أعاني من الوساوس وكثرة اللغو والغيبة والكسل، فكيف أتخلص من كل ذلك؟

أعاني من الوساوس وكثرة اللغو والغيبة والكسل، فكيف أتخلص من كل ذلك؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، ولدي أطفال -والحمد لله-، كثيرة اللغو والكلام والإلحاح في الكلام ليلاً ونهاراً، وأتكلم مع نفسي كأنني أكلم أحداً، وشاردة الذهن دائماً، وعندما أتحدث مع أحد أتحدث بعصبية، ودائمة الخمول والكسل في أشغال البيت، ولا أهتم بأطفالي وبيتي، وكثيرة الغيبة، والثرثرة مع الناس -أهلي وأقربائي-.

وفي بعض الأحيان تأتيني وساوس في عقلي، بحيث أتعبتني هذه الحالة، وأريد أن أكون امرأة مهتمة بزوجي وأطفالي وبيتي، وأتوجه لذكر الله والعبادات، لكن لا أقدر بسبب حالتي هذه التي تمنعني من الذكر إلا قليلاً.

حتى صلاتي أصليها مستعجلة وشاردة الذهن، وأتثاءب عند قراءة القرآن ويأتيني النعاس، علماً أنني من قبل كنت كثيرة الذكر لله، وأؤدي النوافل والطاعات لله بعكس الآن، ما هو العلاج لحالتي؟ بحيث يجعلني هادئة وأعصابي مسترخية، وأبتعد عن الكلام الفارغ، ويذهب عني الكسل والخمول وكثرة الثرثرة والغيبة والوسواس، وأتوجه لله بالذكر والعبادة والاهتمام ببيتي وأطفالي، وبارك الله فيكم، وزادكم إيماناً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر تواصلك مع إسلام ويب، وأشكر لك -أيتها الفاضلة الكريمة- ملاحظاتك الدقيقة حول ذاتك، لأن معظم الذين يثرثرون قد لا يكونون على وعي وبصيرة بعلتهم.

أنا أقول أن الذي يحدث لك هذا هو نوع من الطبائع أو السمات المرتبطة بشخصيتك، والذي يظهر لي أنك قلقة بطبعك وأصبحت الثرثرة، وكثرة الكلام متنفساً أساسياً بالنسبة لك، وقطعاً الإنسان حين يثرثر يصاب بنوع من الإجهاد، والإجهاد يؤدي إلى التكاسل بمعنى أن معظم طاقتك النفسية الإيجابية تفرغ في الثرثرة وكثرة الكلام والإلحاح في الكلام، وهذا قطعاً له تبعات سلبية تؤدي إلى تكاسلك من العبادة ومن عمل ما هو جيد، وينمو عندك الفكر الوسواسي كما تفضلت، فكرة من هنا وفكرة من هناك، إلحاح هنا وإلحاح هناك، هذا كله -أيتها الفاضلة الكريمة- ناتج من القلق النفسي.

الذي أراه أنك مدركة لعلتك، وأول ما أنصحك به هو حسن إدارة الوقت، حسن إدارة الوقت سوف تجعلك إنسانة منضبطة جداً لإدارة بيتك، الالتزام بعباداتك، تواصلك الاجتماعي، واحرصي دائماً على النوم الليلي المبكر، هذه الخطوة الأولى، الخطوة الثانية لغو الكلام قطعاً ليس أمراً محبباً، تذكر الضوابط الشرعية في هذا السياق حول اللغو حول الغيبة حول البهتان وأن يجعل الإنسان نبراساً له في حياته، أي هذا التذكر هذا في حد ذاته يحجم النفس ويكبحها ويجعل الإنسان يتجنب فعل هذه الأخطاء وارتكاب هذه الذنوب.

نقطة ثانية أنصحك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين ممتازة وفيها متنفس عظيم للنفس، فارجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم(2136015) وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى- ما يفيدك تماماً.

أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تنضمي لأحد مراكز تحفيظ القرآن، أو كوني مجموعة من النساء في حيك، ويمكن أن تكون هذه التلاوة في البيوت، تلاوة القرآن سوف تعلمك الإنصات ولو تكلمت سوف تتكلمين فيما هو مفيد، فاحرصي على ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة-، مارسي أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، هذا سوف يجدد طاقتك، وأنا نصحتك بالنوم المبكر، هذا يزيل عنك الكسل، وعليك بالدعاء -أيتها الفاضلة الكريمة-.

هنالك دواء بسيط جداً يعرف باسم فلونكسول -إن شاء الله تعالى- يزيل عنك القلق، يساعدك في الانضباط الكلامي، وأن تكوني مستمعة جيدة، جرعة الفلونكسول هي حبة في الصباح وحبة في المساء، قوة الحبة هي نصف مليجرام تناوليها لمدة شهرين ثم اجعليها حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين أيضاً ثم توقفي عن تناول الدواء.

نقطة أخير أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تقومي بإجراء الفحوصات الطبية العامة، تأكدي من نسبة الدم لديك وكذلك وظائف الغدة الدرقية؛ لأن عجز الغدة الدرقية يضعف الهيموجلوبين كثيراً مما يؤدي إلى الإجهاد النفسي والجسدي والكسل، سوف أحول استشارتك هذه إلى أحد الإخوة المشايخ الأكارم ليحدثك عن الغيبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
—————————————————————-
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-
تليهل إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
—————————————————————-
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يعافينا وإياك من كل مكروه، ونشكر لك (أولاً) – أيتها الكريمة – إنصافك من نفسك، وانتقادك لنفسك لهذه الدرجة من الوضوح، وقد قدَّم لك أخونا الفاضل الدكتور محمد – جزاه الله خيرًا – جملة من النصائح المهمة الرائعة، نأمل -إن شاء الله تعالى- أن تأخذيها مأخذ الجِدَّ وتعملي بها.

ونحن نزيدك هنا من الجانب الشرعي أمورًا:
أولها: ما يعينك على التخلص من الكلام الذي يُسخط الله تعالى عليك كالغيبة ونحوها من الكلام، وسبيل ذلك وطريق التخلص منه أن تعرفي وتعلمي علم اليقين أن الإنسان مؤاخذ بكل كلام يقوله، كما قال الله تعالى: {ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد}.

وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة من حركة اللسان وإلقاء الكلام على عواهنه من غير حساب، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغتْ فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظُنُّ أن تبلغ ما بلغتْ فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة)[رواه ابن حبان في صحيحه].

كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن الناس إنما يُسحبون على وجوههم ويلقون في النار يوم القيامة بسبب ألسنتهم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (وهل يَكبُّ الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).

فهذه الأحاديث ونحوها تبيِّن لنا عاقبة الكلام، وإن كان يستصغره الإنسان ويظن أنه سهلاً يسيرًا، لكن عواقبه وخيمة، وكما قال الله عز وجل: {وتحسبونه هيِّنًا وهو عند الله عظيم}، فتذكرك لهذا المعنى سيحجزك ويمنعك من كثير من الكلام الذي تقولينه.

الأمر الثاني: الصحبة والرُّفقة، فإن الإنسان يتأثر بمن يُجالسونه، وكما يقول الحكماء: (الصاحب ساحب)، فاحرصي على صحبة الخيِّرات من النساء.

الأمر الثالث: تجنب الفراغ، فحاولي أن تشغلي نفسك بما يعود عليك بالنفع في أمر دينك أو أمر دنياك، لا تدعي نفسك فارغة بلا عمل، والأعمال كثيرة.

لا شك ولا ريب – أيتهَا الأخت الكريمة – أنك تحتاجين إلى قدر كبير من الصبر على مجاهدة النفس لإحداث هذا التغير في أخلاقك وسلوكك، ولكن الله تعالى سيتولى عونك، فإذا علم منك الصدق والرغبة في التغيُّر والتحويل، فإنه سيمدُّك بالعون، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

نوصيك – أيتهَا الفاضلة – بأن تُكثري من الأذكار، لا سيما الأذكار الموظفة في الصباح والمساء وعند النوم والاستيقاظ ودخول الخلاء والخروج منه، كما نوصيك باستعمال الرقية الشرعية، فإن الرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل، فأكثري من قراءة الفاتحة وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، الآيتين الأخيرتين منها، والمعوذات، وقل هو الله أحد، أكثري من قراءة ذلك في كفيك، وامسحي بها جسدك، واقرئيه في ماء واشربي الماء، فإن ذلك ينفعك -بإذنِ الله تعالى-، وتحصنين به نفسك من المكروه.

نسأل الله أن يتولى عونك.

منقووووووووووول

أحببت شاباً أبعدني عن الدين وزرع الوساوس في نفسي

أحببت شاباً أبعدني عن الدين وزرع الوساوس في نفسي
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تربت على العبادة وحب الدين منذ صغري، فأنا مداومة على الصلاة، وقراءة القرآن، واستمر الحال هكذا حتى التحقت بالجامعة، فأحببت شاباً، ولكنني الآن أكرهه كثيراُ، فقد ابتعدت عن الدين شيئاً فشيئاً بسببه، وأصبحت أقطع الصلاة، وأصبحت دائمة التذمر من كل أمر لا يعجبني، وأدمنت سماع الموسيقى والأغاني، وفي بعض الأحيان أقوم بسب الدين – والعياذ بالله -.

بعد ذلك تبت إلى الله، وافترقنا – بفضل الله -، وأصبحت منذ ذلك الوقت أداوم على الصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وأصبحت دائمة التوكل على الله في كل أمور حياتي، ولكنني كلما تقربت إلى الله، ازدادت الوساوس في نفسي، فهي وساوس متعلقة بالدين، وأصبحت أحدث نفسي بأمور لا يمكنني ذكرها، فهذه الوساوس تجتاحني دون رحمة، وكلما حاولت إيقافها أجدها تندفع نحوي بشكل أكبر.

أنا خائفة جداً من غضب الله، هل ما يحدث لي هو غضب من الله؟ أم أن توبتي لم تقبل؟ أصبحت لا أشعر بلذة العبادة كما السابق.

معدلي الجامعي من سيء إلى أسوأ، على الرغم من أنني أبذل كل جهدي لرفعة، وأسهر ليلاً للدراسة وللامتحانات، وأفوض كل أموري لله تعالى، فهو مدبر كل عسير، وهو ميسر كل حزن وكل صعب، فأنا واثقة بالله تعالى، ولكنني أخاف أن يكون عدم توفيقي وانخفاض معدلي بسبب غضب الله مني.

أرجوكم لا تلوموني على ابتعادي عن الله، أتمنى لو أنني توفيت حينما كنت صغيرة، حتى لا أبتعد عن ربي.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: لن نلومك على ما مضى منك مما تكرهين يا روان، وثقي أن الله إذا أحب عبداً أتى به، وعودتك إلى الله دليل محبة الله لك، فلا تجزعي، ولا تخافي، واحمدي الله أن رزقك قلباً صالحاً.

ثانياً: الله قريب مجيب الدعوات – يا ابنتي -، يقبل توبة العبد على ما كان منه، هو أقرب إليه منه، إذا تقربت إليه شبراً، تقرب إليك ذراعاً، استمعي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول : ((إن الله – عز وجل – يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))، لأن الله يريد لنا الخير، ويريد التوبة علينا، وقد قال تعالى جل شانه: {قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}، والتعبير بقوله جل شانه: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، يدل على سعة رحمة الله، وعدم يأس المؤمن من رحمة الله جل وعز.

ثالثاً: نبشرك – ابنتنا الكريمة -، مما منه تخافين، فقد ذكرت – حفظك الله – أمر الوسواس، فقلت: (تزداد أحاديث في النفس بأقوال لا يمكن ذكرها – والعياذ بالله -، وأحاول إيقافها، ولكن لا أستطيع، إنها تأتي رغماً عني، أنا خائفة من غضب الله)، وهذا أختي يدل على الإيمان، لأنك ببساطة لو كنت راضية عن هذا القول ما خشيت شيئاً، غضبك مما قيل دليل على أنه ليس منك، والله لن يحاسبك عليه، واستمعي إلى هذا الحديث جيداً، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب
النبي – صلى الله عليه وسلم -، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان"، والمعنى أن كراهية هذه الوساوس، وبغضها، والنفور منها، هو صريح الإيمان.

رابعاً: بالنسبة لمعدلاتك النازلة في الجامعة، قد تكوني مجتهدة، وقد تكوني متفرغة بجسدك، لكن المذاكرة تحتاج إلى ثلاثة أمور :
1- فراغ الذهن تماماً.
2- الجد والاجتهاد في التحصيل.
3- حسن الظن بالله، مع التوكل عليه.

اجتهدي مرة أخرى، وخلصي ذهنك من بقايا ما فيه، ومن القلق الذي بداخلك، وثقي أن الله يحبك، كرري هذه الكلمة (الله يحبني)، والدليل على ذلك أنه أرجعك مرة أخرى إلى تدينك وصلاتك.

