هل أبلغ عن الذي اغتصبني صغيرا، وآخذ حقي بحكم الله؟

هل أبلغ عن الذي اغتصبني صغيرا، وآخذ حقي بحكم الله؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.‬

أشكر كل الأعضاء في هذا المدونة الذي وضح لي أموراً كثيرة.

أما بعد؛ أنا أستخدم هذا العلاج (Cipralex) وحالتي الصحية جيدة بعد الاستمرار ومراجعة الدكتور، أستخدم هذا الدواء لفرط الحركة، وتشتت الانتباه، وقد تعرضت للاغتصاب والتحرش الجنسي في الصغر في سن الثالثة عشر، والآن أنا في العشرين من عمري.

سؤالي: سأبلغ عن هذا الشخص وآخذ حقي بحكم الله، وهذه الخطوة الصعبة علي، فكيف أصارح أهلي بالموضوع؟

اللهم انصر كل مظلوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعيننا وإياك على طاعة الكبير المتعال.

أرجو أن نؤكد لك أن التقدم بشكوى على أمر حصل معك قبل سنوات قد لا يكون فيه مصلحة، بل قد يكون سبب في انتشار الشر، وإشانة السمعة، وسوف يصعب عليك الإثبات، ولأنك كنت صغيرا، وهي مسألة اغتصاب عنوة، فلا حرج عليك من الناحية الشرعية، والعيب والشر على الظالم الذي سينتقم منه ربنا العدل العزيز القهار، عاجلا أو آجلا، فلا تلتفت إلى الوراء، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل فتعوذ بالله من شيطان يريد أن يحزنك، ويدفعك لعمل أشياء ليست في صالحك.

لا يخفى على أمثالك أن الوقوف عند النقط السوداء وتضخيمها لن يجلب لك إلا العنت، والأمراض، والأحزان، ونؤكد لك ومن خلال تجربتنا أن هناك من تعرضوا لما هو أسوأ، لكنهم مضوا في حياتهم، وأكملوا المشوار.

ولا مانع من أن ترفع حاجتك إلى المنتقم الذي يقتاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، هذه في المظالم الواقعة بين العجماوات، فكيف بالمظالم التي بين الناس، وليس هناك خوف على المظلوم؛ لأنه ينتظر نصر الله، وإنما الخوف على الظالم الذي سينزل عليه سخط الله.

ننصحك بمواصلة العلاجات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، واشغل نفسك بالأعمال الصالحات، واكتم ما حصل، واتق الله عز وجل، وكم تمنينا لو أننا عرفنا عن ذلك المجرم، وهل هو غريب أو قريب؟ وهل هو مستمر في إجرامه أم لا؟ وهل يوجد معك في نفس المكان أم في مكان بعيد؟

ومن هنا فنحن نسعد بتواصلك، ونسعد بوصول تفاصيل تعيننا على وضع النقط على الحروف.

نسأل الله أن يوفقك ويسددك، ونتمنى أن لا تحمل هم العداوات، وثق بأن هناك ربا ينتقم من الظالمين والظالمات.

منقووووووووووول

هل البكاء والشكوى لأمي عند المشاكل والابتلاء يعارض الرضى والصبر على قضاء الله؟

هل البكاء والشكوى لأمي عند المشاكل والابتلاء يعارض الرضى والصبر على قضاء الله؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أولاً: بارك الله لكم وفيكم على هذا الموقع المفيد والرائع، وجزاكم خير الجزاء.

ثـانياً استشارتي هي: عندمـا يحدث لي شيء سيء أو شيء يضايقني أو أي ابتلاء من الله عز وجل، فـأنا -والحمد لله- أحمد الله كثيراً على ذلك، وأصبر وأعلم بيقين وبحسن ظن بربـي أنه عز وجل سوف يجزيني خيرا علي صبري هذا، وحمدي له علي أي ابتلاء أو أي شيء سيء يحدث لي، ولكنني -وللأسف- عصبية جداً، وأغلب الأوقات أكتم ما يحزنني ويضايقني في داخلي ولا أحدث به أحدا، وهذه العصبية دائما ما تسبب لي تعبا جسمانياً، فلذلك أحياناً عندما أغضب من شيء، أو يضايقني، بالرغم من حمدي لله وبكامل رضاي علي كل شيء قدره الله تعالى لي، ومن كل قلبي، فلا أرتاح إلا إذا كسـرت شيئا أو صرخت بصوت عال جدا، في حال عدم وجود أحد معي بالبيت، وأيضاً أصبحت أقوم بالضغط على أسناني دائما عندما أتضايق، حتى أنني أصبحت أشعر بألم في أسناني بسبب هذه العادة السيئة!

