خطبة الجمعة اليوم :” إن الدني…

لمشاهدة الخبر كامل اضغط على الرابط التالي

اضغط هنا

للمزيد من الاخبار

اخبار الجزيرة نت الاخبار كلها مقدمة من موقع الجزيرة نت , أخبار , الجزيرة , أحداث , عاجل , حصري

المداومة على الطاعات الشيخ صلاح البدير

المداومة على الطاعات (خطبتي الجمعة 8 شوال 1436هـ من المسجد النبوي) الشيخ صلاح البدير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*************************
المداومة على الطاعات
خطبتي الجمعة 8 شوال 1436هـ | 24-7-2015 من المسجد النبوي
لفضيلة الشيخ د.صلاح بن محمد البدير – حفظه الله –
إمام وخطيب المسجد النبوي
***********************
ألقى
فضيلة الشيخ د.صلاح بن محمد البدير – حفظه الله – خطبتي الجمعة بعنوان: "المداومة على الطاعات"، حيث تحدَّث عن التذكير بالموت وقُربه من العباد، ووجوب العمل لما بعدَه من البرزخ والحساب، مُذكِّرًا بالمُداومة على الطاعات بعد رمضان، ثم حثَّ على صيام الست من شوال، مُنبِّهًا إلى بدعةٍ يقعُ فيها بعضُ المسلمين.

التحميل
رابط صوت MP3

خليجية

خطبة الحرم النبوي 12 / 7 / 1445هـ الشيخ صلاح البدير

خطبة الحرم النبوي 12 / 7 / 1436هـ (التوبة إلى الله تعالى) الشيخ صلاح البدير

خطبة الحرم النبوي 12 / 7 / 1445هـ (التوبة إلى الله تعالى) الشيخ صلاح البدير

بسم الله الرحمن الرحيم

التوبة إلى الله تعالى

ألقى فضيلة الشيخ صلاح البدير – حفظه الله خطبة الجمعة بعنوان: "التوبة إلى الله تعالى"، والتي تحدَّث فيها عن التوبة والعودة إلى الله تعالى، حاضًّا جميع المسلمين بالإقبال على مولاهم، بكلماتٍ رقيقةٍ عذبةٍ، مُستشهِدًا بآياتٍ من كتاب الله، وأحاديث رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم -، وأشعار الزهد والرقائِق.

https://www.youtube.com/watch?v=OGqz9G-JO0E

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله لا أبغِي به بدلاً، حمدًا يُبلِّغُ من رَضوانِه الأملا.
وبعدُ:
إني باليقين أشهَد شهادةَ *** الإخلاصِ ألا يُعبَد
بالحقِّ مألوهٌ سِوَى الرحمنِ ***من جلَّ عن عيبٍ وعن نُقصانِ
وأنَّ خيرَ خلقِه مُحمَّدا *** من جاءنا بالبيِّناتِ والهُدى
صلَّى عليه ربُّنا ومجَّدَا *** والآلِ والصحبِ دوامًا سرمدًا
يا ربِّ فاجمَعنا معًا ونبيَّنا *** في جنةٍ تُثنِي عيونَ الحُسَّدِ
في جنَّةِ الفردوسِ فاكتُبها لنا *** يا ذا الجلال وذا العُلا والسُّؤدَدِ

أيها المسلمون:
اتَّقوا ربَّكم؛ فقد فازَ المُتَّقي، وخسِر المُسرِف الشَّقِي.
وعلى التقِيِّ إذا ترسَّخَ في التُّقَى تاجانِ: تاجُ سكينةٍ وجلالِ..
وإذا تناسَبَت الرِّجالُ فلا أرَى نسَبًا يكونُ كصالحِ الأعمالِ..
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

يا عبد الله:
اعتبِر بمن مضَى، واخشَ مُفاجَئة القضَا، واحذَر نارَ لظَى
وابكِ على ذنبٍ وقلبٍ قد قسَا كالصخرِ من هواهُ لم يستفِقِ
وكُن خميصَ البطنِ من زادِ الرِّبا وخمرةَ التقوَى اصطبِح واغتبِقِ

