الوقيان
يأسف للرقابة وإسماعيل يتذكر الأسرى
«جيد جدا» يقول الواصف خليل المسؤول عن جناح هيئة أبو ظبي للسياحة ومشروع كلمة بمعرض الكويت للكتاب، مشيرا إلى نسبة الاقبال والمبيعات العالية. وهو ما تسمع مثله من أصحاب دور نشر أخرى؛ ففي جناح مكتبة آفاق بيعت 1000 نسخة من كتاب «شانيل والقدر» لمشاري بودريد، وحاز بذلك أعلى الكتب مبيعا بحسب مسؤول الدار خالد شوقي. ليست المشكلة إذن في القارئ الكويتي، إن كان ثمة مشكلة.
نعم.. فالمسؤول عن جناح المركز الثقافي العربي بدا في غاية الضيق. «أظل ببلدي أحسن» هكذا قال بسبب الاصدارات التي منعت للدار.
يحدث أحيانا أن يكون الكتاب مفسوحا، ثم يسحب من العرض كما حدث مع رواية جورج أورويل «1984»، ثم تعاد مرة أخرى للعرض ما يعني نوعا من الارتباك.
أغلب الروايات الصادرة عام 2024 عن دار الحوار منعت بحسب المسؤولة عن الجناح «لدينا قوائم كلها لكتاب عالميين». من الكتب التي منعت للدار «قايين» و«المفكرة» لخوسيه ساراماغو، «تقشير البصلة» لغونتر غراس، «دفتر مايا» لإيزابيل الليندي، «حجر الصبر» لعتيق رحيمي، «وجوه خبيئة» لسلفادور دالي.
محجوز مؤقتاً
في جناح دار «نايا» للنشر ثمة 20 كتابا محتجزا لم يتم الفصل فيها بعد، منها: «فضائل النكاح للسيوطي» و«العنف من الطبيعة إلى الثقافة»، و«جميلات منتصف الليل».
لم تسلم من المنع أيضا بعض الدور التي تمثل جهات رسمية مثل المجلس الأعلى للثقافة وصندوق التنمية بمصر. في الجناح التابع لهما قال أحد المسؤولين عن العرض ان هناك عدة عناوين منعت منها «الحمقى يموتون»، و«جبران خليل جبران»، «روائع الفن الأوروبي»، «الحداثة.. قرن من التصوير الفرنسي»، «الاسلام خواطر وسوانح»، و«جولة في رياض الأدب الفارسي».
مشكلة أخرى تحدث عنها المسؤول عن جناح مكتبة آفاق وهي ما سماه «تزويد المعرض». فبعض شحنات الكتب تتأخر، وبحسب قوله إن المعارض الأخرى تتعامل مع ذلك بمرونة وتسمح بدخول هذه الكتب إلى الأجنحة، وهو ما لا يحدث في معرض الكويت معتبرا ذلك تشددا ليس في مصلحة المعرض.
إنْ صحّ الخبر..
في جناح «كتاب» الامارتي تكررت الشكوى بسبب احتجاز 20 «كرتونة» من الكتب، وهو ما يؤثر في مبيعات الدار.
الغريب أن كتاب الباحث د. عبدالله إبراهيم الحاصل على جائزة زايد للكتاب قد منع كما ذكر لي الكاتب عبدالوهاب الحمادي، وهو ما لم يتسن لي التأكد منه، وسيكون المنع، إن صحّ الخبر، غريبا، حيث إن الكاتب هو أحد ضيوف ندوات معرض الكتاب هذا العام، وهو ما يجعلنا نتذكر سابقة منع الأعمال الشعرية لوديع سعادة، رغم أنه كان مدعوا من قبل المجلس الوطني للثقافة في مهرجان القرين.
من المؤكد أنه لا يوجد في أي معرض فسح بلا قيود، ولكن الرقابة في معرض الكويت نظرا لعدم وضوح المسوغ تجعله، عاما بعد آخر، محط الهجوم والمؤاخذة، وتصرِف النظر عن جوانب إيجابية أخرى فيه.
«الإعلام» تخاف الأصوليين
«المجلس لا ذنب له» يقول د. خليفة الوقيان الذي التقيته في أحد أروقة المعرض، مؤكدا أن وزارة الاعلام هي المسؤول وهي التي يتبعها جهاز الرقابة. وقال الوقيان انه رغم تراجع نفوذ القوى الأصولية فان وزارة الاعلام مازالت تخشاها. الرقابة بوضعها الحالي، كما يقول الوقيان، تنال من مكانة المعرض التي كان عليها من قبل، وهي أيضا، للمفارقة، تسهم في الترويج لأعمال رديئة المستوى وتجعل من أصحابها أبطالا بمجرد أن يذكروا أن كتبهم قد منعت. وكرر الوقيان دهشته من معنى وجود رقابة على الكتب في الوقت الذي صار بالامكان الاطلاع عليها ونقلها عبر شبكة الانترنت ومواقعها.
«طيور التاجي» والأسرى الكويتيون
بعيدا عن أجواء الرقابة ومشكلات الناشرين كان الروائي إسماعيل فهد إسماعيل يوقع روايته الجديدة «طيور التاجي» في جناح «نوفا بلس».، كما صدرت سباعيته الشهيرة في طبعة جديدة. «طيور التاجي» تتذكر أسرى الكويت بعد الغزو العراقي الغاشم. يقول إسماعيل فهد عن روايته «هناك 600 أسير لم ترد عنهم أخبار حتى اليوم، أي بعد مرور 23 عاما على التحرير.. والرواية تحاول أن تلامس هذا الموضوع».
