من وصايا النبي: إياكم ومحقرات الذنوب

من وصايا النبي: إياكم ومحقرات الذنوب

خليجية
من المهلكات التي حذرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم استصغار واستحقار الذنوب حتى ينساها العبد دون توبة، فيأتي يوم القيامة وقد كثرت حتى صارت مثل الجبال العالية، لا يقوى على حملها فيهوي بها في النار.

لذا حذرنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".

ومحقرات الذنوب هي التي يراها الإنسان شيئًا صغيرًا ويحتقرها ظنًا منه أنها لا تضر؛ لأنه يراها ذنوب لا تستحق أن يلتفق إليها أو يلقي لها بالًا.

يقول الإمام الغزالي – رحمه الله – في كتابه إحياء علوم الدين: "تصير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله، وكلما استصغره عظم عند الله، لأن استعظامه يصدر عن نفور القلب منه وكراهته له، وذلك النفور يمنع من شدة تأثيره به.

واستصغاره يصدر عن الألفة به، وذلك يوجب شدة الأثر في القلب المطلوب تنويره بالطاعة والمحذور تسويده بالخطيئة".

فالاستخفاف بالذنوب واستحقارها يطفئ نور الإيمان في قلب المؤمن على قدر الذنب فيصير القلب محجوبًا عن الله.

وقد فطن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم إلى هذا المعنى، وفهموا تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنجد سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الموبقات".

وعن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا" أي بيده فأبعده عنه.

إذا ما العلاج؟ وكيف لا نستصغر الذنوب ونستهين بها؟، نجد العلاج في كلام بعض من أولياء الله الصالحين حين قالوا: "لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى من عصيت".

انظر إلى من عصيت .. إنك عصيت الله رب العالمين .. الذي عصيته كبير، والذي عصيته جبار السموات والأرض .. إذا فهمت هذا المعنى وفقهته ستعرف هول ما فعلت حينها ستعرف قيمة ما اقترفت من ذنب.

روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم، ورأى طيرًا يخرج من بين الشجر، فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي ويقول: يا رسول الله .. إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله، فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي.

هكذا فهم الصحابة الكرام معنى استحقار الذنوب، فكانوا لا يتهاونون في ذنب أو في مجرد شبهة ذنب، فيسارعون بالتوبة الصادقة إلى الله، أملًا في رضاه سبحانه وتعالى.


