يارسول الله هل اكون كالحديدة المحماة ام اكون كالحديدة الصماء

يارسول الله هل اكون كالحديدة المحماة ام اكون كالحديدة الصماء
[align=justify]

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ, فَمَا زِلْنَا نَتَحَدَّثُ فِي مَعْرِضِ الرَّدِّ عَلَى الْقُرْآَنِيِّينَ عَنِ السُّنَّةِ, وَاَنَّهَا مَصْدَرٌ اَصْلِيٌّ مِنْ مَصَادِرِ التَّشْرِيعِ الْاِسْلَامِيّ, وَكُلَّمَا مَرَّتْ مَعَنَا آَيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ سَوَاءً مِنْ قَرِيبٍ اَوْ مِنْ بَعِيدٍ, فَاِنَّنَا نَقِفُ عِنْدَهَا وَقْفَةً وَلَوْ كَانَتْ قَصِيرَة, فَمَثَلاً قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ, اِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ, يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(نَعَمْ اَخِي, وَالْمُبَايَعَةُ هِيَ الْمُعَاهَدَةُ الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ طَرَفَيْنِ, عَلَى تَنْفِيذِ اَمْرٍ اَوِ الِامْتِنَاعِ عَنْهُ اَوْ عَنْ نَهْيٍ, نَعَمْ اَخِي, وَلَابُدَّ اَنْ يَتَحَقَّقَ فِي الْمُبَايَعَةِ عُنْصُرُ الرِّضَا, اَيْ لَاتَكُونُ الْمُبَايَعَةُ بِالْاِكْرَاه, نَعَمْ اَخِي الْقُرْآنِيُّ, وَهَذِهِ الْمُبَايَعَةُ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ اَصْحَابِهِ الْكِرَامِ, حَدَثَتْ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ, فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ, اِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله(اَيْ اِنَّ الَّذِينَ يُعَاهِدُونَكَ, اِنَّمَا يُعَاهِدُونَ اللهَ, فَكَانَتْ طَاعَةُ رَسُولِ اللهِ كَطَاعَةِ اللهِ بِدَلِيل{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ اَطَاعَ الله(فَمَا دَامَتْ طَاعَتُهُ وَاجِبَةً اَيُّهَا الْاَخُ الْقُرْآنِيّ, فَالْعَمَلُ بِسُنَّتِهِ كَذَلِكَ يَكُونُ وَاجِباً, نَعَمْ اَخِي, وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ النَّاسِ فِي عُقُودِ الْبَيْعِ اِذَا كَانَ الْمَبِيعُ لَهُ اَهَمِّيَّةً, اَنْ يَضَعَ الْبَائِعُ وَالْمُشْتَرِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَفَّهُ اَوْ يَدَهُ فِي يَدِ الْآخَرِ, وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى الْعَزِيمَةِ فِي تَنْفِيذِ هَذِهِ الصَّفْقَةِ اَوِ الْعَقْدِ الَّذِي اَبْرَمَاهُ فِيمَا بَيْنَهُمَا, نَعَمْ اَخِي, وَهَذِهِ الْبَيْعَةُ الَّتِي حَصَلَتْ بَيْنَ النَّبِيِّ وَاَصْحَابِهِ, سُمِّيَتْ بَيْعَةَ الرِّضْوان, وَسَبَبُهَا: اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاَهْلِهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ, حِينَمَا جَاءَ اِلَى مَكَّةَ لِيَعْتَمِرَ, صَدَّتْهُ قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ, فَحَاوَلَ رَسُولُ اللهِ اَنْ يَتَفَاوَضَ مَعَ قُرَيْشٍ, فَمَنْ يُرْسِلُ مِنْ اَجْلِ تِلْكَ الْمُفَاوَضَاتِ؟ فَمَا كَانَ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَّا اَنْ اَوْعَزَ اِلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ, فَقَالُوا يَارَسُولَ الله: اِنَّ خَيْرَ مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ لِمَكَانَتِهِ فِي قُرَيْشٍ؟ وَلِاَنَّهُمْ يُحِبُّونَهُ وَيُقَدِّرُونَه, نَعَمْ اَخِي, فَاَوْعَزَ رَسُولُ اللهِ اِلَى عُثْمَانَ اَنْ يَدْخُلَ اِلَى قُرَيْشٍ لِيَتَفَاوَضَ مَعَهُمْ, وَحَدَثَ اَنَّ قُرَيْشاً قَالَتْ لِعُثْمَانَ: نَحْنُ نَسْمَحُ لَكَ اَنْ تَطُوفَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَتَعْتَمِرَ! فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا اَفْعَلُ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ يُصَدُّ وَيُمْنَعُ عَنْهُ! نَعَمْ اَخِي, فَتَاَخَّرَتْ عَوْدَةُ عُثْمَانَ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَخِي, وَدَائِماً فِي اَيَّامِ الْقَلَاقِلِ وَالْاَحْدَاثِ, تَحْدُثُ الشَّائِعَات, فَاُشِيعَ بِاَنَّ قُرَيْشاً قَتَلَتْ عُثْمَان! وَطَبْعاً جَرَتِ الْعَادَةُ اَنَّ الرُّسُلَ لَايُقْتَلُون, بِمَعْنَى لَوْ اَنَّ دَوْلَةً اَرْسَلَتْ رَسُولاً اِلَى دَوْلَةٍ اُخْرَى, حَتَّى وَلَوْ كَانَتِ الْعَدَاوَةُ وَالْحَرْبُ بَيْنَهُمَا عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ, فَيَجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الرَّسُولِ اَوِ الدُّبْلُومَاسِي, وَاَنْ يَعُودَ اِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ سَالِماً, دُونَ اَنْ يُعْتَدَى عَلَيْهِ بِدَلِيل{وَاِنْ اَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ, فَاَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ, ثُمَّ اَبْلِغْهُ مَاْمَنَه( نَعَمْ اَخِي, وَمَضَتْ هَذِهِ السُّنَّةُ فِي اَيَّامِهِمْ اَنَّ الرُّسُلَ لَايُقْتَلُون, فَلَمَّا اُشِيعَ ذَلِكَ عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ, اِغْتَاظَ الْمُسْلِمُونَ كَثِيراً وَمِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, فَبَايَعُوا رَسُولَ اللهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ, وَهِيَ شَجَرَةٌ هُنَاكَ مَعْرُوفَةٌ اُزِيلَتْ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ مِنْ اَجْلِ دَرْءِ الْمَفْسَدَةِ الَّتِي كَانَ يَفْعَلُهَا اَشْبَاهُ قَوْمِ شُعَيْبٍ مِنْ اَصْحَابِ الْاَيْكَةِ فِي عِبَادَتِهِمْ لِلشَّجَرِ الْكَثِيرِ الْمُلْتَفّ, نَعَمْ اَخِي, فَعَزَمَ اَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ عَلَى اَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ مُنَاجَزَةِ قُرَيْشٍ وَمُقَاتَلَتِهَا وَمُحَارَبَتِهَا اِنْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ صَحِيحاً؟ لِاَنَّهَا هِيَ الْمُعْتَدِيَة, فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ, يَاْتِي وَيَضَعُ يَدَهُ فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ, وَيُبَايِعُهُ عَلَى اَنْ يَبْقَى مَعَهُ اِلَى آَخِرِ رَمَقٍ كَمَا يُقَال, وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ اَنَّ الْاِشَاعَةَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِمَقْتَلِ عُثْمَانَ كَانَتْ كَاذِبَةً! وَاَنَّهُ لَا اَصْلَ لَهَا! وَلَكِنَّ اَصْلَ نَوَايَاهُمُ الصَّادِقَةِ بِمُبَايَعَةِ اَصْحَابِهِ الْكِرَامِ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, بَقِيَ مَحْفُوظاً عِنْدَ اللهِ ثَوَاباً خَالِصاً لِوَجْهِ اللهِ, وَيَالَيْتَنَا كُنَّا مَعَهُمْ؟ لِنَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً بِرِضْوَانِ الله تَعَالَى, نَعَمْ اَخِي, وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اَفْضَلِيَّةِ عُثْمَانَ ذِي النُّورَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ اللهِ! حِينَمَا اسْتَنْفَرَ الرَّحْمَنُ مَلَائِكَتَهُ وَعَرْشَهُ مِنْ اَجْلِهِ! قَبْلَ اَنْ يَسْتَنْفِرَ رَسُولَ اللهِ وَاَصْحَابَهُ الْاَجِلَّاء! فَنَزَلَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم{لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ اِذْ يُبَايِعُونَك{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ اِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ, يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(اِذاً مُبَايَعَتُهُمْ لَكَ يَارَسُولَ اللهِ تُعْتَبَرُ مُبَايَعَةً لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا مَعَ عِلْمِ التَّوْحِيدِ وَعُلَمَائِهِ! فَمَا هُوَ مَعْنَى يَدُ اللهِ عِنْدَ عُلَمَاءِ التَّوْحِيد؟ وَنَقُولُ بِاخْتِصَار: عُلَمَاءُ السَّلَفِ يَقُولُونَ: يَدُ اللهِ! وَاَعْيُنُ اللهِ! وَاَقْدَامُ اللهِ! هَذِهِ اُمُورٌ نَكِلُ اَمْرَهَا اِلَى الله, بِمَعْنَى اَنَّنَا نَعْتَقِدُ اَنَّ لِلهِ يَداً وَعَيْناً وَقَدَماً! وَلَكِنَّهَا جَمِيعاً لَيْسَتْ كَاَيْدِي الْمَخْلُوقَاتِ وَلَا اَعْيُنِهِمْ وَلَا اَقْدَامِهِمْ ,وَلَكِنَّهَا يَدٌ وَعَيْنٌ وَقَدَمٌ تَلِيقُ بِذَاتِهِ وَجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا عُلَمَاءُ الْخَلَفِ فَيَقُولُون: يَدُ اللهِ! بِمَعْنَى الْقُوَّةِ وَالْمُرَاقَبَةِ عَلَى هَذِهِ الْبَيْعَة, وَنَقُولُ لِلشيعة: مَاذَا تَقُولُونَ فِيمَا قَالَهُ عُلَمَاءُ السَّلَفِ؟ قَالُوا عُلَمَاءُ السَّلَفِ مُجَسِّمُون! وَنَقُولُ لِلشِّيعَة: وَمَاهُوَ الْعَيْبُ فِي هَذَا التَّجْسِيمِ اِذَا كَانَ تَجْسِيماً غَيْرَ مَحْدُودٍ وَلَانِهَايَةَ لَهُ وَيَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّة؟ وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ؟ هَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تَعْبُدُوا هَوَاءً غَيْرَ مُجَسَّم؟ وَهَلْ اَفْئِدَتُكُمْ هَوَاء؟ وَنَقُولُ لِلشِّيعَةِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْهَوَاءُ عَدِيمَ اللَّوْنِ فَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الْهَوَاءَ غَيْرُ مُجَسَّمٍ وَلَايَحْتَلُّ حَيِّزاً سَوَاءً كَانَ هَذَا الْحَيِّزُ مَحْدَوداً اَوْ غَيْرَ مَحْدُود؟ فَاِذَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ اَنْ تَعْبُدُوا اللهَ عَلَى اَنَّهُ كَالْهَوَاءِ اللَّطِيفِ اَوِ النُّورِ اللَّطِيفِ! فَاِنَّ الْهَوَاءَ وَالنُّورَ مُجَسَّمَانِ اَيْضاً! بِدَلِيلِ اَنَّ الظُّلْمَةَ مَوْجُودَةٌ بِمَا فِيهَا مِنَ الْهَوَاءِ وَلَايُمْكِنُكُمْ اِنْكَارُهَا, بِمَعْنَى اَنَّ وُجُودَ الظَّلَامِ الْمُجَسَّمِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى وُجُودِ النُّورِ الْمُجَسِّمِ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ! فَهَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تَعْبُدُوا اِلَهَاً لِلنُّورِ وَاِلَهاً آَخَرَ لِلظَّلَامِ اَيْضاً وَهُمَا جَمِيعاً مُجَسَّمَان؟ فَلَايُمْكِنُكُمُ الْهَرَبُ مِنَ التَّجْسِيمِ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَداً وَلَوْ صَحَّحْتُمْ عَقِيدَتَكُمْ اِلَّا اِذَا كَانَ وُجُودُ اللهِ مَعْدُوماً وَهَذَا لَايَقُولُ بِهِ اِلَّا الْمَجْنُونُ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَعْبُدَ اِلَهاً مَعْدُوماً اَوْ عَدَماً لَاوُجُودَ لَهُ اَصْلاً! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: مَاذَا تَقُولُونَ فِيمَا قَالَهُ عُلَمَاءُ الْخَلَف؟ قَالُوا: عُلَمَاءُ الْخَلَفِ مُعَطّلَة! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: وَمَاذَا عَطَّلُوا؟ قَالُوا: عَطَّلُوا مَااَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْاَيْدِي وَالْاَعْيُنِ وَالْاَقْدَامِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَه! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: وَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى تَصْحِيحِ عَقِيدَتِهِمْ؟ قَالُوا: اَنْ يَجْمَعُوا اَقْوَالَ عُلَمَاءِ السَّلَفِ مَعَ اَقْوَالِهِمْ مُوقِنِينَ بِهَا جَمِيعاً وَمِنْ دُونِ فَصْلٍ لِاَقْوَالِهِمْ عَنْ اَقْوَالِ عُلَمَاءِ السَّلَف! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: فِعْلاً كَلَامُكُمْ صَحِيح, فَاِذَا اَثْبَتُوا مَااَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالْقَدَمِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ, فَلَاغُبَارَ عَلَى عَقِيدَتِهِمْ فِي اَيِّ كِنَايَةٍ يُطْلِقُونَهَا عَلَى الْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالْقَدَمِ وَمَااِلَى هُنَالِكَ مِمَّا اَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنْ اَعْضَاءَ لَيْسَتْ كَاَعْضَاءِ الْمَخْلُوقِينَ؟ لِاَنَّ كَلَامَ اللهِ فِي اِثْبَاتِ الْيَدِ الْاِلَهِيَّةِ لَهُ سُبْحَانَهُ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَى الَّذِي اَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ السَّلَف! كَمَا اَنَّهُ يَحْتَمِلُ الْكِنَايَةَ الَّتِي اَطْلَقَهَا عُلَمَاءُ الْخَلَفِ اَيْضاً! وَلَكِنَّهُ لَايَحْتَمِلُ اَبَداً اَنْ نَفْصِلَ مَااَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ الْاِثْبَاتِ وَعَدَمِ التَّعْطِيلِ عَمَّا اَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ الْخَلَفِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يُؤَدِّي بِنَا اِلَى اِنْكَارِنَا لِلْكِنَايَةِ الَّتِي اَطْلَقَهَا الْخَلَفُ وَاِلَى اَنْ نَكُونَ غَيْرَ مُوقِنِينَ بِهَا وَهَذَا يُؤَدِّي بِنَا اِلَى الْكُفْرِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ؟ لِاَنَّهُ يُؤَدِّي بِنَا اِلَى تَعْطِيلِ الْقُوَّةِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالْقُدْرَةِ الَّتِي اَطْلَقَهَا الْخَلَفُ وَوَصْفِهَا بِالْعَجْزِ وَالشَّلَل! نَعَمْ اَخِي كَمَا اَنَّهُ لَا يَحْتَمِلُ اَيْضاً اَنْ نَفْصِلَ مَااَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ الْخَلَفِ* مِنَ كِنَايَةِ الْيَدِ الْاِلَهِيَّةِ عَنِ الْقُوَّةِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالْقُدْرَةِ, *عَمَّا اَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ الْاِثْبَاتِ لِوُجُودِ الْيَدِ الَّتِي تَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَغَيْرِهَا مِمَّا لَمْ يُنْكِرْ سُبْحَانَهُ عَلَى نَفْسِهِ وُجُودَهُ مِنْ هَذِهِ الْاَعْضَاء! وَلَكِنَّهُ اَنْكَرَ تَمَاثُلَهَا وَتَشَابُهَهَا مَعَ اَعْضَاءِ مَخْلُوقَاتِهِ بِقَوْلِهِ{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَد(نعم اخي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ اَقْوَالِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ مُوقِنِينَ بِهَا جَمِيعاً, وَلَا يَنْفَعُ اِيمَانَنَا مُطْلَقاً اَنْ نَخْتَارَ مِنْ اَقْوَالِ اَحَدِ الْفَرِقَيْنِ مُنْفَصِلاً عَنْ اَقْوَالِ الْفَرِيقِ الْآَخَرِ بِحُجَّةِ اَنَّهُ لَاغُبَارَ عَلَى عَقِيدَتِنَا اِذَا اعْتَقَدْنَا بِاَقْوَالِ اَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ دُونَ الِاعْتِقَادِ بِاَقْوَالِ الْآَخَرِ! فَهَذَا قَوْلٌ بَاطِلٌ لَا اَسَاسَ لَهُ مِنَ الصِّحَّةِ؟ لِاَنَّنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَقْوَالِ الْفَرِيقَيْنِ مَعاً لِيَكْمُلَ اِيمَانُنَا, وَاِلَّا فَاِنَّ اِيمَانَنَا يَبْقَى نَاقِصاً وَلَا يْنْفَعُنَا الْاِيمَانُ النَّاقِصُ عِنْدَ اللهِ اَبَداً .. نَعَمْ يَارَسُولَ الله! اَنْتَ تُبَايِعُهُمْ, وَهُمْ يُبَايِعُونَكَ, وَعَلَيْكَ اَنْ تَتَصَوَّرَ اَيْضاً اَنَّ يَدَ اللهِ فَوْقَكُمْ وَفَوْقَ اَيْدِيكُمْ! نَعَمْ اَخِي, اِنَّهُ تَظْلِيلٌ اِلَهِيٌّ لِمَعْنَى الْمُبَايَعَة! وَهَذَا التَّظْلِيلُ يُفِيدُ بِاَنَّهُ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهَذِهِ الْمُبَايَعَةِ الَّتِي مِنْ اَهَمِّ اَرْكَانِهَا السُّنَّةُ الشَّرِيفَة(اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ اِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله(وَكَلِمَةُ اللهِ جَاءَتْ مَنْصُوبَةً؟ لِاَنَّهَا مَفْعُولٌ بِهِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَه{يَدُ الله(وَاَمَّا هُنَا فَكَلِمَةُ يَد هِيَ مُضَاف, وَقَدْ جَاءَتْ كَلِمَةُ اَللهِ مَجْرُورَة؟ لِاَنَّهَا مُضَافٌ اِلَيْهَا اَيْ اِلَى الْيَد{فَمَنْ نَكَثَ, فَاِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ(وَكَلِمَةُ نَكَثَ هُنَا فِي الْآيَةِ: بِمَعْنَى خَانَ الْعَهْدَ اَوِ الْبَيْعَةَ اَوِ الْمُبَايَعَة, وَلِذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ: فَاِنَّمَا اِثْمُ خِيَانَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ, اَيْ يَعُودُ عَلَيْهِ, بِمَعْنَى اَنَّ تَدَاعِيَاتِ نَكْثِهِ مُبَايَعَتَهُ وَخِيَانَتِهِ الْخَطِيرَةِ وَعَوَاقِبِهَا الْوَخِيمَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, سَيَعُودُ حَصَادُهَا الْمُرُّ عَلَيْهِ اِنْ لَمْ يَتُبْ اِلَى اللهِ نَصُوحاً, نَعَمْ اَخِي, وَ قَدْ قَالَ عُلَمَاؤُنَا رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ: اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَى اَنَّهُ لَمْ يَنْكُثْ وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ اَيْ مِنَ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ الْاَجِلَّاءِ هَذِهِ الْمُعَاهَدَةَ الَّتِي عَاهَدُوا بِهَا وَعَلَيْهَا رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَخِي, فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشِّيعَةُ بِاَنَّهُمْ نَكَثُوهَا فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ, فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ: اِنَّ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ حَصَلَتْ بِسَبَبِ اِشَاعَةٍ كَاذِبَةٍ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ بَنَى اللهُ عَلَيْهَا مَابَنَى مِنَ الرِّضْوَان! فَمَا بَالُكُمْ وَقَدْ حَصَلَتْ وَقْعَةُ الْجَمَلِ بَعْدَ تَدَاعِيَاتٍ مِنْ اِشَاعَةٍ حَقِيقِيَّةٍ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ يَقُولُ اللهُ فِيهَا{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلَايُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ اِنَّهُ كَانَ مَنْصُورَا(فَاِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ قَدِ اسْتَنْفَرَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى وَالْعَرْشَ وَالْمَلَائِكَةَ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ اَجْلِ يَهُودِيِّ ذِي ظُلُمَاتٍ مِنَ الْكُفْرِ وَالْعَدَاوَةِ لِلْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ وَلَكِنَّهُ مَظْلُوم بِدَلِيل{اِنَّا اَنْزَلْنَا اِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا اَرَاكَ اللهُ وَلَاتَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمَا(فَكَيْفَ لَايَسْتَنْفِرُهَا سُبْحَانَهُ جَمِيعاً* عَلَى عَلِيٍّ وَاَهْلِ بَيْتِهِ بِقَوْلِهِ{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً(*مِنْ اَجْلِ ذِي النُّورَيْنِ الْمَظْلُومِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ(نَعَمْ اَخِي{وَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا(قَرَاَ حَفْصٌ وَالزُّهْرِيُّ بِبِنَاءِ الْهَاءِ عَلَى الضَّمَّةِ فِي كَلِمَةِ عَلَيْهُ وَهِيَ بَعْضُ لَهَجَاتِ الْعَرَبِ! فَبَدَلَ اَنْ يَقُولُوا مَثَلاً{صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(فَاِنَّهُمْ يَقُولُونَ{صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهُمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهُمْ وَلَا الضَّالّين(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَبْنُونَ هَذَا الضَّمِيرَ وَهُوَ هَاءُ الْغَائِبِ عَلَى الضَّمَّة فِي لَهْجَتِهِمْ وَهِيَ قِرَاءَةُ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ الَّتِي