ولا تُنقِّص أحدًا فكلُّنا من رجُلٍ وأصلُنا من علَقِ
والخُلدُ قد مزَّق أقوامَ سبَا وهدَّ سدًّا مُحكمَ التأنُّقِ
يا نفسُ تُوبِي لم تُخلَقِي عبَثًا ..
يا نفسُ تُوبي قبل أن تُطيلِي تحت الثَّرى اللَّبَثَا ..
يا نفسُ تُوبي قبل أن تسكُني راغِمةً جدَثًا.

أيا نفسُ بالمأثور عن خيرِ مُرسَلٍ وأصحابِه والتابعين تمسَّكِي
وخافِي غدًا يوم الحسابِ جهنَّمًا إذا لفَحَت نيرانُها أن تمسَّكِي

يا من عصا مولاه .. يا من أصمَّه الهوى وأعماه .. يا من قدَّم دُنياه على أُخراه .. يا من كثُرت خطاياه .. يا من أضاعَ الصلاة .. يا من منَعَ حقَّ الله والزكاة .. يا من جمعَ المالَ وأوعَاه وأوكَاه .. يا من كان ظُلمُ الناس سَلوَاه، وإيذاؤهم عادتَه وسِيمَاه.

حتَّامَ وأنت في اللهوِ سادِر .. حتَّامَ لا ترعوِي وأنت راحِلٌ عن الدنيا ومُغادِر .. فبادِر بالتوبةِ بادِر .. بادِر عُمرًا دارِسًا، وموتًا خالِسًا، ومرضًا حابِسًا، وهرمًا لابِسًا.

يا من يقولُ: أتوبُ غدًا .. كيف تتوبُ غدًا وغدًا لا تملِكُه؟! وغدًا ربما لا تُدرِكُه؟
قدِّم لنفسِك توبةً مرجُوَّةً قبل المماتِ وقبل حبسَ الألسُنِ
بادِر بها غلقَ النفوسِ فإنها ذُخرٌ وغُنمٌ للمُنيبِ المُحسِنِ

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) [التحريم: 8]، توبةً تكُفُّكم عن الدناءات، وتحجِزُكم عن الخطايا والسيئات، وتحمِلُكم على أداء الفرائِض والواجِبات، وتدفعُكم إلى التدارُكِ وقضاءِ ما فات.

ومن أساءَ إلى مُسلمٍ، أو ظلمَه، أو لطمَه، أو شتَمَه، أو أكلَ مالَه وهضمَه، أو منعَه حقَّه وحرَمَه، فليأتِه مُستعفِيًا مُتذلِّلاً نادِمًا؛ فإما عفَا وإما استوفَى؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "من كانت له مظلَمةٌ لأخيه من عِرضِه أو شيءٍ، فليتحلَّله من اليوم قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهَم، إن كان له عملٌ صالحٌ أُخِذ منه بقدر مظلَمته، وإن لم يكن له حسنات أُخِذ من سيئات صاحبِه فحُمِل عليه" (أخرجه البخاري).

فيا فوزَ من تدارَك أمرَه ما دامَ في مُكنَته، وبادَر بالتوبة قبل حُلُول ساعتِه، وعمِل في دُنياه ما ينفعُه في آخرتِه، وماتَ على التسع صفاتِ الجميلة، والخِلال الجَليلة، الوارِدة في الآية الكريمة من سورة التوبة العظيمة: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [التوبة: 112].