سؤالي لكم هو: هل هذا يغضب الله تعالى مني؟ مع العلم إني كما ذكرت لكم أكون راضية بكل شيء -والحمد لله-، وأعلم بيقين وبحسن ظن أن الله تعالي سيعوضني خيراً فيما بعد، فهل عندما أقوم بأي شيء مما ذكرت، هل هذا يعتبره الله عز وجل عدم رضى أو سخط أو شيء من هذا القبيل؟ وهل بهذه الطريقة لا أجزى على صبري؟

وأيضاً أحياناً أبكي وأفضفض لأمي وأقول لها: أنا متضايقة من كذا وكذا، فهل هذا أيضا يعتبر شكوى لها؟ وهل هكذا لا أعتبر غير صابرة لأنني أشكو مثلاً؟ علماً بأني إذا حدثتها لم يكن بنيتي أن أشتكي، ولكن نيتي أن أفضفض عما بداخلي لأحد يحبني مثل أمي حتى أرتاح ولو قليلاً.

وجزاكم الله خيراً وبارك لكم وفيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يخفف عنك ما آلمك، وأن يعفو عنا وعنك، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:

أولا: إننا نستشعر جيدا ما أنت فيه من ضيق وهم وألم، وندرك أن الغضب وسيلة قد تخرج المرء عن طوره، أو قد تجعله يفعل ما لا يرضاه ولا يريده، ونسأل الله أن يعفو عنا جميعا.

ثانيا: اعلمي -أختنا الفاضلة- أننا نعيش في هذه الحياة الدنيا وهي مجبولة على الكدر والابتلاء، وأي زعم بأن بيتا خاليا من المشاكل هو قول نظري لا صلة له بالواقع، فما من بيت إلا وفيه هم أو غم، أو مشاكل من أي نوع، تلك -أختنا- طبيعة الحياة التي أوجدنا الله فيها:

جبلت على كدر وأنت تريدها ،،، صفواً من الأقدار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ،،، متطلبٌ في الماء جذوة نار
فالعيش نوم والمنية يقظة ،،، والمرء بينهما خيال سار
وإذا رجوت المستحيل فإنما ،،، تبني الرجاء على شفير هار

وعليك أن تدركي أنه ليس ثمة أحد في الحياة ناج من ذلك، لكن البلاء يتنوع من حال إلى حال، فمن الناس من يبتلى بالمرض، ومنهم من يبتلى بالفقر، ومنهم من يبتلى بالزوج، ومنهم من بتلي بالتضييق عليه، المهم أن كل فرد يأخذ قدرا من البلاء، والملاحظ أن الجميع يعتقد -كل على حدة- أن بلاءه أكبر وأشد وأشق وأعظم بلاء، لكنه إذا رأى بعين الحقيقة عظم ما يقع فيه الناس لهان عليه مصابه.

ثالثا: لا يعد ما قمت به من أفعل أو أقوال سخط على الله عز وجل ما دمت راضية بقضاء الله، مدركة أن الله لا يقدر لعبده إلا الخير، وأما حديثك إلى أمك بالصفة التي ذكرتها فلا يعد معصية، ونسأل الله أن يعافيك من كل مكروه.

رابعا: قد ذكر أهل العلم علاجا للغضب نجمله في يلي:

1- العلم بأن الغضب نفخة من نفخات الشيطان الرجيم، لِيُهَيْجَ العبد فيقع فيما لا تحمد عقباه، وعليه فورا أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

2- الاجتهاد وتعويد النفس على الحِلْمِ والصبر، وتدريبها على ذلك، يقول – صلى الله عليه وسلم -: (وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ).

3- لزوم الصمت عند الغضب، فقد قال – صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ).

4- الوضوء: قال – صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ).