مَعَنَا فَقَطْ دُونَ بَاقِي الْقُرْآَن وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{عَلَيْهُ اللهَ( نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا مَاعَدَا حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ, فَقَرَؤُوهَا عَلَى الْاَصْلِ بِالْكَسْرِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{عَلَيْهِ الله( وَكَلِمَةُ اَللهَ هُنَا هِيَ لَفْظُ الْجَلَالَةِ الْمُرَقَّقِ! لِمَاذَا الْمُرَقَّق؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الْقَاعِدَةَ التَّجْوِيدِيَّةَ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ تَقُول: اِذَا كَانَ مَاقَبْلَ لَفْظِ الْجَلَالَةِ كَسْرَةٌ اَصْلِيَّةٌ اَوْ طَارِئَةٌ عَارِضَةٌ, فَاِنَّ لَامَ لَفْظِ الْجَلَالَةِ تُرَقَّق, نَعَمْ اَخِي: فَالْكَسْرَةُ الْاَصْلِيَّةُ مَوْجُودَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً بِسْمِ الله, وَاَمَّا الْكَسْرَةُ الطَّارِئَةُ الْعَارِضَةُ, فَمَوْجُودَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{بَلِ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ بَلْ هِيَ فِي الْاَصْلِ لَيْسَتْ مَكْسُورَة, وَاِنَّمَا هِيَ سَاكِنَةٌ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{بَلْ(وَلَكِنْ مَاهِيَ قِصَّةُ الْكَسْرَةِ الَّتِي طَرَاَتْ عَلَيْهَا فَجْاَةُ وَمِنْ دُونِ سَابِقِ اِنْذَار؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِنَّ الْقَاعِدَةَ النَّحَوِيَّةَ الْعَرَبِيَّةَ الَّتِي يَجِبُ عَلَيْكَ شَرْعاً اَنْ تَحْفَظَهَا تَقُول: لَايَلْتَقِي سَاكِنَانِ فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ, وَاِنَّمَا يَلْتَقِيَانِ فِي اللُّغَةِ الْاَجْنَبِيَّة, فَمَاهُمَا هَذَانِ السَّاكِنَانِ اللَّذَانِ لَا يَلْتَقِيَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَمَّا السَّاكِنُ الْاَوَّلُ, فَهُوَ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{بَلْ(وَاَمَّا السَّاكِنُ الثَّانِي, فَهُوَ اللَّامُ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَللهُ( وَهِيَ لَامُ التَّضْعِيفِ الْمُشَدَّدَةِ الَّتِي جَمَعَتْ لَاماً سَاكِنَةً وَلَاماً مُتَحَرِّكَةً فِي لَفْظِ الْجَلَالَة, وَلِذَلِكَ نَقْرَؤُهَا فِي كَلِمَةِ بَلْ بِكَسْرَةٍ طَارِئَةٍ اَوْعَارِضَةٍ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي فِي حَالَةِ الْوَصْلِ وَمِنْ دُونِ سُكُونٍ اَصْلِيَّة{بَلِ اللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِين(وَلَكِنْ نَقْرَؤُهَا بِسُكُونٍ اَصْلِيَّةٍ فِي حَالَةِ الْوَقْفِ وَمِنْ دُونِ كَسْرَةٍ عَارِضَةٍ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{بَلْ(نَعَمْ اَخِي, وَكَذَلِكَ الْحَالُ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَاَ قَوْلَهُ تَعَالَى عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{عَلَيْهِ اللهَ(نَعَمْ اَخِي: اَلْبُلَغَاءُ يَقُولُونَ اِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَاَهَا{عَلَيْهُ اللهَ(جَمَعَتْ مَابَيْنَ شِدَّةِ الْعَهْدِ فِي مَعْنَاهُ وَفِي لَفْظِهِ, بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْمُعَاهَدَةَ ثَقِيلَةٌ وَشَدِيدَةٌ, فَلَفْظُهَا كَذَلِكَ جَاءَ ثَقِيلاً فِي قِرَاءَةِ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ, خِلَافاً لِقَرَاءَةِ غَيْرِهِمَا لِمَا فِيهَا مِنَ التَّرْقِيقِ الَّذِي اَوْضَحْنَاه, وَلِذَلِكَ جَاءَ حَفْصٌ وَالزُّهْرِيُّ بِهَذِهِ الضَّمَّةِ مِنْ بَعْضِ لَهَجَاتِ الْعَرَبِ؟ حَتَّى يَكُونَ لَفْظُ الْجَلَالَةِ مُفَخَّماً؟ لِيُفِيدَ بِمَعْنَاهُ وَلَفْظِهِ مَعاً ثِقَلَ هَذِهِ الْمُعَاهَدَةِ فِي قِرَاءَةِ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ؟ وَلِيُفِيدَ ثِقَلَهَا فِي الْمَعْنَى فَقَطْ دُونَ اللَّفْظِ اَوِ النُّطْقِ فِي قِرَاءَةِ غَيْرِهِمَا, وَلِذَلِكَ جَاءَتْ قِرَاءَةُ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{فَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا(وَاَمَّا قِرَاءَةُ غَيْرِهِمَا{فَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللهَ(نَعَمْ اَخِي, وَقُرِاَتْ اَيْضاً هَذِهِ الْآًيَةُ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{فَسَنُؤْتِيهِ( بِنُونِ الْمُتَكَلّمِ الْمُفْرَدِ الْمُعَظّمِ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, نَعَمْ اَخِي, لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل: مَابَالُ هَمْزَةِ الْوَصْلِ فِي كَلِمَةِ{(اَ)للُهَ؟(وَاَقُو لُ لَكَ اَخِي: تُكْتَبُ وَتُلْفَظُ فِي حَالَةِ الْبَدْءِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{اَللهَ( وَلَكِنَّهَا تُكْتَبُ وَلَاتُلْفَظُ فِي حَالَةِ الْوَصْلِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{بَلِ اللهُ(لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ اَيْضاً: لِمَاذَا سُمِّيَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بِهَذَا الِاسْمِ مِنَ الرِّضْوَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ عَنْهَا{لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ اِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ, فَعَلِمَ مَافِي قُلُوبِهِمْ, وَاَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ, وَاَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيبَا(نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا كَانَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ{فَعَلِمَ مَافِي قُلُوبِهِمْ(وَاَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُمْ وَاَعْنِي بِذَلِكَ الصَّحَابَةَ الْكِرَام, فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُو, لَوْ عَلِمَ اللهُ اَنَّهُمْ سَيَنْكُثُونَ الْعَهْدَ, مَاقَالَ اَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُمْ, وَاِلَّا فَاِنَّ خَبَرَ اللهِ خَالَفَ الْوَاقِعَ فِي رِضَاهُ عَنْهُمْ بِصِيغَةِ الْمَاضِي الَّذِي يُفِيدُ الْمُسْتَقْبَلَ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ وَهُوَ قَوْلُهُ رَضِيَ وَمِثْلُهُ اَيْضاً قَوْلُهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْبَعِيد{وَاِذْ (قَالَ) اللهُ يَاعِيسَى بْنَ مَرْيَمَ اَاَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ( نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا لَايَلِيقُ بِذَاتِ اللهِ وَلَا بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ! اَنْ يَكُونَ رَاجِعاً فِي هِبَتِهِ الَّتِي وَهَبَهَا لَهُمْ مِنْ رِضَاهُ عَلَيْهِمْ كَمَا يُشَبِّهُهُ بِذَلِكَ كِلَابُ اَهْلِ النَّارِ مِنَ الشِّيعَةِ قَبَّحَهُمُ اللهُ! حِينَمَا لِسَانُ حَالِهِمْ يَقُولُ عَنْهُ سُبْحَانَهُ اَنَّهُ الرَّاجِعُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ الَّذِي يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيرَا, فَاِذَا كَانُوا لَايَرْضَوْنَ ذَلِكَ لِاَنْفُسِهِمْ اَنْ يَرْجِعُوا فِي هِبَتِهِمْ كَالْكِلَابِ الَّتِي تَرْجِعُ لِتَلْحَسَ خُرَاءَهَا وَخُرَاءَ مُعَمَّمِيهَا وَلَاتَرْضَى حَتَّى اَنْ تَهَبَهُ لِدِيدَانِ الْاَرْضِ! فَكَيْفَ يَرْضَوْنَ اَنْ يَهَبُوا عُيُونَهُمْ اَوّلاً ثُمَّ اَجْسَادَهُمْ لِدِيدَانِ الْاَرْضِ وَلَوْ رَغْماً عَنْهُمْ؟ هَلْ هُمْ اَوْفِيَاءُ لِدِيدَانِ الْاَرْضِ اَكْثَرَ مِنْ وَفَاءِ الْكِلَابِ لَهَا وَلَهُمْ؟ وَيَالَيْتَ وَفَاءَهُمْ لِلهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ مِعْشَارَ وَفَائِهِمْ لِهَذِهِ الدِّيدَانِ وَلِمَا يَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ الله! فَاَيْنَ وَفَاؤُهُمْ لِلهِ وَحْدَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون( مَعَاذَ اللهِ! وَلَكِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ ذَلِكَ لِلهِ اَنْ يَكُونَ كَخِسَّتِهِمْ وَخِسَّةِ كِلَابِهِمْ مِنَ الْمُعَمَّمِينَ عَلَى عَامَّةِ الشِّيعَةِ! اَنْ يَرْجِعُوا فِي قَيْءِ اَسْيَادِهِمْ بِاَلْسِنَتِهِمْ لَا بِاَلْسِنَةِ اَسْيَادِهِمْ! وَاَنْ يَزْحَفُوا عَنْهُمْ اِلَى التُّرْبَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ دُونَ اَنْ يُحَرِّكَ اَسْيَادُهُمْ سَاكِناً! وَاِنَّمَا يَنْهَقُونَ كَالْحَمِيرِ بِقَوْلِهِمْ كَمْ كُنَّا نَتَمَنَّى اَنْ نَكُونُ مَعَكُمْ! نعَم اَخِي, اِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ عَلَى اللهِ اَنْ يَكُونَ خَسِيساً مِثْلَ كِلَابِهِمْ بَلْ اَحْقَرَ مِنْهُمْ خِسَّةً! حِينَمَا يَرْجِعُ سُبْحَانَهُ عَمَّا وَهَبَهُ مِنْ رِضَاهُ وَرَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ لِلصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاجِ وَالْآَلِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ فِي اَكْثَرِ مِنْ آًيَةٍ وَمِنْهَا{وَالسَّابِقُونَ الْاَوَّلُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِاِحْسَانٍ, رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ, وَاَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْاَنْهَار( نَعَمْ اَخِي, فَهَذَا مُسْتَحِيلٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى اَنْ يَرْجِعَ عَمَّا وَهَبَهُ لَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْجَنَّاتِ وَهَذَا النَّعِيمِ وَلَوْ اَنَّ الْقَاعِدَةَ الْعَامَّةَ الْمَنْطِقِيَّةَ تَقُولُ لَاشَيْءَ عَلَى اللهِ مُسْتَحِيل وَلَكِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ اِذَا طَبَّقْنَاهَا عَلَى الصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاجِ وَالْآَلِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ جَمِيعاً وَعَاهَدُوهُ وَكَانُوا خَيْرَ مَنْ نَفَّذَ الْعَهْدَ مَعَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام.. نَعَمْ اَخِي, وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين: فَهَذِهِ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ, هِيَ مِنَ الْاَدِلَّةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ يَجِبُ الْعَمَلُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَخِي, وَنَاْتِي الْآَنَ اِلَى سُورَةِ مُحَمَّدٍ, وَفِيهَا قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اَطِيعُوا اللهَ, وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ, وَلَاتُبْطِلُوا اَعْمَالَكُمْ(نَعَمْ اَخِي, وَفِيمَ نُطِيعُ الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم, وَاَطِيعُوا رَسُولَهُ اَيْضاً فِي حَيَاتِهِ وَهُوَ حَيٌّ, وَفِي اتِّبَاعِ سُنَّتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ اَيْضاً, وَلِذَلِكَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ, حِينَمَا كَانَ يُرْسِلُ رُسُلَهُ وَقُضَاتَهُ اِلَى الْاَقَالِيمِ وَاِلَى الْوِلَايَاتِ, كَانَ يَمْتَحِنُهُمْ وَيَخْتَبِرُهُمْ, فَلَمَّا اَرْسَلَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, سَاَلَهُ بِمَ تَحْكُمُ اِذَا عَرَضَتْ عَلَيْكَ قَضِيَّة؟ قَالَ بِكِتَابِ الله, قَالَ فَاِنْ لَمْ تَجِدْ, قَالَ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ الله, قَالَ فَاِنْ لَمْ تَجِدْ, فَقَالَ اَجْتَهِدُ رَاْيِي وَلَا آَلُو, نَعَمْ اَخِي, قَالَ لَهُ رَسُولُ الله: اِذْهَبْ فَقَدْ عَيَّنَّاكَ قَاضِياً عَلَى الْيَمَنِ! فَاِذَا صَدَرَتْ مُشْكِلَةٌ اَوْ قَضِيَّةٌ اَمَامَكَ, فَبِاَيِّ شَيْءٍ تَحْكُمُ؟ فَقَالَ بِكِتَابِ اللهِ, فَقَالَ لَهُ: اِذَا لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ عِلَاجٌ اَوْ حَلٌّ اَوْ جَوَابٌ اَوْ فَتْوَى عَلَى هَذِهِ الْقَضِيَّةِ, فَبِاَيِّ شَيْءٍ تَحْكُمُ؟ فَقَالَ بِسُنَّةِ رَسُولِ الله, وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين: وَهَذَا دَلِيلٌ آَخَرُ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِالسُّنَّة, قَالَ فَاِنْ لَمْ تَجِدْ, قَالَ اَجْتَهِدُ رَاْيِي لَا آَلُو, نَعَمْ اَخِي, وَكَلِمَةُ لَا آَلُو, بِمَعْنَى لَا اُقَصِّرُ فِي الِاجْتِهَادِ, بِمَعْنَى اَنِّي سَاَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِي, وَطَبْعاً اَخِي فَاِنَّ الْقِيَاسَ نَوْعٌ مِنْ اَنْوَاع ِالِاجْتِهَادِ, فَاِذَا حَدَثَتْ قَضِيَّةٌ وَلَايُوجَدُ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ يَتَعَلَّقُ بِالْاِجَابَةِ عَلَيْهَا, فَاِنِّي اُفَتِّشُ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ عَنْ قَضِيَّةٍ تُمَاثِلُهَا, فَاَقِيسُهَا عَلَيْهَا وَاُصْدِرُ الْحُكْمَ كَمَا يَقُولُ مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَمَاذَا فَعَلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ سَمَاعِهِ لِمَا قَالَهُ مُعَاذ؟ ضَرَبَ فِي صَدْرِهِ! وَقَال اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ اِلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَه, نَعَمْ اَخِي, وَهَذِهِ الضَّرْبَةُ عَلَى صَدْرِ مُعَاذٍ, هِيَ كِنَايَةٌ عَنْ مَحَبَّةِ رَسُولِ اللهِ لِمُعَاذٍ وَاِعْجَابِهِ بِهِ وَاِقْرَارِهِ لِمَا قَالَهُ, بِدَلِيلِ اَنَّهَ حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اَنْ وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي اللهَ وَرَسُولَه, نَعَمْ اَخِي, لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل: نَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّ الْمَصَادِرَ الْاَصْلِيَّةَ هِيَ الْقُرْآَنُ وَالسُّنَّةُ وَالْاِجْمَاعُ وَالْقِيَاسُ, فَلِمَاذَا لَمْ يَذْكُرْ رَسُولُ اللهِ الْاِجْمَاعَ فِي هَذَا الْحَدِيث؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الْاِجْمَاعَ لَايَلِيقُ اَنْ يَكُونُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ بِدَلِيل{لَاتُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِه{وَمَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَامُؤْمِنَةٍ اِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ اَمْراً اَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ اَمْرِهِمْ{فَلَا وَرَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَايَجِدُوا فِي اَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُوا تَسْلِيمَا(نَعَمْ اَخِي, فَالْاِجْمَاعُ لَايَلِيقُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ اَنْ يَكُونَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ, وَاِنَّمَا يَكُونُ الْاِجْمَاعُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ؟ لِاَنَّ الْمَرْجِعَ لَهُمْ هُوَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَيَاتِهِ فِي كُلِّ الْاُمُورِ الَّتِي نَطَقَ اللهُ بِهَا وَرَسُولُهُ قَوْلاً اَوْ فِعْلاً اَوْ تَقْرِيراً, وَاَمَّا بَعْدَ وَفَاتِهِ, فَاِنَّ الْمَرْجِعَ فِيمَا سَكَتَ عَنْهُ اللهُ وَرَسُولُهُ غَيْرَ نَسْيَانَ سُبْحَانَهُ وَلَكِنْ رَحْمَةً بِالنَّاسِ جَمِيعاً, هُمُ الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاءِ, وَلَوِ اخْتَلَفُوا فَاِنَّ اخْتِلَافَهُمْ رَحْمَةٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً, لَكِنْ ضِمْنَ حُدُودِ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَالنَّصِّ النَّبَوِيِّ, وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الِاجْتِهَادَ خَارِجَ مَوْرِدِ النَّصَّيْنِ سَوَاءً كَانَ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءُ مِنَ الْاَزْوَاجِ اَوِ آَل ِالْبَيْتِ اَوِ الصَّحَابَةِ اَوِ التَّابِعِينَ اَوْ اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ اَوْ خَلَفِهِمْ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهُمُ الْمَرْجِعُ بَعْدَ وَفَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ يَجْتَهِدُونَ, فَاِذَا اَجْمَعُوا وَاتَّفَقُوا عَلَى رَاْيٍ وَاحِدٍ, كَانَ ذَلِكَ اِجْمَاعاً لَايَجُوزُ شَرْعاً لِاَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مُخَالَفَتُهُ, نَعَمْ اَخِي, فَاِذَا وَافَقَتِ الْاَكْثَرِيَّةُ, وَخَالَفَتِ الْاَقَلّيَّةُ, فَاِنَّ رَاْيَ الْاَكْثَرِيَّةِ يُسَمَّى رَاْيَ الْجُمْهُور, فَحِينَمَا نَقُولُ فِي دِرَاسَاتِنَا الْاِسْلَامِيَّةِ هَذَا رَاْيُ الْجُمْهُورِ, فَالْمَعْنَى اَنَّهُ رَاْيُ الْاَكْثَرِيَّة, نَعَمْ اَخِي, وَكَانَتِ الْاَقَلّيَّةُ الْمُخَالِفَةُ تَنْزِلُ عَلَى رَاْيِ الْاَكْثَرِيَّةِ فِي الْاُمُورِ الْعَامَّة, نَعَمْ اَخِي, وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا: اَحْيَاناً نَسْمَعُ حَدِيثاً يَذُمُّ الرَّاْيَ وَيَقْدَحُ فِيهِ وَيَعْتَبِرُهُ اتِّبَاعاً لِلْهَوَى, ثُمَّ نَسْمَعُ حَدِيثاً آَخَرَ يَمْدَحُ الرَّاْيَ! فَلِمَاذَا هَذَا التَّنَاقُضُ بَيْنَ حَدِيثَيْنِ صَحِيحَين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَاتَنَاقُضَ وَلَاتَعَارُضَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ؟ لِاَنَّ الرَّاْيَ الْمَذْمُومَ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ, هُوَ الَّذِي يُعَارِضُ نَصّاً مِنَ النُّصُوصِ الصَّرِيحَةِ, كَاَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً, ثُمَّ يَقُولُ عَنِ الْقُرْآنِ اَنَّهُ قَالَ كَذَا وَعَنِ السُّنَّةِ اَنَّهَا قَالَتْ كَذَا, لَكِنَّ رَاْيِي خِلَافَ ذَلِكَ مِمَّا قَالَا, فَهَذَا هُوَ الرَّاْيُ الْمَذْمُوم, نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا الرَّاْيُ الَّذِي يُسْتَنْبَطُ مِنَ النُّصُوصِ بَعْدَ الِاجْتِهَادِ فَهَلْ يَكُونُ مَمْدُوحاً اَوْ مَذْمُوماً؟ بَلْ يَكُونُ مَمْدُوحاً يَااَخِي, نَعَمْ اَخِي, وَحِينَمَا اَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ اِلَى بَعْضِ الْمَنَاطِقِ, فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَارَسُولَ الله, هَلْ اَكُونُ كَالْحَدِيدَةِ الصَّمَّاءِ الْقَاسِيَةِ؟ اَمْ كَالْحَدِيدَةِ الْمُحَمَّاةِ اللَّيِّنَة؟ بِمَعْنَى هَلْ آَخُذُ النُّصُوصَ الْقُرْآنِيَّةَ وَالنَّبَوِيَّةَ عَلَى ظَاهِرِهَا كَالْحَدِيدَةِ الصَّمَّاءِ (كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْمُتَشَدِّدِينَ الْحَرْفِيِّينَ فِي اَيَّامِنَا) اَمْ اَنْظُرُ اِلَى رُوحِ النَّصِّ وَاُلَيِّنُهُ كَمَا يُلَيِّنُ الْحَدَّادُ الْحَدِيدَ بِالنَّارِ اِلَى دَرَجَةِ تَمْيِيعٍ غَيْرِ مُتَسَيِّبٍ فَوْضَوِيٍّ مُسْتَهْتِرٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَحْكُمُ بِنَاءً عَلَى رُوحِ النَّصّ؟ نَعَمْ اَخِي, وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ اَوْ صَدَقَتِهَا حَتَّى تَفْهَمَ مَعْنَى كَلَامِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ فِي النَّصِّ الَّذِي يَحْتَاجُ اَنْ نَنْظُرَ اِلَى رُوحِهِ كَمَا نَنْظُرُ اِلَى حَرْفِيَّتِهِ الصَّارِمَة,

