أشكو من آلام الرأس والمثانة وكثرة التبول منذ طفولتي، هل لها علاقة بالاكتئاب؟

أشكو من آلام الرأس والمثانة وكثرة التبول منذ طفولتي، هل لها علاقة بالاكتئاب؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل كل شيء أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، وأطلب السماح والمعذرة على الإطالة، لكن أظن أن هناك ارتباطا بين كل ما أعانيه من أمراض طبية كانت أو نفسية.

أنا شابة أبلغ من العمر 37 سنة، غير متزوجة، أعيش في بلد أوربي وحدي، سأحاول شرح كل حالة أعانيها على حدة.

أولا: كثرة التردد على الحمام، وهي مشكلة رافقتني وأنا طفلة دامت 10 سنوات، حيث كنت لا أستطيع النوم ليلا، وكان يجب أن أذهب إلى الحمام على الأقل 4 أو 5 مرات، وهذه المشكلة لا زالت ترهقني كثيرا، ولاحظت أن ترددي على الحمام يزداد بكثرة عندما أكون قلقة ومتوترة، وأحيانا كثيرة أحس بتنمل المثانة، ويجب أن أقوم بالضغط لخروج البول، في الثلاث سنوات الأخيرة زرت طبيب نساء أمرني بإجراء تحاليل، وعمل تصوير للكلى، كما قاموا بإدخال ثلاث أنابيب في المثانة، وكنت أحس بدخول الهواء وهذا كان مؤلما جدا، كما قمت بعمل ترويض طبي للمثانة، وإدخال إبرة كهربائية مرة كل أسبوع في أحد العروق في القدمين، كل هذا كانت نتائجه إيجابية.

كما قمت بإجراء دراسة لمدة ثلاثة أيام لمعرفة كمية الماء المستهلك، وكمية البول المطروح كل ساعة، إلا أنهم نصحوني بشرب الماء كثيرا، وحتى الآن لم يصفوا لي أي دواء، والآن أنتظر عمل صورة للمثانة البولية.

زرت طبيب نساء في بلدي الأصلي المغرب وشرحت كل ما قمت به من فحوصات، فأخبرني أن حالتي مرتبطة بالتوتر والقلق، ووصف لي دواء لمدة 3 أشهر يسمى ديترسيتول 4 ملغ، إلا أني أحسست بتحسن في الليل فقط خلال مدة العلاج، وسرعان ما عاد كل شيء لما كان عليه من قبل.

المشكلة الثانية: أنا كثيرة التوتر والقلق لأقل الأسباب، والإحساس بالملل وعدم المبالاة، وهذا أيضا رافقني منذ صغري، فأنا أعاني من كثرة الأرق عندما أكون مقبلة على فعل أي شيء أو لدي مشاكل، وأستيقظ عدة مرات في الليل، وأرى كوابيس عن الثعابين والعقارب، وأحيانا أحلم بشخص يضاجعني وأستيقظ وأجد نفسي أتحرك في مكاني وأتصبب عرقا، إلا أنني لا أستطيع أن أتذكر أو أرى وجهه، وهناك أحلام تتكرر.

ودائما أحس بتعب شديد وعدم الرغبة في الخروج أو فعل أي شيء، إلا أني دائما ألوم نفسي وأخطط وأضع برامج، إلا أني أحس أن جسدي ضد تفكيري.

كما أن 8 ساعات نوم لا تكفيني، وكثيرا ما أستيقظ ولا أستطيع الوقوف على قدمي من الألم فيهما، كما أني متقلبة المزاج والمشاعر فيمكن أحب اليوم شخصا وغدا أكرهه بدون سبب، وفي سن 18 سنة بدأت أحس بألم في رأسي، وبعده بدأت أحس بثقل في العينين، وأجريت فحوصات للنظر وكانت إيجابية، ففي 10 سنوات الأخيرة أعاني من ألم فظيع في الجهة الأمامية للرأس وثقل العينين، والرغبة في التقيؤ، وزرت دكتورا مختصا شخص حالتي بالألم النصفي، وصف لي تريبتزول 10 ملغ ليلا، مع ابوبروفين كل صباح، وكل ثلاثة أشهر كان يصف لي حبوبا في حالة الألم الشديد، إلا أن كل ذلك لم يجدِ، وكثيرا ما كنت أذهب للطوارئ، كما أحس بألم المعدة والقيء حتى لو كنت أعمل حمية.