5- تغيير الهيئة من القوة إلى الضعف، فإن كان قائماً فليجلس، وإن كان جالساً فليضطجع، فإن غلبه الغضب وعلم أنه إذا بقي في مكانه استمر غضبه، ونشط شيطانه، فعليه أن يفارق المكان الذي هو فيه إلى مكان تهدأ فيه نفسه، قال أبو الأسود كان أبو ذر – رضي الله عنه – يسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ فَجَاءَ قَوْمٌ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا؛ فَجَاءَ الرَّجُلُ فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ فَدَقَّهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِماً فَجَلَسَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ لِمَ جَلَسْتَ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ لنَا: (إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ).

6- كثرة الدعاء أن يرزقك الله الحلم، وكلمة الحق في الغضب والرضا، فقد كان من دعائه – صلى الله عليه وسلم -: (وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ).

7- قراءة سير من ابتلوا فصبروا، وأُغضبوا فكظموا، وأُوذوا فَحَلِمُوا، وأعظم سير هؤلاء سيرة النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – فخير الهدي هديه – صلى الله عليه وسلم -، ثم سيرة أتباعه الكرام ومن جاء بعدهم من أهل مكارم الأخلاق، ومعادن طيب الفعال، وكريم الخصال، قال أنس بن مالك – رضي الله عنه -: (كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ – أي نوع من الثياب يصنع بنجران حافته غليظة – فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ؛ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النبي – صلى الله عليه وسلم -، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ).

نسأل الله أن يعفو عنك وأن يصرف عنك كل مكروه، والله الموفق.

منقووووووووووول

هل يُنهي كامب ديفيد حزب الله؟

هل يُنهي كامب ديفيد حزب الله؟
في رأيي، لن يكون هناك اتفاق غربي إيراني على إنهاء حالة الحرب بينهم، التي صار عمرها خمسة وثلاثين عامًا، دون الأخذ في الاعتبار قضية وكلاء إيران، وتحديدًا حزب الله وحماس.

خطبة الحرم النبوي 1 / 5/ 1445هـ (كيف ينال العبد رضا الله؟) الشيخ الثبيتي

خطبة الحرم النبوي 1 / 5/ 1436هـ (كيف ينال العبد رضا الله؟) الشيخ الثبيتي

خطبة الحرم النبوي 1 / 5/ 1445هـ (كيف ينال العبد رضا الله؟) الشيخ الثبيتي

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ينال العبد رضا الله؟

ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: "كيف ينال العبد رضا الله؟"، والتي تحدَّث فيها عن رضا الله تعالى وكيف يناله العبد؛ حيث ذكر بعضَ الأعمال الصالحة التي بسببها يصِلُ العبدُ إلى مرضاة الله تعالى، في ضوء كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم -.

https://www.youtube.com/watch?v=N-1XTeoJTIQ

المصدر: مدونة التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية – من قسم: مدونة الشريعة الإسلامية

منقوووول

.

“ويكيليكس جنبلاط” في لاهاي هل يفجرها مع حزب الله؟

“ويكيليكس جنبلاط” في لاهاي.. هل يفجرها مع حزب الله؟
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي عرض تفاصيل علاقته بالنظام السوري بعد اغتيال والده، كامل جنبلاط، وأعلن أن "تلاقي مصالح الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود أدت إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

فضلني الله على بعض الناس بالعلم والمال هل هذا كبر، أم استشعار لنعمة الله؟

فضلني الله على بعض الناس بالعلم والمال.. هل هذا كبر، أم استشعار لنعمة الله؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم
أشكركم شكرًا جزيلاً على الموقع جعله الله في ميزان حسناتكم.

كان لدي استفسار عن حديث نبوي عن الكبر حينما عرف الرسول الكبر لأحد الصحابة أنه: ( بطر الحق وغمط الناس ).

أنا -الحمد لله- لا أعتبر نفسي شخصًا متكبرًا، وأتعامل مع الناس بكل ود وتواضع، ولم يذكر أحد لي قط أني تعاملت معه، أو مع شخص آخر بتكبر أو استعلاء، ولكني دائمًا أشعر بنفسي أني أكثر علمًا ومالاً من بعض الناس، وهذا يجعلني في قرارة نفسي أشعر أني أفضل من هؤلاء الناس، ولكن هذا الشعور لا يظهر في تعاملي مع الناس، ولكنه شيء في نفسي فقط، فهل -والعياذ بالله في هذا شيء- من الكبر أم أنه مجرد استشعار لنعم الله علي؟

أخشى أن يكون في هذا كبرا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .

اللهم طهر نفوسنا من الكبر وارزقنا صالح العمل، وشكرًا.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا دوما تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به -أخي الحبيب- فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: شكر الله لك حرصك على طاعة الله، وحذرك من معصيته، وهذا يدل على أن لك نفسًا لوامة تلومه على أي فعل تكون فيه شبهة، وهذا أمر ينبغي أن تحافظ عليه، فمحاسبة النفس دومًا من شيم أهل الصلاح، نسأل الله أن تكون خيرًا مما نظن.

ثانيًا: من المهم أن نجلي معني الكبر حتي يتضح المراد منه، الكبر -أخي الحبيب- في اللغة هو: العَظَمَة والتَّجَبُّر، وفي الاصطلاح :هو عبارة عن حالةٌ يتخصَّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره)، وقيل الكِبْر هو: (استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له)، وهذا المعني تجده في قرارة النفس وفي السلوك.

ثالثًا: ما أنت فيه هو بين أمرين: إما أن يكون تحدثًا بنعمة الله عليك، فإن كنت ترى أنك عالم وصاحب مال، فتحمد الله على ذلك، وتدرك من خاصة نفسك أن هذا محض فضل الله عليك، وأن هذا العلم له زكاة، وهذا المال له زكاة، ولا ينعكس ذلك سلبًا على نفسك، أو على المحيطين بك، فهذا ليس كبرًا وإنما هذا شكر نعمة.

أما إن كنت تحدث نفسك عن علم فيك وجهل في الناس، وتنظر إليهم بهذا المنظار، وتحدث نفسك عن غنىً أصابك، وفقرًا أصاب غيرك، وتنظر إليهم بهذا المنظار، فاعلم أن هذا لون من ألوان الكبر فاحذره بارك الله فيك.

رابعًا: من خلال رسالتك لا يبدو لنا أن هذا كبرًا، لذلك ننصحك كلما تذكرت فضلا أنت فيه حرم منه غيرك مباشرة أن تنسب هذا إلى ربك، وقم بالحمد والشكر والثناء على الله بما هو أهله، وما دام الأمر لم ينعكس سلبًا عليك فأنت -إن شاء الله- على خير.

وفقك الله ورعاك والله الموفق.

منقووووووووووول

ماذا يسبق “لا إله إلا الله”؟

ماذا يسبق “لا إله إلا الله”؟

1-العلم بمعناها
وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تتضمنه من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له جل وعز، قال جل وعز{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } [محمد: 19]

2-اليقين
بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تتضمنه، لقوله تعالى{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15]، وقال ﷺ: “أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة” (رواه مسلم).

3-القبول لما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان
والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، قال جل وعز { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ٣٤ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [الصافات: 34 – 35]

تعرف أكثر على شروط لا اله الا الله
الموضوع الأصلي : <font color="#FF0000" size="1" face="tahoma">ماذا يسبق “لا إله إلا الله”؟<font color="#FF0000" size="1"> -||- المصدر : منتديات عز قطر -||- الكاتب : <font color="#FF0000" size="1" face="tahoma">ربى الله

لماذا يبلونا الله؟

لماذا يبلونا الله؟

[color=#]الله هو المبتلى :
إن الله هو المبتلى وهو المجازى ففى سفينة نوح(ص)وغرق قومه آيات والله كان هو المبتلى أى المجازى للطائفتين مصداق لقوله بسورة المؤمنون "إن فى ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين "
لماذا يبلونا الله؟
إن سليمان (ص)لما رأى كرسى عرش ملكة سبأ أمامه قال هذا من فضل ربى ليبلونى أى ليعرف هل أشكر أم أكفر ومن ثم فالله يبلونا ليعرف شكرنا من كفرنا وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر "فالله خلق الإنسان من نطفة مختلطة والسبب أن يبتليه أى أن يعرف شكره من كفره فى الاختبارات وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه "[/color]