المعهد القومي للسكر والغدد الصماء يستكمل حملته القوميه تحت شعار «اتحكم فى السكر قبل ما يتحكم فيك»

المعهد القومي للسكر والغدد الصماء يستكمل حملته القوميه تحت شعار «اتحكم فى السكر قبل ما يتحكم فيك»

مصر تحتل المركز التاسع عالمياً من حيث عدد المصابين بمرض السكر والأول على منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا بحوالى 7.5 مليون عام 2024، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 13 مليون عام 2035، وذلك بحسب إحصائيات الاتحاد الفيدرالي الدولى لمرض السكر.واستكمالا لحملة التوعية بمرض

ملخص الفصل الثاني الوحدة الرابعة الغدد الصماء و الوحدة الرابعة المناعة و المرض

ملخص الفصل الثاني الوحدة الرابعة الغدد الصماء و الوحدة الرابعة المناعة و المرض


ملخص الفصل الثاني الوحدة الرابعة الغدد الصماء و الوحدة الرابعة المناعة و المرض

للتحميل كامل ومرتب في المرفقات

× وسائل مقاومة الجسم للأمراض :1) خط دفاع عام 2) خط دفاع خاص

× ما هي الوظيفة الأساسية لجهاز المناعة ؟ ج: منع حدوث المرض بمهاجمة مسببات المرض وقتلها.

× خط الدفاع العام يشمل : 1- الجلد 2- الأهداب والأغشية المخاطية 3- الإفرازات 4- خلايا الدم البيضاء الأكولة 5- البروتينات الوقائية.
الجلد
البشرة الأدمة
هي الطبقة الخارجية و وهي الطبقة الداخلية تتكون من نسيج يختلف وتتكون من أنسجة في سمكه باختلاف ضامة وعضلية وعصبية أجزاء الجسم. وغدد عرقية ودهنية و تنقسم لـ : وأوعية دموية تنتشر فيها ه المستقبلات الحسية ه
الملفات المرفقة

تركي بن عبدالله يستقبل رئيس جمعية «الغدد الصماء»

تركي بن عبدالله يستقبل رئيس جمعية «الغدد الصماء»

خليجية
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في مكتبه بقصر الحكم أمس، رئيس مجلس الجمعية السعودية للغدد الصماء الدكتور عطا الله الرحيلي وعددا من أعضاء الجمعية.وقدم الدكتور الرحيلي لسمو أمير منطقة الرياض شرحا عن دور الجمعية في خدمة المجتمع بتعزيز الرعاية الصحية ورفع مستوى الوعي الصحي والإسهام في إعداد معايير وطنية للممارسة المهنية التخصصية، بالإضافة إلى تشجيع ا

أوروبا تنفق 31 مليار يورو تكلفة تعرض المواطنين لاضطراب الغدد الصماء

أوروبا تنفق 31 مليار يورو تكلفة تعرض المواطنين لاضطراب الغدد الصماء

أكد التقرير الذي نشرته مؤخراً الباحثة البريطانية جوليا فرجوسون في مدرسة كرانفيلد في جامعة بدفورد البريطانية، أن تعرض المواطنين الأوروبيين لاضطراب الغدد الصماء، والذي ينتج عنه أمراضاً مرتبطة بالخلل الهرموني مثل عدم الخصوبة وتشوه في الجهاز التناسلي لدى الذكور وسرطان البروستاتا والثدي والبدانة ومرض السكر

ممن يتألف الجهاز التناسلى و الجهاز البولى والغدد الصماء ؟

[align=center]

الجهاز التناسلي
The reproductive system

وهو الجهاز الذي يتولى عملية التكاثر في الجنسين (الذكر والأنثى).

الجهاز التناسلي الذكري
The male genital system

يتألف الجهاز التناسلي الذكري من قسمين قسم يقوم بعملية إنتاج الحيوانات المنوية وقسم يقوم بنقل هذه الحيوانات إلى البويضة

وظيفته إنتاج الحيوانات المنوية ونقلها إلى الجهاز التناسلي الأنثوي. وهو يتألف من قسمين:
ـ الأعضاء التناسلية الذكرية الداخلية: الخصيتان، البربخان الوعائيان الناقلان للمني، غدة البروستاتا، غدتا بصلة القضيب.
ـ الأعضاء التناسلية الخارجية:القضيب، الصفن.
الأعضاء التناسلية الذكرية الداخلية:
The internal male genital organs
الخصيتان
Testes

تقومان بصنع الحيوانات المنوية وإفراز هرمون السنستوستيرون. والخصية الواحدة تنتج ما بين 50 مليوناً و 100 مليون حيوان منوي. وقد يصل العدد إلى 500 مليون حيوان منوي يستطيع كل واحد منها من أن يلقح بويضته.

و هما مسؤولتان عن انتاج النطف وتفرزان إفرازاً داخلياً أصم أي بغير قناة، وهما بلون أبيض مائل للزرقة وتستقران في كيس الخصيتين (الصفن) الذي يقع خارج الجسم. يبلغ طول الخصية بين 4 ـ 5 سم وسماكتها 2,5 ـ 3,5 سم ويبلغ وزنها بين 20 ـ 25 غ، ولهذه الغدد قناة تخرج منها الخلايا التناسلية.
البربخ
Epididymis
وهي القناة التيينتقل المني عبرها من الخصية إلى الأسهر. ويُقسم البربخ إلى ثلاثة أقسام رأس، جسم، وذنب، يقع الرأس على مقدم الخصية بينما يستقر الجسم على الحافة العلوية للخصية، أما الذنب فيقع أمام الخصية الخلفية ويرتبط بها برباط ليفي.
القناة الناقلة للمني
Vas deferens
وهيقناة يبلغ طولها 45 سم تمتد بين ذنب البربخ والمثانة، يمر عبرها المني إلى الحويصلات المنوية.
الحويصلات المنوية
Seminal vesicula
ويجتمع فيها المني ويخزن حتى يتم الدفق، يتألف كل حويصلة من: قعر، جسم، والقناة الدافقة.
القناة الدافقة
Ejaculatory duct
وهي عبارة عن قناة تنتقل خلالها محتويات الحويصل المنوي، يبلغ طولها 2,5 سم.
غدتا كوبر
Bulbo uretheral glands
غدتان صغيرتان تقعان بين الاحليل الغشائي وبصلة الأحليل وهما مزودتان بقناتين مفرغتين تصبان في الأحليل.
البروستات
Prostate
غدة بشكل محزوطي تحيط بعنق المثانة والإحليل. لها وجهان أحدهما أمامي والثاني خلفي. إضافة إلى وجهين جانبين. وهي تتألف من نسيج غدي محاط بمحفظة ليفية عضلية وتتألف من ثلاثة فصوص. وهي تفرز سائلاً مائياً تقذف به إلى الإحليل.

الجهاز التناسلي الأنثوي
The female genital system

يتألف الجهاز التناسلي في الأنثى من قسمين:
ـ الأعضاء التناسلية الخارجية External genital organs
ـ الأعضاء التناسلية الداخلية Internal female genital organs
الأعضاء التناسلية الأنثوية الداخلية:
الرحم
Uterus

الرحم هو بيت الولد. الرحم جزء عظيم الشأن من أجزاء عضو التناسل في المرأة وهو ما يعبر عنه العامة ببيت الولد، فيه تتلقح بيضة المرأة بمادة الذكر ولا يزال فيه الجنين حتى يولد. هو عضو عضلي في شكل الكمثري مفلطح قليلاً من الأمام والخلف ويتغير شكله على الدوام على على حسب حالة الحياة التناسلية. يبلغ طول هذا العضو عند المرأة العذراء من 6 إلى 8 سم وقطره من 4 إلى 5 سم، فإذا حملت المرأة مرة نما هذا العضو وصار حجمه أكبر. موضعه بين القسم المسمى بالأعور من الأمعاء وبين المثانة، وقد ينحرف عن موضعه هذا حتى أنه ليس في كل مائة امرأة غير 25 تكون أرحامهن في موضعها الطبيعي. وسبب هذا الإنحراف يرجع إلى لبس المرأة للألبسة الضيقة، وخصوصاً المشد الذي يسمى بالكورسيه. وهو الحزام الحديد الذي يضعنه لتدقيق خصورهن. وقد يعتريه الإنحراف أيضاً من تورم بعض الأعضاء المجاورة وهذا نادر.
و الرحم تركيب كمثري الشكل له جدران سميكة وناعمة تخترقه من الأعلى الأنابيب الناقلة للبويضات وهو يتمدد تدريجياً حسب نمو الجنين في داخله.

الرحم وملحقاته: وهو عبارة عن تكوين عضوي يتألف من جدار عضلي سميك يبطنه غشاء رخو مخاطي. ويحيط به من الخارج غطاء من الغشاء البريتوني للبطن لحمايته ودرء الأخطار عنه ويتصل بجانبيه قناتان . ويتألف من قسمين: عنق الرحم، جسم الرحم.
عنق الرحم
The cervix
وهو عبارة عن تركيب نسيجي بشكل اسطواني يتألف من جزئين، الجزء المهبلي والجزء ما فوق المهبلي. وتخترق عنق الرحم قناة هي قناة عنق الرحم مزودة بفوهه فتسمى الفوهة الظاهرة لعنق الرحم أما فوهتها العلوية فتسمى الفوهة الباطنة لعنق لعنق الرحم.
جسم الرحم
Corpus uteri
وهو يستقر في مركز الحوض، أما قعره فيقع تحت مستوى مدخل الحوض وهو مبطن بغشاء يسمى الغشاء المبطن للرحم (Endometrium).
أنبوب فاللوب
Fallopian tube
عبارة عن قناة رفيعة تمتد من الرحم باتجاه المبيض، وهي تنتهي بفروع متموجة مشرشرة تمتد فوق المبيض، ووظيفتها التقاط البويضة بعد انطلاقها من المبيض حيث تنقلها إلى الرحم.
يتألف البوق من أربعة أجزاء: المنطقة الهدبية، المنطقة الصيدانية، المنطقة الخلالية.
المنطقة الهدبية
Infundibulum
وهي الجزء الأخير من البوق، وهو المسؤول عن توجيه البويضة باتجاه فتحة البوق.
المنطقة الصيوانية
Ampulla
وهي تشبه صيوان البوق ومن هنا جاءت تسميتها. تقوم بتوجيه مسار البويضة قبل وبعد التلقيح فتدفعها باتجاه الرحم.
المضيق
Isthmus
وهو عبارة عن تركيب أنبوبي دقيق.
المنطقة الخلالية
area
وهي بطول 1,3 سم وتعد جزء الرحم رغم أنها جزء من البوق.
المبيض
Ovary
هو الغدة التناسلية لدى المرأة. يقع في أسفل الحوض ويقوم بإفراز البويضات القابلة للتلقيح كما يقوم بإفراز الهرمونات الجنسية. المبيضان: ويقعان في أسفل الحوض، ينتج كل مبيض بويضة واحدة. كل شهر قمري تكون جاهزة للتلقيح، تكمن كل بيضة في جراب خاص بها يدعى جراب غراف. والمبيض شبيه إلى حد ما بحبة الفاصولياء. وله قطبان علوي وسفلي وحافتان أمامية وخلفية يتصل من الأعلى بالمساريق المبيضية، ويتصل قطبه العلوي بالبوق. وللأنثى مبيضان يبدآن عملهما في سن البلوغ إذ يفرز أحدهما أو كلاهما بيضة يتهيأ الرحم فيما بعد لاستقبالها.