جعلَني الله وإياكم ممن تابَ وأناب، وفازَ بحُسن الثواب، وأُدخِل الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ. أقولُ ما تسمَعون، وأستغفِرُ الله فاستغفِرُوه، إنه كان للأوابين غفورًا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ساقَ إلينا الخيرات والأرزاقا، ولم يكِلنا إلى سِواه إطلاقًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعدَّ الجنةَ للمتقين والنارَ للطاغين جزاءً وِفاقًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه نصحَ الأمةَ محبَّةً ورحمةً ورأفةً وخشيةً وإشفاقًا، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابِه الذين بادَروا إلى الخيرات أسباقًا.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

أيها المسلمون:
إنكم تعيشُون في بلدٍ طاهر، وأمنٍ ظاهر، ورزقٍ وافِر، تحت ولايةٍ مؤمنة، تدينُ بالحُكم لكتاب الله وسُنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، ودولةٍ قامَت على أساسٍ متينٍ من الدين والتوحيد، والإيمان والسُّنَّة والشريعة، والوحدة واللُّحمة، والحِكمة والقوَّة.

فاحمَدوا الله على هذه النعمة العظيمة، والمنَّة الجَسيمة، بمُلازمة طاعتِه، والحذَر من معصيتِه.

وصُونوا بلدَكم وأمنَكم ولُحمتَكم من السُّفهاء العابِثين، والخوارِج المارِقين، وأربابِ الفتنةِ الضالِّين، الذين يسعَون إلى نشر الفوضَى في ديارِكم، وزعزَعَة الأمنِ والاستِقرار في رُبُوعِكم.

ونمُدُّ أيديَنا لقائِدنا وإمامِنا ووليِّ أمرنا خادمِ الحرمين الشريفين: الملكِ سلمان بن عبد العزيز، رجُل الحزم والحسم والعزم، ونقولُ: نحن على العهد والوفاء، والولاء والانتِماء، ونحن العُدَّة وقت الشدَّة، ونحن الفِداء لأمن بلادنا ووطنِنا: المملكة العربية السعودية.
ونُبارِك الإنجازات الأمنية في تتبُّع الفئة الضالَّة، ونُبارِك الأوامِر الملكيَّة التي تهدِفُ إلى توطيد الحُكم وإرسائِه، وتثبيتِ بُنيانه وأركانِه.

ونُبايِعُ صاحبَ السُّمُوِّ الملكيِّ: الأميرَ محمدَ بن نايِف بن عبد العزيز وليًّا للعهد.
ونُبايِعُ صاحبَ السُّمُوِّ الملكيِّ: الأميرَ محمدَ بن سلمان بن عبد العزيز وليًّا لوليِّ العهد. واللهَ نسألُ أن يمُدَّهما بالعون والتوفيق والتسديد.

أيها الأبطالُ المساعِير، والأمجادُ المغاوير .. أيها الجُندُ المُوحِّدون .. المُرابِطون على حُدود مملكتِنا الحبيبة: أنتُم فخرُنا وعزُّنا، وحِصنُنا ودرعُنا. هنيئًا لكم شرفُ الدنيا وثوابُ الآخرة.

فعن سلمان – رضي الله عنه -، قال: سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "رِباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شهرٍ وقيامِه، وإن ماتَ جرَى عليه عملُه الذي كان يعملُه، وأُجرِيَ عليه رِزقُه، وأمِنَ الفتَّان" (أخرجه مسلم).

وعن ابن عباسٍ – رضي الله عنها -، قال: سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "عينانِ لا تمسُّهما النار: عينٌ بكَت من خشيةِ الله، وعينٌ باتَت تحرُسُ في سبيلِ الله" (أخرجه الترمذي).

اللهم احفَظ علينا أمنَنا ووحدتَنا، واستِقرارَنا يا رب العالمين.
اللهم احفَظ جنودَنا المُرابِطين على الثُّغور، اللهم احفَظ جنودَنا المُرابِطين على الثُّغور، اللهم قوِّ عزائِمَهم، وسدِّد سِهامَهم، واكبِت أعداءَهم، وانصُرهم على القومِ المُجرمين، اللهم تقبَّل قتلاهم في الشهداء، واشفِ جرحاهم يا سميع الدعاء.