أجريت فحصا يسمى كولونوسكوبية للمعدة والقولون وكل شيء كان إيجابيا، كما أني عندما أفاجأ بموقف أحس فيه بخطر شديد أحس كان هناك ضربات سكين في رأسي تتبعها دوخة، ويجب أن أتكئ على حائط لبضع دقائق.

المشكلة الثالثة: أعاني من ألم في الكتف الأيمن لحد الأصابع وما بين الكتفين والرقبة، وأجريت تصويرا للكتف فوجدوا ما يسمى بالتهاب الكيس الموجود في الكتف والذراع، وهو ما يعرف ببولستس.

والمشكلة الرابعة: أعاني من قلة التركيز وسرعة النسيان، فلا أستطيع اكتساب لغة أجنبية برغم دراستي لها، فعندما أعتمد على الحفظ كنت أحصل على معدل جيد إلا أني سرعان ما أنسى كل شيء، برغم أني أفهم كل شيء، وأعيش كثرة التردد، أعاني كثيرا لاتخاذ قرار معين، وتعذيب الضمير في حالة وقوعي في خطأ أو تقصير، ففكري لا يتوقف عن التفكير، وأحيانا في ذات اللحظة أفكر في مواضيع مختلفة بسرعة كبيرة، كما أعاني من الخوف وعدم الأمان.

فبماذا تنصحونني؟ وهل يمكن أن تدلوني على دكتور نفسي في المغرب؟

وأسأل الله التوفيق لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hajar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

رسالتك واضحة جدًّا – أيتها الفاضلة الكريمة – وبالفعل أنت لديك مخاوف قلقية وتوترات نفسية، لم تصل – الحمد لله تعالى – للدرجة المرضية، إنما هي ظاهرة مهمة جدًّا، ولا يمكن أبدًا أن نفصلها من ظاهرة المثانة العصبية التي تعانين منها. أنت قمت باتخاذ الإجراءات الصحيحة، وهي مقابلة الأطباء من أجل الفحص حول موضوع البول، والإجراءات التي تمت هي إجراءات سليمة، نسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وبقي الآن الجانب النفسي.

يوجد بالمغرب الأخ الدكتور البروفيسور (إدريس الموسوي) طبيب نفسي بارع جدًّا، كانت تجمعني به صداقة منذ سنوات طويلة، لكن في السنوات الأخيرة لم نتواصل، فيمكن أن تسألي عنه، وقطعًا إذا لم تستطيعي الوصول إليه أنا متأكد أنه يوجد أطباء نفسيين آخرين متميزين.

الذي تحتاجين إليه هو الإكثار من تمارين الاسترخاء، هذا مهم جدًّا، وممارسة الرياضة، وعليك أيضًا بالنوم المبكر، وتجنب تناول الميقظات والمثيرات كالشاي والقهوة، هذه حاولي أن تتجنبيها أو تقللي منها على أقل تقدير، وفي ذات الوقت كوني معبرة عن ذاتك، أكثري من التواصل الاجتماعي، احرصي على أمور دينك، وكوني متفائلة، ولا تخافي من المستقبل، المستقبل – إن شاء الله تعالى – فيه خير كثير، وخوفنا من المستقبل يُفقدنا الحاضر.

أنت بالفعل في حاجة لعلاج دوائي بسيط مضاد للمخاوف والقلق والتوترات، وسوف يُساعدك من الناحية النفسية، من الناحية المزاجية، وكذلك في موضوع المثانة والبول، من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء جيد وممتاز، وهنالك دراسات أيضًا تُشير أن مضاد الاكتئاب القديم والذي يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) ربما يكون مفيدًا جدًّا في مثل هذه الحالات.

كما ننصحك بالاستماع للرقية الشرعية؛ فإن فيها نفع كبير لما يتعلق بالرؤى والاكتئاب وغيرها من وساوس الصدر، والقرآن شفاء لما في الصدور.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.