احذروا الذنوب والمخالفات والمعاصي

احذروا الذنوب والمخالفات والمعاصي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون، اتقوا الله تعالى، واحذروا شؤم المعاصي، فإنه ما من شر ولا بلاء ينزل بالناس أفراداً كانوا أو جماعات، إلا وسببه الذنوب والمعاصي.
فما الذي سبب إخراج الأبوين عليهما الصلاة والسلام من الجنة، دار اللذة والنعيم إلى هذه الدنيا دار الآلام والأحزان، وما الذي سبب إخراج إبليس من ملكوت السماء، وصيره طريداً لعيناً مصدراً لكل بلاء في الإنسانية، إنه المعصية، لماذا عم الغرق قوم نوح حتى علا الماء رؤوس الجبال، ولماذا سُلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم كأنهم أعجاز نخل خاوية، وما السبب في إرسال الصيحة على ثمود حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم، ولماذا قلبت قرى قوم لوط بهم فجُعل عاليها سافلها وأتبعوا بحجارة من سجيل.
وما الذي أغرق فرعون وقومه، وخسف بقارون الأرض، وما الذي هد عروشاً في ماضي هذه الأمة وحاضرها طالما حُميت. إنه الذنوب والمعاصي. فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40].
فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى واحذروا الذنوب والمخالفات، ، فإن ضررها على الأفراد والمجتمعات لأشد وأنكى من ضرر السموم على الأجسام، إنها لتخلق في نفوس أهلها التباغض والعداء، وتنزل في قلوبهم وحشة وتلفاً، لا يجتمع معهما أنس أو راحة. قال الله تعالى: فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5].
ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها، ولا تمكنت من قلوب إلا أعمتها، ولا فشت في أمة إلا أذلتها.
إن للمعاصي شؤمها ولها عواقبها في النفس والأهل في البر والبحر: خليجيةظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَخليجية [الروم:41]. المعاصي، تهون العبد على ربه، فيرفع مهابته من قلوب خلقه خليجيةوَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍخليجية [الحج:18]. روى الإمام أحمد رحمه الله بسنده، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص فُرق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، فقال: ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.
إنه مخالفة أمر الله، إنها مخالفة شريعة الله، إنها الذنوب والمعاصي، التي أذلت أعناقاً طالما ارتفعت، وأخرست ألسناً طالما نطقت وأصمت آذاناً طالما استمعت، وفرقت أسراً وفرقت جموعاً طالما اجتمعت.
بسبب الذنوب والآثام، والمنكرات والإجرام يكون الهم والحزن، إنها مصدر العجز والكسل وفشو البطالة، ومن ثم يكون الجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال.
بها تزول النعم وتحلُ النقم وتتحول العافية ويُستجلب سخط الله.
إذا ابتلى العبد بالمعاصي، استوحش قلبه، وضعفت همته وعزمه، وضعفت بأهل الخير والصلاح صلته، وقسا قلبه، ووهن بدنه، وضعف حفظه واستيعابه، وذهب حياؤه وغيرته، وضعف في قلبه تعظيم ووقار الرب.
وربما تنكس القلب، وزاغ عن الحق، وأدى إلى حرمان العلم النافع، وأورث ضيق الصدر، هل تعلم يا عبد الله بأن المعاصي، تعد خيانة للجوارح التي خلقها الله، لتستعمل في طاعته. وأخص بهذا الكلام، الدعاة إلى الله عز وجل، أولئك الذين حملوا على أنفسهم هداية الناس، والتأثير في الخلق. كيف يريد الداعية أن يؤثر في الناس، وقلوب الناس تبغضه.وكيف يريد أن يتقبل الناس كلامه وقلوبهم تنكره، بسبب المعاصي.

رأيت الذنـوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها

فتـرك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

فياليت الدعاة، وذو الصدارة، والوجاهة والولاية يدركون بأن للمعاصي خطراً كبيراً على قلوبهم وعلى علمهم، وعلى طلاقة لسانهم، وأنها من أقوى الأسباب في نفرة الناس من صاحبها، بل وانتزاع حبه من نفوسهم، وصدق الله العظيم: وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ [الحج:18]، وقال جل وعز: وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ [النور:40]. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن للحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الناس. وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الناس).