اللهم من أرادَنا وبلادَنا وبلادَ المسلمين بسُوءٍ، اللهم فأشغِله بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نحرِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا رب العالمين، اللهم اقتُله بسلاحِه، وأحرِقه بناره يا رب العالمين، اللهم اكشِف سِرَّه، واهتِك سِترَه، وأبطِل مكرَه، واكفِ المسلمين شرَّه، واجعَله عبرةً يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تُحبُّ وترضَى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهد ووليَّ وليِّ عهده لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين يا رب العالمين.

اللهم انصُر جُندَ أهل التوحيد، اللهم انصُر جُندَ أهل التوحيد على جُند أهل الشرك والوثنيَّة والتنديد يا رب العالمين.

اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا يا رب العالمين.
اللهم انصُر أهلَنا في فلسطين على اليهود الغاصِبين يا رب العالمين.

اللهم انصُر أهلَنا في الشام، اللهم انصُر أهلَنا في الشام، اللهم انصُر أهلَنا في الشام يا رب العالمين، اللهم حقِّق الأمنَ لأهلنا في اليمَن يا رب العالمين، عاجِلاً غيرَ آجِلٍ يا كريم.

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا وسيِّدنا محمدٍ بشير الرحمة والثواب، ونذير السَّطوة والعقاب، الشافعِ المُشفَّع يوم الحساب، وعلى جميع الآل والأصحاب.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

نادين البدير / تهنئة محدودة

نادين البدير / لماذا تؤوي بريطانيا الإرهاب؟

خطبة الحرم النبوي 18 / 8 / 1445هـ الشيخ صلاح البدير

خطبة الحرم النبوي 18 / 8 / 1436هـ (ولتستبين سبيل المجرمين) الشيخ صلاح البدير

خطبة الحرم النبوي 18 / 8 / 1445هـ (ولتستبين سبيل المجرمين) الشيخ صلاح البدير

بسم الله الرحمن الرحيم

ولتستبين سبيل المجرمين

ألقى فضيلة الشيخ صلاح البدير حفظه الله خطبة الجمعة بعنوان ولتستبين سبيلُ المُجرمين والتي تحدَّث فيها عن منهج الحقِّ منهج السلَف الصالِح والذي قامَت عليه المملكة وطنُ الإسلام مُبيِّنًا خُطورةَ مُخالفة هذا المنهَج واتباع الأهواء والبِدع كما حذَّر فضيلتُه شبابَ الأمة من الاغتِرار بهذه الجماعة المارِقة مُوجِّهًا تنبيهاته إلى أوليائِهم وذوِيهم بحُسن رعايتهم وتعليمِهم النَّهج السويَّ والابتِعاد بهم عن الانحراف والتطرُّف

https://www.youtube.com/watch?v=mV5VaWPPc2o

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله الذي جعلَ للإسلام صُوًى ومنارًا، وأحكامًا تفيضُ رحمةً وحكمةً وأنوارًا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةً أوضحَت لنا السبيلَ فأبصرنا بها إبصارًا، وانتصَرنا بها انتِصارًا، والكافِرون في ظلمات كُفرهم أُسارَى.

وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شهادةَ حقٍّ أقرَرنا بها إقرارًا، وفرَّ الجاحِدون منها فِرارًا، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، صلاةً تُسفِرُ لنا إسفارًا، وتُبعِدُ عنَّا الأحزانَ والأكدارا، وننالُ بها الشفاعةَ والجِوارا.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:
فازَ من يتَّبِعُ ويتَّقي، ومن الكتاب والسنَّة يستَقِي، (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام: 155].

وعن العِرباضِ بن سارِيةَ – رضي الله عنه -، قال: قامَ فينا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ذاتَ يومٍ فوعظَنا موعِظةً بليغةً وجِلَت منها القلوبُ، وذرَفَت منها العيونُ. فقيل: يا رسول الله! وعَظتَنا موعظةَ مُودِّعٍ، فاعهَد إلينا بعهدٍ، فقال: "عليكم بتقوَى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدًا حبشيًّا، وسترَون اختلافًا شديدًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين، عضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم والأمورَ المُحدثات؛ فإن كل بدعةٍ ضلالة" (أخرجه أحمد، وأبو داود).