وأخيراً: الخشوع في الصلاة يحتاج إلى دعاء، واستحضار القلب، وكثرة ذكر لله جل شأنه.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، وأن يبشرك بالخير، والله المستعان.

منقووووووووووول

أريد علاجا يخلصني من القلق والوساوس والأفكار السلبية

أريد علاجا يخلصني من القلق والوساوس والأفكار السلبية
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور الفاضل: حفظك الله.

أعاني منذ زمن من قلق، ووسواس، وأفكار سلبية، وتوتر، وخوف من الناس بشكل فضيع، وهو ما أعاقني في حياتي اليومية، حيث إني أواجه الخوف بصعوبة شاقة، ولكن عند مواجهتي في أي مشكلة مع شخص ما؛ أحس بتسارع دقات قلبي، وبخوف، وباحمرار الوجه، وعدم ابتلاع الريق، ومع ذلك أواجه خوفي.

ما أطلبه من سيادتك أن تقرر لي علاجا شافيا بإذن الله، وكم هي مدة استخدام العلاج؟ وهل -لا قدر الله- ستحدث انتكاسة عند ترك الدواء؟

علما أن عمري الآن 18سنة.

وفي الأخير أوجه شكري وتقديري لك، ولكل من ساهم في هذا الموقع الجميل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الهاشمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس كل أنواع القلق أو الوسواس أو الأفكار السلبية أو المخاوف تتطلب العلاج الدوائي، أضف إلى ذلك أنك صغير نسبيًا في السن، فأريدك أن تلجأ للأساليب السلوكية العادية والبسيطة جدًّا لمواجهة هذا القلق، وهذا الخوف وكذلك الوساوس.

أولاً: لا تبنِ انطباعًا بأن حياتك أصبحت مُعاقة نسبةً لوجود هذه الأعراض، لا، أنت أقوى من ذلك، وأنت أثبت من ذلك.

ثانيًا: دائمًا استدرك أن القلق طاقة نفسية مُحرّكة للإنسان إذا استغلها بصورة إيجابية، والوسواس إذا كانت بصورة معقولة أيضًا تجعلنا منضبطين جدًّا في حياتنا، والخوف أيضًا هو الواقي لنا أو الذي يُحفزنا لحماية أنفسنا، لكن يجب ألا يتعدَّى ما هو مطلوب.

فيا أيها الفاضل الكريم: صحح مفاهيمك، قل لنفسك (ليس من الضروري أن أكون قلقًا أكثر من اللزوم، نعم أحتاج لدرجة من الخوف ومن الوسواس، لكن ليس بهذه الطريقة، إذًا سوف آخذ ما هو إيجابي من قلق وخوف ووسواس وأرفض ما هو سلبي).

ثالثًا: اجعل لحياتك هدفًا، الفراغ الذهني والفراغ الزمني أكبر مصيبة في زماننا هذا، هي التي تؤدي إلى توتر الناس وقلقهم ووساوسهم، وأنت والحمد لله تعالى حباك الله بطاقات نفسية وجسدية عظيمة في هذا العمر، فكن حيًّا، وكن قويًّا، وكن ملتزمًا بحسن إدارة وقتك.

الاجتهاد في الدراسة، مساعدة الأسرة، الحرص على صلواتك في المسجد، الرفقة الطيبة، ممارسة الرياضة؛ هذا كله -أيها الفاضل الكريم-يجعلك حقيقة تحسُّ بقيمتك، ويُبعدك عن الخوف والوسواس.

هنالك تمارين تُسمى بتمارين الاسترخاء، مفيدة جدًّا، خاصة بالنسبة للذين تأتيهم المخاوف، وتسبب لهم احمرار الوجه، وصعوبة في بلع الريق كما يحدث لشخصك الكريم.

طبق هذه التمارين، وهنالك تمارين التنفس الاسترخائية المتدرجة، وهنالك تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها واسترخائها، هذه تمارين متميزة، وتقوم على أسس علمية، فأرجو أن ترجع لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) وتأخذ الإرشادات الواضحة بذاتها من خلال هذه الاستشارة، وتطبقها صباحًا ومساءً لمدة شهر على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تطبقها عند الحاجة أو اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

نزول قطرات بعد التبول أصابتني بالوساوس والضيق

نزول قطرات بعد التبول أصابتني بالوساوس والضيق
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من مشكلة، وهي أني بعد التبول- أعزكم الله سبحانه- تنزل بعض قطرات البول، مما يسبب لي ضيقًا شديدًا، خاصة بعد أن أجدها سواء بعد الصلاة أو أثناءها، مما يجعلني أعيد الصلاة، ولكن -ولله الحمد- شفاني الله تعالى، لكن صار الأمر لي الآن حوالي سنة بعد التبول تبقى قطرات بسيطة، فأقوم بعصر القضيب، والتجفيف بالمناديل، والغسل بالماء، والقيام والجلوس لحين أتأكد من انقطاع تلك القطرات، فأغسل بالماء وأخرج، لكن الأمر يسبب لي ألمًا كبيرًا، كذلك تأخري لوقت كبير في الحمام.

قرأت قبل ذلك على الموقع أنه لا يلزمني عصر القضيب، لكني أخاف من أن تنزل قطرات بول في ثيابي، فتمنعني من الصلاة، خاصة أن معظم وقتي خارج البيت في العمل، أو أن أعود للوساوس والضيق، فماذا أفعل؟

عملت تحليل ووجدت عندي أملاح أوكسالات، وأخذ إبيماج فوار، لكني لا أستطيع أن أستمر أو أضبط جرعة الفوار، ولا أعلم هل هناك أقراص تستخدم في علاج الاوكسالات؟ كذلك أخبرني طبيب أن عندي غازات كثيرة في البطن، ورمل على الكلى.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء.

ما قرأته -أيها الحبيب- أو سمعته من عدم وجوب عصر القضيب كلام صحيح، ولا سيما إذا كان يؤدي ذلك إلى حصول ألم كبير -كما ذكرت في كلامك-، أو أنه يجرك إلى الوقوع في شِراكِ الوسوسة، ففي هذه الحالات ننصحك بأن تتجنب هذا السلوك.

الواجب عليك شرعًا بعد انقطاع البول أن تغسل المحل لإزالة النجاسة، ولا تلتفت بعد ذلك لمجرد الاحتمال أنه قد خرج منك بول، فإذا تيقنت يقينًا جازمًا كيقينك بأن الشمس موجودة في النهار، ففي هذه الحالة عليك أن تطهر بدنك وثيابك إذا أردت الصلاة.