أيها المسلمون، من قارف المعاصي ولازمها تولد في قلبه الاستئناس بها وقبولها، ولا يزال كذلك حتى يذهب عنه استقباحها، ثم يبدأ بالمجاهرة بها وإعلانها وغالب هؤلاء لا يعافون، كما جاء في الحديث: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرون،وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، فيصبح يكشف ستر الله عليه)) رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
وهذه المجاهرة موجودة بيننا ولها صور وأشكال. فمن المجاهرة، أن يتحدث التاجر إلى رفاقه بغشه في السلع ويعد ذلك مهارة وكياسة.
ومن المجاهرة، أن يتحدث المقاول عن أساليبه في حيله بالنسبة للمواد وغيرها، ومن المجاهرة أن يذكر الماجن مجونه وينشر الفاسق فسوقه. ومن المجاهرة، تلك الصور الفاضحة وتلك الكلمات الخادشة للشرف والفضيلة، وهذا باب من البلاء عريض ولكثير من وسائل الإعلام فيه نصيب كبير. فإن غالب وسائل الإعلام تمارس المجاهرة، بمفهومها الواسع العريض.
أيها المسلمون، لقد فشا الربا، وكثر الزنا، وشربت الخمور والمسكرات وأدمنت المخدرات، وكثر أكل الحرام، وتنوعت فيه الحيل، شهادات باطلة، وأيمان فاجرة، وخصومات ظالمة، ارتفعت أصوات المعازف والمزامير، ودخل الغناء أغلب البيوت، وتربى الصغار والكبار على ما تبثه وسائل الإعلام، وتساهل الناس في شأن صحون استقبال القنوات الفضائية، وفشت رذائل الأخلاق، ومستقبح العادات في البنين والبنات، وتسكعت النساء في الشوارع والأسواق وكثرت المغازلات والمعاكسات، وتساهل البعض حتى في شأن الصلوات حتى في الجمع، إلى غير ذلك من المنكرات والمخالفات، التي لا عد لها ولا حصر. فإلى متى الغفلة عن سنن الله، ونعوذ بالله من الأمن من مكر الله، ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53].
إن المجتمع حين يغفل عن سنن الله، فتغرق في شهواتها، وتضل طريقها، وتتنكب شريعة ربها، إنها لا تلوم بعد ذلك إلا نفسها، إنها سنة الله، حين تفشو المنكرات وتقوم الحياة على الذنوب والآثام، إن الانحلال الخلقي وفشو الدعارة، وسلوك مسالك اللهو والترف، طريق إلى عواقب السوء، إذ تترهل النفوس، وترتع في الفسق والمجون، وتستهتر بالقيم، وتهين الكرامات. فتنتشر الفواحش، وترخص القيم العالية فتتحلل الأمة، وتسترخي وتفقد قوتها وعناصر بقائها، فتهلك وتطوى صفحتها.
نعم، إن الاستمرار في محادة أمر الله وشرعه، والاستمرار على الذنوب والخطايا وعدم الإقلاع، ليهدم الأركان، ويقوض الأساس ويزيل النعم، وينقص المال، ويرتفع الأسعار وتحل الهزائم الحربية، وقبلها الهزائم المعنوية.
ولقد أصابنا ـ أيها الأحبة ـ من ذلك الشيء الكثير فاتقوا الله تعالى، اتقوا الله، أفراداً وجماعات بيوتاً ومؤسسات، صغاراً وكباراً، حكاماً ومحكومين، فإن الحـق أبلج، والديـن واضـح، وسنن الله لن تتغير ولن تتبدل. قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا ٱلضَّرَّاء وَٱلسَّرَّاء فَأَخَذْنَـٰهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـٰتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ [الأعراف:94-99].

تصفية القلوب وتنقيتها من الذنوب والعيوب

تصفية القلوب وتنقيتها من الذنوب والعيوب

لابد للإنسان فى بداية العام أن يُصفى قلبه لمولاه عز وجل وإذا صفا القلب فإن الله يعمره بالنوايا الخالصة ، لا يجلس الرجل العارف مع نفسه ويعُد النوايا لكن الله يقذف فى قلبه نوايا من عنده تليق بمقامه وهذا هو أول فتح يفتح الله به على الصالحين أن يفتح الله له فى قلبه باباً يتلقى منه إلهام ربه

وأول الإلهام الدليل على حب الله له أن يُلهمه الله النوايا التى بها يرفع الله قدره ويُعلى الله شأنه ويجعله على قدم حَبيبه ومُصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه ، عندما رجعَ رسولَ الله من غزوةِ تبوكَ ودَنا من المدينة قال: {إنَّ بالمدينةِ أقواماً ماسِرتم مَسِيراً ولاقَطعتُم وادياً إلا كانوا مَعَكم ، قالوا: يا رسولَ الله وهم بالمدينة ، قال: وهم بالمدينة حَبَسَهمُ العُذر}{1}

ولذلك أعطاهم الله بالنية ربما ما لم يأخذه نفر ممن مشى مع سيد البرية صلى الله عليه وسلم فى هذه السفرة لأنه ربما خرج مسافراً ويُسر فى قلبه النفاق ، والمنافقون كانوا يسافرون معه ويحضرون معه بل ويحاربون معه لكن ليس لهم عند الله أجر والمُخلصين الصادقين الذين بقوا فى المدينة نالوا الأجر بالنية ، فأعلمنا صلى الله عليه وسلم أن النيَّة هى التى عليها المُعوَّل