أيها المسلمون:
اذكُروا نعمةَ الله عليكم إذ كنتُم في تفرُّقٍ وشَتات، وضغائِن وعداوات، وحروبٍ وغارات. فهداكم بعد ميلَة، وأغنَاكم بعد عَيلة، وجمعَكم في دولة، هي المملكة العربية السعودية، وطنُ الإسلام ودوحةُ السلام، ووطنٌ وحَّد الآباءُ والأسلافُ، بعد التفرُّق والتمزُّق والاختلاف، وحياة الخوف والجُوع والجَفاف، والسِّنين المُضنِيَة العِجاف.

لن يسمَح وُلاتُه وبُناتُه، وأبناؤُه وبناتُه، وجُنودُه وحُماتُه لخائنٍ عِبِّيث، ومارِقٍ خبيث أن يجعلَه ساحةً للثَّارات العمياء، والصِّراعات الهَوجاء، ومسرحًا لعبَثِ الغَوغَاء والسُّفهَاء، ولن يُسمَح لمارِقٍ مُفارِقٍ اعتقَدَ باطِلاً ونُكرًا، وتبنَّى منهجًا فاسِدًا وفِكرًا، وخطَّط شرًّا ومكرًا، أن يهدِم البناءَ المعمُور، أو يُنجِّس الماءَ الطَّهور، أو ينشُر الفوضَى والشُّرور.

والمملكة العربية السعودية وطنُ الإسلام، بدمائِنا نحمِيه، وبأرواحِنا نفدِيه، وبنُحورِنا نُواجِهُ من يُعادِيه، ومهما قِيلَ وقِيلَ من الأكاذِيب والأباطِيل، فهذه عقيدتُنا عن سلَفنا تلقَّيناها، ولأولادِنا أدَّيناها، كلمةً باقيةً في الأجيال والأعقاب، على مرِّ السِّنين والأحقاب، ولا نقبلُ في ذلك عذلاً ولا ملامًا، ولا جِدالاً ولا كلامًا.

ونبرأُ من الفِكر الشاذِّ النادِّ، الذي يقومُ على تجنِيدِ الصِّغار، وتحريضِ الأغرار، والزَّجِّ بهم في حروب الفتنة وساحات القتال، ودُروب التفجير والانتِحار.

وقد ظهرَ خُبثُ هذه الشِّرذَمة النابِتة، التي خالفَت السُّنَن الثابِتة. فكم فجَعُوا من قبيلةٍ وأُسرة، وجعَلُوها تعيشُ أسًى وحسرة؟!

يا من يسيرُ في فلاةٍ غَطشاء، بعينٍ عمشاء .. يا من يقطعُ أرضًا يَهماء، بلا زادٍ ولا ماء .. أقصِر وأبصِر، وانظُر واعتبِر. فكم من نفسٍ نديَّة، ورُوحٍ زكيَّة، وقعَت بحُسن نيَّة أسيرةً لتنظيماتٍ سريَّة، وجماعاتٍ إرهابيَّة، وعاشَت معهَا في بليَّة، ثم صارَت لها ضحيَّة!!

يا من سلَكتَ منهجَ الزَّلَق، وتبِعتَ الأحزابَ والفِرَق، وهي أخربُ من جوفِ حِمارٍ خَلَق، اعتِزِل تلك الفِرَق، اعتِزِل تلك الفِرَق، اعتِزِل تلك الفِرَق التي صمَّت عن الحق أسماعَها، وأضاعَت أتباعَها، وأهلكَت أشياعَها، وقرَّرَت الانفِصال، وباشَرَت الاعتِزال، وسكَنَت رُؤوسَ الجبال، وواصَلَت الخروجَ والقِتال سِنين طِوال. فماذا أثمرَت، وماذا حقَّقت؟!

لم تُحقِّق إلا دولةَ السَّراب، ولم تُقدِّم إلا خلافةَ المُفترِي الكذَّاب، ولم تُثمِر إلا الفوضَى والعبَثَ والخراب، ولم تصنَع إلا ثقافةَ القتل والتكفير والإرهاب.