أما إذا كان الأمر مجرد احتمال – توهم أو شكوك – فلا تلتفت لذلك، ولا علاج أحسن وأمثل يطرد الوسوسة عنك مثل هذا العلاج، وهو الإعراض التام عن هذه الوسوسة.

وننصحك بأن تأخذ بالهدي النبوي في هذا الباب، وهو أن تنضح ثيابك بقليل من الماء بعد الاستنجاء حتى إذا حاول الشيطان أن يوهمك بأنه قد نزل منك بول نسبت ما تجده من الرطوبة إلى ذلك الماء الذي نضحته، فهذا يقطع دابر الوسوسة ويُبعد عنك الشيطان.

وإذا سلكت هذا الطريق فإنه سيزول عنك ما تعانيه -بإذن الله تعالى- وقد قرَّر كثير من العلماء – كما ذكر ابن تيمية وغيره – أن عصر القضيب ونحو ذلك من الحركات التي يقوم بها بعض الناس بدعة مُحدثة ليست من الدين، كما قرروا أيضًا بأن الذكر طبيعته أنه يُدِرُّ البول كلما حاول الإنسان عصره واستخراج ما فيه، ولذلك قالوا: (هو كالضرع، إن تركته قَر، وإن حلبته دَر).

فيسعك إذًا أن تفعل بهذه الوصايا التي أوصيناك بها.

أما إذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه قد تساقط شيء من البول، ففي هذه الحالة الواجب عليك – عند أكثر العلماء – أن تطهر بدنك وثيابك قبل الصلاة، ويرى بعض العلماء أنه إذا كان هذا شيء دائم معك – أي يأتيك كل يوم – وينزل البول بغير اختيارٍ منك، فهذا يعُدُّونه ضمن الحالات التي يتعسَّر التحرز منها، فيُفتي فقهاء المالكية بأنه لا يجب غسل هذه النجاسة للمشقة، فإذا وجدت الأمر شاقًا عليك وانطبقت عليك هذه الصفة فإنه يسعك الأخذ بقول هؤلاء الفقهاء حتى يمُنَّ الله عز وجل عليك بالشفاء والعافية.

ولكنا لا نرى أنك في حاجة إلى كل هذا، فإن مجرد الشكوك والاحتمالات ستزول عنك -بإذن الله تعالى- إذا اتبعت ما وصفناه لك.

نسأل الله أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء.

وأما الناحية الطبية فسيتولى أحد الأخوة الأطباء إرشادك إلى ما ينفعك بإذنِ الله.
_______________________________

انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية، وتليها إجابة د. أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية:

بالنسبة للأوكسلات ورمل الكلى، فعليك بالإكثار من شرب الماء الذي يؤدي إلى إذابة الأملاح، وأما غازات البطن فيفضل الإكثار من تناول الخضراوات الطازجة، والتقليل من أكل المطاعم, واستخدام أقراص ديسفلاتيل ثلاث مرات يوميًا.

أما بالنسبة لقطرات البول فعادة ما تكون بسبب احتقان البروستاتا, ولذلك لا بد من تفادي احتقان البروستاتا الناتج عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو كثرة تأجيل التبول، أو التهاب البروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد، ولا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد.

ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات, أو البورستانورم، أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل: الـ Saw Palmetto، والـPygeum Africanum، والـ Pumpkin Seed فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تمامًا.

والحكم الشرعي للوضوء عند من يعاني من السلس البولي هو الوضوء مع كل صلاة بعد دخول وقتها دون الحاجة لتغيير الملابس, ولكن إذا سيطرت عليك الوساوس، ولم تكتف بالحكم الشرعي فعليك باللجوء إلى طبيب نفسي ليساعدك في تخطي الوساوس.

والله الموفق.

منقووووووووووول

أعاني من الوساوس القهرية فما العلاج المناسب لها؟

أعاني من الوساوس القهرية فما العلاج المناسب لها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ10 أعوام وتحديدًا عام 2024 حدثت لي أشياء غريبة كنت أجهلها، وهي أني كنت أمشي للأمام ثم أرجع للخلف؛ ظنًا مني أني قد مشيت على ورقة بها قرآن أو على خبز أو أرز، وأنا متأكد أنه لا يوجد شيء على الأرض، ثم تطور الأمر إلى أني كنت أشعل المصباح ثم أطفئه، وأصعد على السرير ثم أنزل، وأفتح الباب وأغلقه، وأتأكد من أشياء كثيرة جداً.

كنت إذا صليت أو قرأت قرآنًا أكرر الكلمات، وكنت أخلع ملابسي وألبسها عدة مرات وإذا رأيت منظرًا مثيرًا في التلفاز تأتي على خيالي ناس أقاربي أو جيراني، ثم من توتري كنت لا أستثير، وذهبت في ذلك العام أكشف عند طبيب نفساني؛ فأعطاني أدوية وتناولت أول جرعة ثم نمت، ورميت العلاج ولم أكمله؛ لأني لا أحب الأدوية التي تحدث آثارًا جانبية، ومع ذلك كنت متعايشًا مع هذه الحالة وارتحت عندما عرفت أنها وسواس، وقرأت عنه كثيرًا جدًا حتى أصبحت تقريبًا مثقفًا في هذا الموضوع.

مرت 10 أعوام وفي هذا العام 2024 في رمضان بدأت أحلم بأناس أموات وكنت أخاف جدًا ثم حلمت بأشياء أخرى، فحدثت فخفت أكثر، وقل معدل نومي، وأصبت بأرق وشرود ذهن مستمر بسبب التفكير في هذه الأحلام، وهل تحدث أم لا؟ وأصبحت قلقًا وعندي ملل وخوف من المستقبل، وعدم سعادة وراحة، وعندما أفكر بأشياء مفرحة أو أشغل بالي بشيء آخر تذهب هذه الحالة وأرتاح، وسرعان ما تعود.

أصبح جسدي شغلي الشاغل، أراقب نفسي ودقات قلبي ومنظر يدي وقدمي، وأقيس وزني، كل هذه الأشياء باستمرار، وإذا ركبت سيارة ومشت بسرعة أنظر للطريق وقلبي ينبض بسرعة، وأخاف من أن تحدث حادثة، وغيرها من الأشياء.