ولذلك يقول الإمام الشافعى رضي الله عنه: (إن حديث {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى …. } ربع الدين} ، لأنه عليه الأساس من كل عمل ، {رُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلا السَّهَرُ وَرُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}{2}

وقالوا له: يا رسول الله الرجل يجاهد للذكر والرجل يجاهد للغنيمة ، والرجل يجاهد حمية لقومه ، فمن فى سبيل الله؟ فقال: {مَنْ قَاتَلَ لِتكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُلْيَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله}{3}

لذلك من قاتل للذكر أو للغنيمة أو حمية لقومه فليس له أجر، فالأجر على قدر النية مع أنه قاتل وحارب لكن الإمام الشافعى رضي الله عنه جعل ربع الدين على هذا الحديث الطيب: {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات .. } لأن النبى استخدم له أداة الحصر (إنما) ، ويقول صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر: {نيَّةُ المؤمنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ}{4}

ويروى أن الله يوم القيامة يُظهر فضل النوايا فيأمر الملائكة بإحضار رجل معه أمثال الجبال من الأعمال الصالحة ، فيقول الله تعالى: {..أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى نَفْسِهِ ، إنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهذَا الْعَمَلِ ، وَأَرَادَ بِهِ غَيْرِي فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي}{5}

هو لا يعُطى الأجر إلا إذا كان العمل خالصاً لذاته عز وجل ولذلك تجد الصالحين أول تدريب عملى يقومون به للسالكين والمريدين والمحبين هو أن يتمرن المريد والسالك على إخلاص القصد والنية فى كل حركة أو سكنة لله ، ومن لم يستطع ذلك فقولوا له: ليس لك فى هذا الطريق لا من قريب ولا من بعيد لأن الله قال فى قرآنه: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الزمر3


وقال: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} غافر14

لابد من تحرى الإخلاص فى كل عمل والإخلاص أن تقصد وجه الله فى كل عمل ، حتى كان شيخى الشيخ محمد على سلامة رضي الله عنه عندما كان يمرننا على ذلك كان يدربنا إذا نزلت بلد للدعوة إلى الله ، يقول: يا بنى كل ما اشتهيت قبل أن تذهب إلى القوم الذين تدعوهم إلى الله حتى لا تميل نفسك إلى شئ مما عندهم وتكون الدعوة خالصة لوجه الله

ويقول: لو ذهب داعياً إلى الله إلى بلد وأفاض الله عليه من العلوم ومن الإلهامات ما لا حد له ، وبعد أن انتهى لم يدعُه أحد من أهل هذا البلدة إلى حتى تناول قدح شاى ، إذا تغير قلبه على أهل هذه البلد بسبب ذلك فإنه يحتاج إلى أن يُرد إلى دائرة الآداب ليتأدب فى رياض الصالحين وحتى حديث الناس ، فإن النفس تحب أن تُحَدِّث أو تُحَدَّث بما فعلت وما سمعت وما صنعت فكان يقول: {يا بنى اعمل ولا يهمك معرفة شيخك أنك تعمل ، لأنك تعمل لله لا لشيخك}

هذا الإخلاص كان أصحاب حضرة النبى يلاحظونه فى أدق المواطن فقد ورد أن الإمام علىّ رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه طلب أحد الفرسان من الكافرين رجلاً للمبارزة فخرج له ، فأخذا يضربان حتى سقط فرسيهما تحتهما موتاً من شدة الضرب والكر والفر فترجلا وأخذا يضربان بعضاً بالسيوف حتى تكسرت سيوفهما

فاشتبكا مع المصارعة فحمله الإمام علىّ وجلد به الأرض وركع فوقه وأخرج خنجره ليذبحه فتفل الرجل فى وجهه ، فقام الإمام علىّ وتركه فتعجب الرجل وقال :لِمَ تركتنى بعد أن تمكنت منى؟ قال: كنت أقاتلك لله فلما تفلت فى وجهى خفت أن أقتلك انتقاماً لنفسى فيكون العمل غير خالص لربى ، قال: وهل تراقبون الله فى هذه المواطن؟ قال: وفى أدق منها