عندما تصبح البيضة حرة فإنها تفلت من قناة فلوبيوس فتتلف أو قد تدخل قناة فلوبيوس وتنتهي في كيس شبيه بالاجاصة يدعى الرحم
الجهاز البولي
The Urinary system

الجهاز البولي هو الذي ينظم عملية الإخراج في الجسم حيث يتخلص الدم من خلاله من معظم المواد الزائدة عن حاجة الجسم.
يتألف الجهاز البولي من:
الكليتين، الجهاز المفرغ للبول، المثانة البولية وقناة مجرى البول أو (الاحليل).

الكليتان
Kidneys

الكليتان، غدتان تقومان بعملية إفراز البول، إحداهما يمنى والأخرى يسرى. وهي بلون بني محمر يبلغ طولها حوالي 12 سم وعرضها بين 5 و 6 سم شبيهة بحبة الفاصوليا.
الكلية اليسرى هي الأعلى،وتتموضع أمام الضلع الحادي عشر. بينما تقع الكلية اليمنى تحت هذا المستوى وذلك لوجود الكبد فوقها.
والكلية تفرز البول عبر أقنية تسمى «الكؤوس الصغيرة» والتي تؤلف عند تجمعها كؤوساً أكبر تفرغ البول في جوف موجود في سرة الكلية يسمى حوض الكلية. ومنه يتم إرسال يتم إرسال البول إلى المثانة عبر أنبوب طويل يسمى الحالب. ومن المثانة يخرج البول إلى الخارج بواسطة الاحليل.

الغدد الصماء
Endocrine glands

الغدد الصماء غدد لا قنوية تصب إفرازاتها في الدم مباشرة فتنتقل عن طريق الدورة الدموية إلى مختلف أعضاء الجسم. وهي تعمل بالتعاون مع الجهاز العصبي على حفظ توازن الجسم، كما أن التأثير بينهما متبادل. أما الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء فهي عبارة عن مركبات كيمياوية معقدة.
والغدد الصماء التي توجد في الجسم هي:
الغدة النخامية.
الغدة الدرقية.
الغدد جارات الدرقية.
البنكرياس.
الغدتان الكظريتان .
الغدة الصنوبرية.
الغدة التيموسية.

الغدة النخامية
Pituitary gland

هي أكثر الغدد الصماء أهمية من أهم وظائفها ضبط نمو الجسم وهي تتحكم بالكثير من الغدد الصماء الأخرى وقد سميت بهذا الأسم لأن الناس كانوا يعتقدون أنها تفرز المخاط. تقع في قاع الدماغ داخل تجويف عظمي في الجمجمة. حيث ترتبط بالمهيد، وتتألف من جزئين مختلفين هما الفص الأمامي والفص الخلفي ويفصل بينهما جزء صغير. يتحكم الفص الأمامي في نمو الغدد الجنسية ونشاطها وفي إفراز الهرمونات الجنسية. أما الفص الخلفي فهو يفرز هرمون النخامين المسؤول عن انقباض العضلات اللامخططة وعضلات الرحم أثناء الولادة.

الغدة الدرقية
The thyroid gland
وهي أكبر الغدد الصماء تقع تحت الحنجرة مباشرة وتتألف من فصين يقع كل منهما على جانبي القصبة الهوائية. تزن نحواً من 30 غراماٌ وذات شكل هلالي مفتوحة للأعلى. تفرز الغدة الدرقية هرموناً يسمى الدرقين أو«الثيروكسين Thyroxin».
إن ازدياد هرمون الدرقين يؤدي إلى سرعة النمو وزيادة النشاط، إذ تزداد سرعة عملية الأيض وسرعة النبض. كما يصبح الفرد سريع الاستشارة والغضب.
أما نقص هرمون الدرقين فإنه يؤدي إلى الإصابة بمرض الميكسيديما إذ يترهل الجسم ويجف الجلد ويزداد الوزن. ويميل المصاب إلى الكسل والنعاس.

البنكرياس
pancreas
البنكرياس غدة مستطيلة تمتد من الإثني عشر حيث تتموضع أمام العمود الفقري والوريد الأجوف السفلي والكلية اليسرى. لها أهمية في عملية هضم الطعام وتمثيله. وتتألف من أربعة أجزاء هي: الرأس، العنق، الجسم، الذنب.
وللغدة إفرازان داخلي وخارجي ولها قناتان مفرغتان:
1 ـ القناة الكبيرة: وهي طويلة تسير في البنكرياس وتصب على الجدار الأنسي من القطعة العفجية الثانية.
2 ـ القناة اللاحقة: وهي التي تصب على العفج وتتفرع من عنق الغدة.

الغدد جارات الدرقية
The parathyroid glands
وهي غدد صغيرة حجمها بحجم حبة العدس عددها أربع تقع كل اثنتين منها على ناحية من الوجه الخلفي للغدة الدرقية.
تفرز هذه الغدد هرمون الباراثورمون الذي يعمل على ضبط مستوى الفوسفور والكالسيوم في الدم. وعندما ينقص هذا الهرمون في الدم فإنه يسبب التنبه الزائد للجهاز العصبي أما زيادته فتؤدي إلى الإصابة بلين العظام.

الغدتان الكظريتان
The adrenal glands
وهما غدتان تقعان فوق الكليتين، أحدهما يمنى والأخرى يسرى يطلق عليهما أحياناً اسم الغدتين فوق الكلويتين (Suprarenal gland).
تتألف كل غدة من عدة أجزاء هي:
نخاع الكظر، قشرة الكظر.
نخاع الكظر Adrenal medulla
وهو مسؤول عن افراز هرمونين هما الأدرينالين والنور أدرينالين. ولهرهون الادرينالين دورهام في حالات الطوارىء، إذ يزداد إفراز النخاع لهذا الهرمون عند تعرضالإنسان للخطر فتحدث في الجسم عدة تغيرات فسيولوجية مثل ازدياد دقات القلب، وانقباض الأوعية الدموية في الأحشاء، وارتفاع ضغط الدم واتساع حدقة العين.
قشرة الكظر Adrenal cortex
تغطي قشرة الكظر النخاع وهي مصفرة اللون ومخططة بخطوط، تفرز عدة هرمونات منها الكورتيزول Cortisol، الذي يعمل على تحويل بروتينات الجسم إلى سكر بسرعة كي يحصل الجسم على الطاقة اللازمة لوظائفه كما تفرز القشرة هرمون الألدوستيرون Aldosterone وهو ضروري للمحافظة على نسبة متوازنة من البوتاسيوم والصوديوم في الجسم.

الغدة الصنوبرية
Pineal gland
وهي غدة صغيرة تقع في الدماغ المتوسط، لم تعرف وظائفها بشكل دقيق حتى الآن، ولكن يعتقد أن تلفها يؤدي إلى ظهور بعض الأورام ويعتقد أنها تفرز سائلاً يؤثر على ضبط النضج العقلي والجنسي.

الغدة التيموسية
Thymus gland
وهي غدة مسطحة تتألف من فصين مستطيلين صغيرين تقع خلف الجزء العلوي لعظمة الفص، تتكون في الجنين وتنمو في مرحلة الطفولة ثم تأخذ بالضمور في مرحلة البلوغ. ولا تعرف وظائفها على وجه التحديد[/align]

السلام عليكم

مشكور على المعلومات
يعطيك العافية

مشكور على هذه
المعلومات الاضافيه
مشكوووووووووووووووووووور
يعطيك الف عافيه
معلومات جميلة جدا جدا

يارسول الله هل اكون كالحديدة المحماة ام اكون كالحديدة الصماء

يارسول الله هل اكون كالحديدة المحماة ام اكون كالحديدة الصماء
[align=justify]