كشفت مرة ثانية منذ 3 أشهر بعد رمضان الفائت، ثم قالت لي الدكتورة: إني أعاني من حالة وسواس قهري شديدة، ويجب أن أتعالج من خمس سنوات فاتت، فكتبت لي أدوية أنابرامين، واريببرازول، وكوجنتول، وسيرباس، وكالميبام، ثم اشتريتهم عدا كالميبام؛ لأني قرأت أشياء كثيرة عن أعراضه؛ فقلقت جدًا وقررت ألا أشتريه، وعندما تناولت انابرامين 75 مج نصف حبة، واريببرازول 10 مج حبة، وكوجنتول 2 مج نصف حبة؛ جسمي تصبب عرقًا والنعاس غلبني ولكن ضغطت على نفسي، ولم أنم وخفت، وكنت على وشك القيء، ثم قررت أن لا أتناول هذا الدواء.

المهم ما تشخيص حالتي وما العلاج المناسب لها؟ وهل يمكن أن أتناول سبرالكس؟ وإذا كان ممكناً فما مميزاته واستخداماته؟ وما آثاره الجانبية؟ وما الجرعة التدريجية الممتازة التي أتناولها بحيث -بإذن الله- تعالج الحالة ولا يحدث انتكاسة؟ وما التحاليل التي أجريها أولاً حتى أتأكد أنه لا يوجد شيء عضوي يسبب هذه الأعراض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن نتفق أنك بالفعل تعاني من وساوس قهرية. وساوسك وساوس أفكار تعقبه أفعال، وهي وساوس متشعبة ومطبقة بعض الشيء لكن يمكن علاجها. نحن دائمًا نقول أن التدخل المبكر –أي تدخل العلاج الذي يكون في بدايات المرض– دائمًا يؤدي إلى نتائج رائعة، لكن حتى بالنسبة للذين يتأخرون في التقدم لطلب العلاج والمساعدة يمكن مساعدتهم بشرط الالتزام بالآليات العلاجية.

أيها الفاضل الكريم: الوسواس يحقَّر، والوسواس لا يُناقش، بل يتم الاستخفاف به، وألا تتبعه أبدًا، وأن تبني على اليقين مهما كان الفكر مستحوذًا عليك ومُلحًّا عليك.

الوسواس -أيضًا- تصبح أكثر هشاشة إذا قلل الإنسان من قلقه، وذلك من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، فيا أخي الكريم: إسلام ويب أعدت استشارة حول هذه التمارين، أرجو أن تطلع على هذه الاستشارة وتطبق هذه التمارين كما أوردناها، ورقم الاستشارة هي (2136015).

بالنسبة للعلاجات الأخرى هي علاجات تأهيلية: العمل مهم وضروري، وأنت ذكرت أنك لا تعمل، فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تعمل؛ لأن العمل يجعل شخصيتك أكثر ترابطًا وانفتاحًا وتتطور مهاراتك، فلا تعطي مجالاً أبدًا للفراغ من خلال العمل، فالعمل إضافة إيجابية حقيقية مطلوبة في حالتك حتى لعلاج وساوسك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية التي صُرفت لك هي أدوية ممتازة، لكن يظهر أن الجرعات كانت كبيرة بعض الشيء، وإن كانت سليمة، لكن البدايات دائمًا تكون صعبة لبعض الناس، أي تحمل الدواء.

الدواء ضروري جدًّا، لأن الدواء حقيقة يؤدي إلى تعديل وتنظيم كيمياء الدماغ التي كثيرًا ما تكون مضطربة في أثناء الوساوس القهرية.

أنا أريدك أن تستعمل دواء واحداً، وهو الفلوكستين، والذي يسمى (بروزاك) وفي مصر يوجد منتج يسمى (فلوزاك) ممتاز، وسعره معقول جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة. هذه الجرعة بسيطة جدًّا، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها ثلاث كبسولات في اليوم –أي ستين مليجرامًا– تناول كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلاً، استمر على هذه الجرعة بالتزام وبانضباط لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة كل يوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء (فلوزاك) من الأدوية الممتازة، وغير إدماني، ويعرف عنه أنه بالفعل يقهر الوساوس القهرية، وفي ذات الوقت يُمهّد للإنسان ليكون أكثر ارتياحًا وأقل قلقًا، مما يُتيح لك التطبيق الجيد والملتزم للعلاجات السلوكية والتي هي الداعم الحقيقي للعلاج الدوائي في نفس الوقت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

منقووووووووووول

أحس بأني مفصولة عن الحياة وأعاني من الوساوس الكثيرة ساعدوني

أحس بأني مفصولة عن الحياة وأعاني من الوساوس الكثيرة.. ساعدوني
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم 2222644، وضعي ساء كثيرًا منذ تلك الفترة، دائمًا أفكر في الموت، لا أريد أن أسمع أن أحدًا مات، ولم تقتصر على مجرد فكرة، بل تعدت ذلك، فأتخيل ملك الموت، وأحس أن روحي تنسحب، وضيق في التنفس، ولا أعرف أن أنام، ولا أذاكر أي شيء.

علمًا أن امتحاناتي بعد أسبوع، ولم أذاكر شيئًا، فكرت في الانتحار، ولكني أمسك نفسي، ولم تقتصر على وسواس الموت فقط، بل تعدت لدرجة أني أفكر في الذات الإلهية بكلام سوء، الآن أحس أني لست موجودة؛ لأن أخي يتكلم وهو موجود بجانبي مستيقظ، لكني أراه ميتًا، وأرى نفسي تبكي وأصرخ، أحس أني مفصولة عن الواقع، أحس أنني لست طبيعية كل الأيام مثل بعضها تتكرر.

أنظر للأشياء أحس أنها ليست طبيعية، وأبي لا يريد أن أذهب إلى دكتور نفسي، لذلك اشتريت زولام 25, أريد أن أصرخ دائمًا أبكى بالساعات، وحياتي أصبحت جحيمًا.

أرجو منكم أن تساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من الموت أمر مطلوب، ومن لا يخاف من الموت لا يعرف الحياة؛ لأن الحياة لها نهاية ولا شك في ذلك، والخوف من الموت يجب أن يأخذ النطاق الشرعي المعروف، وهو أن الموت آتٍ، وهو مكتوب على كل إنسان، وأن لكل أجل كتاب، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص من عمره لحظة واحدة.

والأمر الآخر – أيتها الفاضلة الكريمة – هو أن تعيشي حياتك بقوة، أن تعيشي حاضرك بقوة، أن تكوني إنسانة فاعلة، مفيدة لنفسك ولغيرك، لديك برامج، لديك مشاريع، لديك أهداف.

هذا النوع من الفكر السلبي – أي الخوف من الموت بصورة سلبية – يأتي من خلال الفراغ الذهني والزمني، وحين تفقد الحياة معناها عند الإنسان، فارتقي بحياتك.