كيف تتعامل مع الله؟

كيف تتعامل مع الله؟

خليجية



الموضوع: كيف تتعامل مع الله؟
أولا:
كيف تتعامل مع الله إذا غضب؟
ربنا تعالى حليم كريم عليم وبالمؤمنين رؤوف رحيم
ولكنه سبحانه إذا غضب على شيء فإن غضبه يكون شديدا
قال تعالى:
«إن بطش ربك لشديد»
وإذا غضب الله على شيء فلن يفلح أبدا ولو فعل ما فعل… إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب
لأن الله إذا غضب على العبد فكل شيء سيغضب عليه…
لاحظ في الفاتحة لما ذكر الله الصراط المستقيم قال:
صراط الذين أنعمت عليهم ولم يقل صراط الذين أنعموا عليهم
لماذا ؟
لأن المنعم واحد هو الله
أما في الغضب قال: غير المغضوب عليهم ولم يقل غير الذين غضبت عليهم… مع أنه غضب عليهم !
لكن لأن الله إذا غضب على عبد فكل شيء سيغضب عليه قال:
غير المغضوب عليهم
بل حتى إذا حاول العبد أن يغضب الله لكي يرضي الناس فإن هؤلاء الناس الذين يحاول أن يرضيهم هم بذاتهم سيغضبون عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس»
وكلما زاد الإنسان من اصراره على المعصية كان غضب الله أقرب وأشد…
بعض الناس له سنوات وهو يعيش في غضب الله والذي يبقيه على قيد الحياة هو حلمه سبحانه…
صبور على الناس سبحانه… صبور…
فمن كان يعيش هذه المرحلة الآن فليستغلها حق الاستغلال ولينتهز الفرصة قبل أن تنتهي هذه المرحلة، لأن هذه المرحلة (مرحلة الإمهال) إذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام…
وإذا غضب الله على العبد فإنه لا ينتقم منه مباشرة بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم
يحلم الله عليه ويتركه مع أنه غاضب عليه… لعله يرجع
لكن بشرط… أن يكون بصدق.
– قد يكون ربي غضبانا على الواحد منا وهو لا يشعر
كيف أعرف هل الله غضبان عليّ أم لا؟
إذا كان العبد مصرا على المعصية فيخشى عليه أن يكون الله فعلا غضبان عليه
وإلا فالله تعالى ليس له ثأر يأخذه من عبده… كما يقول ابن القيم، ولو أهلك عباده جميعا لما زاد ذلك في ملكه شيئا…
طيب… من كان في وسط غضب الله ماذا يفعل؟
وبعض الناس كان على خير ولكن أصابه غضب الله
كيف يتعامل الإنسان مع ربه إذا غضب عليه..
عليك الآن أن تعلن حالة الطوارئ
بسرعة قبل أن يحدث شيء..
طيب ماذا أفعل؟
انتبه..
كيف تتعامل مع الله إذا غضب؟
إذا أحسست أن الله غضب عليك فتوجد طريقة تذهب هذا الغضب عنك بحيث يعود الرضى إليك بعد أن فقدته..
الحل هو:
أن تبحث عن أحد يخلصك من هذه الورطة
ولن تجد أحدا يخلصك إلا هو سبحانه:
– كل شيء تفر منه عنه إلا الله فإنك تفر إليه قال تعالى: ففروا إلى الله
أرأيت كيف أن التعامل مع الله يختلف تماما عن التعامل مع غيره؟!
كيف هو يخلصني؟
هو الذي سيخلصك من غضبه هو سبحانه إذا لجأت إليه..
– لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك
– أعوذ برضاك من سخطك
– قل له كلمه قل له:
يا رب لا تغضب عليّ… يا رب ارضى عني
يا رب ليس لي سواك
قل له: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك..
«وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»
صدقني سيرضى عنك… صدقيني سيرضى عنك…
حاول أن ترضيه… نعم حاول أن ترضيه بالأشياء التي يحبها سبحانه
وعليك أن تعلم أمورا عن الله:
1 – اعلم أنه سبحانه يرضى بسرعة… بسرعة يرضى… يرضى بالقليل.
قال صلى الله عليه وسلم: «صدقة السر تطفئ غضب الرب»
2 – عليك أن تعلم أنه يريد أن يرضى عليك أكثر مما تريده أنت
قال تعالى:
«والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما»
– بعضهم يقول طيب أنا أرجع إليه سبحانه ثم أعود إلى المعصية… أتوب ثم أرجع..
الجواب هذا هو المطلوب… المطلوب أنك كلما أذنبت رجعت..
إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفره فقال ربه: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت آخر فاغفر لي قال: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت آخر فاغفر لي قال: اعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء

كيف أعرف أن الله راض عني؟
إذا كنت على طاعة فهو راض عنك..
ولماذا يغضب عليك… ولكن لا تأمن، لأن الأمن من العذاب وضمان الجنة هذا بحد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة..
قال تعالى:
«إنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون»
وهذا يسمى الاغترار بالله..
«يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم»
إذاً ماذا أفعل؟
ترجو رحمة الله وترجو رضاه… يعني تعمل الصالحات وفي الوقت نفسه تظن بربك أنه راض عنك صدقني سيرضى عنك
كيف أتعامل مع الله إذا رضي؟
– قد يقول قائل يعني كيف أتعامل مع الله إذا غضب… أحتاجه لكن كيف أتعامل مع الله إذا رضي؟
ما الذي أحتاجه الآن، خلاص، الله راض..
لاااا..
أنت الآن تحتاج أن تكون دقيقا في التعامل مع الله الآن أكثر من قبل..
لأن الوصول إلى الرضى شيء… والمحافظة عليه شيء آخر
الوصول إلى رضى الله تعالى سهل، لكن الثبات عليه هو الصعب..
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..
أضرب لكم مثالا..
شخص لا يعرف الوزير ولم يدخل مكتبه قط!
فحصلت له ترقية وعينوه مديرا لمكتب الوزير
لا شك أنه الآن يريد أن يتعلم ما الذي يحبه الوزير… وما الذي لا يحبه… وما أوقاته المناسبة… وما أوقاته غير المناسبة
فإذا قال له قائل: أنت لم تكن تعلم من قبل هذه الأمور ولم يهمك ذلك… فلماذا تحرص عليها الآن؟!
طبعا سيقول لهم: أريد ألا أخسر هذا المنصب الذي كسبته!
ولله المثل الأعلى الذي رضي الله عنه يجب عليه أن يحافظ على هذه المكانة وألا يخسرها..
طيب ماذا أفعل؟
1 – أولا: ارض عنه كما رضي عنك
قال تعالى: «رضي الله عنهم ورضوا عنه»
ارض بما قسمه لك، ارض بجسمك، ارض بأبنائك، واحرص على الزيادة في كل خير… لكن احرص أن تكون بالنهاية في تمام الرضا عن الله..
2 – ثانيا: اصبر على رضاه… رضا الله يحتاج إلى صبر، أن تصبر على الأوامر وأن تصبر عن النواهي وأن تصبر على أقدار الله
هذا كله يحتاج إلى صبر،
حضرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وجاءه رجل من أهل خراسان فقال: يا أبا عبد الله قصدتك من خراسان أسألك عن مسألة قال: له سل قال: متى يجد العبد طعم الراحة؟
قال: عند أول قدم يضعها في الجنة.
هذا فقط إذا فعلت الفرائض أما زدت النوافل فسوف تدخل مرحلة أخرى أعظم بكثير من مرحلة الرضى، إنها مرحلة الحب
قال الله تعالى في الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه.
كيف تتعامل مع الله إذا أحبك؟
ما شعورك إذا كنت تعيش على وجه الأرض تذهب إلى العمل… تأكل الطعام وتمشي في الأسواق والله تعالى من فوق سبع سماوات يحبك…
هل بإمكانك أن تستشعر أن الذي يحتاج إليه كل الناس قد اختارك من بين كثير من عباده فأحبك… إنه سبحانه لا يحب جميع الخلق وأما أنت فأحبك..
صدقني الأمر أعظم من أن تدركه العقول
قال تعالى: يحبهم ويحبونه، ليس العجب عندما قال تعالى: «يحبونه»
العجب أنه قال سبحانه «يحبهم»
يقول ابن القيم:
«ليس العجب من عبد يتقرب إلى سيده ويحسن إليه فهذا هو الأصل… ولكن العجب من الملك السيد كيف أنه يحسن إلى عبده ويتودد إليه بأصناف العطايا والعبد معرض عنه!»
ولله المثل الأعلى ربنا سبحانه يحسن إلى عبيده، والعبيد معرضون عنه فإذا أحب الملك أحد عباده فهذا والله هو الفوز المبين
لا تستهن بمحبة الله حتى لا تزهد فيها
فإن الله إذا أحبك أعطاك الخير كله ومنع عنك الشر كله
لاتخف… أنت حبيب الله… بالله عليك مم تخاف؟
عليك أن تكون أهلا لمحبة الله
فإذا أحبك الله فأكثر من طلباتك له وأكثر من السؤال والدعاء، ولو أزعجك أي شي فاستعذ بالله منه ولن يضرك
لأن الله تعالى يقول عمن أحبه: «ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه»
وأما إذا حاول أحد أن يعاديك فمصيره الدمار.
قال تعالى في الحديث القدسي: «ومن عادى لي وليا فقد آذنته بحرب»
طيب، كيف أعرف أن الله أحبني..؟
الجواب: من العلامات أن يحبك الناس..
فإن قال قائل: هل يحبني كل الناس؟
الجواب: لا… محبة كل الناس ما نالها أحد… ولا حتى الأنبياء..
ولكن أهل الخير إذا أحبوك فهذا دليل على أن الله يحبك.
وهو دليل على أن كل أهل السماء من الملائكة وحملة العرش يحبونك
يحبك البشر، سألوهم لماذا تحبون فلانا… لا يدرون!
لكن من أول ما رأوه أحبوه