كانوا يراقبون الله فى هذه المواطن ، يراقبون أن تكون الحركات والسكنات فى كل زمان ومكان لا يرجون بها إلا رضاء الله وإلا وجه الله ثم بعد ذلك يقومون بها على هيئة حَبيب الله ومُصطفاه أى يتابعون الحَبيب صلوات ربى وتسليماته عليه فى هذا الحال

لكن لابد أن تكون النيَّة أولاً لله ، ولذلك كانت كل أحوالهم طاعات نومهم ذكر وجلوسهم ذكر وقيامهم ذكر وحديثهم ذكر ونظراتهم ذكر وإمداد أيمانهم إلى غيرهم ذكر ومشيهم بأقدامهم وسعيهم بأقدامهم إلى أى مكان ذكر وأى حركة بالجوارح الظاهرة معها نية باطنة

ولذلك أعمالهم كلها ذكر لله لأنهم استحضروا النوايا والطوايا بعد أن طهروا القلب لله وجعلوا الأعمال خالصة لله ، وفيهم يقول الله لحَبيبه ومُصطفاه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} الكهف28

مكفرات الذنوب

(( 1 ))
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سبح ا لله تعالى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
)) 2 ))
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة: سبحان الله وبحمده، غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر).
(( 3 ))
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، إلا كفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر). يعنى التحقق بذلك.
))4((
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح الله تعالى دبر كل صلاة مكتوبة مائة مرة، وهلل مائة مرة، وكبر مائة مرة،غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر).
))5((
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح الله دبر صلاة الغداة مائة تسبيحه، وهلل مائة تهليله، وكبر مائة تكبيرة، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).
))6((
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر. أو قال: أكثر من زبد البحر).
(( 7 ))
عن معاذ بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصلى ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا، غفرت له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر).
))8((
عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 9 ))
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على صلاة الضحى غفرت ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر).
))10((
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على وجه الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر).
(( 11 ))
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يقول عند رد الله روحه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلا غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).
رد الروح : الصحو من النوم أخرجه ابن ماجه،
))12((
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة: أستغفر الله العظيم لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).أخرجه ابن السني، والطبراني في الأوسط، ولم يذكر الحي القيوم وقال: وإن كانت.
(( 13 ))
عن أبى سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد النجوم، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا). عالج : رمال بين فيد والقريات على طريق مكة.
))14((
عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: سبحان الله وبحمده، في كل يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 15 ))
عن محمد بن عمار بن ياسر قال: رأيت عمار ابن ياسر يصلى بعد المغرب ست ركعات وقال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعد المغرب ست ركعات وقال: (من صلى بعد المغرب ست ركعات حطت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر).
(( 16 ))
عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلم إذا لقى أخاه فأخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف، وغفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر) . تحاتت: سقطت.
))17((
عن أبي ذر الغفاري قال: كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة: (الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم لو كانت ذنوبه مثل زبد البحر لمحتهن).

مشكور جدا جدا على الموضوع الرائع والقيم

وجعلة الله في ميزان حسناتك

لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم،

الله يكفر لنا كل ذنوبنا الناس باهالايام كترانة زنوبها لازم تكفر

جعلها الله في ميزان حسناتك

خليجية

الشيخ البدير يحذر مدمني الذنوب والإجرام من الغفلة 2024

صور اخبار تفاصيل الشيخ البدير يحذر مدمني الذنوب والإجرام من الغفلة 2012 فيديو

المدينة المنورة-الوئام:أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله مبينا أن تقوى الله هي أفضل مكتسب وأن طاعته أعلى نسب .وقال فضيلته خلال خطبة الجمعة اليوم :” إن الدني…