والمطمئنات الباعثة – وأسميها الباعثة؛ لأنها تبعث الطمأنينة في النفس – هي الصلاة في وقتها، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (أرحنا بها يا بلال)، وبر الوالدين وجدناه على وجه الخصوص من أفضل ما يُطمئن الشباب.

والخوف من الموت الآن هو جزء من المخاوف العامة التي تنتاب الشباب: مشاكل الهوية، مشاكل التعليم، المستقبل، الانتماء، التقتيل الذي نراه في كل مكان، هذا خلق نوعًا من الذعر العام، لذا يجب أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله، وهنا نجد الدوافع المطمئنة.

أنا كممارس في الطب النفسي أصف الأدوية، أقوم بالإرشاد، أعطي العلاج الكهربائي وجميع أنواع العلاجات إذا كان الأمر مطلوبًا، لكن نُفوس الناس لا تطمئن إلا من خلال ذكر الله، هذه حقيقة، وأنا – أيتها الفاضلة الكريمة – لا أُشكك في إيمانك أبدًا، ولا أعتقد أنك شخصية ضعيفة، لا، بل أنت إنسانة جيدة، ولديك الإمكانيات، لكن محتاجة لأن تنطلقي بحياتك بقوة أفضل.

لا تستعملي الزولام – مع احترامي الشديد للطبيب الذي وصفه لك – وإن استعملته لا تتعدي المدة التي وصفها الطبيب لك، لأن هذا الدواء في بعض الأحيان يستلطفه الناس وقد يتعودون عليه.

المخاوف تستجيب بصورة ممتازة لعقار يُعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، شاوري طبيبك حول هذا الدواء، والجرعة التي تحتاجينها جرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولي هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرين يومًا، ثم خمسةَ مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

منقووووووووووول

أزعجتني الوساوس وأثرت على اتزان حياتي!

أزعجتني الوساوس وأثرت على اتزان حياتي!
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة، غير متزوجة، متدينة ومتعلمة، تفوقت في دراستي بامتياز، ولطالما أشاد الناس برزانتي وخجلي المفرط.

أصابتني بعض الوساوس في سن 16، وتطورت هذه الوساوس حتى أصبحت أخاف من قراءة القرآن أو سماعه، أو النظر إلى التلفزيون؛ لما تصوره لي مخيلتي، حتى أنني كنت أخاف النظر إلى الناس، خاصة أهلي؛ لأن وساوسي كانت تقودني لقراءة أفكارهم، وإذا مرض أحدهم كنت أتخيل تطور مرضه، وحتى أتوقع موته، وما كان يقودني للجنون أن ذلك الإنسان بالفعل يموت بعد انقضاء أجله، ولولا إيماني بأن الموت بيد الله لكنت لمت نفسي؛ بأنني توقعت شرا، بما فيهم والدي -رحمه الله-.

إضافة إلى كل هذا، انقطعت عن الأكل، بسبب الخوف أن يذهب الأكل إلى مجرى الهواء فأختنق، إلى أن أصابني الضعف الشديد، وفقر الدم الذي لم أعالجه إلى يومنا هذا، وفقدت التركيز في كل شيء، وأصبحتُ لا أفهم الناس عندما يتحدثون إلي، خاصة إذا نصحوني أو حذروني من أمر ما.

أقع في المتاعب فأنسى أن أطلب المساعدة، أو أنسى ما نصحوني أو ما حذروني منه؛ لأنني أتخذ قراراتي بنفسي، من دون أن أحكم عقلي، ومن دون الاستعانة بأحد، لكن كل ذلك يقع رغما عني، فكل تفكيري يتشوش، وأقوم بمشاورة قلبي قبل عقلي، إلى أن تفاقمت مشاكلي، وآذيت من حولي؛ لأنني البنت الكبرى، ومسؤولية البيت ملقاة على عاتقي، والكل يثق بقراراتي، ولا يعلمون أن فؤادي يحترق بسبب مشاكلي النفسية، وها أنا الآن واقعة في دوامة الندم والحسرة.

أنا لم أعد أعرف نفسي، وأقول دائما هل فعلا هذه أنا؟ لأن بعد وقوع الأمر واتخاذي القرار، يتضح لي الأمر، وأصبح أفكر بوضوح، وأتذكر ما نهيت عنه، أو ما نصحت بفعله، هل من تفسير لحالتي، أو أنني أصبحت أبحث عن مبرر لأخطائي بحجة الأمراض النفسية؟ وجزاكم الله كلّ خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالإضافة للوساوس التي أدى إلى شيءٍ من عدم الاستقرار النفسي، ربما تكون أيضًا لديك بعض السمات في شخصيتك، لكن هذه تحتاج للمزيد من الاستقصاء والفحص، لذا أنصحك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي ليقوم بإجراء الفحوصات والاستبيانات الطبية اللازمة، ليصل إلى قرار التشخيص الصحيح، ومن ثمَّ تُوضع لك الآليات والطرق العلاجية، وأنا أحسبُ أن كل الذي تحتاجينه هو بعض مضادات الوساوس والقلق، وأن ترتِّبي حياتك وتجعليها أكثر إيجابية، وأن تفرضي على ذاتك أن تكوني حكيمة وحصيفة في اتخاذ قراراتك، فأنت إنسانة عاقلة مستبصرة، ولا بد أن توازني الأمور، والأمور التي تشتبه عليك.

خذي بالاستخارة فهي أمر عظيم؛ لأن الإنسان يسأل مَنْ بيده الخير أن يجعل ويقدر له الخير في أمرٍ ما.

ليس هنالك ما يدعوك أبدًا للندم، لكن لا تتركي نفسك على هذه الشاكلة، اذهبي واطرقي باب العلاج، فحالتك يمكن أن تُعالج بعد أن يتم التأكد من التشخيص، هذا مهم جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

أعاني من الرهاب الاجتماعي والوساوس، فهل السيروكسات مناسب لي؟

أعاني من الرهاب الاجتماعي والوساوس، فهل السيروكسات مناسب لي؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

جزيل الشكر لكم، وبارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.

أنا شاب عمري 21 سنة، أعاني -كما أنا أخمن- من الرهاب الاجتماعي، مواضيعكم كافية ووافية عن الرهاب -والحمد لله- ولكن أريد أن أطلعكم على بعض مواقف الرهاب التي تنتابني:

1- إذا قال أحد: أنه فقد شيئا أو سُرِقَ؛ ينتابني شعور كما لو كان أنا الذي سرقته، ويبدأ قلبي بالخفقان.