وأرضُ الإسلام ساحتُهم التي فيها يعبَثُون ويُخرِّبون، ويُفجِّرون ويقتُلون، ويذبَحُون ويُحرِّقون، وهم على الإسلام يفتَرون، ومن الحقِّ ينفِرون، ومن العلماء يفِرُّون، ولمن خالفَهم يُكفِّرون.

فشاهَت الوجوه، ورغِمَت تلك المعاطِس، التي تتلاعَبُ بنُصوص الكتاب والسنَّة، وتُوظِّفُها لخدمةِ ما ترُومُ من الفتنة، حتى جلَبُوا على الأمة من المخازِي والمفاسِد ما يُفرِحُ العدوَّ الحاسِد، ودفعُوا من المرابِح والمصالِح ما يرُومُه كلُّ عاقلٍ وصالِح، ووجدَ العدُوُّ فيهم بُغيتَه، وجعلَهم حربتَه التي يُصوِّبونها في نحر من شاء.

يا من يرجُو لنفسِه النجاة .. احذَر فريقَهم، وجانِب طريقَهم، ولا تكُن يومًا رفيقَهم، ولا تستفتِ فقيهَهم، فلا للفقهِ عرفوا، ولا من العلم اغترَفُوا، ولكن ضلُّوا وزاغُوا وانحرَفُوا.

وما هذه التفجيراتُ الأخيرةُ إلا مُحاولةً يائِسةً لجرِّ بلادِنا إلى فتنةٍ طائفيَّة، وحربٍ أهليَّةٍ وفوضًى أمنيَّة. ولكن هيهات هيهات! فشعبُ المملكة العربية السعودية على وعيٍ بأهدافِ هذه المُؤامرة الدَّنيئة، التي ستتحطَّمُ خُططُها وأهدافُها بحولِ الله وقوَّته أمام تلاحُم شعبِنا، وعزمِ وُلاتِنا، ونُصحِ علمائِنا، وقوَّةِ أمنِنا، وصحوَة جُندِنا.

أيها الشابُّ الطرير! إياك أن تُستجرَّ وتُخدَع، إياك أن تُصغِيَ للفتَّان وتسمَع، إياك أن تُسلَبَ من أهلِك ووطنِك وتُنزَع.

يا شبابَ الإسلام! انظُروا أنفسَكم فلا تُهلِكُوها، ودماءَ المُسلمين فلا تسفِكُوها، والفتنةَ فلا تبعَثُوها، والبيعَةَ فلا تنكُثُوها، والجماعةَ فلا تُفرِّقُوها، وبلادَكم فلا تُحارِبُوها.

ولا يأخُذُ بالخِطام، ويحرُثُ النارَ بالسِّطام، ويُبرِمُ الأمورَ العِظام من لم يبلُغ الفِطام. ومن رامَ الخروجَ عن سُلطان الدولَة وظلِّها، ونظامِها ودائِرَتها إلى الافتِيات عليها، والعمل لحسابِ قُوًى خارجيَّة، فقد رامَ سُخفًا ووهمًا، وأصابَ حدًّا وجُرمًا، وسيُلاقِي قضاءً شرعيًّا يردَعُه، وحُكمًا قويًّا يمنَعُه، وتعزيرًا بليغًا يقمَعُه.

أيها الآباء والأولياء! خُذوا العبرةَ والعِظَة، وكُونوا الرُّعاةَ الحفَظَة، وأديمُوا الحذَرَ واليقَظَة، وحاذِرُوا المُتسلِّل الخطَّاف، الذي حامَ حولَ بيوتِكم وطافَ. حاذِروا الخدَّاع المكَّار الذي يصنعُ الأوكار، ويُسمِّمُ الأفكار، ويُغرِّرُ بالصِّغار، ويخطَفُ الأغرار. ومتى أيفعَ الغُلام، وشارَفَ الاحتِلام، وجبَ إعطاؤُه مزيدًا من الرعاية والاهتِمام.