لمشاهدة الخبر كامل اضغط على الرابط التالي

اضغط هنا

للمزيد من الاخبار

اخبار الجزيرة نت الاخبار كلها مقدمة من موقع الجزيرة نت , أخبار , الجزيرة , أحداث , عاجل , حصري

شرح و صور انشودة وجع الذنوب mp3 2024 طريقة فيديو

شرح و صور انشودة وجع الذنوب mp3 2012 طريقة فيديو

انشودة وجع الذنوب mp3

السلام عليكم

وجع الذنوب للمنشد وليد أبو زياد

للتحميل اضغط على

الرابط

تصفية القلوب وتنقيتها من الذنوب والعيوب

لابد للإنسان فى بداية العام أن يُصفى قلبه لمولاه عز وجل وإذا صفا القلب فإن الله يعمره بالنوايا الخالصة ، لا يجلس الرجل العارف مع نفسه ويعُد النوايا لكن الله يقذف فى قلبه نوايا من عنده تليق بمقامه وهذا هو أول فتح يفتح الله به على الصالحين أن يفتح الله له فى قلبه باباً يتلقى منه إلهام ربه

وأول الإلهام الدليل على حب الله له أن يُلهمه الله النوايا التى بها يرفع الله قدره ويُعلى الله شأنه ويجعله على قدم حَبيبه ومُصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه ، عندما رجعَ رسولَ الله من غزوةِ تبوكَ ودَنا من المدينة قال: {إنَّ بالمدينةِ أقواماً ماسِرتم مَسِيراً ولاقَطعتُم وادياً إلا كانوا مَعَكم ، قالوا: يا رسولَ الله وهم بالمدينة ، قال: وهم بالمدينة حَبَسَهمُ العُذر}{1}

ولذلك أعطاهم الله بالنية ربما ما لم يأخذه نفر ممن مشى مع سيد البرية صلى الله عليه وسلم فى هذه السفرة لأنه ربما خرج مسافراً ويُسر فى قلبه النفاق ، والمنافقون كانوا يسافرون معه ويحضرون معه بل ويحاربون معه لكن ليس لهم عند الله أجر والمُخلصين الصادقين الذين بقوا فى المدينة نالوا الأجر بالنية ، فأعلمنا صلى الله عليه وسلم أن النيَّة هى التى عليها المُعوَّل

ولذلك يقول الإمام الشافعى رضي الله عنه: (إن حديث {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى …. } ربع الدين} ، لأنه عليه الأساس من كل عمل ، {رُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلا السَّهَرُ وَرُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}{2}

وقالوا له: يا رسول الله الرجل يجاهد للذكر والرجل يجاهد للغنيمة ، والرجل يجاهد حمية لقومه ، فمن فى سبيل الله؟ فقال: {مَنْ قَاتَلَ لِتكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُلْيَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله}{3}

لذلك من قاتل للذكر أو للغنيمة أو حمية لقومه فليس له أجر، فالأجر على قدر النية مع أنه قاتل وحارب لكن الإمام الشافعى رضي الله عنه جعل ربع الدين على هذا الحديث الطيب: {إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات .. } لأن النبى استخدم له أداة الحصر (إنما) ، ويقول صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر: {نيَّةُ المؤمنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ}{4}

ويروى أن الله يوم القيامة يُظهر فضل النوايا فيأمر الملائكة بإحضار رجل معه أمثال الجبال من الأعمال الصالحة ، فيقول الله تعالى: {..أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى نَفْسِهِ ، إنَّهُ لَمْ يُرِدْنِي بِهذَا الْعَمَلِ ، وَأَرَادَ بِهِ غَيْرِي فَعَلَيْهِ لَعْنَتِي}{5}

هو لا يعُطى الأجر إلا إذا كان العمل خالصاً لذاته عز وجل ولذلك تجد الصالحين أول تدريب عملى يقومون به للسالكين والمريدين والمحبين هو أن يتمرن المريد والسالك على إخلاص القصد والنية فى كل حركة أو سكنة لله ، ومن لم يستطع ذلك فقولوا له: ليس لك فى هذا الطريق لا من قريب ولا من بعيد لأن الله قال فى قرآنه: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الزمر3
وقال: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} غافر14