هل تحب أن أزيدك..؟
حتى الجمادات تحبك
كان صلى الله عليه وسلم يقول: «أحد جبل يحبنا ونحبه»
كيف تتعامل مع الله إذا أحبك؟
أولا: إذا أحبك الله فمن كمال الحياء أن تترك ما تحبه في سبيل ما يحبه هو..
فتقدم ما يحبه على ما تحبه..
ثانيا: إذا أحبك فعليك أن تعبد الله كأنك تراه
بحيث أن يكون الله تعالى هو سمعك الذي تسمع به وبصرك الذي تبصر به ويدك التي تبطش بها
أي أنه يفعل كل شيء لله
وهنا يظهر فقه النية:
بأن يقلب حتى المباحات إلى طاعات
قال ابن رجب:
«ومتى نوى من تناول شهواته المباحة التقوى على طاعة الله كانت شهواته له طاعة يثاب عليها كما قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي يعني أنه ينوي بنومه التقوي على القيام في آخر الليل فيحتسب ثواب نومه كما يحتسب ثواب قيامه.
قال بعض السلف: {التقيُّ وقتُ الراحةِ له طاعةٌ، ووقتُ الطاعةِ له راحةٌ }..
والنية لا تُـتْـعِبُ أحدا… فلا تعمل ببلاش!!
ماذا حدث لمن طبق هذه النوايا في السابق؟
يقول أحدهم:
«والله لقد لمست السعادة بعد خروجي من المحاضرة»
إذا أحبك الله أصبحت تبحث عن كل ما يحبه الله لتفعله..
فإذا أحبك الله قد تتفاجأ أن البلاء بدأ يأتيك!
فقد يقول قائل أين المحبة؟
قال صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم.