وولدُك لك، ما تألَّفتَه وصاحبتَه ولايَنتَه، وبالحبِّ غمَرتَه، وبالعطاءِ وصَلتَه، وبالشَّفَقَة نصَحتَه، وهو لعدُوِّك ما صغَّرتَه وحقَّرتَه وأهَنتَه وأبعَدتَه. فكُن لحديثِه مُستمِعًا، ولكلامِه مُنصِتًا، وعلِّمه إذا أتاك مُستفهِمًا، وقابِله حين يقصِدُك مُستعلِمًا، وأفِض عليه من تجاربِك حين يأتيكَ مُستلهِمًا.
ولا تكُن ممن إذا سُئِل طاشا، وصدَّرَ الإبلِ عِطاشا .. ولا تكُن كالرِّيح العاصِفة، والزَّلزلَة الراجِفة، تتحطَّم غضبًا، وتتوقَّدُ لهبًا، وكلمةُ الحبِّ أصفَى، وحديثُ الحكمة أشفَى، وحوارُ العقل أوفَى.

اللهم ألهِمنا فصلَ الخِطاب، وفهمَ الصواب، وحُسن الجواب، وارزُقنا الصبرَ والاحتِساب، وعظيمَ الأجر والثواب، يا كريمُ يا عظيمُ يا وهَّاب.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا يُوافِي عطاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُبلِّغُنا رِضاه، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه فازَ من تبِعَ خُطاه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً تبقَى، وسلامًا يدومُ شذَاه.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله؛ فالسعادةُ في تقواه، وأطيعُوه والطاعةُ من شُكر نَعماه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

أيها المسلمون:
ما أدبرَت نعمةٌ بعدما أقبلَت، ولا رُفِعَت منَّةٌ بعدما نزلَت، ولا سُلِبَت كرامةٌ بعدما مُنِحَت، إلا لكونها عطايا ما شُكِرت، أو بسبب خطايا فُعِلَت. والنِّعمُ إذا شُكِرَت قرَّت، وإذا كُفِرَت فرَّت.

فادفَعوا طلائِع الفتن والأخطار بالتوبة والاستِغفار، والتضرُّع والافتِقار، والخروج من المظالِم والمآثِم، والذنوبِ والأوزار، تحفَظُوا النِّعَمَ الموجودة، وتجلِبُوا النِّعَم المفقُودة، وتستدِيمُوا عطاءَ الله وكرمَه وجُودَه.

وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛ فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.

اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا وسيِّدنا محمدٍ بشير الرحمةِ والثواب، ونذيرِ السَّطوة والعقاب، والشَّافِع المُشفَّع يوم الحساب، وارضَ اللهم عن جميع الآلِ والأصحاب، وتابِعٍ لهم بإحسانٍ يا وهَّاب، وعنَّا معهم يا رحيمُ يا توَّاب.

اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعَل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا، وسائرَ بلاد المُسلمين.

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تُحبُّ وترضَى، وخُذ بناصيتِه للبرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه ونائِبَيه لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين يا رب العالمين.

اللهم انصُر أهلَنا في فلسطين على اليهود الغاصِبين، اللهم انصُر أهلَنا في الشام على القوم الظالِمين، اللهم انصُر المُستضعَفين من المُسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم انصُر جُندَنا على الثُّغور، اللهم انصُر جُندَنا في الثُّغور، اللهم انصُر جُندَنا في الثُّغور، اللهم احفَظ جُندَنا وشبابَنا وفتياتِنا من كل سُوءٍ يا رب العالمين.

اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحَم موتانا، وانصُرنا على من عادانا.

اللهم بلِّغنا شهر رمضان، اللهم بلِّغنا شهر رمضان، واجعَلنا ممن فازَ فيه بالرِّضوان.
اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا، ونداءَنا مرفوعًا يا سميعُ يا قريبُ يا مُجيبُ.

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

نادين البدير / الإعلام السعودي . مستعمرة إخوانية