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ, فَمَا زِلْنَا نَتَحَدَّثُ فِي مَعْرِضِ الرَّدِّ عَلَى الْقُرْآَنِيِّينَ عَنِ السُّنَّةِ, وَاَنَّهَا مَصْدَرٌ اَصْلِيٌّ مِنْ مَصَادِرِ التَّشْرِيعِ الْاِسْلَامِيّ, وَكُلَّمَا مَرَّتْ مَعَنَا آَيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ سَوَاءً مِنْ قَرِيبٍ اَوْ مِنْ بَعِيدٍ, فَاِنَّنَا نَقِفُ عِنْدَهَا وَقْفَةً وَلَوْ كَانَتْ قَصِيرَة, فَمَثَلاً قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ, اِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ, يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(نَعَمْ اَخِي, وَالْمُبَايَعَةُ هِيَ الْمُعَاهَدَةُ الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ طَرَفَيْنِ, عَلَى تَنْفِيذِ اَمْرٍ اَوِ الِامْتِنَاعِ عَنْهُ اَوْ عَنْ نَهْيٍ, نَعَمْ اَخِي, وَلَابُدَّ اَنْ يَتَحَقَّقَ فِي الْمُبَايَعَةِ عُنْصُرُ الرِّضَا, اَيْ لَاتَكُونُ الْمُبَايَعَةُ بِالْاِكْرَاه, نَعَمْ اَخِي الْقُرْآنِيُّ, وَهَذِهِ الْمُبَايَعَةُ الَّتِي حَدَثَتْ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ اَصْحَابِهِ الْكِرَامِ, حَدَثَتْ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ, فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ, اِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله(اَيْ اِنَّ الَّذِينَ يُعَاهِدُونَكَ, اِنَّمَا يُعَاهِدُونَ اللهَ, فَكَانَتْ طَاعَةُ رَسُولِ اللهِ كَطَاعَةِ اللهِ بِدَلِيل{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ اَطَاعَ الله(فَمَا دَامَتْ طَاعَتُهُ وَاجِبَةً اَيُّهَا الْاَخُ الْقُرْآنِيّ, فَالْعَمَلُ بِسُنَّتِهِ كَذَلِكَ يَكُونُ وَاجِباً, نَعَمْ اَخِي, وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ النَّاسِ فِي عُقُودِ الْبَيْعِ اِذَا كَانَ الْمَبِيعُ لَهُ اَهَمِّيَّةً, اَنْ يَضَعَ الْبَائِعُ وَالْمُشْتَرِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَفَّهُ اَوْ يَدَهُ فِي يَدِ الْآخَرِ, وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى الْعَزِيمَةِ فِي تَنْفِيذِ هَذِهِ الصَّفْقَةِ اَوِ الْعَقْدِ الَّذِي اَبْرَمَاهُ فِيمَا بَيْنَهُمَا, نَعَمْ اَخِي, وَهَذِهِ الْبَيْعَةُ الَّتِي حَصَلَتْ بَيْنَ النَّبِيِّ وَاَصْحَابِهِ, سُمِّيَتْ بَيْعَةَ الرِّضْوان, وَسَبَبُهَا: اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاَهْلِهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ, حِينَمَا جَاءَ اِلَى مَكَّةَ لِيَعْتَمِرَ, صَدَّتْهُ قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ, فَحَاوَلَ رَسُولُ اللهِ اَنْ يَتَفَاوَضَ مَعَ قُرَيْشٍ, فَمَنْ يُرْسِلُ مِنْ اَجْلِ تِلْكَ الْمُفَاوَضَاتِ؟ فَمَا كَانَ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَّا اَنْ اَوْعَزَ اِلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ, فَقَالُوا يَارَسُولَ الله: اِنَّ خَيْرَ مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ الْمُهِمَّةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ لِمَكَانَتِهِ فِي قُرَيْشٍ؟ وَلِاَنَّهُمْ يُحِبُّونَهُ وَيُقَدِّرُونَه, نَعَمْ اَخِي, فَاَوْعَزَ رَسُولُ اللهِ اِلَى عُثْمَانَ اَنْ يَدْخُلَ اِلَى قُرَيْشٍ لِيَتَفَاوَضَ مَعَهُمْ, وَحَدَثَ اَنَّ قُرَيْشاً قَالَتْ لِعُثْمَانَ: نَحْنُ نَسْمَحُ لَكَ اَنْ تَطُوفَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَتَعْتَمِرَ! فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا اَفْعَلُ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ يُصَدُّ وَيُمْنَعُ عَنْهُ! نَعَمْ اَخِي, فَتَاَخَّرَتْ عَوْدَةُ عُثْمَانَ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَخِي, وَدَائِماً فِي اَيَّامِ الْقَلَاقِلِ وَالْاَحْدَاثِ, تَحْدُثُ الشَّائِعَات, فَاُشِيعَ بِاَنَّ قُرَيْشاً قَتَلَتْ عُثْمَان! وَطَبْعاً جَرَتِ الْعَادَةُ اَنَّ الرُّسُلَ لَايُقْتَلُون, بِمَعْنَى لَوْ اَنَّ دَوْلَةً اَرْسَلَتْ رَسُولاً اِلَى دَوْلَةٍ اُخْرَى, حَتَّى وَلَوْ كَانَتِ الْعَدَاوَةُ وَالْحَرْبُ بَيْنَهُمَا عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ, فَيَجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الرَّسُولِ اَوِ الدُّبْلُومَاسِي, وَاَنْ يَعُودَ اِلَى الْمَكَانِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ سَالِماً, دُونَ اَنْ يُعْتَدَى عَلَيْهِ بِدَلِيل{وَاِنْ اَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ, فَاَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ, ثُمَّ اَبْلِغْهُ مَاْمَنَه( نَعَمْ اَخِي, وَمَضَتْ هَذِهِ السُّنَّةُ فِي اَيَّامِهِمْ اَنَّ الرُّسُلَ لَايُقْتَلُون, فَلَمَّا اُشِيعَ ذَلِكَ عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ, اِغْتَاظَ الْمُسْلِمُونَ كَثِيراً وَمِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, فَبَايَعُوا رَسُولَ اللهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ, وَهِيَ شَجَرَةٌ هُنَاكَ مَعْرُوفَةٌ اُزِيلَتْ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ مِنْ اَجْلِ دَرْءِ الْمَفْسَدَةِ الَّتِي كَانَ يَفْعَلُهَا اَشْبَاهُ قَوْمِ شُعَيْبٍ مِنْ اَصْحَابِ الْاَيْكَةِ فِي عِبَادَتِهِمْ لِلشَّجَرِ الْكَثِيرِ الْمُلْتَفّ, نَعَمْ اَخِي, فَعَزَمَ اَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ عَلَى اَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ مُنَاجَزَةِ قُرَيْشٍ وَمُقَاتَلَتِهَا وَمُحَارَبَتِهَا اِنْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَقْتَلِ عُثْمَانَ صَحِيحاً؟ لِاَنَّهَا هِيَ الْمُعْتَدِيَة, فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ, يَاْتِي وَيَضَعُ يَدَهُ فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ, وَيُبَايِعُهُ عَلَى اَنْ يَبْقَى مَعَهُ اِلَى آَخِرِ رَمَقٍ كَمَا يُقَال, وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ اَنَّ الْاِشَاعَةَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِمَقْتَلِ عُثْمَانَ كَانَتْ كَاذِبَةً! وَاَنَّهُ لَا اَصْلَ لَهَا! وَلَكِنَّ اَصْلَ نَوَايَاهُمُ الصَّادِقَةِ بِمُبَايَعَةِ اَصْحَابِهِ الْكِرَامِ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, بَقِيَ مَحْفُوظاً عِنْدَ اللهِ ثَوَاباً خَالِصاً لِوَجْهِ اللهِ, وَيَالَيْتَنَا كُنَّا مَعَهُمْ؟ لِنَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً بِرِضْوَانِ الله تَعَالَى, نَعَمْ اَخِي, وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اَفْضَلِيَّةِ عُثْمَانَ ذِي النُّورَيْنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ اللهِ! حِينَمَا اسْتَنْفَرَ الرَّحْمَنُ مَلَائِكَتَهُ وَعَرْشَهُ مِنْ اَجْلِهِ! قَبْلَ اَنْ يَسْتَنْفِرَ رَسُولَ اللهِ وَاَصْحَابَهُ الْاَجِلَّاء! فَنَزَلَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم{لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ اِذْ يُبَايِعُونَك{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ اِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ, يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(اِذاً مُبَايَعَتُهُمْ لَكَ يَارَسُولَ اللهِ تُعْتَبَرُ مُبَايَعَةً لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ(وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا مَعَ عِلْمِ التَّوْحِيدِ وَعُلَمَائِهِ! فَمَا هُوَ مَعْنَى يَدُ اللهِ عِنْدَ عُلَمَاءِ التَّوْحِيد؟ وَنَقُولُ بِاخْتِصَار: عُلَمَاءُ السَّلَفِ يَقُولُونَ: يَدُ اللهِ! وَاَعْيُنُ اللهِ! وَاَقْدَامُ اللهِ! هَذِهِ اُمُورٌ نَكِلُ اَمْرَهَا اِلَى الله, بِمَعْنَى اَنَّنَا نَعْتَقِدُ اَنَّ لِلهِ يَداً وَعَيْناً وَقَدَماً! وَلَكِنَّهَا جَمِيعاً لَيْسَتْ كَاَيْدِي الْمَخْلُوقَاتِ وَلَا اَعْيُنِهِمْ وَلَا اَقْدَامِهِمْ ,وَلَكِنَّهَا يَدٌ وَعَيْنٌ وَقَدَمٌ تَلِيقُ بِذَاتِهِ وَجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا عُلَمَاءُ الْخَلَفِ فَيَقُولُون: يَدُ اللهِ! بِمَعْنَى الْقُوَّةِ وَالْمُرَاقَبَةِ عَلَى هَذِهِ الْبَيْعَة, وَنَقُولُ لِلشيعة: مَاذَا تَقُولُونَ فِيمَا قَالَهُ عُلَمَاءُ السَّلَفِ؟ قَالُوا عُلَمَاءُ السَّلَفِ مُجَسِّمُون! وَنَقُولُ لِلشِّيعَة: وَمَاهُوَ الْعَيْبُ فِي هَذَا التَّجْسِيمِ اِذَا كَانَ تَجْسِيماً غَيْرَ مَحْدُودٍ وَلَانِهَايَةَ لَهُ وَيَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّة؟ وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ؟ هَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تَعْبُدُوا هَوَاءً غَيْرَ مُجَسَّم؟ وَهَلْ اَفْئِدَتُكُمْ هَوَاء؟ وَنَقُولُ لِلشِّيعَةِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْهَوَاءُ عَدِيمَ اللَّوْنِ فَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الْهَوَاءَ غَيْرُ مُجَسَّمٍ وَلَايَحْتَلُّ حَيِّزاً سَوَاءً كَانَ هَذَا الْحَيِّزُ مَحْدَوداً اَوْ غَيْرَ مَحْدُود؟ فَاِذَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ اَنْ تَعْبُدُوا اللهَ عَلَى اَنَّهُ كَالْهَوَاءِ اللَّطِيفِ اَوِ النُّورِ اللَّطِيفِ! فَاِنَّ الْهَوَاءَ وَالنُّورَ مُجَسَّمَانِ اَيْضاً! بِدَلِيلِ اَنَّ الظُّلْمَةَ مَوْجُودَةٌ بِمَا فِيهَا مِنَ الْهَوَاءِ وَلَايُمْكِنُكُمْ اِنْكَارُهَا, بِمَعْنَى اَنَّ وُجُودَ الظَّلَامِ الْمُجَسَّمِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى وُجُودِ النُّورِ الْمُجَسِّمِ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ! فَهَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تَعْبُدُوا اِلَهَاً لِلنُّورِ وَاِلَهاً آَخَرَ لِلظَّلَامِ اَيْضاً وَهُمَا جَمِيعاً مُجَسَّمَان؟ فَلَايُمْكِنُكُمُ الْهَرَبُ مِنَ التَّجْسِيمِ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَداً وَلَوْ صَحَّحْتُمْ عَقِيدَتَكُمْ اِلَّا اِذَا كَانَ وُجُودُ اللهِ مَعْدُوماً وَهَذَا لَايَقُولُ بِهِ اِلَّا الْمَجْنُونُ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَعْبُدَ اِلَهاً مَعْدُوماً اَوْ عَدَماً لَاوُجُودَ لَهُ اَصْلاً! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: مَاذَا تَقُولُونَ فِيمَا قَالَهُ عُلَمَاءُ الْخَلَف؟ قَالُوا: عُلَمَاءُ الْخَلَفِ مُعَطّلَة! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: وَمَاذَا عَطَّلُوا؟ قَالُوا: عَطَّلُوا مَااَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْاَيْدِي وَالْاَعْيُنِ وَالْاَقْدَامِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَه! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: وَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى تَصْحِيحِ عَقِيدَتِهِمْ؟ قَالُوا: اَنْ يَجْمَعُوا اَقْوَالَ عُلَمَاءِ السَّلَفِ مَعَ اَقْوَالِهِمْ مُوقِنِينَ بِهَا جَمِيعاً وَمِنْ دُونِ فَصْلٍ لِاَقْوَالِهِمْ عَنْ اَقْوَالِ عُلَمَاءِ السَّلَف! وَنَقُولُ لِلْوَهَّابِيَّة: فِعْلاً كَلَامُكُمْ صَحِيح, فَاِذَا اَثْبَتُوا مَااَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالْقَدَمِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ, فَلَاغُبَارَ عَلَى عَقِيدَتِهِمْ فِي اَيِّ كِنَايَةٍ يُطْلِقُونَهَا عَلَى الْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالْقَدَمِ وَمَااِلَى هُنَالِكَ مِمَّا اَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنْ اَعْضَاءَ لَيْسَتْ كَاَعْضَاءِ الْمَخْلُوقِينَ؟ لِاَنَّ كَلَامَ اللهِ فِي اِثْبَاتِ الْيَدِ الْاِلَهِيَّةِ لَهُ سُبْحَانَهُ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَى الَّذِي اَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ السَّلَف! كَمَا اَنَّهُ يَحْتَمِلُ الْكِنَايَةَ الَّتِي اَطْلَقَهَا عُلَمَاءُ الْخَلَفِ اَيْضاً! وَلَكِنَّهُ لَايَحْتَمِلُ اَبَداً اَنْ نَفْصِلَ مَااَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ الْاِثْبَاتِ وَعَدَمِ التَّعْطِيلِ عَمَّا اَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ الْخَلَفِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يُؤَدِّي بِنَا اِلَى اِنْكَارِنَا لِلْكِنَايَةِ الَّتِي اَطْلَقَهَا الْخَلَفُ وَاِلَى اَنْ نَكُونَ غَيْرَ مُوقِنِينَ بِهَا وَهَذَا يُؤَدِّي بِنَا اِلَى الْكُفْرِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ؟ لِاَنَّهُ يُؤَدِّي بِنَا اِلَى تَعْطِيلِ الْقُوَّةِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالْقُدْرَةِ الَّتِي اَطْلَقَهَا الْخَلَفُ وَوَصْفِهَا بِالْعَجْزِ وَالشَّلَل! نَعَمْ اَخِي كَمَا اَنَّهُ لَا يَحْتَمِلُ اَيْضاً اَنْ نَفْصِلَ مَااَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ الْخَلَفِ* مِنَ كِنَايَةِ الْيَدِ الْاِلَهِيَّةِ عَنِ الْقُوَّةِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالْقُدْرَةِ, *عَمَّا اَطْلَقَهُ عُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ الْاِثْبَاتِ لِوُجُودِ الْيَدِ الَّتِي تَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَغَيْرِهَا مِمَّا لَمْ يُنْكِرْ سُبْحَانَهُ عَلَى نَفْسِهِ وُجُودَهُ مِنْ هَذِهِ الْاَعْضَاء! وَلَكِنَّهُ اَنْكَرَ تَمَاثُلَهَا وَتَشَابُهَهَا مَعَ اَعْضَاءِ مَخْلُوقَاتِهِ بِقَوْلِهِ{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَد(نعم اخي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ اَقْوَالِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ مُوقِنِينَ بِهَا جَمِيعاً, وَلَا يَنْفَعُ اِيمَانَنَا مُطْلَقاً اَنْ نَخْتَارَ مِنْ اَقْوَالِ اَحَدِ الْفَرِقَيْنِ مُنْفَصِلاً عَنْ اَقْوَالِ الْفَرِيقِ الْآَخَرِ بِحُجَّةِ اَنَّهُ لَاغُبَارَ عَلَى عَقِيدَتِنَا اِذَا اعْتَقَدْنَا بِاَقْوَالِ اَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ دُونَ الِاعْتِقَادِ بِاَقْوَالِ الْآَخَرِ! فَهَذَا قَوْلٌ بَاطِلٌ لَا اَسَاسَ لَهُ مِنَ الصِّحَّةِ؟ لِاَنَّنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَقْوَالِ الْفَرِيقَيْنِ مَعاً لِيَكْمُلَ اِيمَانُنَا, وَاِلَّا فَاِنَّ اِيمَانَنَا يَبْقَى نَاقِصاً وَلَا يْنْفَعُنَا الْاِيمَانُ النَّاقِصُ عِنْدَ اللهِ اَبَداً .. نَعَمْ يَارَسُولَ الله! اَنْتَ تُبَايِعُهُمْ, وَهُمْ يُبَايِعُونَكَ, وَعَلَيْكَ اَنْ تَتَصَوَّرَ اَيْضاً اَنَّ يَدَ اللهِ فَوْقَكُمْ وَفَوْقَ اَيْدِيكُمْ! نَعَمْ اَخِي, اِنَّهُ تَظْلِيلٌ اِلَهِيٌّ لِمَعْنَى الْمُبَايَعَة! وَهَذَا التَّظْلِيلُ يُفِيدُ بِاَنَّهُ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهَذِهِ الْمُبَايَعَةِ الَّتِي مِنْ اَهَمِّ اَرْكَانِهَا السُّنَّةُ الشَّرِيفَة(اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ اِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله(وَكَلِمَةُ اللهِ جَاءَتْ مَنْصُوبَةً؟ لِاَنَّهَا مَفْعُولٌ بِهِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَه{يَدُ الله(وَاَمَّا هُنَا فَكَلِمَةُ يَد هِيَ مُضَاف, وَقَدْ جَاءَتْ كَلِمَةُ اَللهِ مَجْرُورَة؟ لِاَنَّهَا مُضَافٌ اِلَيْهَا اَيْ اِلَى الْيَد{فَمَنْ نَكَثَ, فَاِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ(وَكَلِمَةُ نَكَثَ هُنَا فِي الْآيَةِ: بِمَعْنَى خَانَ الْعَهْدَ اَوِ الْبَيْعَةَ اَوِ الْمُبَايَعَة, وَلِذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ: فَاِنَّمَا اِثْمُ خِيَانَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ, اَيْ يَعُودُ عَلَيْهِ, بِمَعْنَى اَنَّ تَدَاعِيَاتِ نَكْثِهِ مُبَايَعَتَهُ وَخِيَانَتِهِ الْخَطِيرَةِ وَعَوَاقِبِهَا الْوَخِيمَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, سَيَعُودُ حَصَادُهَا الْمُرُّ عَلَيْهِ اِنْ لَمْ يَتُبْ اِلَى اللهِ نَصُوحاً, نَعَمْ اَخِي, وَ قَدْ قَالَ عُلَمَاؤُنَا رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ: اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَى اَنَّهُ لَمْ يَنْكُثْ وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ اَيْ مِنَ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ الْاَجِلَّاءِ هَذِهِ الْمُعَاهَدَةَ الَّتِي عَاهَدُوا بِهَا وَعَلَيْهَا رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَخِي, فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشِّيعَةُ بِاَنَّهُمْ نَكَثُوهَا فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ, فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ: اِنَّ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ حَصَلَتْ بِسَبَبِ اِشَاعَةٍ كَاذِبَةٍ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ بَنَى اللهُ عَلَيْهَا مَابَنَى مِنَ الرِّضْوَان! فَمَا بَالُكُمْ وَقَدْ حَصَلَتْ وَقْعَةُ الْجَمَلِ بَعْدَ تَدَاعِيَاتٍ مِنْ اِشَاعَةٍ حَقِيقِيَّةٍ فِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ يَقُولُ اللهُ فِيهَا{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلَايُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ اِنَّهُ كَانَ مَنْصُورَا(فَاِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ قَدِ اسْتَنْفَرَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى وَالْعَرْشَ وَالْمَلَائِكَةَ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ اَجْلِ يَهُودِيِّ ذِي ظُلُمَاتٍ مِنَ الْكُفْرِ وَالْعَدَاوَةِ لِلْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ وَلَكِنَّهُ مَظْلُوم بِدَلِيل{اِنَّا اَنْزَلْنَا اِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا اَرَاكَ اللهُ وَلَاتَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمَا(فَكَيْفَ لَايَسْتَنْفِرُهَا سُبْحَانَهُ جَمِيعاً* عَلَى عَلِيٍّ وَاَهْلِ بَيْتِهِ بِقَوْلِهِ{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً(*مِنْ اَجْلِ ذِي النُّورَيْنِ الْمَظْلُومِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ(نَعَمْ اَخِي{وَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا(قَرَاَ حَفْصٌ وَالزُّهْرِيُّ بِبِنَاءِ الْهَاءِ عَلَى الضَّمَّةِ فِي كَلِمَةِ عَلَيْهُ وَهِيَ بَعْضُ لَهَجَاتِ الْعَرَبِ! فَبَدَلَ اَنْ يَقُولُوا مَثَلاً{صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(فَاِنَّهُمْ يَقُولُونَ{صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهُمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهُمْ وَلَا الضَّالّين(بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَبْنُونَ هَذَا الضَّمِيرَ وَهُوَ هَاءُ الْغَائِبِ عَلَى الضَّمَّة فِي لَهْجَتِهِمْ وَهِيَ قِرَاءَةُ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ الَّتِي مَعَنَا فَقَطْ دُونَ بَاقِي الْقُرْآَن وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{عَلَيْهُ اللهَ( نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا مَاعَدَا حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ, فَقَرَؤُوهَا عَلَى الْاَصْلِ بِالْكَسْرِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{عَلَيْهِ الله( وَكَلِمَةُ اَللهَ هُنَا هِيَ لَفْظُ الْجَلَالَةِ الْمُرَقَّقِ! لِمَاذَا الْمُرَقَّق؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الْقَاعِدَةَ التَّجْوِيدِيَّةَ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ تَقُول: اِذَا كَانَ مَاقَبْلَ لَفْظِ الْجَلَالَةِ كَسْرَةٌ اَصْلِيَّةٌ اَوْ طَارِئَةٌ عَارِضَةٌ, فَاِنَّ لَامَ لَفْظِ الْجَلَالَةِ تُرَقَّق, نَعَمْ اَخِي: فَالْكَسْرَةُ الْاَصْلِيَّةُ مَوْجُودَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً بِسْمِ الله, وَاَمَّا الْكَسْرَةُ الطَّارِئَةُ الْعَارِضَةُ, فَمَوْجُودَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{بَلِ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ بَلْ هِيَ فِي الْاَصْلِ لَيْسَتْ مَكْسُورَة, وَاِنَّمَا هِيَ سَاكِنَةٌ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{بَلْ(وَلَكِنْ مَاهِيَ قِصَّةُ الْكَسْرَةِ الَّتِي طَرَاَتْ عَلَيْهَا فَجْاَةُ وَمِنْ دُونِ سَابِقِ اِنْذَار؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِنَّ الْقَاعِدَةَ النَّحَوِيَّةَ الْعَرَبِيَّةَ الَّتِي يَجِبُ عَلَيْكَ شَرْعاً اَنْ تَحْفَظَهَا تَقُول: لَايَلْتَقِي سَاكِنَانِ فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ, وَاِنَّمَا يَلْتَقِيَانِ فِي اللُّغَةِ الْاَجْنَبِيَّة, فَمَاهُمَا هَذَانِ السَّاكِنَانِ اللَّذَانِ لَا يَلْتَقِيَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَمَّا السَّاكِنُ الْاَوَّلُ, فَهُوَ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{بَلْ(وَاَمَّا السَّاكِنُ الثَّانِي, فَهُوَ اللَّامُ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَللهُ( وَهِيَ لَامُ التَّضْعِيفِ الْمُشَدَّدَةِ الَّتِي جَمَعَتْ لَاماً سَاكِنَةً وَلَاماً مُتَحَرِّكَةً فِي لَفْظِ الْجَلَالَة, وَلِذَلِكَ نَقْرَؤُهَا فِي كَلِمَةِ بَلْ بِكَسْرَةٍ طَارِئَةٍ اَوْعَارِضَةٍ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي فِي حَالَةِ الْوَصْلِ وَمِنْ دُونِ سُكُونٍ اَصْلِيَّة{بَلِ اللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِين(وَلَكِنْ نَقْرَؤُهَا بِسُكُونٍ اَصْلِيَّةٍ فِي حَالَةِ الْوَقْفِ وَمِنْ دُونِ كَسْرَةٍ عَارِضَةٍ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{بَلْ(نَعَمْ اَخِي, وَكَذَلِكَ الْحَالُ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَاَ قَوْلَهُ تَعَالَى عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{عَلَيْهِ اللهَ(نَعَمْ اَخِي: اَلْبُلَغَاءُ يَقُولُونَ اِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَاَهَا{عَلَيْهُ اللهَ(جَمَعَتْ مَابَيْنَ شِدَّةِ الْعَهْدِ فِي مَعْنَاهُ وَفِي لَفْظِهِ, بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْمُعَاهَدَةَ ثَقِيلَةٌ وَشَدِيدَةٌ, فَلَفْظُهَا كَذَلِكَ جَاءَ ثَقِيلاً فِي قِرَاءَةِ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ, خِلَافاً لِقَرَاءَةِ غَيْرِهِمَا لِمَا فِيهَا مِنَ التَّرْقِيقِ الَّذِي اَوْضَحْنَاه, وَلِذَلِكَ جَاءَ حَفْصٌ وَالزُّهْرِيُّ بِهَذِهِ الضَّمَّةِ مِنْ بَعْضِ لَهَجَاتِ الْعَرَبِ؟ حَتَّى يَكُونَ لَفْظُ الْجَلَالَةِ مُفَخَّماً؟ لِيُفِيدَ بِمَعْنَاهُ وَلَفْظِهِ مَعاً ثِقَلَ هَذِهِ الْمُعَاهَدَةِ فِي قِرَاءَةِ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ؟ وَلِيُفِيدَ ثِقَلَهَا فِي الْمَعْنَى فَقَطْ دُونَ اللَّفْظِ اَوِ النُّطْقِ فِي قِرَاءَةِ غَيْرِهِمَا, وَلِذَلِكَ جَاءَتْ قِرَاءَةُ حَفْصٍ وَالزُّهْرِيِّ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{فَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا(وَاَمَّا قِرَاءَةُ غَيْرِهِمَا{فَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللهَ(نَعَمْ اَخِي, وَقُرِاَتْ اَيْضاً هَذِهِ الْآًيَةُ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{فَسَنُؤْتِيهِ( بِنُونِ الْمُتَكَلّمِ الْمُفْرَدِ الْمُعَظّمِ نَفْسَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, نَعَمْ اَخِي, لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل: مَابَالُ هَمْزَةِ الْوَصْلِ فِي كَلِمَةِ{(اَ)للُهَ؟(وَاَقُو لُ لَكَ اَخِي: تُكْتَبُ وَتُلْفَظُ فِي حَالَةِ الْبَدْءِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{اَللهَ( وَلَكِنَّهَا تُكْتَبُ وَلَاتُلْفَظُ فِي حَالَةِ الْوَصْلِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{بَلِ اللهُ(لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ اَيْضاً: لِمَاذَا سُمِّيَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بِهَذَا الِاسْمِ مِنَ الرِّضْوَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ عَنْهَا{لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ اِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ, فَعَلِمَ مَافِي قُلُوبِهِمْ, وَاَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ, وَاَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيبَا(نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا كَانَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ{فَعَلِمَ مَافِي قُلُوبِهِمْ(وَاَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُمْ وَاَعْنِي بِذَلِكَ الصَّحَابَةَ الْكِرَام, فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُو, لَوْ عَلِمَ اللهُ اَنَّهُمْ سَيَنْكُثُونَ الْعَهْدَ, مَاقَالَ اَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُمْ, وَاِلَّا فَاِنَّ خَبَرَ اللهِ خَالَفَ الْوَاقِعَ فِي رِضَاهُ عَنْهُمْ بِصِيغَةِ الْمَاضِي الَّذِي يُفِيدُ الْمُسْتَقْبَلَ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ وَهُوَ قَوْلُهُ رَضِيَ وَمِثْلُهُ اَيْضاً قَوْلُهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْبَعِيد{وَاِذْ (قَالَ) اللهُ يَاعِيسَى بْنَ مَرْيَمَ اَاَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ( نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا لَايَلِيقُ بِذَاتِ اللهِ وَلَا بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ! اَنْ يَكُونَ رَاجِعاً فِي هِبَتِهِ الَّتِي وَهَبَهَا لَهُمْ مِنْ رِضَاهُ عَلَيْهِمْ كَمَا يُشَبِّهُهُ بِذَلِكَ كِلَابُ اَهْلِ النَّارِ مِنَ الشِّيعَةِ قَبَّحَهُمُ اللهُ! حِينَمَا لِسَانُ حَالِهِمْ يَقُولُ عَنْهُ سُبْحَانَهُ اَنَّهُ الرَّاجِعُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ الَّذِي يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيرَا, فَاِذَا كَانُوا لَايَرْضَوْنَ ذَلِكَ لِاَنْفُسِهِمْ اَنْ يَرْجِعُوا فِي هِبَتِهِمْ كَالْكِلَابِ الَّتِي تَرْجِعُ لِتَلْحَسَ خُرَاءَهَا وَخُرَاءَ مُعَمَّمِيهَا وَلَاتَرْضَى حَتَّى اَنْ تَهَبَهُ لِدِيدَانِ الْاَرْضِ! فَكَيْفَ يَرْضَوْنَ اَنْ يَهَبُوا عُيُونَهُمْ اَوّلاً ثُمَّ اَجْسَادَهُمْ لِدِيدَانِ الْاَرْضِ وَلَوْ رَغْماً عَنْهُمْ؟ هَلْ هُمْ اَوْفِيَاءُ لِدِيدَانِ الْاَرْضِ اَكْثَرَ مِنْ وَفَاءِ الْكِلَابِ لَهَا وَلَهُمْ؟ وَيَالَيْتَ وَفَاءَهُمْ لِلهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ مِعْشَارَ وَفَائِهِمْ لِهَذِهِ الدِّيدَانِ وَلِمَا يَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ الله! فَاَيْنَ وَفَاؤُهُمْ لِلهِ وَحْدَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون( مَعَاذَ اللهِ! وَلَكِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ ذَلِكَ لِلهِ اَنْ يَكُونَ كَخِسَّتِهِمْ وَخِسَّةِ كِلَابِهِمْ مِنَ الْمُعَمَّمِينَ عَلَى عَامَّةِ الشِّيعَةِ! اَنْ يَرْجِعُوا فِي قَيْءِ اَسْيَادِهِمْ بِاَلْسِنَتِهِمْ لَا بِاَلْسِنَةِ اَسْيَادِهِمْ! وَاَنْ يَزْحَفُوا عَنْهُمْ اِلَى التُّرْبَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ دُونَ اَنْ يُحَرِّكَ اَسْيَادُهُمْ سَاكِناً! وَاِنَّمَا يَنْهَقُونَ كَالْحَمِيرِ بِقَوْلِهِمْ كَمْ كُنَّا نَتَمَنَّى اَنْ نَكُونُ مَعَكُمْ! نعَم اَخِي, اِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ عَلَى اللهِ اَنْ يَكُونَ خَسِيساً مِثْلَ كِلَابِهِمْ بَلْ اَحْقَرَ مِنْهُمْ خِسَّةً! حِينَمَا يَرْجِعُ سُبْحَانَهُ عَمَّا وَهَبَهُ مِنْ رِضَاهُ وَرَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ لِلصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاجِ وَالْآَلِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ فِي اَكْثَرِ مِنْ آًيَةٍ وَمِنْهَا{وَالسَّابِقُونَ الْاَوَّلُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِاِحْسَانٍ, رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ, وَاَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْاَنْهَار( نَعَمْ اَخِي, فَهَذَا مُسْتَحِيلٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى اَنْ يَرْجِعَ عَمَّا وَهَبَهُ لَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْجَنَّاتِ وَهَذَا النَّعِيمِ وَلَوْ اَنَّ الْقَاعِدَةَ الْعَامَّةَ الْمَنْطِقِيَّةَ تَقُولُ لَاشَيْءَ عَلَى اللهِ مُسْتَحِيل وَلَكِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ اِذَا طَبَّقْنَاهَا عَلَى الصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاجِ وَالْآَلِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ جَمِيعاً وَعَاهَدُوهُ وَكَانُوا خَيْرَ مَنْ نَفَّذَ الْعَهْدَ مَعَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام.. نَعَمْ اَخِي, وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين: فَهَذِهِ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ, هِيَ مِنَ الْاَدِلَّةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ يَجِبُ الْعَمَلُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَخِي, وَنَاْتِي الْآَنَ اِلَى سُورَةِ مُحَمَّدٍ, وَفِيهَا قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اَطِيعُوا اللهَ, وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ, وَلَاتُبْطِلُوا اَعْمَالَكُمْ(نَعَمْ اَخِي, وَفِيمَ نُطِيعُ الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم, وَاَطِيعُوا رَسُولَهُ اَيْضاً فِي حَيَاتِهِ وَهُوَ حَيٌّ, وَفِي اتِّبَاعِ سُنَّتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ اَيْضاً, وَلِذَلِكَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ, حِينَمَا كَانَ يُرْسِلُ رُسُلَهُ وَقُضَاتَهُ اِلَى الْاَقَالِيمِ وَاِلَى الْوِلَايَاتِ, كَانَ يَمْتَحِنُهُمْ وَيَخْتَبِرُهُمْ, فَلَمَّا اَرْسَلَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, سَاَلَهُ بِمَ تَحْكُمُ اِذَا عَرَضَتْ عَلَيْكَ قَضِيَّة؟ قَالَ بِكِتَابِ الله, قَالَ فَاِنْ لَمْ تَجِدْ, قَالَ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ الله, قَالَ فَاِنْ لَمْ تَجِدْ, فَقَالَ اَجْتَهِدُ رَاْيِي وَلَا آَلُو, نَعَمْ اَخِي, قَالَ لَهُ رَسُولُ الله: اِذْهَبْ فَقَدْ عَيَّنَّاكَ قَاضِياً عَلَى الْيَمَنِ! فَاِذَا صَدَرَتْ مُشْكِلَةٌ اَوْ قَضِيَّةٌ اَمَامَكَ, فَبِاَيِّ شَيْءٍ تَحْكُمُ؟ فَقَالَ بِكِتَابِ اللهِ, فَقَالَ لَهُ: اِذَا لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللهِ عِلَاجٌ اَوْ حَلٌّ اَوْ جَوَابٌ اَوْ فَتْوَى عَلَى هَذِهِ الْقَضِيَّةِ, فَبِاَيِّ شَيْءٍ تَحْكُمُ؟ فَقَالَ بِسُنَّةِ رَسُولِ الله, وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين: وَهَذَا دَلِيلٌ آَخَرُ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِالسُّنَّة, قَالَ فَاِنْ لَمْ تَجِدْ, قَالَ اَجْتَهِدُ رَاْيِي لَا آَلُو, نَعَمْ اَخِي, وَكَلِمَةُ لَا آَلُو, بِمَعْنَى لَا اُقَصِّرُ فِي الِاجْتِهَادِ, بِمَعْنَى اَنِّي سَاَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِي, وَطَبْعاً اَخِي فَاِنَّ الْقِيَاسَ نَوْعٌ مِنْ اَنْوَاع ِالِاجْتِهَادِ, فَاِذَا حَدَثَتْ قَضِيَّةٌ وَلَايُوجَدُ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ يَتَعَلَّقُ بِالْاِجَابَةِ عَلَيْهَا, فَاِنِّي اُفَتِّشُ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ عَنْ قَضِيَّةٍ تُمَاثِلُهَا, فَاَقِيسُهَا عَلَيْهَا وَاُصْدِرُ الْحُكْمَ كَمَا يَقُولُ مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَمَاذَا فَعَلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ سَمَاعِهِ لِمَا قَالَهُ مُعَاذ؟ ضَرَبَ فِي صَدْرِهِ! وَقَال اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ اِلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَه, نَعَمْ اَخِي, وَهَذِهِ الضَّرْبَةُ عَلَى صَدْرِ مُعَاذٍ, هِيَ كِنَايَةٌ عَنْ مَحَبَّةِ رَسُولِ اللهِ لِمُعَاذٍ وَاِعْجَابِهِ بِهِ وَاِقْرَارِهِ لِمَا قَالَهُ, بِدَلِيلِ اَنَّهَ حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اَنْ وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي اللهَ وَرَسُولَه, نَعَمْ اَخِي, لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل: نَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّ الْمَصَادِرَ الْاَصْلِيَّةَ هِيَ الْقُرْآَنُ وَالسُّنَّةُ وَالْاِجْمَاعُ وَالْقِيَاسُ, فَلِمَاذَا لَمْ يَذْكُرْ رَسُولُ اللهِ الْاِجْمَاعَ فِي هَذَا الْحَدِيث؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الْاِجْمَاعَ لَايَلِيقُ اَنْ يَكُونُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ بِدَلِيل{لَاتُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِه{وَمَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَامُؤْمِنَةٍ اِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ اَمْراً اَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ اَمْرِهِمْ{فَلَا وَرَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَايَجِدُوا فِي اَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُوا تَسْلِيمَا(نَعَمْ اَخِي, فَالْاِجْمَاعُ لَايَلِيقُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ اَنْ يَكُونَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ, وَاِنَّمَا يَكُونُ الْاِجْمَاعُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ؟ لِاَنَّ الْمَرْجِعَ لَهُمْ هُوَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَيَاتِهِ فِي كُلِّ الْاُمُورِ الَّتِي نَطَقَ اللهُ بِهَا وَرَسُولُهُ قَوْلاً اَوْ فِعْلاً اَوْ تَقْرِيراً, وَاَمَّا بَعْدَ وَفَاتِهِ, فَاِنَّ الْمَرْجِعَ فِيمَا سَكَتَ عَنْهُ اللهُ وَرَسُولُهُ غَيْرَ نَسْيَانَ سُبْحَانَهُ وَلَكِنْ رَحْمَةً بِالنَّاسِ جَمِيعاً, هُمُ الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاءِ, وَلَوِ اخْتَلَفُوا فَاِنَّ اخْتِلَافَهُمْ رَحْمَةٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً, لَكِنْ ضِمْنَ حُدُودِ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَالنَّصِّ النَّبَوِيِّ, وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الِاجْتِهَادَ خَارِجَ مَوْرِدِ النَّصَّيْنِ سَوَاءً كَانَ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءُ مِنَ الْاَزْوَاجِ اَوِ آَل ِالْبَيْتِ اَوِ الصَّحَابَةِ اَوِ التَّابِعِينَ اَوْ اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ اَوْ خَلَفِهِمْ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهُمُ الْمَرْجِعُ بَعْدَ وَفَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ يَجْتَهِدُونَ, فَاِذَا اَجْمَعُوا وَاتَّفَقُوا عَلَى رَاْيٍ وَاحِدٍ, كَانَ ذَلِكَ اِجْمَاعاً لَايَجُوزُ شَرْعاً لِاَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مُخَالَفَتُهُ, نَعَمْ اَخِي, فَاِذَا وَافَقَتِ الْاَكْثَرِيَّةُ, وَخَالَفَتِ الْاَقَلّيَّةُ, فَاِنَّ رَاْيَ الْاَكْثَرِيَّةِ يُسَمَّى رَاْيَ الْجُمْهُور, فَحِينَمَا نَقُولُ فِي دِرَاسَاتِنَا الْاِسْلَامِيَّةِ هَذَا رَاْيُ الْجُمْهُورِ, فَالْمَعْنَى اَنَّهُ رَاْيُ الْاَكْثَرِيَّة, نَعَمْ اَخِي, وَكَانَتِ الْاَقَلّيَّةُ الْمُخَالِفَةُ تَنْزِلُ عَلَى رَاْيِ الْاَكْثَرِيَّةِ فِي الْاُمُورِ الْعَامَّة, نَعَمْ اَخِي, وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا: اَحْيَاناً نَسْمَعُ حَدِيثاً يَذُمُّ الرَّاْيَ وَيَقْدَحُ فِيهِ وَيَعْتَبِرُهُ اتِّبَاعاً لِلْهَوَى, ثُمَّ نَسْمَعُ حَدِيثاً آَخَرَ يَمْدَحُ الرَّاْيَ! فَلِمَاذَا هَذَا التَّنَاقُضُ بَيْنَ حَدِيثَيْنِ صَحِيحَين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَاتَنَاقُضَ وَلَاتَعَارُضَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ؟ لِاَنَّ الرَّاْيَ الْمَذْمُومَ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ, هُوَ الَّذِي يُعَارِضُ نَصّاً مِنَ النُّصُوصِ الصَّرِيحَةِ, كَاَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ مَا مَثَلاً, ثُمَّ يَقُولُ عَنِ الْقُرْآنِ اَنَّهُ قَالَ كَذَا وَعَنِ السُّنَّةِ اَنَّهَا قَالَتْ كَذَا, لَكِنَّ رَاْيِي خِلَافَ ذَلِكَ مِمَّا قَالَا, فَهَذَا هُوَ الرَّاْيُ الْمَذْمُوم, نَعَمْ اَخِي, وَاَمَّا الرَّاْيُ الَّذِي يُسْتَنْبَطُ مِنَ النُّصُوصِ بَعْدَ الِاجْتِهَادِ فَهَلْ يَكُونُ مَمْدُوحاً اَوْ مَذْمُوماً؟ بَلْ يَكُونُ مَمْدُوحاً يَااَخِي, نَعَمْ اَخِي, وَحِينَمَا اَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيّاً كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ اِلَى بَعْضِ الْمَنَاطِقِ, فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَارَسُولَ الله, هَلْ اَكُونُ كَالْحَدِيدَةِ الصَّمَّاءِ الْقَاسِيَةِ؟ اَمْ كَالْحَدِيدَةِ الْمُحَمَّاةِ اللَّيِّنَة؟ بِمَعْنَى هَلْ آَخُذُ النُّصُوصَ الْقُرْآنِيَّةَ وَالنَّبَوِيَّةَ عَلَى ظَاهِرِهَا كَالْحَدِيدَةِ الصَّمَّاءِ (كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْمُتَشَدِّدِينَ الْحَرْفِيِّينَ فِي اَيَّامِنَا) اَمْ اَنْظُرُ اِلَى رُوحِ النَّصِّ وَاُلَيِّنُهُ كَمَا يُلَيِّنُ الْحَدَّادُ الْحَدِيدَ بِالنَّارِ اِلَى دَرَجَةِ تَمْيِيعٍ غَيْرِ مُتَسَيِّبٍ فَوْضَوِيٍّ مُسْتَهْتِرٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَحْكُمُ بِنَاءً عَلَى رُوحِ النَّصّ؟ نَعَمْ اَخِي, وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ اَوْ صَدَقَتِهَا حَتَّى تَفْهَمَ مَعْنَى كَلَامِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ فِي النَّصِّ الَّذِي يَحْتَاجُ اَنْ نَنْظُرَ اِلَى رُوحِهِ كَمَا نَنْظُرُ اِلَى حَرْفِيَّتِهِ الصَّارِمَة,