لابد من تحرى الإخلاص فى كل عمل والإخلاص أن تقصد وجه الله فى كل عمل ، حتى كان شيخى الشيخ محمد على سلامة رضي الله عنه عندما كان يمرننا على ذلك كان يدربنا إذا نزلت بلد للدعوة إلى الله ، يقول: يا بنى كل ما اشتهيت قبل أن تذهب إلى القوم الذين تدعوهم إلى الله حتى لا تميل نفسك إلى شئ مما عندهم وتكون الدعوة خالصة لوجه الله

ويقول: لو ذهب داعياً إلى الله إلى بلد وأفاض الله عليه من العلوم ومن الإلهامات ما لا حد له ، وبعد أن انتهى لم يدعُه أحد من أهل هذا البلدة إلى حتى تناول قدح شاى ، إذا تغير قلبه على أهل هذه البلد بسبب ذلك فإنه يحتاج إلى أن يُرد إلى دائرة الآداب ليتأدب فى رياض الصالحين وحتى حديث الناس ، فإن النفس تحب أن تُحَدِّث أو تُحَدَّث بما فعلت وما سمعت وما صنعت فكان يقول: {يا بنى اعمل ولا يهمك معرفة شيخك أنك تعمل ، لأنك تعمل لله لا لشيخك}

هذا الإخلاص كان أصحاب حضرة النبى يلاحظونه فى أدق المواطن فقد ورد أن الإمام علىّ رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه طلب أحد الفرسان من الكافرين رجلاً للمبارزة فخرج له ، فأخذا يضربان حتى سقط فرسيهما تحتهما موتاً من شدة الضرب والكر والفر فترجلا وأخذا يضربان بعضاً بالسيوف حتى تكسرت سيوفهما

فاشتبكا مع المصارعة فحمله الإمام علىّ وجلد به الأرض وركع فوقه وأخرج خنجره ليذبحه فتفل الرجل فى وجهه ، فقام الإمام علىّ وتركه فتعجب الرجل وقال :لِمَ تركتنى بعد أن تمكنت منى؟ قال: كنت أقاتلك لله فلما تفلت فى وجهى خفت أن أقتلك انتقاماً لنفسى فيكون العمل غير خالص لربى ، قال: وهل تراقبون الله فى هذه المواطن؟ قال: وفى أدق منها

كانوا يراقبون الله فى هذه المواطن ، يراقبون أن تكون الحركات والسكنات فى كل زمان ومكان لا يرجون بها إلا رضاء الله وإلا وجه الله ثم بعد ذلك يقومون بها على هيئة حَبيب الله ومُصطفاه أى يتابعون الحَبيب صلوات ربى وتسليماته عليه فى هذا الحال

لكن لابد أن تكون النيَّة أولاً لله ، ولذلك كانت كل أحوالهم طاعات نومهم ذكر وجلوسهم ذكر وقيامهم ذكر وحديثهم ذكر ونظراتهم ذكر وإمداد أيمانهم إلى غيرهم ذكر ومشيهم بأقدامهم وسعيهم بأقدامهم إلى أى مكان ذكر وأى حركة بالجوارح الظاهرة معها نية باطنة

ولذلك أعمالهم كلها ذكر لله لأنهم استحضروا النوايا والطوايا بعد أن طهروا القلب لله وجعلوا الأعمال خالصة لله ، وفيهم يقول الله لحَبيبه ومُصطفاه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} الكهف28

{1} صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنهما {2} مسند الشهاب عن ابن عمر. {3} مسند الإمام أحمد عن أبى موسى الأشعرى {4} فتح البارى وشرح الزرقانى {5} رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما عن معاذ رضى الله عنه (الترغيب والترهيب)

متى يؤاخذ الإنسان بالذنوب القلبية كالعجب والكبر والرياء؟

متى يؤاخذ الإنسان بالذنوب القلبية كالعجب والكبر والرياء؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أريد أن أسأل فضيلتكم عن بعض الذنوب القلبية مثل: العجب، والكبر، والرياء التي تحصل في القلب متى نؤاخذ بها؟ وما هو المعيار في اكتساب هذه الذنوب؟

لأنه يحصل عندي لبس كبير، وأنا موسوس من هذه الذنوب العظيمة، وأخاف أن أقع فيها، والمرء لا يدري متى تكتب عليه هذه الذنوب؟ لأنها تقر في القلب.