2- عندما أقترب من نقطة تفتيش عسكرية أشعر وكأنني مجرم، وسيقبضون علي، ويرتعش قلبي ويرجف صوتي إذا كلمني الشرطي.

3- يأخذ مني الآخرون حقوقي وأغراضي بالمراوغة والحنكة، ولا يغيب عني ذلك، ولكن دون منعهم أو حتى إشعارهم بذلك، ودون غضب، ولكن بعد ذلك تنتابني نوبات غضب شديد، وإذلال لنفسي، وفقدان الأمل، وكره للحياة.

4- لا أجيد مكالمة الناس، وأسلوب التواصل الاجتماعي؛ مما يزيد اليأس، ويمنعني من التقدم.

5- أغضب بسرعة إن تصرف رجل بعنف معي، وتظهر جميع أعراض الرهاب عندها، رغم أنني أكون قد أوسعته ضربا؛ لكوني متفوقا بدنيا (عذرا للوصف) وأريد ضربه أكثر وأكثر.

6- خجل شديد من حواء، حتى في العمل لاحظت مديرتي ذلك، وأخبرتني أن أحسن نفسي.

7- لا أحلم أبدا في منامي بأي شيء منذ حوالي أربع سنين، كما لم أبك أبدا منذ نفس المدة، رغم معرفتي بفوائد البكاء، فبدأت أشعر بثقل على صدري.

توفي والدي منذ أن كنت رضيعا، وكانت أمي تخاف علي، ومعظم وقتي أقضيه بالمنزل حتى الآن، ربما هذه سبب من مسببات مشكلتي.

أريد أن أبدأ بأخذ دواء سيروكسات، ولكن فقط سيروكسات 20 ملغ متوفر هنا في لبنان، ولا أريد أن أزور طبيبا نفسيا؛ لأن الجلسة تكلف غاليا، وأنا ذو دخل محدود، فأرجوكم تحديد جرعتي من السيروكسات أو أي دواء آخر تنصحوني به.

كتب الله أجركم، وبارك بكم، أحبائي في الله.

والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع، وأنا أثمِّن حُسن اطلاعك على ما تُقدِّمه الشبكة الإسلامية، وقد استعرضتُ بتأنٍّ شديد النقاط السبعة التي أوردتها، والتي تمثِّل ملخصًا لأعراضك التي تشتكي منها، وبالفعل أقول لك: أنك تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من الرهاب الاجتماعي ذي الطابع الوسواسي، لأنك حين تكون عُرضة لمواجهات تأتيك مخاوف، لكن هنالك استباق فكري ووسواسي، وهذا قد يُفسِّر أعراضك الأخرى أيضًا من حيث الخجل، والتجنب، وإن شاء الله تعالى حالتك بسيطة أيها الأخ الفاضل الكريم.

أنا أريدك أن تطبق كل النصائح التي نذكرها في إسلام ويب حول أهمية العلاج السلوكي، والذي يقوم على مبدأ تحقير الخوف والوساوس، والقيام بعمل الضد، وتطوير الذات اجتماعيًا، وهذا ممكن جدًّا أيها الفاضل الكريم، والرياضة يجب أن تأخذ حيزًا في حياتك، كذلك تمارين الاسترخاء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أتفق معك تمامًا أن الزيروكسات دواء رائع، دواء ممتاز، ونصيحتي ووصيتي لك هو أن تأخذه بالترتيب الذي سوف أذكره لك؛ لأن الالتزام بالجرعة يُعتبر أحد المفاتيح الجوهرية ليؤدي الدواء فعاليته، ويتحصَّل الإنسان على الفائدة التي يرجوها منه.

ابدأ في تناول الدواء بجرعة عشرة مليجرام –أي نصف حبة– يوميًا، تناولها بعد الأكل، يمكنك أن تتناولها نهارًا أو ليلاً، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين –أي أربعين مليجرامًا– وهذه جرعة علاجية محترمة جدًّا وفاعلة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة (عشرين مليجرامًا) تناولها يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة مرة ة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بهذه المنهجية نكون قد أوضحنا لك الجرعة التمهيدية، ثم الجرعة العلاجية، ثم جرعة الاستمرارية والوقاية، ثم جرعة التوقف التدريجي.

هذا مطلوب جدًّا في علاج باروكستين، لأنه دواء بالرغم من أنه فعّال وممتاز إلا أنه قد يسبب آثارًا انسحابية إذا لم ينتظم الإنسان في الجرعات، أو تعجَّل في التوقف عنه دون تدريج.

أيها الفاضل الكريم: الدواء ربما يفتح شهيتك نحو الطعام، هذا يحدث في حوالي ثلاثين بالمائة من الناس، فكن حذرًا حتى لا يزيد وزنك، وحاول أن تمارس الرياضة، ففيها فائدة كبيرة جدًّا كما ذكرت لك. والدواء أيضًا بالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، وبالنسبة لغير المتزوجين الذين لا يُمارسون العادة السرية ربما يقل عندهم الاحتلام نسبيًا، لكن الدواء قطعًا لا يؤثِّر على هرمون الذكورة عند الرجل، أو المقدرة على الإنجاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

أعاني من الوساوس والخوف بلا سبب !!

أعاني من الوساوس والخوف بلا سبب !!
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي منذ طفولتي عندي وساوس وخوف بدون سبب، لكن كنت أتجاهل، وأحاول أن أعيش حياتي، لكن منذ عام زادت علي الوساوس بدون سبب، وشعرت بخوف لدرجة الفزع، وبقيت أبكي، خوف فظيع، ووسواس متواصل، وأفكار غريبة ورهيبة وبدون سبب.

ذهبت للطبيب، فوصف لي (سروكسات سي ار 25 مجم، وامبريد، وبروزام) لكن حالتي زادت سوء، فغير لي الطبيب العلاج، وأعطاني (ستاتومين 100 قرص، والمادة الفعالة فلوفو كسامين ماليات) صباحا و(اولابكس 5 ملجم) قرصا مساء) و(لامكتال 50) قرصا مساء، و(اكنيتون).

تحسنت تحسنا كبيرا، لكنه لم يدم، يعني الأعراض تأتي بشكل خفيف، فزاد لي جرعة (الاولابكس، ولامكتال) وأصبحت آخذ قرص (لامكتال 100 ملجم) مساء، وقرص (اولابكس 10 ملجم) مساء، فتحسنت حالتي تحسنا أكبر، ثم خفض لي الجرعة، وبقيت أمشي على الجرعة القديمة.