كيف نجمع بين قوة الثقة بالنفس والتوكل على الله؟

كيف نجمع بين قوة الثقة بالنفس والتوكل على الله؟

الثقة في النفس لا يمكن أن تأتي إلا بعد الثقة في الله تعالى مع حسن التوكل عليه، وقيل في الحكمة (من كان الله معه لا يخيب سعيه، ولا يضل سئله، ومن كان الله معه فمن ذا الذي عليه) بالتأكيد لا أحد، فهل تدري أن مفهوم الثقة في النفس تعني اليقين بأن ما وهبني الله تعالى من نعم متنوعة استخدمها في طاعته ورضاه، كما تعنى الثقة كذلك بأن (ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك) أي أن قدر الله تعالى نافذ لا محالة فما قدر الله تعالى لك أو عليك سوف ينفذ كما أراد الله تعالى ولو أبت الدنيا كلها (لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) . فلن يصيبك من فرح أو ترح من خير أو غيره إلا وهو خير لك في كتاب معلوم، فعلام تهتز ثقتي وفي من تهتز ؟
أمر آخر مهم اهتزاز الثقة ضعف، المؤمن القوي خير وأحب إلى الله، فلا ترتاب في إيمانك ولا في نفسك دون مبرر شرعي، ولا يغلبنك الشيطان فيسول لك اهتزاز الثقة وعدم الجرأة على أنها خور ونكوص، فأحياناً تسمى الأشياء بغير مسمياتها ومنها على سبيل المثال (الحياء) فالحياء من شعب الإيمان ومن الخصال المحمودة ومع ذلك يعده بعض الجهال من الصفات غير المحمودة ويسمونه (عدم ثقة في النفس) أو (عدم جرأة) وهكذا في كثير من الخصال الحميدة .
وقد مدح الله تعالى التوكل والمتوكلين عليه جل وعلا في عشرات المواضع في كتابه الكريم، ويكفيك (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي كافيه ومعينه وناصره ومؤيده فماذا تريد بعد هذا العطاء من الله تعالى، إذن فالتوكل ؟ بأن كل ما يجري لك في الدنيا هو بقدر الله تعالى، فلا يفعل المرء إلا ما يرضي به الله جلا وعلا لأنه لا يصيبه إلا ما يقدره سبحانه، وكمال الثقة بالنفس هي كمال التوكل على الله فلا فرق بينهما في المعنى واللفظ مختلف، والثقة تعني كمال اليقين وحسن التوكل وإيمان راسخ، واهتزازها هو تلاعب الشيطان بها .

الثقة المطلقة يجب أن تكون بالله وحده ولذا يتبرأ الإنسان من حوله وقوته فيقول : لا حول ولا قوة إلا بالله . والثقة إنما تكون بما عند الله من نصر وإعانة ومدد ورزق وتفريج كربات وغير ذلك. وهذا هو شأن الأنبياء والصالحين
الثقة بالنفس: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ
فهذا نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام يقف أما البحر والعدو من خلفه فيقول أصحابه ( إنـّـا لمدركون ) فيرد عليهم بلسان الواثق بنصر الله ( كلا إن معي ربي سيهدين ) فيأتيه الفرج والنصر بالأمر الرباني ( اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يختبئ في الغار فيقف المشركون أمام باب الغار حتى رأوا أقدامهم فيقول أبا بكر رضي الله عنه : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، فقال : ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما . رواه البخاري ومسلم ..
ولِذا قال الله تبارك وتعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) ، وقال عزّ وَجَلّ : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) ..

:أنّ الله عزّ وَجَلّ إذا أراد خُذلان عَبْد وَكَله إلى نَفْسِه . وهذه عُقوبة مِن عُقوبات الذُّنُوب .
قال ابن القيم رحمه الله في ذِكْر عَقوبات الذُّنُوب :فَيُنْسِيه عُيوب نَفْسه ونَقصها وآفاتها ، فلا يَخْطُر بِبَالِه إزالتها وإصلاحها . وأيضا فَيُنْسِيه أمْرَاض نَفسه وقَلبه وآلامها ، فلا يَخْطُر بِقَلْبِه مُدَاواتها ولا السَّعْي في إزالة عِللها وأمراضها التي تؤول بها إلى الفساد والهلاك ؛ فهو مَريض مُثْخَن بِالْمَرَض ،ومَرَضُه مُتَرَامٍ به إلى الـتَّلَف ولا يَشْعُر بِمَرَضِه ولا يَخْطُر بِبَالِه مُداواته . وهذا من أعظم العقوبة للعامة والخاصة . فأيّ عقوبة أعظم من عقوبة مَن أهْمَل نَفْسَه وضَيَّعَها ونَسِي مَصَالِحَها وداءها ودَواءها ، وأسباب سعادتهما وصلاحها وفلاحها وحياتها الأبدية في النعيم المقيم .