وشكرًا، وأرجو من الله أن يعافيني وإياكم وجميع المسلمين منها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ islam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيهَا الأخ الحبيبُ – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لنا ولك العافية من كل داءٍ ومكروه، وأن يأخذ بأيدينا جميعًا إلى كل خير.

ما سألت عنه – أيهَا الحبيبُ – من الذنوب القلبية (العُجب، والكِبر، والرياء) وغيرها من الأدواء كالحسد وغيره، إذا كانت مجرد خواطر تخطر في القلب وحديث نفسٍ، ولم ينتقل الإنسان إلى تحقيقها في قلبه والعمل بمقتضاها والعزم عليها، فإنها في هذه المرحلة تُعدُّ من الخواطر التي يعفو الله تعالى عنها، وقد جاء في الحديث الذي صححه الألباني – رحمه الله – في سلسلة الأحاديث الصحيحة، قوله – صلى الله عليه وسلم -: (إذا ظننتم فلا تُحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله توكلوا، وإذا وزنتم فأرجحوا).

فهذا الحديث فيه بيان أن الظن السيء قد يقع في القلب، ولكن نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الاستجابة له وتحقيقه، بحيث يصير شيئًا متحققًا في القلب، وكذلك الحسد قد يخطر في النفس، ولكن نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الاسترسال مع هذا الخاطر وترتيب مقتضاه عليه، من حيث الإصرار والعزم على تمني زوال النعمة عن الغير، أو السعي في زوالها عنه، فقال: (وإذا حسدتم فلا تبغوا).

وكذلك التطير – وهو التشاؤم – معصية قلبية إذا خطرت، فعلى الإنسان أن يُدافعها بالتوكل على الله تعالى.

فهذه هي القاعدة في هذا الباب، أن الإنسان لا يؤاخذ بما هو من قبيل العوارض التي تعرض وحديث النفس العارض الذي لم يَصِرْ عزمًا وعملاً مؤكدًا للقلب، فإذا كان الأمر كذلك فإنه معفو عنه – إن شاء الله تعالى –.

والواجب على المسلم أن يُدافع هذه الأمراض بالأخذ بأدويتها، وقد فصَّل العلماء – ولله الحمد – الحديث عن هذه الأمراض والآفات ببيان أسبابها وبيان ذمِّها وموقف الشرع منها، وببيان كيفية التخلص منها، وبيان دوائها، والكتب في هذا الباب كثيرة، خيرها وأحسنها مما هو مختصر ومفيد فيها ننصحك بقراءته والإكثار من مدارسته، كتاب (مختصر منهاج القاصدين) لابن قُدامة المقدسي – رحمه الله تعالى – وقد طُبع طبعات عديدة، وهو موجود على شبكة الإنترنت، وموجود بالمكتبة الشاملة وغيرها من الموسوعات العلمية، وفيه ما ترجوه – إن شاء الله تعالى – وتؤمِّله من بيان الدواء الذي به يقلع الإنسان هذه الآفات من قلبه.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

عاقبة الذنوب و المعاصى

اخوانى فى الله
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
وبعد
اتركم مع الصور فهى افضل من الكلام
خليجية

خليجية

خليجية

خليجية
خليجية

خليجية

خليجية
خليجية
خليجية

خليجية
خليجية
خليجية

خليجية
و

خليجية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك …
لك مني أجمل تحية

خليجية
شكرا لك وبارك الله فيك

ما قصرت يا سامح