ننشر أماكن وتواريخ حملة «القومي للغدد الصماء و السكر» بالمحافظات

ننشر أماكن وتواريخ حملة «القومي للغدد الصماء و السكر» بالمحافظات

يقوم المعهد القومي للغدد الصماء و السكر برعاية وزارة الصحة، والتعاون مع شركة سانوفى بالحملة القومية للكشف عن مرض السكر بالمجان، تحت شعار "احتكم في السكر قبل ما يتحكم فيك"، وذلك احتفالا باليوم العالمي للسكر،على أن يتم ذلك بدأ من يوم 20 نوفمبر 2024 بمحافظة.كما

صور اخبار تفاصيل تفاصيل جديدة في قضية الفتاة الصماء التي اختطفها شابان من أمام منزلها بجدة 2024

أختي الصماء لا تحترم أحدا وتغتابني بالإشارة، هل أقطع صلتي بها؟

أختي الصماء لا تحترم أحدا وتغتابني بالإشارة، هل أقطع صلتي بها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أستشيركم في أختي الصماء التي لا تسمع ولا تتكلم ومعاناتي من قلة أدبها معي، أنا أخاف الله من قطع الأرحام لكنها لا تحترمني وترفع صوتها علي وتغتابني عند إخوتي وأمي بالإشارة، وتقول أني معوقة وتستهزئ بي، وعندما تراني تبعد كتفها كثيرا عني وتبتعد عن ملامستي، ولو مشت من جانبي تلتصق بالجدار حتى لا تلمسني، مع أني أقوم بمراجعة شؤونها في المستشفى والتسجيل لها في الضمان الاجتماعي، لكنها لا تحترمني ولا تحترم أمي، فما حكم قطع الصلة بها مع أننا في ذات المنزل؟ حيث أني أتأذى منها كثيرا.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجزيك خير الجزاء، ويجزل لك المثوبة على ما تقدمينه من الخير والمعروف لأختك، وكوني على ثقة من أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

واعلمي – أيتها البنت العزيزة – أن صُنع المعروف والإحسان إلى الخلق من أعظم القُربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، ويعظم الأجر ويكثر الثواب حين يُقَابل منهم بالإساءة، فحينها يكون فعل المعروف خالصًا لوجه الله تعالى، ولذا فنصيحتنا لك أن لا تقطعي معروفك وإحسانك عن أختك لما ذكرتِ من تصرفها السيء معكم، واحتسبي أجرك وثوابك عند الله ولن يضيع.

وهذه الأخت تحتاج إلى من يُنَاصحها بلطف ولين، ويُحذِّرها من الوقوع فيما تقع فيه، فلعلها لا تدري بأن هذا حرام، وعلى فرض أنها أصرت عليه وبقيتْ عليه بعد النصح، فإن لك أنت أن تتجنبي مخالطتها المخالطة المؤذية، ولكن لا يجوز لك قطع الرحم بالكليَّة، فلك أن تتجنبي الجلوس معها ومخالطتها ما دام في ذلك أي ضرر عليك، واستمري على ما أنت عليه من تقديم العون والمعروف لها بقدر ما تستطيعين، وصِليها بما يجري العرف والعادة به أنه صلة، من حيث السلام عليها إذا لقيتيها، ونحو ذلك، وتجنبي الجلوس معها إذا كان في الجلوس معها أذية لك.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك ويأخذ بيدك إلى كل خير.

منقووووووووووول