المشكلة أن موعدي كان الشهر الماضي، وهو مسافر، فهل أوقف العلاج من نفسي؟ أم أنتظر عودته؟ فقد تحسنت تحسنا كبيرا.

وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف يمكن أن تُعالج، الوساوس يمكن أن تُعالج، الإنسان يستطيع أن يتغيَّر ولا شك في ذلك، والخوف والوسوسة تُعالج من خلال التحقير، وأن يعيش حياته بقوة وبفعالية، وألا تترك أي مجال للفراغ، لا الفراغ الذهني ولا الفراغ الزمني، واجعل حياتك فعّالة: أكثر من التواصل الاجتماعي، مارس الرياضة، طوّر من ذاتك… هذه علاجات مهمة وأساسية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية كثيرة ومتشابهة ومتشابكة في ذات الوقت، لا أنصحك أبدًا بالتوقف عن الأدوية إلا بعد استشارة طبيبك، استمر عليها، والمتابعة مع الأطباء مهمة، خاصة إذا كان الإنسان يتناول أكثر من دواء، وخيارات الأدوية أصبحت الآن كثيرة جدًّا، وأنا دائمًا أحتِّم على المتابعة، المتابعة ضرورية.

الإنسان إذا زار طبيبه مرة كل ثلاثة أشهر هذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير جدًّا، لأن مقابلة الطبيب –خاصة الطبيب الثقة– تُدعم من الآليات العلاجية، يعني أن هنالك قيمة غير محسوسة تدفع العلاج عندما يقابل الإنسان الطبيب، وأيضًا المقابلة فيها فرصة جيدة لتطرح أي أسئلة تدور بُخلدك، تطرحها على طبيبك، وفي ذات الوقت تتلقى الإرشاد اللازمة، وتوضع لك الخطة اللازمة لتخفيف الأدوية حتى تتوقف عنها تدريجيًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

أحببت شاباً أبعدني عن الدين وزرع الوساوس في نفسي

أحببت شاباً أبعدني عن الدين وزرع الوساوس في نفسي
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تربت على العبادة وحب الدين منذ صغري، فأنا مداومة على الصلاة، وقراءة القرآن، واستمر الحال هكذا حتى التحقت بالجامعة، فأحببت شاباً، ولكنني الآن أكرهه كثيراُ، فقد ابتعدت عن الدين شيئاً فشيئاً بسببه، وأصبحت أقطع الصلاة، وأصبحت دائمة التذمر من كل أمر لا يعجبني، وأدمنت سماع الموسيقى والأغاني، وفي بعض الأحيان أقوم بسب الدين – والعياذ بالله -.

بعد ذلك تبت إلى الله، وافترقنا – بفضل الله -، وأصبحت منذ ذلك الوقت أداوم على الصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وأصبحت دائمة التوكل على الله في كل أمور حياتي، ولكنني كلما تقربت إلى الله، ازدادت الوساوس في نفسي، فهي وساوس متعلقة بالدين، وأصبحت أحدث نفسي بأمور لا يمكنني ذكرها، فهذه الوساوس تجتاحني دون رحمة، وكلما حاولت إيقافها أجدها تندفع نحوي بشكل أكبر.

أنا خائفة جداً من غضب الله، هل ما يحدث لي هو غضب من الله؟ أم أن توبتي لم تقبل؟ أصبحت لا أشعر بلذة العبادة كما السابق.

معدلي الجامعي من سيء إلى أسوأ، على الرغم من أنني أبذل كل جهدي لرفعة، وأسهر ليلاً للدراسة وللامتحانات، وأفوض كل أموري لله تعالى، فهو مدبر كل عسير، وهو ميسر كل حزن وكل صعب، فأنا واثقة بالله تعالى، ولكنني أخاف أن يكون عدم توفيقي وانخفاض معدلي بسبب غضب الله مني.

أرجوكم لا تلوموني على ابتعادي عن الله، أتمنى لو أنني توفيت حينما كنت صغيرة، حتى لا أبتعد عن ربي.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: لن نلومك على ما مضى منك مما تكرهين يا روان، وثقي أن الله إذا أحب عبداً أتى به، وعودتك إلى الله دليل محبة الله لك، فلا تجزعي، ولا تخافي، واحمدي الله أن رزقك قلباً صالحاً.

ثانياً: الله قريب مجيب الدعوات – يا ابنتي -، يقبل توبة العبد على ما كان منه، هو أقرب إليه منه، إذا تقربت إليه شبراً، تقرب إليك ذراعاً، استمعي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول : ((إن الله – عز وجل – يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))، لأن الله يريد لنا الخير، ويريد التوبة علينا، وقد قال تعالى جل شانه: {قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}، والتعبير بقوله جل شانه: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، يدل على سعة رحمة الله، وعدم يأس المؤمن من رحمة الله جل وعز.

ثالثاً: نبشرك – ابنتنا الكريمة -، مما منه تخافين، فقد ذكرت – حفظك الله – أمر الوسواس، فقلت: (تزداد أحاديث في النفس بأقوال لا يمكن ذكرها – والعياذ بالله -، وأحاول إيقافها، ولكن لا أستطيع، إنها تأتي رغماً عني، أنا خائفة من غضب الله)، وهذا أختي يدل على الإيمان، لأنك ببساطة لو كنت راضية عن هذا القول ما خشيت شيئاً، غضبك مما قيل دليل على أنه ليس منك، والله لن يحاسبك عليه، واستمعي إلى هذا الحديث جيداً، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب
النبي – صلى الله عليه وسلم -، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان"، والمعنى أن كراهية هذه الوساوس، وبغضها، والنفور منها، هو صريح الإيمان.

رابعاً: بالنسبة لمعدلاتك النازلة في الجامعة، قد تكوني مجتهدة، وقد تكوني متفرغة بجسدك، لكن المذاكرة تحتاج إلى ثلاثة أمور :
1- فراغ الذهن تماماً.
2- الجد والاجتهاد في التحصيل.
3- حسن الظن بالله، مع التوكل عليه.

اجتهدي مرة أخرى، وخلصي ذهنك من بقايا ما فيه، ومن القلق الذي بداخلك، وثقي أن الله يحبك، كرري هذه الكلمة (الله يحبني)، والدليل على ذلك أنه أرجعك مرة أخرى إلى تدينك وصلاتك.

وأخيراً: الخشوع في الصلاة يحتاج إلى دعاء، واستحضار القلب، وكثرة ذكر لله جل شأنه.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، وأن يبشرك بالخير، والله المستعان.

منقووووووووووول